لون السماء و ما فيه من صواب التدبير

فكر في لون السماء و ما فيه من صواب التدبير فإن هذا اللون أشد الألوان موافقة و تقوية للبصر حتى أن من صفات الأطباء لمن أصابه شي‏ء أضر ببصره إدمان النظر إلى الخضرة و ما قرب منها إلى السواد و قد وصف الحذاق منهم لمن كل بصره الاطلاع في إجانة خضراء مملوءة ماء فانظر كيف جعل الله جل و تعالى أديم السماء بهذا اللون الأخضر إلى السواد ليمسك الأبصار المتقلبة عليه فلا ينكي فيها بطول مباشرتها له فصار هذا الذي أدركه الناس بالفكر و الروية و التجارب يوجد مفروغا منه في الخلقة حكمة بالغة ليعتبر بها المعتبرون و يفكر فيها الملحدون قاتلهم الله أنى يؤفكون