الباب في سعة فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) من طريق العامة

الصفحة 134 

فيه ستة أحاديث

الأول: أقول: في أول كتاب موفق بن أحمد وهو من أعيان علماء العامة ما صورته، قال الإمام الأجل الصدر ضياء الدين شمس الإسلام تاج الخلفاء مفتي الأمة مقتدى الفريقين صدر الأئمة أخطب الخطباء أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي الخوارزمي ذكر فضائل أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، بل ذكر شئ منها إذ ذكر جميعها يقصر عنه باع الإحصاء، بل ذكر أكثرها يضيق عنه نطاق طاقة الاستقصاء يدل على صدق ما ذكرت ما أخبرني السيد الإمام الأجل المرتضى شرف الدين عز الإسلام، علم الهدى، نقيب نقباء الشرق والغرب، أبو المفضل محمد بن علي بن المطهر المرتضى الحسيني في كتابه إلي من مدينة الري جزاه الله عني خيرا.

قال: أخبرنا السيد أبو الحسن علي بن أبي طالب الحسيني السيلقي بقراءتي عليه، أخبرنا الشيخ العالم أبو النجم محمد بن عبد الوهاب بن عيسى السمان الرازي أخبرنا الشيخ العالم أبو سعد محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري الخزاعي أخبرنا محمد بن علي بن جعفر الأديب بقراءتي عليه(1)، حدثني المعافى بن زكريا أبو الفرج عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج عن الحسن بن محمد بن بهرام عن يوسف بن موسى القطان عن جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لو أن الغياض أقلام والبحر مداد والجن حساب والأنس كتاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام) "(2).

الثاني: موفق بن أحمد عقيب هذا الحديث قال وذكر ابن شاذان قال: حدثني أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي من كتابه عن الحسن بن إسحاق عن محمد بن زكريا عن جعفر بن محمد بن عماد عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله تعالى جعل لأخي علي فضائل لا تحصى كثرة فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن كتب فضيلة من

____________

(1) قد أسقط المصنف (رحمه الله) من هنا أسماء عدة رجال.

(2) المناقب: 31 / ح 1.

الصفحة 135 

فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لذلك الكتاب رسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر، ثم قال النظر إلى علي عبادة وذكره عبادة لا يقبل الله إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه "(1).

الثالث: موفق بن أحمد قال: أنبأني أبو العلا الحافظ الحسين بن أحمد الهمداني قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أحمد بن يعقوب [ بن ] المهرجان، حدثنا علي بن محمد الحنفي(2) القاضي قال: حدثنا الحسين ابن الحكم، حدثنا حسين الحسين عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده قال: قال رجل لابن عباس سبحان الله ما أكثر مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) وفضائله إني لأحسبها ثلاثة آلاف، فقال ابن عباس: أولا تقول إنها إلى ثلاثين ألفا أقرب.

ثم قال موفق بن أحمد عقيب ذلك ويدل على ذلك أيضا ما روي عن الإمام الحافظ أحمد بن حنبل وهو كما عرف أصحاب الحديث في علم الحديث قريع أقرانه وإمام زمانه والمقتدى به في هذا الفن في أبانه والفارس الذي يكبو فرسان الحفاظ في ميدانه وروايته فيه (رضي الله عنه) مقبولة وعلى كاهل التصديق محمولة لما علم أن الإمام أحمد بن حنبل ومن احتذى على مثاله ونسج على منواله وحطب على حبله وانضوى إلى حفله مالوا إلى تفضيل الشيخين رضي الله عنهما وأرضاهما وأظلنا يوم القيامة بظل رضاهما فجائت روايته فيه كعمود الصبح لا يمكن ستره بالراح وهو ما: أخبرني الشيخ الإمام الزاهد فخر الأئمة أبو الفضل بن عبد الرحمن الحفربندي الخوارزمي جزاه الله خيرا، أخبرنا الشيخ الإمام أبو [ محمد ] الحسن بن أحمد السمرقندي قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن ابن أحمد بن محمد بن عبدان العطار وإسماعيل بن أبي نصر عبد [ بن ] الرحمن الصابوني وأحمد ابن الحسين البيهقي قالوا جميعا، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت القاضي الإمام أبا الحسن علي بن الحسن وأبا الحسن محمد بن المظفر الحافظ يقولان سمعنا أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي يقول: سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه)(3).

وأقول ما ذكره الموفق بن أحمد هنا مذكور في كتب الخاصة والعامة متكرر في الكتب.

الرابع: ما ذكره صاحب ثاقب المناقب من طريق المخالفين عن محمد بن عمر الواقدي قال: كان

____________

(1) المناقب: 32 / ح 2.

(2) في المصدر: النخعي.

(3) المناقب: 32 / ح 3، 4.

الصفحة 136 

هارون الرشيد يقعد للعلماء في يوم عرفة فقعد ذات يوم وحضره الشافعي وكان هاشميا يقعد إلى جنبه، وحضر محمد بن الحسن وأبو يوسف فقعدا بين يديه وغص المجلس بأهله فيهم سبعون رجلا من أهل العلم كل منهم يصلح أن يكون إمام صقع من الأصقاع قال الواقدي، فدخلت في آخر الناس فقال الرشيد، لما تأخرت فقلت ما كان لإضاعة حق ولكني شغلت بشغل عاقني عما أحببت قال: فقربني حتى أجلسني بين يديه وقد خاض الناس في كل فن من العلم فقال الرشيد للشافعي: يا بن عمي كم تروي في فضائل علي بن أبي طالب؟

قال: أربعمائة حديث وأكثر.

فقال له: قل ولا تخف.

قال تبلغ خمسمائة وتزيد.

ثم قال لمحمد بن الحسن كم تروي يا كوفي من فضائله؟

قال: ألف حديث أو أكثر، فأقبل على أبي يوسف فقال: كم تروي أنت يا كوفي من فضائله أخبرني ولا تخش؟

قال: يا أمير المؤمنين لولا الخوف لكانت روايتنا في فضائله أكثر من أن تحصى.

قال: مم تخاف؟

قال: منك ومن عمالك وأصحابك.

قال: أنت آمن فتكلم، وأخبرني كم فضيلة تروي فيه؟

قال: خمسة عشر ألف خبر مسند وخمسة عشر ألف حديث مرسل.

قال الواقدي: فأقبل علي فقال: ما تعرف في ذلك؟

فقلت: مثل مقالة أبي يوسف.

قال الرشيد: لكني أعرف له فضيلة رأيتها بعيني وسمعتها بأذني أجل من كل فضيلة تروونها أنتم وإني لتائب إلى الله تعالى مما كان مني من أمر الطالبية ونسلهم، فقلنا بأجمعنا: وفق الله أمير المؤمنين وأصلحه إن رأيت أن تخبرنا بما عندك.

قال: نعم وليت عاملي يوسف بن الحجاج دمشق وأمرته بالعدل في الرعية والإنصاف في القضية فاستعمل ما أمرته فرفع إليه أن الخطيب الذي يخطب بدمشق يشتم عليا (عليه السلام) في كل يوم وينقصه قال: فأحضره وسأله عن ذلك فأقر له بذلك.

فقال له: وما حملك على ما أنت عليه؟

الصفحة 137 

قال: لأنه قتل آبائي وسبى الذراري فلذلك الحقد له في قلبي ولست أفارق ما أنا عليه.

فقيده وغله وحبسه وكتب إلي بخبره فأمرته أن يحمله إلي على حالته من القيود فلما مثل بين يدي زبرته وصحت به.

وقلت أنت الشاتم لعلي بن أبي طالب؟

فقال: نعم.

قلت: ويلك قتل من قتل وسبي من سبى بأمر الله تعالى وأمر النبي (صلى الله عليه وآله).

فقال ما أفارق ما أنا عليه ولا تطيب نفسي إلا به.

فدعوت بالسياط والعقابين فأقمته بحضرتي هاهنا وظهره إلي فأمرت الجلاد وجلده مائة سوط فأكثر الصياح والغياث فبال في مكانه فأمرت به فنحي عن العقابين وأدخل ذلك البيت وأومأ بيده إلى بيت في الإيوان وأمرت أن يغلق الباب عليه ففعل ذلك ومضى النهار وأقبل الليل ولم أبرح من موضعي هذا حتى صليت العتمة ثم بقيت ساهرا أفكر في قتله وفي عذابه وبأي شئ أعذبه، مرة أقول أعذبه على عداوته، ومرة أقول أقطع أمعاءه، ومرة أفكر في تغريقه أو قتله بالسوط وأستمر الفكر في أمره حتى غلبتني عيني في آخر الليل فإذا أنا بباب السماء قد انفتح وإذا النبي (صلى الله عليه وآله) قد هبط وعليه خمس حلل ثم هبط علي وعليه أربع حلل ثم هبط الحسن وعليه ثلاث حلل ثم هبط الحسين (عليه السلام) وعليه حلتان ثم نزل جبرائيل وعليه حلة واحدة، فإذا هو من أحسن الخلق في نهاية الوصف ومعه كأس فيه ماء كأصفى ما يكون من الماء وأحسنه فقال النبي (صلى الله عليه وآله) أعطني الكأس فأعطاه فنادى بأعلى صوته يا شيعة محمد وآله فأجابوه من حاشيتي وغلماني وأهل الدار أربعون نفسا أعرفهم كلهم، وإن في داري أكثر من خمسة آلاف إنسان فسقاهم من الماء وصرفهم.

ثم قال: أين الدمشقي فكأن الباب قد انفتح فأخرج إليه فلما رآه علي (عليه السلام) أخذه وقال: يا رسول الله هذا يظلمني ويشتمني من غير سبب أوجب ذلك.

فقال: خله يا أبا الحسن.

ثم قبض النبي (صلى الله عليه وآله) على زنده بيده وقال: أنت الشاتم علي بن أبي طالب؟

فقال: نعم.

قال: اللهم امسخه وامحقه وانتقم منه.

قال: فتحول وأنا أراه كلبا ورد إلى البيت كما كان وصعد النبي (صلى الله عليه وآله) وجبرائيل (عليه السلام) وعلي (عليه السلام) ومن كان معهم فانتبهت فزعا مذعورا فدعوت الغلام وأمرت بإخراجه إلي فأخرج وهو كلب.

الصفحة 138 

فقلت له: كيف رأيت عقوبة ربك؟

فأومأ برأسه كالمعتذر وأمرت برده وهاهو ذا في البيت، ثم نادى وأمر بإخراجه فأخرج، وقد أخذ الغلام بإذنه فإذا أذناه كآذان الإنسان وهو في صورة الكلب فوقف بين أيدينا يلوك بلسانه ويحرك بشفتيه كالمعتذر.

فقال الشافعي للرشيد: هذا مسخ ولست آمن أن يحل العذاب به فأمر بإخراجه عنا فأمر به فرد إلى البيت فما كان بأسرع من أن سمعنا وجبة وصيحة فإذا صاعقة قد سقطت على سطح البيت فأحرقته وأحرقت البيت فصار رمادا وعجل الله بروحه إلى نار جهنم.

قال الواقدي فقلت للرشيد: يا أمير المؤمنين هذه معجزة وعظت بها فاتق الله في ذرية هذا الرجل.

قال الرشيد: أنا تائب إلى الله تعالى مما كان مني وأحسنت توبتي(1).

الخامس: قال عز الدين ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من أعيان علماء المخالفين من المعتزلة: أعلم أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لو فخر بنفسه وبالغ في تعديد مناقبه وفضائله بفصاحته التي آتاه الله إياها واختصه بها وساعده على ذلك فصحاء العرب كافة لم يبلغوا إلى معشار ما نطق به الرسول الصادق صلوات الله عليه في أمره ولست أعني الأخبار العامة الشائعة التي تحتج بها الإمامية على إمامته كخبر الغدير والمنزلة وقصة براءة وخبر المناجاة وقصة خيبر وخبر الدار بمكة في ابتداء الدعوة ونحو ذلك بل الأخبار الخاصة التي رواها أئمة الحديث التي لم يحصل أقل القليل منها لغيره، وأنا أذكر من ذلك شيئا يسيرا مما رواه علماء الحديث الذين لا يتهمون فيه وجلهم قائلون بتفضيل غيره عليه فروايتهم فضائله يوجب سكون النفس ما لا توجبه رواية غيرهم.

الخبر الأول: " يا علي إن الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إليه منها هي زينة الأبرار عند الله تعالى الزهد في الدنيا جعلك لا ترزأ من الدنيا شيئا ولا ترزأ الدنيا منك شيئا ووهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك إماما ".

رواه أبو نعيم الحافظ في كتابه المعروف بحلية الأولياء وزاد فيه أبو عبد الله أحمد بن حنبل في المسند فطوبى لمن أحبك وصدق فيك وويل لمن أبغضك وكذب فيك(2).

الخبر الثاني: قال لوفد ثقيف: " لتسلمن أو لأبعثن إليكم رجلا مني "، أو قال: " عديل نفسي (عليه السلام)

____________

(1) الثاقب في المناقب: 229 - 232، ح 200، ومدينة المعاجز: 2 / 292، ومناقب الخوارزمي: 200.

(2) شرح نهج البلاغة: 9 / 166.

الصفحة 139 

فليضربن أعناقكم وليأخذن أموالكم "، قال عمر فما تمنيت الإمارة إلا يومئذ وجعلت أنصب له صدري رجاء أن يقول هو هذا فالتفت وأخذ بيد علي وقال: " هو هذا " مرتين رواه أحمد في المسند ورواه في كتاب فضائل علي (عليه السلام) أنه قال: " لتنتهن يا بني وليعة أو لأبعثن إليكم رجلا كنفسي يمضي فيكم أمري يقتل المقاتلة ويسبي الذرية ".

قال أبو ذر: فما راعني إلا برد كف عمر في حجزتي من خلفي يقول من تراه يعني؟

فقلت: إنه لا يعنيك وإنما يعني خاصف النعل بالبيت وإنه قال هو ذا(1).

الخبر الثالث: " إن الله عهد إلي عهدا ".

فقلت: وما هو بينه لي؟

قال: " إسمع إن عليا راية الهدى وإمام أوليائي ونور من أطاعني وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين من أحبه فقد أحبني ومن أطاعه فبشره بذلك ".

فقلت: اللهم أجل قلبه وأجعل ربيعة الإيمان بك، قال: قد فعلت ذلك غير إني مختصه بشئ من البلاء لم أختص به أحدا من أوليائي.

فقلت: " رب أخي وصاحبي ".

قال: إنه سبق في علمي إنه لمبتل ومبتلى به.

ذكره أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء عن أبي بريره الأسلمي ثم رواه بإسناد آخر بلفظ آخر عن أنس ابن مالك: " إن رب العالمين عهد إلي في علي عهدا أنه راية الهدى ومنار الإيمان وإمام أوليائي ونور جميع من أطاعني إن عليا أميني غدا في القيامة وصاحب رايتي بيد علي [ مفاتيح ] خزائن رحمة ربي ".(2)

الخبر الرابع: " من أراد أن ينظر إلى نوح في عزمه وإلى آدم في علمه وإلى إبراهيم في حلمه وإلى موسى في فطنته وإلى عيسى في زهده فلينظر إلى علي بن أبي طالب ".

رواه أحمد بن حنبل في المسند ورواه أحمد البيهقي في صحيحه.(3)

الخبر الخامس: " من سره أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويتمسك بالقضيب الأحمر من الياقوتة التي خلقها الله بيده تعالى، ثم قال لها كوني فكانت فليتمسك بولاء علي بن أبي طالب "، ذكره أبو نعيم في كتاب حلية الأولياء ورواه أحمد بن حنبل في المسند في كتاب فضائل علي بن

____________

(1) شرح نهج البلاغة: 9 / 167.

(2) شرح نهج البلاغة: 9 / 167.

(3) شرح نهج البلاغة: 9 / 168.

الصفحة 140 

أبي طالب وحكاية لفظ أحمد " من أحب أن يتمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه الله في جنة عدن بيمينه فليتمسك بحب علي بن أبي طالب(1).

الخبر السادس: " والذي نفسي بيده لولا أن تقول طوائف من أمتي فيك ما قالت النصارى في ابن مريم لقلت فيك مقالا لا تمر بملأ من المسلمين إلا أخذ التراب من تحت قدميك للبركة "، ذكره أبو عبد الله أحمد بن محمد في المسند.(2)

الخبر السابع: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الحجيج عشية عرفة فقال لهم " إن الله باهى بكم الملائكة عامة وغفر لكم عامة وباهى بعلي خاصة إني قائل لكم قولا غير محاب فيه لقرابتي إن السعيد كل السعيد حق السعيد من أحب عليا في حياته وبعد موته ".

رواه أبو عبد الله أحمد بن حنبل في كتاب فضائل علي (عليه السلام) وفي المسند أيضا(3).

الخبر الثامن: رواه أبو عبد الله أحمد بن حنبل في الكتابين المذكورين " أنا أول من يدعى به يوم القيامة فأقوم عن يمين العرش في ظله ثم أكسى حلة ثم يدعى بالنبيين بعضهم على أثر بعض فيقومون عن يمين العرش ويكسون حللا ثم يدعى بعلي بن أبي طالب لقرابته مني ومنزلته عندي ثم يدفع إليه لوائي لواء الحمد آدم ومن دونه تحت ذلك اللواء "، ثم قال لعلي (عليه السلام): " فتسير به حتى تقف بيني وبين إبراهيم الخليل ثم تكسى حلة وينادي مناد من العرش نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك نوح أبشر فإنك تدعى إذا دعيت وتكسى إذا كسيت وتحيى إذ حييت "(4).

الخبر التاسع: " يا أنس أسكب لي وضوء " ثم قام فصلى ركعتين ثم قال: " أول من يدخل من هذا الباب إمام المتقين وسيد المسلمين ويعسوب المؤمنين وخاتم الوصيين وقائد الغر المحجلين " قال أنس فقلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار وكتمت دعوتي فجاء علي (عليه السلام) فقال (صلى الله عليه وآله): " من جاء يا أنس "؟

فقلت علي فقام إليه مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه.

فقال علي: " يا رسول الله لقد رأيت اليوم منك تصنع بي شيئا ما صنعته بي قبل ".

قال: " وما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي ". رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء(5).

____________

(1) شرح نهج البلاغة: 9 / 168.

(2) شرح نهج البلاغة: 9 / 168.

(3) شرح نهج البلاغة: 9 / 168.

(4) شرح نهج البلاغة: 9 / 169.

(5) شرح نهج البلاغة: 9 / 169.

الصفحة 141 

الخبر العاشر: " ادعوا لي سيد العرب عليا "، فقالت عائشة ألست سيد العرب؟

فقال: " أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب ".

فلما جاء أرسل إلى الأنصار فأتوه، فقال: " يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا "؟

قالوا: بلى يا رسول الله.

قال: " هذا علي فأحبوه بحبي وأكرموه بكرامتي "، ثم قال: " جبرائيل أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل ". رواه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء.(1)

الخبر الحادي عشر: " مرحبا بسيد المؤمنين وإمام المتقين " فقيل لعلي كيف شكرك فقال:

" أحمد الله على ما أتاني وأسأله الشكر على ما أولاني وأن يزيدني مما أعطاني " ذكره صاحب الحلية أيضا(2).

الخبر الثاني عشر: " من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها الله فليوال عليا من بعدي وليوال وليه وليقتدي بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي فرزقوا علما وفهما فويل للمكذبين من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي " ذكره صاحب الحلية أيضا(3).

الخبر الثالث عشر: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) خالد بن الوليد في سرية وبعث عليا (عليه السلام) في سرية أخرى وكلاهما إلى اليمن وقال: " إن اجتمعتما فعلي على الناس وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده " فاجتمعا وأغارا وسبيا نساء وأخذا أموالا وقتلا ناسا فأخذ علي (عليه السلام) جارية فاختصها لنفسه فقال خالد لأربعة من المسلمين منهم بريدة الأسلمي استبقوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاذكروا له كذا واذكروا له كذا لأمور عددها على علي (عليه السلام) فسبقوا إليه فجاء واحد من جانبه فقال إن عليا فعل كذا فأعرض عنه فجاء الآخر من الجانب الآخر فقال إن عليا فعل كذا فأعرض عنه فجاء بريدة الأسلمي فقال: يا رسول الله إن عليا فعل كذا وأخذ جارية لنفسه، فغضب (صلى الله عليه وآله) حتى احمر وجهه وقال: " ادعوا لي عليا " يكررها: " إن عليا مني وأنا من علي وإن حظه في الخمس أكثر مما أخذ وهو ولي كل مؤمن بعدي " رواه أبو عبد الله أحمد في المسند غير مرة ورواه في كتاب فضائل علي ورواه أكثر المحدثين(4).

____________

(1) شرح نهج البلاغة: 9 / 170.

(2) شرح نهج البلاغة: 9 / 170.

(3) شرح نهج البلاغة: 9 / 170.

(4) شرح نهج البلاغة: 9 / 170.

الصفحة 142 

الخبر الرابع عشر: " كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق آدم قسم ذلك النور فيه وجعله جزئين فجزء أنا وجزء علي " رواه أحمد في المسند وفي كتاب فضائل علي بن أبي طالب وذكره صاحب كتاب الفردوس وزاد فيه: " ثم انتقلنا حتى صرنا في عبد المطلب فكان لي النبوة ولعلي الوصية "(1).

الخبر الخامس عشر: " النظر إلى وجهك يا علي عبادة أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة من أحبك أحبني وحبيبي حبيب الله وعدوك عدوي وعدوي عدو الله الويل لمن أبغضك " رواه أحمد في المسند قال وكان ابن عباس يفسره فيقول إن من ينظر إليه يقول سبحان الله ما أعلم هذا الفتى سبحان الله ما أشجع هذا الفتى سبحان الله ما أفصح هذا الفتى(2).

الخبر السادس عشر: لما كان ليلة بدر قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من يستقي لنا ماء فأحجم الناس فقام علي فاحتضن قربة ثم أتى بئرا بعيدة القعر مظلمة فانحدر فيها فأوحى الله إلى جبرائيل وميكائيل وإسرافيل أن تأهبوا لنصرة محمد وأخيه وحزبه فهبطوا من السماء لهم لغطة تذهل من يسمعه فلما جاؤوا إليه سلموا عليه من عند آخرهم إكراما له وإجلالا رواه أحمد (رضي الله عنه) في كتاب فضائل علي (عليه السلام) وزاد فيه في طريق آخر عن أنس بن مالك " لتؤتين يا علي يوم القيامة بناقة من نوق الجنة فتركبها وركبتك مع ركبتي وفخذك مع فخذي حتى تدخل الجنة "(3).

الخبر السابع عشر: خطب (صلى الله عليه وآله) الناس يوم جمعة فقال: " أيها الناس قدموا قريشا ولا تتقدموها وتعلموا منها ولا تعلموها قوة رجل من قريش تعدل قوة رجلين من غيرهم أيها الناس أوصيكم بحب ذي قرباها أخي وابن عمي علي بن أبي طالب لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني عذبه الله بالنار " رواه أحمد (رضي الله عنه) في كتاب فضائل علي (عليه السلام)(4).

الخبر الثامن عشر: " الصديقون ثلاثة حبيب بن النجار الذي جاء من أقصى المدينة يسعى ومؤمن آل فرعون الذي يكتم إيمانه وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم " رواه أحمد في كتاب فضائل علي (عليه السلام)(5).

الخبر التاسع عشر: " أعطيت في علي خمسا هن أحب إلي من الدنيا وما فيها أما واحدة فهو بمكاني(6) بين يدي الله عز وجل حتى يفرغ من حساب الخلائق وأما الثانية فلواء الحمد بيده آدم

____________

(1) شرح نهج البلاغة: 9 / 171.

(2) شرح نهج البلاغة: 9 / 171.

(3) شرح نهج البلاغة: 9 / 172.

(4) شرح نهج البلاغة: 9 / 172.

(5) شرح نهج البلاغة: 9 / 172.

(6) في المصدر: فهو كأب.

الصفحة 143 

ومن ولد تحته، وأما الثالثة فواقف على عقر حوضي يسقي من عرف من أمتي، وأما الرابعة فساتر عورتي ومسلمني إلى ربي وأما الخامسة فإني لست أخشى عليه أن يعود كافرا بعد إيمان ولا زانيا بعد إحصان " رواه أحمد في كتاب الفضائل(1).

الخبر العشرون: كانت لجماعة من الصحابة أبواب شارعة في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) فقال (عليه السلام) يوما:

" سدوا كل باب في المسجد إلا باب علي فسدت " فقال في ذلك قومه حتى بلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقام فيهم [ فقال ]: " إن قوما قالوا في سد الأبواب وتركي باب علي إني ما سددت ولا فتحت ولكني أمرت بأمر فاتبعته " رواه أحمد في المسند مرارا وفي كتاب الفضائل(2).

الخبر الحادي والعشرون: دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا في غزوة الطائف فانتجاه وأطال نجواه حتى كره قوم من الصحابة ذلك فقال قائل منهم لقد أطال اليوم نجوى ابن عمه فبلغه (صلى الله عليه وآله) ذلك فجمع منهم قوما ثم قال: " إن قائلا قال لقد أطال اليوم نجوى ابن عمه أما إني ما انتجيته ولكن الله انتجاه " رواه أحمد في المسند(3).

الخبر الثاني والعشرون: " أخصمك يا علي بالنبوة فلا نبوة بعدي وتخصم الناس بسبع لا يجادل فيها أحد من قريش أنت أولهم إيمانا وأوفاهم بعهد الله وأقومهم بأمر الله وأقسمهم بالسوية وأعدلهم في الرعية وأبصرهم بالقضية وأعظمهم عند الله مزية " رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء(4).

الخبر الثالث والعشرون: قالت يعني فاطمة: " زوجتني فقيرا لا مال له ".

فقال: " زوجتك أقدمهم سلما وأعظمهم حلما وأكثرهم علما ألا تعلمين أن الله اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك ثم اطلع إليها ثانية فاختار منها بعلك " رواه أحمد في المسند(5).

الخبر الرابع والعشرون: لما أنزل * (إذا جاء نصر الله والفتح) * بعد انصرافه (عليه السلام) من غزوة حنين جعل يكثر من سبحان الله واستغفر الله ثم قال: " يا علي إنه قد جاء ما وعدت به جاء الفتح ودخل الناس في دين الله أفواجا وإنه ليس أحد أحق منك بمقامي لقدمك في الإسلام وقربك مني وصهرك وعندك سيدة نساء العالمين وقبل ذلك ما كان من بلاء أبي طالب عندي حين نزل القرآن فأنا حريص على أن أراعي ذلك لولده " رواه أبو إسحاق الثعلبي في تفسير القرآن(6).

ثم قال ابن أبي الحديد عقيب هذه الأخبار وأعلم أنا إنما ذكرنا هذه الأخبار هاهنا لأن كثيرا من

____________

(1) شرح نهج البلاغة: 9 / 172.

(2) شرح نهج البلاغة: 9 / 173.

(3) شرح نهج البلاغة: 9 / 173.

(4) شرح نهج البلاغة: 9 / 173.

(5) شرح نهج البلاغة: 9 / 174.

(6) شرح نهج البلاغة: 9 / 174.

 

 

 

 

الصفحة 144 

المنحرفين عنه (عليه السلام) إذا مروا على كلامه في نهج البلاغة وغيره المتضمن التحدث بنعمة الله عليه من اختصاص الرسول (صلى الله عليه وآله) وتمييزه إياه عن غيره ينسبونه إلى التيه والزهو والفخر، ولقد سبقهم بذلك قوم من الصحابة قيل لعمر (رضي الله عنه): ول عليا أمر الجيش والحرب، فقال: هو أتيه من ذلك، وقال زيد ابن ثابت: ما رأينا أزهى من علي وأسامة. فأردنا بإيراد هذه الأخبار هاهنا عند شرح قوله (عليه السلام):

نحن الشعار والأصحاب ونحن الخزنة والأبواب، أن ننبه على عظم منزلته عند الرسول (صلى الله عليه وآله) وأن من قيل في حقه ما قيل لو رقى إلى السماء وعرج في الهواء وفخر على الملائكة والأنبياء تعظما وتبجحا لم يكن ملوما بل كان بذلك جديرا فكيف وهو (عليه السلام) لم يسلك قط مسلك التعظيم والتكبير في شئ من أقواله وأفعاله وكان ألطف البشر خلقا وأكرمهم طبعا وأشدهم تواضعا وأكثرهم احتمالا وأحسنهم بشرا وأطلقهم وجها حتى نسبه من نسبه إلى الدعابة والمزاح وهما خلقان ينافيان التكبر والاستطالة، وإنما كان يذكر أحيانا ما يذكر من هذا النوع نفثة مصدور وشكوى مكروب وتنفس مهموم ولا يقصد به إذا ذكره إلا شكر النعمة وتنبيه الغافل على ما خصه الله به من الفضيلة فإن ذلك من باب الأمر بالمعروف، والحض على اعتقاد الحق والصواب في أمره، والنهي عن المنكر الذي هو تقديم غيره عليه في الفضل، فقد نهى الله سبحانه عن ذلك فقال * (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون) *(1).

وقال ابن أبي الحديد في موضع من الشرح: وأما فضائله (عليه السلام) فإنها قد بلغت من العظم والانتشار مبلغا يسمج معه التعرض لذكرها والتصدي لتفصيلها فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد الله بن يحيى ابن خاقان وزير المتوكل والمعتمد رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر والقمر الزاهر الذي لا يخفى على الناظر فأيقنت أني حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز مقصر عن الغاية فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك ووكلت الأخبار عنك إلى علم الناس بك.

فما أقول في رجل أقر له أعداؤه وخصومه بالفضل ولا يمكنهم جحد مناقبه ولا كتمان فضائله فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الإسلام في مشرق الأرض وغربها، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره والتحريض عليه ووضع المعائب والمثالب له ولعنوه على جميع المنابر، وتوعدوا مادحيه بل حبسوهم وقتلوهم ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو ترفع له ذكرا حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه، فما زاده ذلك إلا رفعة وسموا، وكان كالمسك كلما ستر انتشر

____________

(1) شرح نهج البلاغة: 9 / 174، والآية في سورة يونس: 35.

الصفحة 145 

عرفه وكلما كتم تضوع نشره، وكالشمس لا تستر بالراح وكضوء النهار إن حجبت عنه عين واحدة أدركته عيون كثيرة أخرى، وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة وتنتمي إليه كل فرقة وتتجاذبه كل طائفة فهو رئيس الفضائل وينبوعها وأبو عذرها وسابق مضمارها ومجلي حلبتها كل من برع فيها بعده فمنه أخذ وله اقتفى وعلى مثاله احتدى، وقد عرفت أن أشرف العلوم هو العلم الإلهي لأن شرف العلم بشرف المعلوم ومعلومه أشرف الموجودات فكان هو أشرف العلوم ومن كلامه (عليه السلام) اقتبس وعنه نقل وإليه انتهى ومنه ابتدأ، فإن المعتزلة الذين هم أهل التوحيد والعدل وأرباب النظر ومنهم تعلم الناس هذا الفن تلامذته وأصحابه لأن كبيرهم وأصل بن عطاء تلميذ أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية وأبو هاشم تلميذ أبيه وأبوه تلميذه (عليه السلام) ثم ساق ابن أبي الحديد كلامه برجوع علماء أهل الإسلام وفقهائهم إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)(1).

وقد أنصف الشافعي محمد بن إدريس إذ قيل له ما تقول في علي فقال وماذا أقول في رجل أخفت أولياؤه فضائله خوفا وأخفت أعداؤه فضائله حسدا وشاع من بين ذين ما ملأ الخافقين.(2)

كتاب ابن مردويه قال نافع بن الأزرق لعبد الله بن عمر إني أبغض عليا فقال أبغضك الله أتبغض رجلا سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها.(3)

أقول: نافع بن الأزرق هو مولى عمر بن الخطاب خارجي وعبد الله بن عمر مخالف لأمير المؤمنين (عليه السلام) ناصبي.

السادس: أبو المؤيد موفق بن أحمد قال: أخبرنا الشيخ الإمام برهان الدين أبو الحسن علي بن الحسين الغزنوي بمدينة السلام في داره سلخ ربيع الأول من سنة أربع وأربعين وخمسمائة، أخبرنا الشيخ الإمام أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي، أخبرنا [ أبو ] القاسم [ إسماعيل ] بن مسعدة الإسماعيلي في شعبان من سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف البهمي الرجل الصالح، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي ابن عبد الله ابن محمد الحافظ، أخبرنا أبو علي الحسين بن عفير بن حماد بن زياد العطار بمصر، حدثنا أبو يعقوب يوسف بن عدي بن زريق بن إسماعيل الكوفي التيمي، حدثنا حرب(4) بن عبد الحميد الضبي، حدثنا سليمان بن مهران الأعمش ثم ساق الحديث حديث الأعمش مع أبي جعفر المنصور العباسي والحديث مذكور في كتب الخاصة والعامة قال المنصور يا سليمان ألا أخبرتني

____________

(1) شرح نهج البلاغة: 1 / 16.

(2) راجع وقائع الأيام للخياباني: 3 / 474، وحلية الأبرار: 2 / 136.

(3) راجع المصنف لابن أبي شيبة: 7 / 505.

(4) في المصدر: جرير.

الصفحة 146 

كم من حديث ترويه في فضائل علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصهر النبي (صلى الله عليه وآله) وزوج حبيبته.

قلت: يسيرا يا أمير المؤمنين.

قال: كم؟

قلت: يسيرا يا أمير المؤمنين.

قال: ويحك كم تحفظ؟

قلت: عشرة آلاف حديث أو ألف حديث فلما قلت أو ألف حديث استقلها فقال ويحك يا سليمان بل هي عشرة آلاف كما قلت أولا وساق الحديث بطوله(1).

____________

(1) المناقب: 284 / ح 279.