الباب في نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أمير المؤمنين وبنيه الأحد عشر بأنهم الخلفاء والأوصياء بعده صلوات الله عليهم

الصفحة 244 

من طريق الخاصة مضافا إلى ما سبق من الروايات في الباب الثالث عشر

وفيه أربعة وثلاثون حديثا:

الأول: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا علي بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي(1) قال: حدثنا أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله قال: حدثني سليمان بن مقبل المدني(2) قال: حدثني موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مسجد قبا ومعه نفر من أصحابه فلما بصر بي تهلل وجهه وتبسم حتى نظرت إلى بياض أسنانه تبرق، ثم قال إلي يا علي(3) فما زال يدنيني حتى ألصق فخذي بفخذه، ثم أقبل على أصحابه فقال: " معاشر أصحابي أقبلت إليكم الرحمة بإقبال علي بن أبي طالب أخي إليكم، معاشر أصحابي إن عليا مني وأنا من علي، روحه من روحي وطينته من طينتي، وهو أخي ووصيي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي، من أطاعه أطاعني، ومن وافقه وافقني، ومن خالفه خالفني "(4).

الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم بن المؤدب قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد بن بشار، عن عبيد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن عبد الحميد بن أبي العلا، عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف الخفاف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " أنا خليفة رسول الله ووزيره ووارثه، أنا أخو رسول الله ووصيه وحبيبه، أنا صفي رسول الله وصاحبه، أنا ابن عم رسول الله وزوج ابنته وأبو

____________

(1) في المصدر: والمخطوطة: علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي.

(2) في المصدر: المدائني.

(3) في المصدر: إلي يا علي إلي يا علي:

(4) أمالي الصدوق ص 31 - 32 ط - النجف الأشرف.

الصفحة 245 

ولده، أنا سيد الوصيين(1)، أنا الحجة العظمى، والآية الكبرى، والمثل الأعلى، وباب النبي المصطفى، أنا العروة الوثقى، وكلمة التقوى، وأمين الله تعالى ذكره على أهل الدنيا "(2).

الثالث: ابن بابويه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رحمه الله، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن خالد البصري، عن جعفر بن سليمان(3) عن عبد الله بن الحكم، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن عليا وصيي وخليفتي، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداي، من والاهم فقد والاني، ومن عاداهم فقد عاداني، ومن ناواهم فقد ناوأني، ومن جفاهم فقد جفاني، ومن برهم فقد برني، وصل الله من وصلهم، وقطع من قطعهم ونصر من أعانهم(4)، وخذل من خذلهم، اللهم من كان له من أنبيائك ثقل وأهل بيت فعلي وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا "(5).

الرابع: ابن بابويه قال: حدثنا أبي - رحمه الله - قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب(6) قال:

حدثنا أحمد بن علي الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثني جعفر بن الحسن، عن عبد الله بن موسى العبسي، عن محمد بن علي السلمي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر ابن عبد الله الأنصاري أنه قال: لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " إن في علي خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس اكتفوا بها فضلا، قوله (صلى الله عليه وآله): من كنت مولاه فعلي مولاه، وقوله (صلى الله عليه وآله):

علي مني كهارون من موسى، وقوله (صلى الله عليه وآله): علي مني وأنا منه، وقوله (صلى الله عليه وآله): علي مني كنفسي، طاعته طاعتي، ومعصيته معصيتي، وقوله (صلى الله عليه وآله): حرب علي حرب الله وسلم علي سلم الله، وقوله (صلى الله عليه وآله): حب علي إيمان وبغضه كفر، وقوله (صلى الله عليه وآله): حزب علي حزب الله وحزب أعدائه حزب الشيطان، وقوله (صلى الله عليه وآله): علي مع الحق والحق معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض، وقوله (صلى الله عليه وآله): علي قسيم

____________

(1) في المصدر: ووصي سيد النبيين.

(2) أمالي الصدوق: ص 34 ط - النجف الأشرف، البحار: 39 / 335.

(3) في المصدر: حدثنا أبي رحمه الله، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن محمد البصري، عن جعفر بن سليمان.

(4) في المصدر: ونصر من نصرهم، وأعان من أعانهم.

(5) أمالي الصدوق ص 423.

(6) في المصدر: حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، قال:

حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب.

الصفحة 246 

الجنة والنار، وقوله (صلى الله عليه وآله): من فارق عليا فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق الله عز وجل، وقوله (صلى الله عليه وآله):

شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة "(1).

الخامس: ابن بابويه قال: حدثنا أبي رحمه الله، قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب، عن علي بن أحمد بن علي الأصفهاني(2)، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي، عن سليمان بن عبد الله الهاشمي، عن محمد بن سنان، عن المفضل، عن جابر بن عبد الله الأنصاري(3) يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي بن أبي طالب:

" يا علي أنت أخي ووصيي ووارثي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي(4)، محبك محبي، وعدوك عدوي، ومبغضك مبغضي، ووليك وليي "(5).

السادس: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا أبي، عن محمد ابن عبد الجبار، عن أبي أحمد الأزدي، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله تبارك وتعالى آخى بيني وبين علي بن أبي طالب وزوجه ابنتي من فوق سبع سماواته، وأشهد على ذلك مقربي ملائكته، وجعله لي وصيا وخليفة، فعلي مني وأنا منه، محبه محبي ومبغضه مبغضي، وأن الملائكة لتتقرب إلى الله بمحبته "(6).

السابع: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثني عمي محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن علي بن عثمان، عن محمد بن الفرات عن أبي جعفر بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن علي بن أبي طالب خليفة الله وخليفتي، وحجة الله وحجتي، وباب الله وبابي، وصفي الله وصفيي، وحبيب الله وحبيبي، وخليل الله وخليلي، وسيف الله وسيفي، وهو أخي وصاحبي ووزيري ووصيي، محبه محبي، ومبغضه مبغضي، ووليه وليي وعدوه عدوي، وحربه حربي، وسلمه سلمي، وقوله قولي، وأمره أمري، وزوجته ابنتي، وولده ولدي، وهو سيد الوصيين وخير أمتي أجمعين "(7).

____________

(1) أمالي الصدوق ص 79، البحار: 37 / 95.

(2) في المصدر: عن علي بن أحمد الإصبهاني.

(3) في المصدر: عن المفضل، عن جابر الجعفي، قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري.

(4) في المصدر: وبعد وفاتي.

(5) أمالي الصدوق ص 110.

(6) أمالي الصدوق ص 110.

(7) أمالي الصدوق ص 179 - 180، بشارة المصطفى ص 37، البحار: 37 / ص 137.

الصفحة 247 

الثامن: ابن بابويه قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي، حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، قال: حدثنا محمد بن ظهير، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن أخي يونس البغدادي ببغداد، قال: حدثنا محمد بن يعقوب النهشلي، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، عن جبرائيل، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن الله جل جلاله أنه قال: " أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخلق بقدرتي، واخترت منهم من شئت من أنبيائي، واخترت من جميعهم محمدا حبيبا وخليلا وصفيا، وبعثته رسولا إلى خلقي، واصطفيت له عليا فجعلته له أخا ووصيا ووزيرا ومؤديا عنه من بعده إلى خلقي، وخليفتي على عبادي ليبين لهم كتابي، ويسير فيهم بحكمي، وجعلته العلم الهادي من الضلالة، وبابي الذي أؤتى منه، وبيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري، وحصني الذي من لجأ إليه حصنته، من مكروه الدنيا والآخرة، ووجهي الذي من توجه إليه لم أصرف وجهي عنه، وحجتي في السماوات والأرضين على جميع من فيهن من خلقي، لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالإقرار بولايته مع نبوة أحمد (محمد) رسولي، وهو يدي المبسوطة على عبادي، وهو النعمة التي أنعمت بها على من أحببته من عبادي، فمن أحببته من عبادي وتوليته عرفته ولايته ومعرفته، ومن أبغضته من عبادي أبغضته لانصرافه عن معرفته وولايته، فبعزتي وجلالي أقسمت أنه لا يتولى عليا عبد من عبادي إلا زحزحته عن النار وأدخلته الجنة، ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلا أبغضته وأدخلته النار وبئس المصير "(1).

التاسع: ابن بابويه: حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن الحسين بن يزيد، عن اليعقوبي، عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من سره أن يجوز على الصراط كالريح العاصف، ويلج الجنة بغير حساب فليتول وليي وصفيي(2) وصاحبي وخليفتي على أهلي وأمتي علي بن أبي طالب، ومن سره أن يلج النار فليترك ولايته، فوعزة ربي وجلاله إنه لباب الله الذي لا يؤتى إلا منه، وإنه الصراط المستقيم، وإنه الذي يسأل الله عن ولايته

____________

(1) أمالي الصدوق ص 196 - 197، عيون أخبار الرضا: 2 / 48 - 49، البحار: 38 / 98.

(2) في المصدر: صفيي ووصيي.

الصفحة 248 

يوم القيامة "(1).

العاشر: ابن بابويه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عن سليمان ابن مهران، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي أنت أخي وأنا أخوك، يا علي أنت مني وأنا منك، يا علي أنت وصيي وخليفتي وحجة الله على أمتي بعدي، لقد سعد من تولاك وشقي من عاداك "(2).

الحادي عشر: ابن بابويه قال: حدثنا أبي - رحمه الله - قال: حدثنا عبد الله ابن الحسن المؤدب، عن أحمد بن علي الإصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد، عن حماد بن زيد، عن عبد الرحمن السراج، عن نافع، عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب: " إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي على نجيب من نور وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف فيأتي النداء من عند الله جل جلاله أين خليفة محمد رسول الله فيقول: ها أنا ذا فينادي المنادي: يا علي أدخل من أحبك الجنة ومن عاداك النار فأنت قسيم الجنة، وأنت قسيم النار "(3).

أقول: نافع في هذا السند هو نافع مولى عمر بن الخطاب، وهو على مذهب الخوارج، وعبد الله ابن عمر، هو ابن عمر بن الخطاب، وهو من رؤوس النواصب في زمان أمير المؤمنين (عليه السلام) فأنظر إلى ما ترويه الخوارج عن النواصب بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نص على أن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو الخليفة بعده، وقد تقدم هذا الحديث في الباب الرابع عشر بروايته عن عبد الله بن عمر من طريق العامة وهو الحديث الخامس عشر من الباب(4).

الثاني عشر: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن محمد بن موسى قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا عبد الرحيم بن علي بن سعيد الجبلي قال: حدثنا الحسن بن نضر الخزاز قال: حدثنا عمر بن طلحة، عن أسباط بن نصر(5)

____________

(1) أمالي الصدوق ص 255، البحار: 38 / 97 - 98.

(2) أمالي الصدوق ص 322، البحار: 38 / 102 - 103.

(3) أمالي الصدوق ص 322.

(4) راجع ص 270 - 281 - من هذا الجزء.

(5) في المصدر: نضر.

الصفحة 249 

عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير قال: أتيت عبد الله بن عباس فقلت له يا بن عم رسول الله إني جئتك أسألك عن علي بن أبي طالب واختلاف الناس فيه فقال ابن عباس: يا بن جبير جئتني تسألني عن خير خلق الله من الأمة بعد محمد نبي الله، جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة وهي ليلة القربة، يا بن جبير جئتني تسألني عن وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووزيره وخليفته وصاحب حوضه ولوائه وشفاعته. والذي نفس ابن عباس بيده لو كانت بحار الدنيا مدادا، وأشجارها أقلاما، وأهلها كتابا، فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب وفضائله من يوم خلق الله عز وجل الدنيا إلى أن يفنيها ما بلغوا معشار ما آتاه الله تبارك وتعالى(1).

الثالث عشر: ابن بابويه قال: أخبرنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا عبد الله ابن صالح بن أبي سلمة النصيبي قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير(2)، عن عائشة قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " أنا سيد الأولين والآخرين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين، وهو أخي ووارثي وخليفتي على أمتي، ولايته فريضة، واتباعه فضيلة، ومحبته إلى الله وسيلة، فحزبه حزب الله، وشيعته أنصار الله وأولياؤه أولياء الله، وأعداؤه أعداء الله، وهو إمام المسلمين، وولي المؤمنين وأميرهم بعدي "(3).

الرابع عشر: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه - رحمه الله - عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن هلال، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان عن زرارة، وإسماعيل ابن عباد النصري(4) عن سليمان الجعفي، عن أبي عبد الله(5) قال: " لما أسري بالنبي (صلى الله عليه وآله) وانتهى إلى حيث ما أراد الله تبارك وتعالى ناجاه ربه جل جلاله، فلما أن هبط إلى السماء السابعة(6) ناداه: يا محمد؟ قال له لبيك ربي قال له: من اخترت من أمتك يكون بعدك لك خليفة؟ قال: إختر لي ذلك فتكون أنت المختار لي، فقال له: اخترت لك خيرتك علي بن أبي طالب "(7).

الخامس عشر: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن عيسى القمي - رضي الله عنه - قال: حدثني علي

____________

(1) أمالي الصدوق ص 499.

(2) في المخطوطة عن بشر بن جبير، عن عائشة.

(3) أمالي الصدوق ص 521 - 522، البحار: 38 / 107.

(4) في المخطوطة: العصري، وفي المصدر: القصري.

(5) في المصدر: أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) (6) في المصدر: الرابعة.

(7) أمالي الصدوق ص 529 - 530، البحار: 38 / 107 - 108.

الصفحة 250 

ابن محمد ماجيلويه قال: حدثني أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن سليمان بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي أنت أخي ووزيري ووصيي وخليفتي في أهلي وأمتي، في حياتي وبعد مماتي، محبك محبي ومبغضك مبغضي، يا علي: أنا وأنت أبوا هذه الأمة، يا علي أنا وأنت والأئمة من ولدك سادات(1) في الدنيا وملوك في الآخرة، من عرفنا فقد عرف الله، ومن أنكرنا فقد أنكر الله عز وجل "(2).

السادس عشر: الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد - رحمه الله - قال: حدثني أبي(3) قال:

حدثنا سعد بن عبد الله، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم داود النبي (عليه السلام) فيأتي النداء من عند الله عز وجل: لسنا إياك أردنا وإن كنت لله تعالى خليفة، ثم ينادي مناد ثانيا: أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيأتي النداء من قبل الله عز وجل يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب خليفة الله في أرضه، وحجته على عباده، فمن تعلق بحبله في دار الدنيا فليتعلق بحبله في هذا اليوم، يستضئ بنوره، وليتبعه إلى الدرجات العلى من الجنات. قال: فيقوم الناس الذين تعلقوا بحبله في الدنيا فيتبعونه إلى الجنة، ثم يأتي النداء من عند الله عز وجل ألا من ائتم(4) بإمام في دار الدنيا فليتبعه إلى حيث يذهب، فحينئذ * (يتبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار) * "(5).

____________

(1) في المصدر: سادة.

(2) أمالي الصدوق ص 587.

(3) كذا ورد السند في المصدر: حدثنا الشيخ السعيد المفيد أبو علي الحسن بن محمد ابن الحسن الطوسي - رضي الله عنه - بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله قال: حدثنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي - رحمه الله - في شعبان سنة خمس وخمسين وأربعمائة قال: أخبرنا الشيخ السعيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان - رحمه الله تعالى - قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، قال: حدثني أبي...

(4) في المصدر: من تعلق.

(5) البقرة: 166. والحديث أخرجه الشيخ الطوسي في أماليه: 1 / 61، 62 ط النجف الأشرف.

الصفحة 251 

السابع عشر: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد - يعني المفيد(1) - قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله بن موسى قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن العرزمي قال: حدثنا المعلى بن هلال، عن الكلبي، عن عبد الله بن العباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " أعطاني الله خمسا وأعطى عليا خمسا: أعطاني جوامع الكلم، وأعطى عليا جوامع العلم، وجعلني نبيا وجعله وصيا، وأعطاني الكوثر، وأعطاه السلسبيل، وأعطاني الوحي، وأعطاه الإلهام، وأسري بي إليه، وفتح له أبواب السماء والحجب حتى نظر إلي ونظرت إليه ".

قال: ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت له: ما يبكيك فداك أبي وأمي؟ فقال: " يا بن عباس إن أول ما كلمني به ربي أن قال: يا محمد انظر تحتك فنظرت إلى الحجب قد انخرقت، وإلى أبواب السماء قد انفتحت، ونظرت إلى علي وهو رافع رأسه إلي فكلمني وكلمته، وكلمني ربي عز وجل، فقلت:

يا رسول الله بم كلمك ربك؟ قال: قال لي: يا محمد إني جعلت عليا وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك فأعلمه، فها هو يسمع كلامك، فأعلمته وأنا بين يدي ربي عز وجل فقال لي: قد قبلت وأطعت.

فأمر الله الملائكة أن تسلم عليه ففعلت فرد (عليهم السلام)، ورأيت الملائكة يتباشرون به، وما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلا هنوني وقالوا: يا محمد والذي بعثك لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عز وجل لك ابن عمك، ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الأرض، فقلت: يا جبرائيل لم نكس حملة العرش رؤوسهم؟ فقال: يا محمد ما من ملك من الملائكة إلا وقد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب استبشارا به ما خلا حملة العرش فإنهم، استأذنوا الله عز وجل في هذه الساعة فأذن لهم أن ينظروا إلى علي بن أبي طالب فنظروا إليه، فلما هبطت جعلت أخبره بذلك وهو يخبرني به فعلمت أني لم أطأ موطئا إلا وقد كشف لعلي عنه حتى نظر إليه ".

قال ابن عباس: فقلت: يا رسول الله أوصني. فقال: عليك بمودة علي بن أبي طالب والذي بعثني بالحق نبيا لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب وهو تعالى أعلم، فإن جاء بولايته قبل عمله على ما كان منه، وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شئ ثم أمر به إلى النار.

____________

(1) في المصدر: حدثنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي - رحمه الله - قال: حدثنا الشيخ السعيد الوالد - رحمه الله - قال: أخبرنا محمد بن محمد قال.

الصفحة 252 

" يا بن عباس والذي بعثني بالحق نبيا إن النار لأشد غضبا على مبغض علي منها على من زعم أن لله ولدا.

يا بن عباس لو أن الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغضه(1) ولن يفعلوا، لعذبهم الله بالنار. قلت: يا رسول الله وهل يبغضه أحد؟ قال: يا بن عباس نعم، يبغضه قوم يذكرون أنهم من أمتي لم يجعل الله لهم في الإسلام نصيبا. يا بن عباس إن من علامة بغضهم له تفضيلهم من هو دونه عليه، والذي بعثني بالحق نبيا ما بعث الله نبيا أكرم عليه مني، ولا وصيا أكرم عليه من وصيي علي ".

قال ابن عباس: فلم أزل له كما أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووصاني بمودته، وإنه لأكبر عملي عندي.

قال ابن عباس: ثم مضى من الزمان ما مضى وحضرت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوفاة حضرته، فقلت له:

فداك أبي وأمي يا رسول الله قد دنا أجلك فما تأمرني؟ فقال: " يا بن عباس خالف من خالف عليا ولا تكونن لهم ظهيرا ولا وليا ": قلت: يا رسول الله فلم لا تأمر الناس بترك مخالفته؟ قال: فبكى (عليه السلام) حتى أغمي عليه، ثم قال: " يا بن عباس قد سبق فيهم علم ربي، والذي بعثني بالحق نبيا لا يخرج أحد ممن خالفه من الدنيا وأنكر حقه حتى يغير الله تعالى ما به من نعمة ".

يا بن عباس إذا أردت أن تلقي الله وهو عنك راض فاسلك طريقة علي بن أبي طالب، ومل معه حيث مال، وأرض به إماما، وعاد من عاداه ووال من والاه ".

" يا بن عباس احذر أن يدخلك شك فيه، فإن الشك في علي كفر بالله تعالى "(2).

الثامن عشر: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد (يعني المفيد) قال: حدثنا أبو نصر محمد بن الحسين المقري، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي المرزباني قال: حدثنا جعفر بن محمد الحنفي قال: حدثنا يحيى بن هاشم السمسار قال: حدثنا عمرو بن شمر قال: حدثنا حماد، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله بن خزام(3) قال: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: يا رسول الله من وصيك؟ قال: " فأمسك عني عشرا لا يجيبني، ثم قال: يا جابر ألا أخبرك عما سألتني؟ فقلت: بأبي أنت وأمي أم والله لقد سكت عني حتى ظننت إنك وجدت علي. فقال: ما وجدت عليك يا جابر، ولكن كنت أنتظر ما يأتني من السماء، فأتاني جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا محمد ربك يقول: إن علي بن أبي طالب وصيك وخليفتك على أهلك وأمتك والذائد عن حوضك وهو صاحب لوائك يقدمك

____________

(1) في المصدر: بغض علي.

(2) أمالي الطوسي: 1 / 102 - 104.

(3) في المصدر: حزام. والصحيح جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري الخزرجي كما في المعاجم.

الصفحة 253 

إلى الجنة. فقلت: يا رسول الله أرأيت من لا يؤمن بهذا الحديث أقتله؟ قال: نعم. يا جابر ما وضع هذا الوضع إلا ليبايع عليه، فمن بايعه كان معي غدا، ومن خالفه لم يرد علي الحوض أبدا "(1).

التاسع عشر: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد (يعني المفيد) قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد (يعني ابن قولويه) قال: حدثني أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أبي الجوزاء المنبه بن عبد الله، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي إن الله تعالى أمرني أن أتخذك أخا ووصيا، فأنت أخي ووصيي وخليفتي على أهلي في حياتي وبعد موتي، من تبعك فقد تبعني ومن تخلف عنك فقد تخلف عني، ومن كفر بك فقد كفر بي، ومن ظلمك فقد ظلمني. يا علي أنت مني وأنا منك، يا علي لولا أنت لما قوتل أهل النهر. قال: فقلت: يا رسول الله ومن أهل النهر؟ قال: قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية "(2).

العشرون: الشيخ في أماليه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد(3) قال: حدثني محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الصيرفي، عن محمد بن سنان، عن المفضل ابن عمر، عن أبي عبد الله الصادق، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: بلغ أم سلمة زوجة النبي (صلى الله عليه وآله) أن مولى لها (يتنقص) ينتقص عليا ويتناوله، فأرسلت إليه فلما صار إليها قالت له: يا بني بلغني أنك (تتنقص) تتنقص عليا وتتناوله؟ قال نعم يا أماه، قالت له: اقعد ثكلتك أمك حتى أحدثك بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم إختر لنفسك، إنا كنا عند رسول الله تسع نسوة وكانت ليلتي ويومي من رسول الله (صلى الله عليه وآله)..

فأتيت الباب فقلت: أدخل يا رسول الله؟ قال لا، قالت: فكبوت كبوة، وساق الحديث بطوله وفيه يا أم سلمة إسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب وصيي وخليفتي من بعدي(4).

والحديث تقدم بطوله في الباب الثالث عشر من طريق ابن بابويه بالإسناد عن الصادق (عليه السلام)(5).

الحادي والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد

____________

(1) أمالي الطوسي: 1 / 193.

(2) أمالي الطوسي: 1 / 203.

(3) في المصدر: محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد.

(4) أمالي الصدوق ص 340 - 341. أمالي الطوسي: 2 / 38 - 40.

(5) راجع ص 208 - 209 من هذا الجزء.

الصفحة 254 

ابن جعفر الرزاز القرشي قال: حدثنا جدي لأمي محمد بن عيسى القيسي قال: حدثنا إسحاق بن يزيد الطائي قال: حدثنا هاشم بن البريد، عن أبي سعيد التميمي قال: سمعت أبا ثابت مولى أبي ذر - رحمه الله - يقول: سمعت أم سلمة - رضي الله عنها - تقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه يقول وقد امتلأت الحجرة من أصحابه: " أيها الناس يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم، ألا إني مخلف فيكم كتاب ربي عز وجل وعترتي أهل بيتي ". ثم أخذ بيد علي (عليه السلام) فرفعها فقال: " هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي، خليفتان بصيران لا يفترقان حتى يردا علي الحوض، فأسألهما ماذا خلفت فيهما "(1).

الثاني والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا أبو سعيد البصري قال: حدثنا محمد بن صدقة العنبري قال: حدثنا موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما صلاة الفجر ثم إنفتل وأقبل علينا يحدثنا، فقال: " أيها الناس من فقد الشمس فليتمسك بالقمر، ومن فقد القمر فليتمسك بالفرقدين ". قال: فقمت أنا وأبو أيوب الأنصاري ومعنا أنس بن مالك فقلنا: يا رسول الله من الشمس؟ قال: " أنا ". فإذا هو (صلى الله عليه وآله) قد ضرب لنا مثلا، فقال: " أن الله تعالى خلقنا فجعلنا بمنزلة نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم. فأنا الشمس فإذا ذهب بي فتمسكوا بالقمر ". قلنا: فمن القمر؟ قال: " أخي ووصيي ووزيري وقاضي ديني وأبو ولدي وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب ". قلنا: فمن الفرقدان؟ قال: " الحسن والحسين "، ثم مكث مليا فقال: " وفاطمة هي الزهرة، وأهل بيتي هم مع القرآن، والقرآن معهم لا يفترقان حتى يردا علي الحوض "(2).

الثالث والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الفضل بن محمد البيهقي قال: حدثنا هارون بن عمرو المجاشعي قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد قال:

حدثنا أبي أبو عبد الله. قال: المجاشعي: حدثنا الرضا علي بن موسى (عليهما السلام) قال: حدثني أبي موسى ابن جعفر، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه، عن جده علي بن الحسين قال: حدثني عمر، وسلمة ابنا أبي سلمة ربيبا رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنهما سمعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول في حجته(3):

____________

(1) أمالي الطوسي: 2 / 92 - 93.

(2) أمالي الطوسي: 2 / 130 - 131.

(3) في المصدر: في حجته حجة الوداع.

الصفحة 255 

علي يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين، علي أخي ومولى المؤمنين من بعدي(1)، وهو الخليفة في الأهل والمؤمنين بعدي "(2).

الرابع والعشرون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن ابن علي بن زكريا العاصمي قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله الفداني(3) قال: حدثنا الربيع بن يسار قال:

حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر - رضي الله عنه - في حديث الشورى واحتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام) عليهم بفضائله وسوابقه، وما قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) من النص عليه بما يقتضي أنه الإمام والخليفة بعده، وكلهم يوافقونه فيما ذكره من ذلك إلى أن قال: " فهل فيكم أحد استخلفه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أهله وجعل أمر أزواجه إليه من بعده غيري " قالوا: لا(4).

الخامس والعشرون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثني محمد بن جعفر بن محمد بن رباح الأشجعي قال: حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن أبي الرواس(5) الخثعمي قال: حدثني عدي بن زيد الهجري، عن أبي خالد الواسطي قال إبراهيم بن محمد: فلقيت أبا خالد عمرو بن خالد، فحدثني عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: " كنت عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه، فكان رأسه في حجري والعباس يذب عن وجه رسول الله فأغمي إغماء(6) ثم فتح عينيه فقال: يا عباس يا عم رسول الله أقبل وصيتي واضمن ديني وعداتي. فقال العباس: يا رسول الله أنت أجود من الريح المرسلة وليس في مالي وفاء لدينك وعداتك. فقال النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك ثلاثا يعيده عليه والعباس في كل ذلك يجيبه بما قال أول مرة، قال فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لأقولنها لمن يقبلها ولا يقول يا عباس مثل مقالتك. فقال: يا علي أقبل وصيتي، واضمن ديني وعداتي. قال فخنقتني العبرة وارتج جسدي، ونظرت إلى رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله) يذهب ويجيء في حجري، فقطرت دموعي على وجهه ولم أقدر أن أجيبه ثم ثنى فقال: يا علي أقبل وصيتي، واضمن ديني وعداتي.

قال: قلت نعم بأبي وأمي. قال: أجلسني فأجلسته، فكان ظهره في صدري فقال: يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة ووصيي وخليفتي في أهلي.

____________

(1) في المصدر: وهو مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أن الله ختم النبوة بي، فلا نبي بعدي، وهو الخليفة..

(2) أمالي الطوسي: 2 / 134.

(3) في المصدر: العدلي.

(4) أمالي الطوسي: 2 / 159 - 166.

(5) في المصدر: ابن الرواس.

(6) في المصدر: فأغمي عليه إغماءة.

 

 

 

 

الصفحة 256 

ثم قال: يا بلال هلم سيفي ودرعي وبغلتي وسرجها ولجامها، ومنطقتي التي أشدها على درعي، فجاء بلال بهذه الأشياء فوقف بالبغلة بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا علي قم فاقبض.

قال: فقمت وقام العباس فجلس مكاني، فقمت فقبضت ذلك فقال: انطلق به إلى منزلك، فانطلقت به ثم جئت فقمت بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنظر إلي ثم عمد إلى خاتمه فنزعه ثم دفعه إلي فقال:

هاك يا علي هذا لك في الدنيا والآخرة، والبيت غاص من بني هاشم والمسلمين فقال: يا بني هاشم، يا معشر المسلمين لا تخالفوا عليا فتضلوا، ولا تحسدوه فتكفروا، يا عباس قم من مكان علي فقال: تقيم الشيخ وتجلس الغلام، فأعادها عليه ثلاث مرات، فقام العباس فنهض مغضبا وجلست مكاني، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عباس يا عم رسول الله لا أخرج من الدنيا وأنا ساخط عليك فيدخلك سخطي عليك النار، فرجع فجلس "(1).

وروى هذا الحديث الشيخ مرة أخرى هكذا في مجالسه: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن جعفر الرزاز أبي العباس القرشي قال: حدثنا أيوب بن نوح ابن دراج قال: حدثنا محمد ابن سعيد بن زائدة، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن محمد بن علي، وعن زيد بن علي كلاهما عن أبيهما علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب(2) قال: " لما ثقل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه كان رأسه في حجري والبيت مملوء من أصحابه من المهاجرين والأنصار، والعباس بين يديه يذب عنه بطرف ردائه، فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يغمى عليه ساعة ويفيق أخرى(3) ثم وجد خفة، فأقبل على العباس فقال: يا عباس يا عم النبي إقبل وصيتي في أهلي وفي أزواجي، واقض ديني، وأنجز عداتي وأبرئ ذمتي، فقال العباس: يا نبي الله أنا شيخ ذو عيال كثير غير ذي مال ممدود، وأنت أجود من السحاب الهاطل والريح المرسلة، فلو صرفت ذلك عني إلى من أطوق له مني. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أما إني سأعطيها من يأخذها بحقها، ومن لا يقول مثل ما تقول، يا علي هاكها خالصة لا يحاقك فيها أحد، يا علي إقبل وصيتي وأنجز مواعيدي، وأد ديني، يا علي أخلفني في أهلي، وبلغ عني من بعدي. قال علي (عليه السلام): فلما نعي إلي نفسه رجف فؤادي، وألقى علي لقوله البكاء، فلم أقدر أن أجيبه بشئ، ثم عاد لقوله فقال: يا علي أو تقبل وصيتي؟ قال: فقلت وقد خنقتني العبرة ولم أكد أن أبين: نعم يا رسول الله. فقال (صلى الله عليه وآله) يا بلال

____________

(1) أمالي الطوسي: 2 / 185 - 186.

(2) في المصدر: الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب.

(3) في المصدر: ويفيق ساعة.

الصفحة 257 

أئتني بسوادي، ائتني بذي الفقار، ودرعي ذات الفضول، ائتني بمغفري(1) ذي الجبين ورايتي العقاب، ائتني بالعنزة والممشوق، فأتى بلال بذلك إلا درعه كانت يومئذ مرتهنة. ثم قال: ائتني بالمرتجز والعضباء، ائتني باليعفور والدلدل، فأتى بهما فوقفهما في الباب ثم قال: ائتني بالأتحمية(2) والسحاب فأتاه بهما، فلم يزل يدعو بشئ شئ. فافتقد عصابة كان يشد بها بطنه في الحرب، فطلبها فأتي بها والبيت غاص يومئذ بمن فيه من المهاجرين والأنصار، ثم قال: يا علي قم فاقبض هذا ومد إصبعه وقال: في حياة مني وشهادة من في البيت لكيلا ينازعك أحد من بعدي، فقمت وما أكاد أمشي على قدم حتى استودعت ذلك جميعا منزلي فقال: يا علي أجلسني، فأجلسته وأسندته إلى صدري.

قال علي (عليه السلام): فلقد رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأن رأسه ليثقل ضعفا وهو يقول - يسمع أقصى أهل البيت وأدناهم -: إن أخي ووصيي ووزيري وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب، يقضي ديني وينجز موعدي، يا بني هاشم يا بني عبد المطلب لا تبغضوا عليا ولا تخالفوا أمره فتضلوا، ولا تحسدوه وترغبوا عنه فتكفروا، أضجعني يا علي، فأضجعته فقال: يا بلال ائتني بولدي الحسن والحسين، فانطلق فجاء بهما فأسندهما إلى صدره فجعل (صلى الله عليه وآله) يشمهما. قال علي (عليه السلام) فظننت أنهما قد غما - قال أبو الجارود يعني أكرباه - فذهبت لآخذهما عنه فقال: دعهما يا علي يشماني ويتزودا مني وأتزود منهما فسيلقيان من بعدي أمرا عضالا، فلعن الله من يخيفهما، اللهم إني أستودعكهما وصالح المؤمنين "(3).

السادس والعشرون: ابن بابويه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن محمد البصري، عن جعفر بن سليمان، عن عبد الله بن الحكم، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن خلفائي وأوصيائي، وحجج الله على الخلق بعدي اثنا عشر: أولهم أخي وآخرهم ولدي. قيل: يا رسول الله ومن أخوك؟ قال: علي بن أبي طالب قيل: فمن ولدك؟ قال المهدي الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، والذي بعثني بالحق نبيا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل روح الله عيسى ابن مريم فيصلي خلفه، وتشرق الأرض

____________

(1) المغفر والمغفرة: زرد يلبسه المحارب تحت القلنسوة.

(2) في المصدر: بالانجية.

(3) أمالي الطوسي: 2 / 213 - 214.

الصفحة 258 

بنوره، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب "(1).

السابع والعشرون: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة، عن أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة، ومحمد بن همام بن سهل، وعبد العزيز، وعبد الواحد ابنا عبد الله بن يونس، عن رجالهم، عن عبد الرزاق بن همام، قال: حدثنا معمر بن راشد، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي قال: لما أقبلنا من صفين مع أمير المؤمنين (عليه السلام) ننزل قريبا من دير نصراني إذ خرج علينا شيخ من الدير جميل الوجه حسن الهيئة والسمت، معه كتاب في يده حتى أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) فسلم عليه فقال(2): إني من نسل حواري عيسى(3)، وكان أفضل حواريه الاثني عشر(4)، وأحبهم إليه، وآثرهم عنده، وإن عيسى أوصى إليه، ودفع إليه كتبه وعلمه وحكمته، فلم يزل أهل هذا البيت على دينه، ومتمسكين عليه، لم يكفروا ولم يرتدوا، ولم يغيروا، وتلك الكتب عندي، إملاء عيسى(5) وخط أبينا بيده، فيها كل شئ يفعل الناس من بعده، واسم ملك ملك منهم، وإن الله تبارك وتعالى يبعث رجلا من العرب من ولد إسماعيل من إبراهيم خليل الله(6)، من أرض يقال لها تهامة، من قرية يقال لها مكة يقال له أحمد، له اثنا عشر اسما، وذكر مبعثه ومولده ومهاجرته، ومن يقاتله، ومن ينصره، ومن يعاديه، وما يعيش، وما تلقى أمته بعده إلى أن ينزل عيسى ابن مريم من السماء، وفي ذلك الكتاب ثلاث عشر رجلا من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله من خلقه(7) وأحب من خلق الله إلى الله، والله ولي لمن والاهم، وعدو لمن عاداهم، من أطاعهم اهتدى ومن عصاهم ضل، طاعتهم لله طاعة، ومعصيتهم لله معصية، مكتوبة أنسابهم وأسماؤهم ونعوتهم، وكم يعش كل واحد منهم(8) واحدا بعد واحد، وكم رجل منهم يستر دينه(9) ويكتمه من قومه، ومن الذي يظهر منهم وينقاد له الناس، حتى ينزل عيسى ابن مريم على آخرهم فيصلي عيسى خلفه ويقول: إنكم الأئمة لا ينبغي لأحد أن يتقدمكم، فيتقدم ويصلي بالناس وعيسى خلفه في الصف الأول، أولهم أفضلهم وخيرهم، وله مثل أجورهم وأجور من أطاعهم واقتدى بهم(10)، واسمه

____________

(1) كمال الدين: 1 / 280.

(2) في المصدر: ثم قال.

(3) في المصدر: أحد حواري عيسى ابن مريم.

(4) في المصدر: وكان أفضل حواري عيسى من الاثني عشر.

(5) في المصدر: إملاء عيسى ابن مريم.

(6) في المصدر: من ولد إبراهيم خليل الله.

(7) في المصدر: من خير خلقه.

(8) في المصدر: كل رجل منهم.

(9) في المصدر: يستتر بدينه.

(10) في المصدر: اهتدى بهم، رسول الله واسمه...

الصفحة 259 

محمد، وعبد الله، والفتاح، ويس، الخاتم، والحاشر، والعاقب، والماحي، والقائد، ونبي الله، وصفي الله، وحبيب الله، وإنه يذكر إذا ذكر، من أكرم خلق الله(1) وأحبهم إلى الله لم يخلق الله ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا من آدم فمن سواه خيرا عند الله ولا إلى الله أحب منه، يقعده يوم القيامة على عرشه، ويشفعه في كل من يشفع فيه، باسمه جرى القلم في اللوح المحفوظ محمد رسول الله، وبصاحب اللواء يوم الحشر الأكبر أخيه ووصيه ووزيره وخليفته في أمته وأحب من خلق الله إليه بعده علي ابن عمه لأبيه وأمه، وولي كل مؤمن ومؤمنة من بعده، ثم أحد عشر من ولده(2) أولهم يسمى باسم ابني هارون شبرا وشبيرا، وتسعة من صلب أصغرهما، واحدا بعد واحد آخرهم الذي يصلي خلفه عيسى ابن مريم(3)، وفي الحديث طول.

قلت: هذا الحديث ذكره سليم بن قيس الهلالي في كتابه، وكتابه عندي في السنة الحادية والمائة والألف(4).

الثامن والعشرون: ابن بابويه: قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدثنا محمد بن علي بن أحمد الهمداني قال: حدثني أبو الفضل العباس بن عبد الله البخاري قال: حدثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال: حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي، عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر ابن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما خلق الله خلقا أفضل مني ولا أكرم مني عليه " قال علي (عليه السلام)، فقلت: " يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرائيل "؟

قال (عليه السلام): " يا علي إن الله تبارك وتعالى فضل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من بعدك فإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا، يا علي * (الذي يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا) *(5) بولايتنا. يا علي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء، ولا الجنة ولا النار، ولا

____________

(1) في المصدر: من أكرم خلق الله على الله.

(2) في المصدر: ثم أحد عشر رجلا من ولد محمد وولده.

(3) كتاب الغيبة للنعماني ص 35 - 36، البحار: 36 / 210 - 212.

(4) سليم بن قيس ص 152 - 156 ط - دار الكتب الإسلامية - قم.

(5) غافر: 7.

الصفحة 260 

الأرض، وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى التوحيد ومعرفة ربنا عز وجل وتسبيحه وتقديسه وتهليله لأن أول ما خلق الله عز وجل أرواحنا فانطقنا بتوحيده وتمجيده، ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون وأنه منزه عن صفاتنا، فسبحت الملائكة لتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا، فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلا الله(1) فلما شاهدوا كبر محلنا كبرنا(2) لتعلم الملائكة أن الله أكبر من أن ينال، وإنه عظيم المحل، فلما شاهدوا ما جعل الله لنا من القدرة والقوة(3) قلنا: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لتعلم الملائكة أن لا حول ولا قوة إلا بالله(4)، فلما شاهدونا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا: الحمد لله لتعلم الملائكة ما يحق لله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمه، فقالت الملائكة: الحمد لله، فبنا اهتدوا إلى معرفة الله تعالى وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده، ثم إن الله تعالى خلق آدم (عليه السلام) وأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا وإكراما وكان سجودهم لله عز وجل عبودية ولآدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون.

وإنه لما عرج بي إلى السماء: أذن جبرائيل مثنى مثنى(5) ثم قال: تقدم يا محمد، فقلت: يا جبرائيل أتقدم عليك؟ قال: نعم لأن الله تبارك وتعالى اسمه فضل أنبيائه على ملائكته أجمعين وفضلك خاصة، فتقدمت وصليت بهم ولا فخر، فلما انتهيت إلى حجب النور قال لي جبرائيل (عليه السلام): تقدم يا محمد(6) إن هذا انتهاء حدي الذي وضعه الله لي في هذا المكان، فإن تجاوزته احترقت أجنحتي لتعدي حدود ربي جل جلاله، فزج(7) بي زجة في النور حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله عز وجل من ملكوته، فنوديت يا محمد أنت عبدي(8) وأنا ربك فإياي فاعبد، وعلي فتوكل فإنك نوري في عبادي، ورسولي إلى خلقي، وحجتي في بريتي، لمن تبعك خلقت

____________

(1) في المصدر: وأنا عبيد ولسنا بآلهة يجب أن نعبد معه أو دونه فقالوا لا إله إلا الله. فلما شاهدوا.

(2) في المصدر: كبرنا الله.

(3) في المصدر: من العزة والقوة.

(4) في المصدر: فقالت الملائكة: لا حول ولا قوة إلا بالله، فلما شاهدوا.

(5) في المصدر: وأقام مثنى مثنى.

(6) في المصدر: وتخلف عني، فقلت: يا جبرائيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟ فقال: يا محمد إن هذا.

(7) في المصدر: زخ.

(8) في المصدر: فنوديت يا محمد، فقلت: لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت، فنوديت يا محمد أنت عبدي.

الصفحة 261 

جنتي، ولمن خالفك خلقت ناري، ولأوصيائك أوجبت كرامتي، ولشيعتك أوجبت ثوابي، فقلت: يا رب ومن أوصيائي؟ فنوديت: يا محمد أوصياؤك المكتوبون على ساق العرش، فنظرت - وأنا بين يدي ربي - إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا، في كل نور سطر أخضر مكتوب عليه اسم كل وصي من أوصيائي، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم مهدي أمتي، فقلت: يا رب أهؤلاء أوصيائي من بعدي؟ فنوديت: يا محمد هؤلاء أحبائي وأوليائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريتي، وهم أوصياؤك وخلفاؤك، وخير خلقي بعدك. وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني، ولأعلين بهم كلمتي، ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي، ولأملكنه(1) مشارق الأرض ومغاربها، ولأسخرن له الرياح، ولأذلن له الرقاب الصاب، ولأرقينه في الأسباب، ولأنصرنه بجندي، ولأمدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي، ثم لأديمن ملكه ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة "(2).

التاسع والعشرون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب، وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن عياش الجوهري، جميعا قال: حدثنا محمد بن لاحق اليماني، عن إدريس بن زياد(3) الكفرثوثي قال: حدثنا إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السيفي، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم(4)، عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " معاشر الناس إني راحل عن قريب(5)، ومنطلق إلى مغيب، أوصيكم في عترتي خيرا، وإياكم والبدع فإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة وأهلها في النار.

معاشر الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر، ومن افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين، فإذا فقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة " فقال سلمان: يا رسول الله فما الشمس والقمر(6)؟ وما الفرقدان؟ وما النجوم الزاهرة؟ فقال: " أنا الشمس وعلي القمر(7) فإذا افتقدتموني فتمسكوا به

____________

(1) في المخطوط: ولأمكنه.

(2) كمال الدين: 1 / 254 - 256.

(3) في الإنصاف: وكفاية الأثر: إدريس بن زياد السبيعي.

(4) في الإنصاف: القاسم بن سليمان، وفي كفاية الأثر: القسم بن سليمان.

(5) في كفاية الأثر: راحل عنكم عن قريب.

(6) في كفاية الأثر: ومن افتقد الفرقدين فليتمسك بالنجوم الزاهرة بعدي، أقول قولي واستغفر الله لي ولكم.

قال فلما نزل عن منبره (عليه السلام) تبعته حتى دخل بيت عائشة فدخلت عليه وقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله سمعتك تقول: إذا افتقدتم الشمس فتمسكوا بالقمر، وإذا افتقدتم القمر فتمسكوا بالفرقدين، وإذا افتقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة، فما الشمس؟ وما القمر؟.

(7) في كفاية الأثر: أما الشمس فأنا، وأما القمر فعلي.

الصفحة 262 

بعدي، وأما الفرقدان الحسن والحسين، فإذا افتقدتموا القمر فتمسكوا بهما، وأما النجوم الزاهرة فهم الأئمة التسعة من صلب الحسين (عليهم السلام) والتاسع مهديهم. ثم قال (صلى الله عليه وآله): إنهم الأوصياء والخلفاء بعدي، أئمة أبرار، عدد أسباب يعقوب، وحواري عيسى، قلت: فسمهم لي يا رسول الله، قال: أولهم وسيدهم علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي، وبعدهما علي بن الحسين زين العابدين، وبعده محمد بن علي باقر علم النبيين، والصادق جعفر بن محمد، وابنه الكاظم سمي موسى بن عمران، والذي يقتل بأرض الغربة، علي ابنه، ثم ابنه محمد، والصادقان علي والحسن، والحجة القائم المنتظر في غيبته، فإنهم عترتي من لحمي ودمي، علمهم علمي، وحكمهم حكمي، من آذاني فيهم لا أناله الله شفاعتي "(1).

الثلاثون: ابن بابويه قال: حدثنا أبو علي أحمد بن سليمان، قال: حدثني أبو علي بن همام، قال:

حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور العمي، عن أبيه محمد بن جمهور، عن حماد بن عيسى، عن محمد بن مسلم قال: دخلت على زيد بن علي (عليه السلام) فقلت: إن قومي يزعمون أنك صاحب هذا الأمر؟ قال: لا ولكني من العترة، قلت: فمن يلي هذا الأمر بعدكم؟ قال: سبعة من الخلفاء والمهدي منهم. قال ابن مسلم ثم دخلت على الباقر محمد بن علي (عليه السلام) فأخبرته بذلك، فقال: صدق أخي زيد(2)، سيلي هذا الأمر بعدي سبعة من الأوصياء، والمهدي منهم، ثم بكى (عليه السلام) وقال: " كأني به وقد صلب في الكناسة ". يا بن مسلم، حدثني أبي، عن أبيه الحسين قال: وضع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يده على كتفي، وقال: " يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يقتل مظلوما، إذا كان يوم القيامة نشر(3) وأصحابه إلى الجنة "(4).

الحادي والثلاثون: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق - رضي الله عنه - قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن زيد الزيات، قال: حدثنا محمد بن زياد الأزدي، عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل: * (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات) *(5) هذه الكلمات؟ التي(6) تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، وهو أنه قال: " يا رب

____________

(1) الإنصاف ص 261 - 262، عن النصوص لابن بابويه، ورواه الخزاز في كفاية الأثر ص 6.

(2) في المصدر: صدق أخي زيد، صدق أخي زيد.

(3) في البحار: حشر.

(4) كفاية الأثر للخزاز ص 41، البحار: 36 / 200.

(5) البقرة: 124.

(6) في المصدر: قال: هي الكلمات التي.

الصفحة 263 

أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي "، فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم، فقلت: يا بن رسول الله فما يعني عز وجل بقوله: * (فأتمهن) *؟ قال: " يعني أتمهن إلى القائم (عليه السلام) اثنا عشر إماما تسعة من ولد الحسين (عليه السلام) " قال المفضل: فقلت له: يا بن رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل: * (وجعلها كلمة باقية في عقبه) *(1) قال: " يعني بذلك الإمامة جعلها الله في عقب الحسين (عليه السلام) إلى يوم القيامة ". قال: فقلت له: يا بن رسول الله فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين وهما جميعا ولدا رسول الله وسبطاه، وسيدا شباب أهل الجنة؟ فقال (عليه السلام): " إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى، ولم يكن لأحد أن يقول: لم فعل الله ذلك؟ فإن الإمامة خلافة الله عز وجل ليس لأحد أن يقول: لم جعلها في صلب الحسين دون صلب الحسن، لأن الله تبارك وتعالى هو الحكيم في أفعاله لا يسأل عما يفعله وهم يسألون "(2).

الثاني والثلاثون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري سنة ثمان وثلاثمائة قال: حدثنا محمد ابن حميد الرازي قال: حدثنا سلمة ابن الفضل الأبرش قال: حدثني أحمد بن إسحاق بن عبد الغفار(3) بن القاسم قال أبو المفضل:

وحدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي واللفظ له قال: حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي قال: حدثنا سلمة بن صالح الجعفي(4)، عن سليمان الأعمش، وأبي مريم جميعا، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله ابن عباس(5) عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " لما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لي(6) يا علي إن الله تعالى أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين. قال: فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني متى أبادئهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمت على ذلك وجائني جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك، فاصنع لنا يا علي صاعا من طعام، وأجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عسا من لبن، ثم إجمع بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم

____________

(1) الزخرف: 27.

(2) معاني الأخبار ص 126 - 127.

(3) في المصدر: محمد بن إسحاق، عن عبد الغفار.

(4) في المصدر: سلمة بن سالم.

(5) في المصدر: عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن عباس.

(6) في المصدر: لما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله) " وأنذر عشيرتك الأقربين " دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لي:

الصفحة 264 

ما أمرت به ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم(1) وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا منهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلما اجتمعوا له (صلى الله عليه وآله) دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به فلما وضعته تناول رسول الله (صلى الله عليه وآله) جدية(2) من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصفحة ثم قال: خذوا بسم الله، فأكل القوم حتى صدروا ما لهم بشئ من الطعام حاجة، وما أرى إلا مواضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس علي بيده أن كان الرجل الواحد(3) ليأكل ما قدمته لجميعهم، ثم جئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا جميعا وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يكلمهم ابتدره(4) أبو لهب بالكلام فقال: لشد ما سحركم صاحبكم محمد فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لي من الغد: يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما قد سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم لي. قال: ففعلت ثم جمعتهم فدعاني بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس وأكلوا حتى ما لهم به من حاجة، ثم قال: اسقهم، فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا ثم تكلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني ربي عز وجل أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤمن بي ويؤازرني على أمري فيكون أخي ووصيي ووزيري وخليفتي في أهلي من بعدي؟ قال: فأمسك القوم وأحجموا عنها جميعا. قال: فقمت وإني لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأخمشهم ساقا. فقلت: أنا يا نبي الله أكون وزيرك على ما بعثك الله به. قال: فأخذ بيدي ثم قال: إن هذا أخي ووصيي ووزيري وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا. قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع "(5).

الثالث والثلاثون: ابن طاوس في الطرائف، عن عيسى بن المستفاد قال: سألت موسى الكاظم (عليه السلام) قال: قلت ما تقول فإن الناس قد أكثروا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر أبا بكر أن يصلي بالناس، ثم عمر؟ فأطرق عني طويلا ثم قال: " ليس كما ذكروا - ثم ساق الحديث - وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي صلى بالناس دون أبي بكر - إلى أن قال -: ثم حمل فوضع على منبره فلم يجلس بعد ذلك على

____________

(1) في المصدر: دعوتهم أجمع.

(2) في المصدر: جذمة. والجذمة بكسر الجيم: القطعة.

(3) في المصدر: الواحد منهم.

(4) في المصدر: بدره.

(5) أمالي الطوسي: 2 / 194 - 196.

الصفحة 265 

المنبر واجتمع إليه جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار(1) حتى برزن العواتق من خدورهن فبين باك وصائح ومسترجع وواجم والنبي (صلى الله عليه وآله) يخطب ساعة ويسكت ساعة، وكان مما ذكر في خطبته أن قال: يا معشر المهاجرين والأنصار ومن حضرني في يومي هذا وساعتي هذه فليبلغ(2) شاهدكم غائبكم ألا قد خلفت فيكم كتاب الله فيه النور والهدى، والبيان ما فرط فيه من شئ(3) حجة الله لي عليكم(4) وخلفت فيكم العلم الأكبر، علم الدين ونور الهدى، علي بن أبي طالب وهو حبل الله ف * (اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) *(5).

أيها الناس هذا علي بن أبي طالب كنز الله، من أحبه وتولاه اليوم وبعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه الله، وأدى ما وجب عليه، ومن عاداه اليوم(6) وما بعد اليوم جاء يوم القيامة أعمى أصم لا حجة له عند الله(7).

____________

(1) هكذا ورد صدر الحديث في كتاب " خصائص أمير المؤمنين ":

قلت: جعلت فداك قد أكثر الناس قولهم في أن النبي أمر أبا بكر بالصلاة، ثم أمر عمر؟! فأطرق عني طويلا ثم قال:

ليس كما ذكر الناس، ولكنك يا عيسى كثير البحث عن الأمور لا ترضى إلا بكشفها، فقلت: بأبي أنت وأمي من أسأل - عما أنتفع به في ديني، ويهتدي به نفسي مخافة أن أضل - غيرك؟ وهل أجد أحدا يكشف لي المشكلات مثلك؟ فقال: إن النبي (صلى الله عليه وآله) لما ثقل في مرضه دعا عليا (عليه السلام) فوضع رأسه في حجره، وأغمي عليه وحضرت الصلاة، فأوذن بها، فخرجت عائشة فقالت: يا عمر اخرج فصل بالناس. فقال لها: أبوك أولى بها مني، فقالت: صدقت، ولكنه رجل لين وأكره أن يواثبه القوم، فصل أنت. فقال لها: يصلي هو وأنا أكفيه إن وثب واثب، أو تحرك متحرك!

مع أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مغمى عليه ولا أراه يفيق منها، والرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه - يعني عليا (عليه السلام) - فبادروا بالصلاة قبل أن يفيق، فإنه إن أفاق خفت أن يأمر عليا (عليه السلام) بالصلاة، وقد سمعت مناجاته له منذ الليلة يقول لعلي (عليه السلام): الصلاة الصلاة. قال: قال: فخرج أبو بكر يصلي بالناس فظنوا أنه بأمر من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يكبر حتى أفاق رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ادعوا لي عمي العباس، فدعى له، فحمله وعلي (عليه السلام) حتى أخرجاه فصلى بالناس وإنه لقاعد، ثم حمل فوضع على المنبر، ولم يجلس عليه بعد ذلك، فاجتمع لذلك جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار حتى برزت العواتق من خدرها.

(2) في خصائص أمير المؤمنين: وساعتي هذه من الإنس والجن، ليبلغ شاهدكم.

(3) في خصائص أمير المؤمنين: لما فرض الله تعالى من شئ.

(4) في خصائص أمير المؤمنين: وحجتي وحجة وليي.

(5) آل عمران: 103. وفي الخصائص أنهى الآية بقوله تعالى: * (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) *.

(6) في خصائص أمير المؤمنين: ومن عاداه وأبغضه اليوم.

(7) في خصائص أمير المؤمنين: أيها الناس لا تأتوني غدا بالدنيا تزفونها زفا، ويأتي أهل بيتي شعثا غبرا، مقهورين مظلومين تسيل دماؤهم، إياكم واتباع الضلالة والشورى للجهالة، ألا وإن هذا الأمر له أصحاب قد سماهم الله عز وجل لي وعرفنيهم وأبلغكم ما أرسلت به إليكم ولكني أراكم قوما تجهلون، لا ترجعوا بعدي كفارا مرتدين، تؤولون على غير معرفة، أو تبتدعون السنة بالأهواء، وكل سنة وحديث وكلام خالف القرآن فهو زور وباطل، القرآن إمام هاد وله قائد يهدي به ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة وهو علي بن أبي طالب، وهو ولي الأمر من بعدي، ووارث علمي وحكمي، وسري وعلانيتي، وما ورثه النبيون قبلي، وأنا وارث ومورث فلا تكذبنكم أنفسكم.

الصفحة 266 

أيها الناس الله الله في أهل بيتي فإنهم أركان الدين، ومصابيح الظلم، ومعادن العلم، علي أخي ووارثي ووزيري وأميني، والقائم بأمري والوافي بعهده "(1)(2).

الرابع والثلاثون: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن الحسين(3)، قال: حدثنا محمد بن الحسين الكوفي، قال: حدثنا محمد بن محمود، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله الهلالي(4) قال: حدثنا أبو حفص الأعشى، عن عنبسة بن الأزهر، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن النعمان، قال: كنت عند الحسين (عليه السلام) إذ دخل عليه من العرب(5) متلثم أسمر شديد السمرة فسلم عليه فرد الحسين (عليه السلام) فقال:

يا بن رسول الله مسألة، فقال: هات، فقال: كم بين الإيمان واليقين؟ قال: " أربع أصابع "، قال: كيف؟

قال: " الإيمان ما سمعناه واليقين ما رأيناه، وبين السمع والبصر أربع أصابع "، قال: كم بين السماء والأرض؟ قال: " دعوة مستجابة "، قال: فكم بين المشرق والمغرب؟ قال: " مسيرة يوم للشمس "، قال: فما غنى المرء؟ قال: " استغناؤه عن الناس "، قال: فما أقبح شئ؟ قال: " الفسق في الشيخ قبيح، والحدة في السلطان قبيحة، والكذب في ذي الحسب قبيح، والبخل في ذي الغنا قبيح، والحرص في العالم ": قال: صدقت يا بن رسول الله فأخبرني عن عدد الأئمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل "، قال: سمهم لي، فأطرق الحسين (عليه السلام) رأسه مليا ثم رفع رأسه فقال: " نعم أخبرك يا أخا العرب، إن الإمام والخليفة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين(6) علي

____________

(1) في الخصائص: علي أخي ووزيري وأميني، والقائم من بعدي بأمر الله، والموفي بذمتي، ومحبي سنتي، وهو أول الناس إيمانا بي وآخرهم عهدا عند الموت، وأولهم لقاء لي يوم القيامة، فليبلغ شاهدكم غائبكم، أيها الناس من كانت له تبعة فها أنا ذا، ومن كانت له عدة أو دين فليأت علي بن أبي طالب، فإنه ضامن له كله حتى لا يبقى لأحد قبلي تبعة.

الحديث رواه الشريف المرتضى في خصائص أمير المؤمنين ص 43 - 46. ط. النجف الأشرف.

(2) الصراط المستقيم: 3 / 135، خصائص الأئمة: 75.

(3) في كفاية الأثر: علي بن الحسن.

(4) في كفاية الأثر: الذهلي.

(5) في كفاية الأثر: رجل من العرب.

(6) في البحار: أبي أمير المؤمنين.

الصفحة 267 

ابن أبي طالب والحسن وأنا وتسعة من ولدي، منهم علي ابني، وبعده محمد ابنه، وبعده جعفر ابنه، وبعده موسى ابنه، وبعده علي ابنه، وبعده محمد ابنه، وبعده علي ابنه، وبعده الحسن، وبعده الخلف المهدي التاسع من ولدي يقوم بالدين في آخر الزمان ".

قال: فقام الأعرابي وهو يقول:

 

مسح النبي جبينه        فله بريق في الخدود

أبواه من أعلا قريش    وجده خير الجدود(1)

 

والروايات والأخبار في ذلك بهذا المعنى كثيرة يطول بها الكتاب، ومن أراد الوقوف على أكثر مما ذكرنا هنا فعليه بكتابنا كتاب (الإنصاف في النص على الأئمة الاثني عشر الأشراف) كتاب عملته في ذلك.

____________

(1) كفاية الأثر ص 31، الإنصاف ص 326 - 327، البحار: 36 / 384 - 385.