باب 10- إمامة علي بن الحسين عليه السلام وإبطال إمامة محمد بن الحنفية

الصفحة 60   

47 - أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن العباس بن معروف، عن الحسن بن محبوب، عن حنان بن سدير، قال:

سألت أبا جعفر عليه السلام عن ابن الحنفية: هل كان إماما؟

قال: لا، ولكنه كان مهديا (1).

48 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم:

عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:

ما مات محمد بن الحنفية حتى آمن بعلي بن الحسين عليه السلام (2).

49 - وعنه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة وزرارة:

عن أبي جعفر عليه السلام، قال:

لما قتل الحسين بن علي عليه السلام، أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن

____________

1 - لم نعثر له على مصدر تخريج.

2 - لم نعثر له على مصدر تخريج.

لكن ذكره الصدوق في الكمال (ج 1 ص 36) مرسلا أنه قال: وقال الصادق عليه السلام، وأورد مثله، وعنه في البحار (42 / 81).

الصفحة 61   

الحسين عليه السلام، فخلا به، ثم قال له: يا بن أخي، قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان جعل الوصية والإمامة من بعده لعلي بن أبي طالب عليه السلام، ثم إلى الحسن، ثم إلى الحسين عليهما السلام.

وقد قتل أبوك عليه السلام، ولم يوص، وأنا عمك، وصنو أبيك وولادتي من علي عليه السلام، في سني وقدمي أحق بها منك في حداثتك، فلا تنازعني الوصية والإمامة ولا تخالفني، فقال له علي بن الحسين عليه السلام:

يا عم اتق الله، ولا تدع ما ليس لك بحق، إني أعظك أن تكون من الجاهلين.

يا عم، إن أبي صلوات الله عليه أوصى إلي قبل أن يتوجه إلى العراق، وعهد إلي من (في / خ) ذلك قبل أن يستشهد بساعة، وهذا سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله عندي، فلا تعرض لهذا، فإني أخاف عليك نقص العمر، وتشتت الحال.

إن الله - تعالى - لما صنع مع معاوية ما صنع، بدا لله فآلى أن لا يجعل الوصية والإمامة إلا في عقب الحسين عليه السلام (3).

فإن أردت أن تعلم ذلك، فانطلق إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم إليه، ونسأله عن ذلك.

قال أبو جعفر عليه السلام: وكان الكلام بينهما وهما يومئذ بمكة، فانطلقا حتى أتيا الحجر.

فقال علي عليه السلام لمحمد: إبدأ فابتهل إلى الله، وسله أن ينطق (الحجر) لك، ثم سله.

فابتهل محمد في الدعاء، وسأل الله، ثم دعا الحجر، فلم يجبه.

فقال علي عليه السلام: أما إنك - يا عم - لو كنت وصيا وإماما لأجابك.

____________

3 - كذا وردت الفقرة الأخيرة في (أ)، وقريب منها في (ب) وكذلك أورده في الإحتجاج، إلا أنه لم يذكر فيه معاوية، وجاءت في كتاب مختصر بصائر الدرجات هكذا: إن الله - تبارك وتعالى - لما صنع الحسن مع معاوية ما صنع، أبي أن يجعل الوصية والإمامة إلا في عقب الحسين.

الصفحة 62   

فقال له محمد: فادع أنت، يا بن [ أخي ] (4) وسله.

فدعا الله علي بن الحسين عليه السلام بما أراد، ثم قال:

أسألك بالذي جعل فيك ميثاق العباد، وميثاق الأنبياء والأوصياء، لما أخبرتنا بلسان عربي مبين: من الوصي والإمام بعد الحسين بن علي عليه السلام؟!

فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول من موضعه، ثم أنطقه الله بلسان عربي مبين، فقال:

اللهم إن الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي، إلى علي بن الحسين عليهما السلام، ابن فاطمة عليها السلام، ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله.

فانصرف محمد بن علي - ابن الحنفية - وهو يتولى علي بن الحسين عليه السلام (5).

____________

4 - في الأصل [ أخ ] 5 - رواه الصفار في البصائر (ص 502) عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب، مثله، ورواه في مختصر البصائر (ص 14) عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن (ابن محبوب) مثله مع اختلاف، وعنهما في البحار (ج 42 ص 77) و (ج 46 ص 112) ورواه الكليني في الكافي (1 / 348) عن (محمد بن يحيى)، عن أحمد بن محمد (عن ابن محبوب) مثله، ونقله عنه في مختصر البصائر (ص 170). وفي ذيل الكافي روى عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حرير؟ عن زرارة مثله. وأورد الحديث الطبرسي في إعلام الورى (ص 258 - 259) وقال: روى هذا الحديث محمد بن أحمد بن يحيى في كتابه (نوادر الحكمة) وقال في المناقب (3 / 288) نوادر الحكمة بالإسناد عن جابر وعن أبي جعفر (ع).

ورواه الطبرسي في الإحتجاج (ج 2 ص 46) مرسلا.