الباب في أنه لا يجوز العبد الصراط يوم القيامة ولا يدخل الجنة إلا بجواز من أمير المؤمنين (عليه السلام) من طريق الخاصة

الصفحة 99    

وفيه سبعة أحاديث

الحديث الأول: الشيخ في أماليه عن أبي محمد الفحام قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن هاشم الهاشمي صاحب الصلاة بسر من رأى قال: حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا محمد بن زكريا بن عبد الله الجوهري البصري عن عبد الله بن المثنى عن تمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك عن أبيه عن جده عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلا من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) وذلك قوله تعالى: * (وقفوهم إنهم مسؤولون) * يعني عن ولاية علي ابن أبي طالب (عليه السلام) "(1).

 

الحديث الثاني: شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة قال: روي بحذف الإسناد عن محمد بن خيران قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله تعالى: * (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) *(2) فقال: " إذا كان يوم القيامة وقف محمد وعلي على الصراط، فلا يجوز عليه إلا من كان معه براءة "

 

قلت: وما براءة؟

 

قال: " ولاية علي بن أبي طالب والأئمة من ولده (عليهم السلام)، وينادي مناد: يا محمد يا علي ألقيا في في جهنم كل كفار بنبوتك عنيد لعلي بن أبي طالب والأئمة من ولده "(3).

 

الحديث الثالث: الشيخ المفيد في أماليه بإسناده عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن علي عن آبائه (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كيف بك يا علي إذا وقفت على شفير جهنم وقد مد الصراط وقيل للناس: جوزوا وقلت لجهنم: هذا لي وهذا لك، فقال علي (عليه السلام): يا

 

____________

 

(1) أمالي الطوسي: 290 / مجلس 11 / ح 11.

 

(2) ق: 24.

 

(3) تأويل الآيات: 2 / 610 ح 5.

 

الصفحة 100 

رسول لله ومن أولئك؟ قال: أولئك شيعتك معك حيث كنت "(1).

 

الحديث الرابع: تفسير العسكري (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): معاشر الناس أحبوا موالينا مع حبكم لنا، هذه زيد بن حارثة وابنه أسامة من خواص موالينا فأحبوهما، فوالذي بعث محمدا بالحق نبيا لينفعكم حبهما.

 

قالوا: وكيف ينفعنا حبهما؟

 

قال: إنهما يأتيان يوم القيامة عليا - صلوات الله عليه وآله - بخلق عظيم من محبيهما أكثر من ربيعة ومضر بعدد كل واحد منهما فيقولان: يا أخا رسول الله هؤلاء أحبونا بحب محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبحبك فيكتب لهم علي (عليه السلام) جوازا على الصراط فيعبرون عليه ويردون الجنة سالمين، وذلك أن أحدا لا يدخل الجنة من سائر أمة محمد إلا بجواز من علي صلوات الله عليه على الصراط "(2).

 

الحديث الخامس: كتاب فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) بالإسناد عن جابر بن عبد الله قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): الذي روي أنه لا يجوز أحد إلا ببراءة علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " إنما هو من وجد في صحيفته حب علي وسبطيه جاز الصراط، وإن كان مبغضا ومنقضا وقع في النار "(3).

 

الحديث السادس: ابن بابويه قال: حدثني أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا الحسين بن أحمد المالكي عن أبيه عن إبراهيم بن أبي محمود عن علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي أنت المظلوم بعدي فالويل لمن ظلمك واعتدى عليك، وطوبى لمن تبعك ولم يختر عليك يا علي أنت المقاتل بعدي فويل لمن قاتلك، وطوبى لمن معك يا علي، أنت الذي تنطق بكلامي وتتكلم بلساني بعدي فويل لمن رد عليك وطوبى لمن قبل كلامك يا علي أنت سيد هذه الأمة بعدي وأنت إمامها وخليفتي عليها ومن فارقك فارقني يوم القيامة، ومن معك كان معي يوم القيامة، يا علي أنت أول من آمن بي وصدقني، وأنت أول من أعانني على أمري وجاهد معي عدوي، وأنت أول من صلى معي والناس - يومئذ في غفلة الجهالة.

 

يا علي أنت أول من تنشق عنه الأرض معي وأنت أول من يبعث معي وأنت أول من تجوز

 

____________

 

(1) أمالي المفيد: 328 / مجلس 38 / ح 12.

 

(2) تفسير الإمام العسكري: 441 / ح 293.

 

(3) لم نجده في المصادر بهذه الألفاظ.

 

الصفحة 101 

الصراط معي، وأن ربي عز وجل أقسم بعزته أنه لا يجوز عقبة الصراط إلا من معه براءة ولايتك وولاية الأئمة من ولدك، وأنت أول من يرد حوضي تسقي منه أوليائك وتذود عنه أعدائك، وأنت صاحبي إذا قمت المقام المحمود لتشفع لمحبينا فتشفع، وأنت أول من يدخل الجنة وبيدك لوائي وهو لواء الحمد وهو سبعون شقة الشقة منه أوسع من الشمس والقمر، وأنت صاحب شجرة طوبى في الجنة أصلها في دارك وأغصانها في دور شيعتك "(1).

 

الحديث السابع: عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إذا كان يوم القيامة أمر الله عز وجل جبرائيل أن يجلس على باب الجنة فلا يدخلها أحد إلا ومعه براءة من علي (عليه السلام) "(2).

 

____________

 

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 271 / ح 63.

 

(2) كشف الغطاء: 1 / 17، وكشف اليقين للحلي: 304.