الثالث علي بن الحسين عليه السلام وهو أمور

1 - لقيه عبد الملك بن مروان في الطواف، فقال له: ما يمنعك أن تصير إلينا لتنال من دنيانا؟ فبسط رداءه وقال: اللهم أره حرمة أوليائك، فإذا رداؤه مملوء درا فقال: من يكن هذه حرمته عند الله لا يحتاج إلى دنياك ثم قال: اللهم خذها فلا حاجة لي فيها.

2 - كتب الحجاج إلى عبد الملك: إن أردت أن يثبت ملكك فاقتل علي بن الحسين، فرد عليه: جنبني دماء بني هاشم، وبعث بالكتاب إليه سرا فجاء النبي صلى الله عليه وآله في النوم إلى علي بن الحسين وأعلمه فكتب إلى عبد الملك: إنه قد شكره الله لك، وثبت به ملكك، وزاد في عمرك، فلما قرأه وجد تاريخ الكتاب واحدا.

3 - نازعه ابن الحنفية في الإمامة فتحا كما إلى الحجر الأسود فشهد لزين العابدين بالإمامة وفرض الطاعة عليه وعلى الخلق أجمعين.

وقيل: إن ابن الحنفية إنما أراد بذلك إزاحة شكوك الناس في ابن أخيه.

4 - أقبلت إليه ظبية مستأنسة، وشكت أن الصياد أخذ ابنها ولم ترضعه فدعا عليه السلام بالصياد وأقسم عليه ليرده فلما رأته حمحمت وجرت دمعتها، وقالت:

أشهد أنك من أهل بيت الرحمة وأن بني أمية من أهل بيت النقمة.

5 - قعد مع جماعة يأكل فأتى ظبي وشكى إليه الجوع، فقال له: ادن فكل معنا، فوضع رجل يده على ظهره فنفر، فقال عليه السلام: لا بأس عليك فرجع وأكل.

6 - كان أبو خالد الكابلي يخدم ابن الحنفية ويعتقد إمامته، فناشده يوما

الصفحة 181 

أنت الإمام؟ فقال: الإمام زين العابدين وأرشده إليه، فلما أتاه قال: مرحبا بك يا كنگر! فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى عرفت إمامي، هذا ما سمتني به أمي، ولم يعرفني به أحد إلى يومي.

7 - قال يوما لأبي خالد: سيجئ غدا شامي ومعه ابنة ومعه ابنة مجنونة، فآته وقل:

أنا أعالجها بعشرة آلاف على أن لا يعود إليها أبدا، فإنه يضمن لك ثم يغدر بك فأتى الرجل فجاء إليه أبو خالد وقاطعه وعاد إلى الإمام فقال له: خذ بأذنها اليسرى وقل: يا خبيث يقول لك علي بن الحسين: أخرج منها ولا تعد إليها، فذهب ففعل فخرج عنها فأفاقت فطلب المال فدافعه فعادت فقال الإمام عليه السلام: ألم أقل لك؟

إنه سيعود إليها غدا ويأتيك فقل له: تضع المال على يدي، فعاودها فجاء أبوها فوضع المال فعاد أبو خالد إليها وبلغها ما بلغها أولا فعوفيت.

8 - قال لابنه الباقر عليه السلام: إن أخاه عبد الله ينازعه الإمامة، وقال: امنعه منها فإن أبى فدعه فإن عمره قصير، فكان ذلك، فلم يلبث إلا شهرا حتى مات.

9 - أخذ بيد حماد القطان من مكان بعيد، فدخل به مكة في خطوات، قال:

فخيل لي أن الأرض تمتد من تحت قدمي.

10 - حبس هشام بن عبد الملك الفرزدق لما قال في زين العابدين عليه السلام:

 

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم

 

الخ.

فلما طال حبسه شكى ذلك إلى الإمام عليه السلام فدعا له فخلص، فقال: إنه محى اسمي من الديوان فأعطاه الإمام رزق أربعين سنة، وقال: لو علمت أنك تحتاج إلى أكثر من ذلك لأعطيتك، فمات بعد الأربعين.

11 - خرج إلى ضيعة له فجاءه ذئب أمعط، قد قطع الطريق على الناس فشكى عسر زوجته، فدعا الله لها فخلصت، فقال: لك الله علي أن لا أعرض أنا وولدي لأحد من شيعتك.

12 - لما هدم الحجاج الكعبة، وأرادوا عمارتها، كان العلماء والقضاة يضعون الحجر الأسود فلا يستقر فوضعه الإمام عليه السلام فاستقر، وكبر الناس.