متن الكتاب: مقدمة المؤلف

من مصنفات

الشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان

المعروف بـ (الشيخ المفيد) قدس الله سره السعيد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله موجب الحمد ومستحقه، وصلواته على خيرته من خلقه: محمد وآله.

أما بعد:

فإني - بمشيئة الله وتوفيقه - مثبت في هذا الكتاب جملا من القول في الإمامة يستغنى ببيانها عن التفصيل، ومعتمد في إيضاحها على موجز يغني عن التطويل وراسم في أصول ذلك رسوما يصل بها إلى فروعها ذوو التحصيل، وإن كان ما خرج من تصنيفاتي وأمالي في هذا الباب يوفي(1) - والله المحمود على ما تضمن - معناه من كل كتاب، ويعرف الزيادة فيه متأمله من ذوي الألباب.

____________

(1) (يوفى) ليس في ب.

الصفحة 26   

والغرض فيما نورده الآن - بمعونة الله عز وجل - بعد الذي ذكرناه، ووصفنا حاله وبيناه، تلخيص جنس مفرد لم يتميز بالتحديد فيما أسلفناه، ولا وجدناه على ما نؤمه لأحد من أصحابنا المتقدمين رضي الله عنهم ولا عرفناه، مع صدق الحاجة إليه فيما كلفه الله تعالى جميع من ألزمه فروضه وأمره ونهاه(1)، إذ كان به تمام الاخلاص لمن اصطفاه سبحانه من خلقه وتولاه، وكمال الطاعة في البراءة إليه ممن بمعصيته(2) له عاداه، وبالله استعين، وإياه أستهدي إلى سبيل الرشاد.

____________

(1) في ب، م: ونهيه.

(2) في ب: ممن يرى بمعصية. وفي أ، ح: ممن يرى منه معصيته.