الباب في أن عليا (عليه السلام) خير الخلق بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخير البرية والمختار بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخير البشر وخير العرب وخير ا

الصفحة 12   

وفيه عشرون حديثا.

الأول: ابن بابويه قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعد الهاشمي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم ابن فرات الكوفي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني قال: حدثني أبو الفضل العباس بن عبد الله البخاري قال: حدثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن محمد ابن أبي بكر قال: حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي عن علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما خلق الله خلقا أفضل مني ولا أكرم عليه مني قال علي (عليه السلام) فقلت يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرائيل؟ فقال (صلى الله عليه وآله) يا علي إن الله تبارك وتعالى فضل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع النبيين والمرسلين والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من بعدك، فإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا، يا علي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا، يا علي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حوى ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض، وكيف لا تكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه لأن أول ما خلق الله عز وجل خلق أرواحنا فانطقنا بتوحيده وتحميده، ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة إنا خلق مخلوقون وإنه منزه عن صفاتنا، فسبحت الملائكة لتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلا الله وإنا عبيد ولسنا بآلهة نحب أن نعبد معه أو دونه فقالوا لا إله إلا، الله فلما شاهدوا كبر محلنا أكبرنا لتعلم الملائكة أن الله أكبر من ينال عظم المحل إلا به، فلما شاهدوا ما جعله الله لنا من العز والقوة قلنا، لا حول ولا قوة إلا بالله لتعلم الملائكة أن لا حول ولا قوه إلا بالله، فلما شاهدوا ما أنعم

الصفحة 13   

الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا: الحمد لله لتعلم الملائكة ما يحق لله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمته فقالت الملائكة: الحمد لله فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد الله وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده، ثم إن الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود تعظيما له وإكراما وكان سجودهم لله عز وجل عبودية ولآدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون وأنه لما عرج بي إلى السماء أذن جبرائيل مثنى مثنى وأقام مثنى مثنى ثم قال: تقدم يا محمد فقلت له: يا جبرائيل تقدم عليك فقال: نعم إن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه على ملائكته أجمعين وفضلك خاصة فتقدمت فصليت بهم ولا فخر، فلما انتهيت إلى حجب النور قال جبرائيل، تقدم يا محمد وتخلف عني فقلت يا جبرائيل في مثل هذا الموضع تفارقني فقال: يا محمد إن انتهاء حدي الذي وضعني الله عز وجل فيه إلى هذا المكان فإن تجاوزتها احترقت أجنحتي بتعدي حدود ربي جل جلاله، فزج بي في النور زجة حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله من علوه فنوديت يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فإياي فاعبد وعلي فتوكل وإنك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجتي على بريتي لك ومن اتبعك خلقت جنتي ولمن خالفك خلقت ناري ولأوصيائك أوجبت كرامتي ولشيعتهم أوجبت ثوابي، فقلت: يا رب ومن أوصيائي فنوديت يا محمد أوصياؤك المكتوبون على ساق عرشي فنظرت وأنا بين يدي ربي جل جلاله إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا في كل نور سطر اخضر عليه اسم وصي من أوصيائي أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم مهدي أمتي فقلت يا رب هؤلاء أوصيائي من بعدي فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك، على بريق وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني ولأعلين بهم كلمتي ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي ولأمكنه مشارق الأرض ومغاربها ولأسخرن له الرياح ولأذللن له السحاب الصعاب ولأرقينه في الأسباب ولأنصرنه بجندي ولأمدنه بملائكتي حتى تعلو دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي ثم لأدمين ملكه ولأدولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة ".(1)

الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن عمر بن أذينة عن آبان بن أبي عياش عن إبراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت سلمان الفارسي يقول كنت جالسا

____________

(1) علل الشرائع: 1 / 5 / 1.

الصفحة 14   

بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضته الذي توفى فيها فدخلت فاطمة (عليها السلام) ورأيت ما بأبيها من الضعف بكت حتى جرت دمعتها على خديها فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): " وما يبكيك يا فاطمة قالت:

يا رسول الله أخشى على نفسي وولدي الضيعة بعدك فاغرورقت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالبكاء ثم قال: يا فاطمة ما علمت إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإنه ختم الفناء على جميع خلقه، وإن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارني من خلقه ثم اطلع اطلاعة ثانية واختار زوجك فأوحى الله إلي أن أزوجك إياه وأن أتخذه وليا ووزيرا وأن اجعله خليفتي في أمتي، فأبوك خير أنبياء الله ورسله وبعلك خير الأوصياء وأنت أول من يلحق بي من أهلي، ثم اطلع إلى الأرض ثالثة فاختارك وولدك فأنت خير نساء أهل الجنة وابناك حسن وحسين سيدا شباب أهل الجنة وأنا وبعلك وأوصيائي إلى يوم القيامة كلهم هاديون مهديون أول الأوصياء بعدي أخي ثم الحسن ثم الحسين ثم تسعة من ولد الحسين في درجتي وليس في الجنة درجة أقرب إلى الله من درجتي ودرجة أخي.

أما تعلمين يا بني أن من كرامة الله إياك أن زوجك خير أمتي وخير أهل بيتي وأقدمهم سلما وأعظمهم حلما وأكثرهم علما، فاستبشرت فاطمة (عليها السلام) وفرحت بما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال:

يا بنية إن لبعلك مناقب إيمانه بالله ورسوله قبل كل أحد لم يسبقه إلى ذلك أحد من أمتي وعلمه بكتاب الله عز وجل وسنتي فليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي غير علي (عليه السلام) وأن الله عز وجل علمه علما لا يعلمه غيره وعلم ملائكته ورسله علما فكلما علمه ملائكته ورسله فأنا أعلمه وأمرني الله أن أعلمه إياه فقلت: فليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي وفهمي وحكمي غيره وإنك يا بنية زوجته وابناه سبطاي حسن وحسين وهما سبطا أمتي وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، فإن الله آتاه الحكمة وفصل الخطاب.

يا بنتي إنا أهل بيت أعطانا الله ست خصال لم يعطها أحد من الأولين كان قبلكم ولا أحدا من الآخرين غيرنا: نبينا سيد الأنبياء وهو أبوك ووصينا سيد الأوصياء وهو بعلك وشهيدنا سيد الشهداء وهو حمزة عم أبيك قالت: يا رسول الله هو سيد الشهداء الذين قتلوا معك. قال: لا بل سيد الشهداء الأولين والآخرين ما خلا الأنبياء والأوصياء وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين الطيار في الجنة مع الملائكة وابناك حسن وحسين سبطا أمتي وسيدا شباب أهل الجنة منا، والذي نفسي بيده مهدي هذه الأمة الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما قالت: وأي هؤلاء الذين سميتهم أفضل قال: علي بعدي أفضل أمتي وحمزة وجعفر أفضل أهل بيتي بعد

الصفحة 15   

علي وبعدك وبعد ابني وسبطي حسن وحسين وبعد الأوصياء من ولد ابني هذا وأشار بيده إلى الحسين منهم المهدي، وإنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ثم نظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إليها وإلى بعلها وإلى ابنيها فقال: يا سلمان أشهد الله إني سلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم، أما إنهم في الجنة معي ثم أقبل على علي فقال: يا أخي أنت سيفي بعدي وستلقى من قريش شدة من تظاهرهم عليك وظلمهم فإن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم وقاتل من خالفك بمن وافقك فإن لم تجد أعوانا فأصبر وكف يدك ولا تلق بها إلى التهلكة فإنك مني بمنزلة هارون من موسى ولك بهارون أسوة حسنة إذ استضعفه قومه وكادوا يقتلونه فأصبر لظلم قريش وتظاهرهم عليك فإنك بمنزلة هارون ومن تبعه وهم بمنزلة العجل ومن تبعه، يا علي إن الله تبارك وتعالى قد قضى الفرقة والاختلاف على هذه الأمة فلو شاء الله لجمعهم على الهدى حتى لا يختلف اثنان من هذه الأمة ولا ينازع في شئ أمره ولا يجحد المفضول لذوي الفضل فضله، ولو شاء الله لعجل النقمة وكان منه التغيير حتى يكذب الظالم ويعلم الحق إلى مصيره ولكنه جعل الدنيا دار الأعمار وجعل الآخرة دار القرار ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى فقال (عليه السلام): الحمد لله شكرا على نعمائه وصبرا على بلائه "(1).

الثالث: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال: حدثنا الحسن بن ميتل الدقاق قال:

حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان ذات يوم في منزل أم إبراهيم وعنده نفر من أصحابه إذ أقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فلما بصر به النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " يا معشر الناس أقبل إليكم خير الناس بعدي وهو مولاكم طاعته مفروضة كطاعتي ومعصيته محرمة كمعصيتي، معاشر الناس أنا دار الحكمة وعلي مفتاحها ولن يوصل إلى الدار إلا بالمفتاح وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا "(2).

الرابع: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن أحمد الصوني وكان من أصحاب الحديث قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن العباس بن بشام مولى بني هاشم قال: حدثنا محمد بن يونس البصري قال:

حدثنا أبو بكير النجفي عن شريك عن أبي إسحاق عن أبي وآيل عن حذيفة بن اليمان عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " علي بن أبي طالب خير البشر ومن أبي فقد كفر "(3).

____________

(1) كمال الدين وتمام النعمة: 263 / 10.

(2) أمالي الصدوق: 434 / 574، وبحار الأنوار: 38 / 102 ح 24.

(3) أمالي الصدوق: 135 ح 132، وبحار الأنوار: 38 / 6 ح 9.

الصفحة 16   

الخامس: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن محمد بن يحيى السندي عن علي بن السندي عن علي بن الحكم عن فضيل بن عثمان عن أبي الزبير المكي قال: رأيت جابرا متوكئا على عصا وهو يدور في سكك الأنصار ومجالسهم وهو يقول: علي خير البشر فمن أبى فقد كفر، يا معاشر الأنصار أدبوا أولادكم على حب علي فمن أبى فانظروا في شأنه أمه(1).

السادس: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدثني أبو محمد الحسن ابن عبد الله بن محمد بن علي بن العباس الرازي قال: حدثنا أبي عبد الله بن محمد بن علي بن العباس بن هارون التميمي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال: حدثني أبي موسى ابن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي ابن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أخي الحسن بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): " أنت خير البشر ولا يشك فيه إلا كافر "(2).

السابع: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثني أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا عبد الله بن صالح بن سلمة النصيبي قال: حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة قالت كنت عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: " هذا سيد العرب " قلت يا رسول الله ألست سيد العرب قال: " أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب " فقلت: وما السيد؟ قال: " من افترضت طاعته كما افترضت طاعتي "(3).

الثامن: الشيخ في مجالسه بإسناده عن أحمد بن رزق عن يحيى بن العلاء الرازي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " دخل علي (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو في بيت أم سلمة فلما رآه قال كيف أنت يا علي إذا اجتمعت الأمم ووضعت الموازين وبرز لعرض خلقه ودعي الناس إلى ما لا بد منه، قال: فدمعت عين أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما يبكيك يا علي تدعى والله أنت وشيعتك غرا محجلين رواء مرويين مبيضة وجوهكم ويدعى بعدوك مسودة وجوههم أشقياء معذبين أما سمعت قول الله * (إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * أنت وشيعتك * (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك هم شر البرية) * عدوك يا علي "(4).

____________

(1) أمالي الصدوق: 136 ح 133، وعلل الشرائع: 142 ح 4، والبحار: 39 / 200 ح 108.

(2) أمالي الصدوق: 136 ح 134.

(3) المصدر السابق: 93 ح 71.

(4) أمالي الصدوق: 671 ح 1414.

 

 

 

 

الصفحة 17   

التاسع: الشيخ المفيد في كتاب الإختصاص يرفعه إلى علي بن سويد الثاني عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: " ما خلق الله خلقا أفضل من محمد (صلى الله عليه وآله) ولا خلق خلقا بعد محمد أفضل من علي (عليه السلام) "(1).

العاشر: الشيخ في أماليه قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان (رحمه الله) قال: حدثنا أبو نصر محمد بن الحسن البصير الشهروزدي قال: حدثنا الحسين بن محمد الأسدي قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن عبد الله بن جعفر العلوي المحمدي قال: حدثنا يحيى بن هاشم الغساني قال:

حدثنا محمد بن مروان قال: حدثني جوبير بن سعد عن الضحاك بن مزاحم قال: سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: " أتاني أبو بكر وعمر فقالا لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فذكرت له فاطمة قال فأتيته فلما رآني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضحك ثم قال: ما جاء بك يا أبا الحسن وما حاجتك؟

قال: فذكرت له قرابتي وقدمي في الإسلام ونصرتي له وجهادي فقال: يا علي صدقت فأنت أفضل مما تذكر، فقلت يا رسول الله فاطمة تزوجنيها فقال: يا علي إنه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها ورأيت الكراهة في وجهها ولكن على رسلك حتى أخرج إليك، فدخل عليها فقامت إليه فأخذت ردائه ونزعت نعليه واتته بالوضوء فوضأته وغسلت رجليه ثم قعدت فقال لها يا فاطمة فقالت: لبيك لبيك ما حاجتك يا رسول الله فقال: إن علي بن أبي طالب من قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه وإني قد سألت ربي أن يزوجك خير خلقه وأحبهم إليه وقد ذكر من أمرك شيئا فما ترين، فسكتت ولم تول وجهها عنه ولم ير فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) كراهة، فقام وهو يقول الله أكبر سكوتها إقرارها فأتاه جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا محمد زوجها علي بن أبي طالب فإن الله قد رضيها له ورضيه لها.

قال: فزوجني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم أتاني فأخذ بيدي فقال: قم بسم الله وقل: على بركة الله وما شاء الله لا قوة إلا بالله توكلت على الله ثم جائني حتى أقعدني عندها (عليها السلام) ثم قال اللهم إنهما أحب خلقك إلي فأحبهما وبارك في ذريتهما واجعل عليهما منك حافظا وإني أعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم(2).

الحادي عشر: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعاني قال: حدثني جعفر بن محمد بن سليمان بن الفضل قال: حدثنا داود بن رشده قال: حدثني محمد بن إسحاق الثعلبي الموصلي أبو نوفل قال: سمعت جعفر بن

____________

(1) الإختصاص: 18 ط. جامعة المدرسين.

(2) أمالي الطوسي: 40 ح 44 المجلس الثاني ح 13.

الصفحة 18   

محمد (عليه السلام) يقول: " نحن خيرة الله من خلقه وشيعتنا خيرة الله من أمة نبيه "(1).

الثاني عشر: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثني أبي عن سعد بن الله بن موسى قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن العرزمي قال: حدثنا المعلى بن هلال عن الكلبي عن أبي صالح عن عبد الله بن العباس قال: قلت يا رسول الله: أوصني فقال: " عليك بمودة علي بن أبي طالب والذي بعثني بالحق نبيا لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب وهو تعالى أعلم فإن جاء بولايته قبل عمله على ما كان منه وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شئ ثم أمر به إلى النار.

يا بن عباس والذي بعثني بالحق نبيا إن النار لأشد غضبا على مبغض علي منها على من زعم أن لله ولدا، يا بن عباس لو أن الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغضه ولن يفعلوا لعذبهم الله بالنار.

قلت: يا رسول الله وهل يبغضه أحد؟

قال: يا بن عباس نعم يبغضه قوم يذكرون أنهم من أمتي لم يجعل الله لهم في الإسلام نصيبا، يا بن عباس إن من علامة بغضهم له تفضيلهم من هو دونه عليه والذي بعثني بالحق نبيا ما بعث الله نبيا أكرم عليه مني ولا وصيا أكرم عليه من وصيي علي " قال ابن عباس: فلم أزل كما أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووصاني بمودته وإنه لأكبر عملي عندي(2).

الثالث عشر: الشيخ في أماليه قال: حدثنا محمد بن محمد يعني المفيد قال: حدثنا الشريف الصالح أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي الطبري الحسني (رحمه الله) قال: حدثنا محمد بن الفضل بن حاتم المعروف بأبي بكر النجار الطبري الفقيه قال: حدثنا محمد بن عبد الحميد قال: حدثنا داهر ابن محمد بن يحيى الأحمري قال: حدثنا المنذر بن الزبير عن أبي ذر الغفاري (رحمه الله) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا تضادوا بعلي أحدا فتكفروا، ولا تفضلوا عليه أحدا فترتدوا "(3).

الرابع عشر: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال: حدثنا الشريف الصالح أبو محمد الحسن بن حمزة قال: حدثنا أبو القاسم نصر بن الحسن الوزاميني قال: حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الأدمي قال: حدثنا محمد بن الوليد المعروف بشهاب الصيرفي مولى بني هاشم قال: حدثنا سعيد الأعرج قال: دخلت أنا وسليمان بن خالد على أبي عبد الله جعفر بن

____________

(1) أمالي الطوسي: 78 ح 113 مجلس 2 ح 22.

(2) أمالي الطوسي: 106، ح 161.

(3) أمالي الطوسي: 154 ح 255.

الصفحة 19   

محمد (عليه السلام) فابتدأني فقال: " يا سليمان ما جاء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يؤخذ به وما نهى عنه ينتهى عنه جرى له من الفضل ما جرى لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ولرسوله الفضل على جميع من خلق الله "(1).

الخامس عشر: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن عمر ابن أبي سلمة عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " علي بن أبي طالب والأئمة من ولده بعدي سادة أهل الأرض وقادة الغر المحجلين يوم القيامة "(2).

السادس عشر: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا عبد الله بن صالح بن أبي سلمة النصيبي قال:

حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة قالت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " أنا سيد الأولين والآخرين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين وهو أخي ووارثي وخليفتي على أمتي ولايته فريضة واتباعه فضيلة ومحبته إلى الله وسيلة فحزبه حزب الله وشيعته أنصار الله وأوليائه أولياء الله وأعداؤه أعداء الله وإمام المسلمين وولي المؤمنين وأميرهم بعدي "(3).

السابع عشر: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، حدثنا علي بن إبراهيم ابن هاشم عن جعفر بن سلمة الأهوازي عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: أخبرني محمد بن علي قال: أخبرنا العباس بن عبد الله عن عبد الرحمن بن الأسود عن عبد الرحمن بن مسعود قال: قال علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أحب أهل بيتي إلي وأفضل من أترك بعدي علي بن أبي طالب "(4).

الثامن عشر: ابن بابويه بهذا الإسناد عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثنا الحكم بن سليمان قال: حدثنا علي بن هاشم عن عمرو بن حريث الأشجعي عن بردة بن عبد الرحمن عن أبي الخليل عن سلمان، قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند الموت فقال: " علي بن أبي طالب أفضل من تركت بعدي "(5).

التاسع عشر: ابن بابويه قال: حدثنا عبد الله بن محمد الصانع، قال: حدثنا أبو حاتم محمد بن

____________

(1) أمالي الطوسي: 206 ح 352، وللحديث تتمة اختصرها البحراني.

(2) أمالي الصدوق: 347.

(3) أمالي الصدوق: 347، والبحار: 38 / 107.

(4) أمالي الصدوق: 285، والبحار: 38 / 16.

(5) المصدر السابق.

الصفحة 20   

عيسى بن محمد الوسقندي قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا إبراهيم ديزيل قال: حدثنا الحكم بن سليمان الجبلي أبو محمد قال: حدثنا علي بن هاشم عن مطير بن ميمون أنه سمع أنس بن مالك يقول أن سلمان الفارسي سمع نبي الله يقول: " إن أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب (عليه السلام) "(1).

العشرون: ابن بابويه قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب قال: حدثني أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثنا قتيبة بن سعيد عن حماد بن زيد عن عبد الرحمن بن السراج عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من فضل أحدا من أصحابي على علي فقد كفر "(2).

أقول: نافع خارجي وابن عمر ناصبي والروايات من طريق الفريقين في هذا الباب يطول الكتاب بذكرها.

____________

(1) أمالي الصدوق: 209 والبحار: 40 / 6.

(2) أمالي الصدوق: 390، والبحار: 38 / 14.