الرابع الباقر عليه السلام وهو أمور

الصفحة 182 

1 - قال عليه السلام: من حق المؤمن على الله أن لو قال المؤمن لنخلة: أقبلي!

لأقبلت، فتحركت نخلة، فقال لها: قري ما عنيتك.

2 - أخبر الدوانيقي بملكه وجمعه للأموال وملك ولده فكان كما قال.

3 - مسح بيده على وجه أبي بصير وهو أعمى فأبصر السهل والجبل، ورأى ما عدا الشيعة في صورة كلب وخنزير وقرد، فقال عليه السلام: إن أحببت أن تكون هكذا وحسابك على الله أو كما كنت فثوابك الجنة، قال: الجنة فمسح على وجهه فعمي.

4 - قال له كثير النوا: إن عندنا المغيرة بن عمران يزعم أن معك ملك يعرفك المؤمن والكافر، وشيعتك وعدوك؟ قال عليه السلام: ما حرفتك؟ قال: أبيع الحنطة والشعير، قال: كذبت تبيع النوا قال: من أعلمك بذلك، قال: الملك الذي يعرفني شيعتي من عدوي ولست تموت إلا تائها(1) فكان كما قال عليه السلام.

5 - أخبر عن عمر بن عبد العزيز أنه يملك ويعدل وإذا مات بكته أهل الأرض فكان كما قال - وتلعنه أهل السماء بجلوسه مجلسنا ولا حق له فيه.

6 - أخذ سارقا فقطعه فاعترف بالسرقة وتاب، فقال عليه السلام: إن يدك سبقتك إلى الجنة بعشرين سنة، فمات الرجل بعد عشرين سنة.

7 - أخبر بقتل زيد وأنه يطاف برأسه وينصب على قصبة في موضع كذا فكان كما قال.

8 - خرج عليه وزغ يولول بلسانه، فقال: إنه يقول: لئن ذكرتم عثمان

____________

(1) الظاهر أن المراد بالتائه: الذاهب العقل، ويحتمل أن يكون المراد به التحير في الدين، وقد نسب الرجل إلى المغيرية، وهم أصحاب المغيرة بن سعيد العجلي الذي ادعى أن الإمامة بعد محمد بن علي لمحمد بن عبد الله بن الحسن وزعم أنه حي لم يمت راجع كشف الغمة ج 2 ص 355.

 

الصفحة 183 

لأسبن عليا، ولا يموت من بني أمية أحد إلا مسخ وزغا، وعبد الملك بن مروان مسخ وزغا فجعل ولده في أكفانه جذعا عوضه.

9 - قال لمحمد بن مسلم: لئن ظننتم أنا لا نراكم ولا نسمعكم فلبئس ما ظننتم فقلت: أرني علامة، فقال: وقع بينك وبين زميلك حتى عيرك بحبنا، قلت: إي والله، فمن يخبرك؟ قال: ينكت في قلوبنا، وينقر في آذاننا، ولنا مع كل واحد رجل من المؤمنين يخبرنا.

10 - أخبر بدخول نافع ابن الأزرق المدينة في جيش فلم يتحذر أكثر الناس منه فدخل وقتل جماعة كثيرة، وفضح النساء، فقال أهل المدينة: لا نرد على الباقر عليه السلام بعد ما سمعنا ورأينا.

11 - سقط بحضرته ورشان ومعه آخر فهدل الأول فرد الباقر عليه السلام عليه مثل هديله، فطار، فقيل: ما قال؟ فقال عليه السلام: اتهم زوجته بغيره وأراد لعانها عندي فقلت: إنها لم تفعل فانصرف على صلح.

12 - عن سعد الإسكاف أنه خرج من عند الباقر عليه السلام قوم يشبهون الزط فدخلت وقلت: لا أعرفهم، فقال: قوم إخوانكم من الجن 13 - نزل بواد معه أبو أمية الأنصاري فمشى إلى نخلة يابسة فحمد الله ودعاه وقال: اللهم أطعمنا مما فيها فتساقط رطبها.

14 - أبو بصير: كنت أقرئ امرأة القرآن، فمازحتها بشئ، ودخلت على الباقر عليه السلام فأنبأني بذلك، فتبت فقال: لا تعد.

15 - أخبر عليه السلام خراسانيا بموت أبيه وقتل جاره لأخيه، فاسترجع فقال:

قد صار إلى الجنة، فقال: خلفت ابني وجعا فقال: برأ وزوجه عمه ابنته، وابنك لنا عدو.

16 - أبو بصير: دخلت على الباقر عليه السلام المسجد فقال لي: سل الناس هل يروني؟ فسألتهم فقال كل: لا، فدخل أبو هارون المكفوف فقال: سله فسألته فقال:

أليس هو الواقف؟ فقلت: من أعلمك؟ فقال: كيف لا أعلم وهو نور ساطع.

الصفحة 184 

17 - أخبر عليه السلام بموت راشد من أهل الإفريقية، وأنه كان له وليا محبا وقال: والله ما يخفى علينا شئ من أعمالكم فاحضرونا جميلا.

18 - دخل عليه جماعة وقالوا: ما حد الإمام؟ فقال عليه السلام: لا يقدر أحد يملأ عينه منه، قالوا: فيعرف شيعته؟ قال: نعم، قالوا: فنحن شيعته؟ قال: نعم قالوا: فهل علامة؟ فأخبرهم بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم وما جاءوا يسألون عنه وهو: (شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء(1)) فقال عليه السلام: نحن هي.

19 - دخل عليه مؤمن من الرملة وقال: مات أبي وكان يتوالى بني أمية فخبأ ماله عني لإيماني فكتب عليه السلام له كتابا وختمه بخاتمه وقال: امض الليلة إلى البقيع، وناد: يا درجان، فإنه يأتيك رجل فادفع إليه الكتاب، فمضي ونادى فأتى إليه رجل فأعطاه الكتاب، فجاء بأبيه أسود، فقال له ما غيرك؟ قال لهب جهنم، قال: ولم؟ قال: كنت أتوالى بني أمية وأفضلهم على أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وكنت أبغضك وزويت مالي عنك وهو في الجنينة(2) تحت الزيتونة، وهو مائة وخمسون ألفا فادفع إلى الباقر عليه السلام خمسين، ولك الباقي فرجع فأخبر الإمام بذلك ومضى وأتى بالخمسين من قابل 20 - بعث الوالي من بني مروان على المدينة إليه أن يكف فبدأ الإمام عليه السلام بالكلام، وقال للرسول: قد كفينا أمره بعد غد بعزل، والله ما أنا ساحر ولا كاهن ولكني نبئت وحدثت، فعزل كما قال عليه السلام.

21 - اختصم زيد بن الحسن والباقر عليه السلام في ميراث النبي صلى الله عليه وآله فقال الإمام عليه السلام: إن معك سكين مخفية تشهد لي بالحق فاستنطقها بإذن الله فوثبت إلى الأرض وقالت: يا زيد أنت ظالم ومحمد أحق بالأمر منك، ولئن لم تكف لألين قتلك، فغشي على زيد فأقامه عليه السلام واستنطق صخرة كانا عليها ورجفت من ناحية زيد ونطقت بمثل ذلك، ودعا شجرة فأقبلت وقالت مثل ذلك، فانصرف زيد إلى

____________

(1) إبراهيم: 24.

(2) يحتمل أن يكون تصغير الجنة.

الصفحة 185 

عبد الملك بن مروان وقال: جئتك من عند ساحر كذاب، لا يحل لك تركه، و حكى له القصة، فكتب إلى عامله بالمدينة يبعث به إليه مقيدا فرد الجواب إن الرجل الذي أردته ما على وجه الأرض رجل أعبد منه اليوم، ولا أزهد منه، وإنه ليقرأ في محرابه فتجتمع السباع والطيور عليه، وإن قراءته تشبه مزامير داود فكرهت لك أن تتعرض له، ففرح عبد الملك بذلك وعلم أنه قد نصحه.

22 - قال له جد محمد بن راشد: أنت الإمام؟ قال: نعم، قال: فاحي لي أخي قال: ما أنت أهل ذلك، وكان أخوك مؤمنا واسمه عندنا أحمد، ثم أحياه بإذن الله فقال له: يا أخي اتبعه ولا تفارقه ثم عاد في قبره.