الباب في تكنيته (عليه السلام) بأبي تراب

الصفحة 60   

من طريق الخاصة

ابن بابويه قال: حدثني أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، قال: حدثنا أبو الحسن العبدي، عن سليمان بن مهران عن عباية بن ربعي قال: قلت لعبد الله بن عباس: لم كنى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) أبا تراب؟ قال: لأنه صاحب الأرض، وحجة الله على أهلها بعده، وبه بقاؤها، وإليه سكونها، وقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " إنه إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعد الله تبارك وتعالى لشيعة علي من الثواب والزلفى والكرامة قال: يا ليتني كنت ترابا(1)، أي من شيعة علي(2) وذلك قول الله عز وجل: * (ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا) *(3).

وعنه قال: حدثني الحسين بن يحيى بن ضريس، عن معاوية بن صالح بن ضريس البجلي قال:

حدثنا أبو عوانة(4) قال: حدثنا محمد بن يزيد وهشام الرباعي(5) قال: حدثني عبد الله بن ميمون الطهوي، قال: حدثنا ليث، عن مجاهد عن ابن عمر قال: بينا أنا مع النبي (صلى الله عليه وآله) في نخيل المدينة وهو يطلب عليا (عليه السلام) إذا انتهى إلى حائط فاطلع فيه فنظر إلى علي (عليه السلام) وهو يعمل في الأرض وقد اغبار فقال: " ما ألوم الناس أن يكنوك أبا تراب "، فلقد رأيت عليا عفر(6) وجهه وتغير لونه، واشتد ذلك عليه فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " ألا أرضيك يا علي "؟ قال: " نعم يا رسول الله " فأخذ بيده فقال: " أنت أخي ووزيري وخليفتي في أهلي(7) تقضي ديني وتبرئ ذمتي، من أحبك في حياة مني فقد قضى له بالجنة، ومن أحبك في حياة منك بعدي ختم الله له بالأمن والإيمان، ومن أحبك بعدك ولم يرك ختم الله له بالأمن والإيمان وآمنه يوم الفزع الأكبر، ومن مات وهو يبغضك يا علي مات ميتة

____________

(1) في هامش معاني الأخبار وفي البحار: ترابيا.

(2) في معاني الأخبار والبحار: أي يا ليتني كنت من شيعة علي.

(3) النبأ: 40، والحديث يوجد في معاني الأخبار: 120، علل الشرائع: 63، البحار 35 / 51.

(4) في البحار: عن معاوية بن صالح، عن أبي عوانة.

(5) في علل الشرائع: الزراعي، وفي البحار: الزواعي.

(6) في علل الشرائع: تمغر.

(7) في علل الشرائع: وخليفتي بعدي في أهلي.

الصفحة 61   

جاهلية يحاسبه الله عز وجل بما عمل في الإسلام "(1).

وعنه قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي السكري، قال:

حدثنا الحسين بن حسان العبدي قال: حدثنا عبد العزيز ابن مسلم، عن يحيى بن عبد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) الفجر ثم قام بوجه كئيب وقمنا معه حتى صار إلى منزل فاطمة - صلوات الله عليها - فأبصر عليا نائما بين يدي الباب على الدقعاء فجلس النبي (صلى الله عليه وآله) فجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول: " قم فداك أبي وأمي يا أبا تراب "، ثم أخذ بيده ودخلا منزل فاطمة فمكثا [ فمكثنا ] هنية ثم سمعنا ضحكا عاليا، ثم خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بوجه مشرق فقلنا: يا رسول الله دخلت بوجه كئيب وخرجت بخلافه؟ فقال: " كيف لا أفرح وقد أصلحت بين اثنين أحب أهل الأرض إلى(2) أهل السماء "(3).

وعنه قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا الحسن بن علي بن الحسين السكري، قال: حدثنا عثمان بن عمران، قال: حدثنا عبد الله(4) بن موسى عن عبد العزيز، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: كان بين علي وفاطمة (عليهما السلام) كلام فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فكان هناك مثال(5) فاضطجع عليه فجاءت فاطمة (عليها السلام) فاضطجعت من جانب، وجاء علي (عليه السلام) فاضطجع من جانب فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يده فوضعها على سرته وأخذ يد فاطمة فوضعها على سرته فلم يزل حتى أصلح بينهما ثم خرج فقيل له: يا رسول دخلت وأنت على حال، وخرجت ونحن نرى البشرى في وجهك؟ قال: " ما يمنعني وقد أصلحت بين اثنين أحب من على وجه الأرض [ إلي ] ".

قلت: قال ابن بابويه عقيب هذا الحديث: قال محمد بن علي بن الحسين: ليس هذا الخبر عندي بمعتمد، ولا هو لي بمعتقد(6) لأن عليا وفاطمة (عليهما السلام) ما كان ليقع بينهما كلام يحتاج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الإصلاح بينهما، لأنه (عليه السلام) سيد الوصيين، وهي سيدة نساء العالمين، مقتديان بنبي الله (صلى الله عليه وآله) في حسن الخلق، لكنه اعتمد في ذلك(7) على ما حدثني به أحمد بن الحسن القطان وذكر الحديث الذي ذكرناه في أول الباب(8).

____________

(1) علل الشرائع: 57، وفيه: يحاسبه الله بها في الإسلام، بحار الأنوار 35 / 50.

(2) في علل الشرائع: إلى والى.

(3) علل الشرائع: 155 ط - النجف.

(4) في علل الشرائع: عبيد الله.

(5) في علل الشرائع: والقى له مثال. والمثال: الفراش الذي ينام عليه.

(6) في علل الشرائع: ولا هو لي بمعتقد في هذه العلة.

(7) في المخطوطة: لكني أعتمد من طريق العامة في ذلك.

(8) علل الشرائع:: 156 ط النجف.