شعر الركب و الإبطين

 إن المنانية و أشباههم حين أجهدوا في عيب الخلقة و العمد عابوا الشعر النابت على الركب و الإبطين و لم يعلموا أن ذلك من رطوبة تنصب إلى هذه المواضع فينبت فيها الشعر كما ينبت العشب في مستنفع المياه أ فلا ترى إلى هذه المواضع أستر و أهيأ لقبول تلك الفضلة من غيرها ثم إن هذه تعد مما يحمل الإنسان من مؤنة هذا البدن و تكاليفه لما له في ذلك من المصلحة فإن اهتمامه بتنظيف بدنه و أخذ ما يعلوه من الشعر مما يكسر به شرته و يكف عاديته و يشغله عن بعض ما يخرجه إليه الفراغ من الأشر و البطالة