الباب في قوله (صلى الله عليه وآله) " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " من طريق العامة

الصفحة 53   

فيه خمسة وثلاثون حديثا.

الأول: من مسند أحمد بن حنبل قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن إسرائيل بن أبي إسحاق عن عمر بن حبشي قال: خطب بنا الحسن بن علي بعد قتل علي (عليه السلام) فقال: " لقد فارقكم رجل أمس ما سبقه الأولون بعلم ولا أدركه الآخرون كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم من عطائه كان يريدها لخادم له "(1).

الثاني: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع عن أبي ليلى عن المنهال ابن عمرو عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان أبي يسمر مع علي (عليه السلام) وكان علي يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف فقيل لو سألته عن هذا فسألته عن هذا فقال: " صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث إلي وأنا أرمد يوم خيبر، فقلت: يا رسول الله إني أرمد فتفل في عيني وقال:

اللهم أذهب عنه الحر والقر والبر فما وجدت حرا ولا بردا " قال: وقال: " لأبعثن رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله وروسوله ليس بفرار " قال: فتشرف لها الناس فبعث عليا (عليه السلام)(2).

الثالث: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير قال:

سمعت أبا سعيد الخدري يقول: أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الراية فهزها وقال: من يأخذها بحقها؟ فقال فلان: أنا، قال إمض(3)، ثم جاء رجل آخر فقال: إمض، ثم قال: والذي كرم وجه محمد لأعطيها رجلا لا يفر، هاك يا علي، فانطلق حتى فتح الله خيبر [ وفدك ] وجاء بعجوتها وقديدها(4).

الرابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال يوم خيبر: " لأدفعن الراية إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله " فدعا عليا وإنه لأرمد ما يبصر موضع قدميه فتفل في عينه ثم دفعها

____________

(1) مسند أحمد: 1 / 199.

(2) مسند أحمد: 1 / 133.

(3) في المصدر: امط.

(4) مسند أحمد: 3 / 16 وما بين المعقودين منه.

الصفحة 54   

إليه ففتح الله عليه(1).

الخامس: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي قال: حدثنا زيد بن حباب قال: حدثنا الحسين بن واقد قال: حدثني عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي يقول حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فأنصرف ولم يفتح ثم أخذه من الغد عمر فخرج ورجع ولم يفتح له وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إني دافع الراية غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له " وبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا ثم قام قائما ودعا باللوى وفتح له، قال بريدة: وأنا فيمن تطاول لها(2).

السادس: عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا سهل عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم خيبر: " لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويفتح الله عليه " قال عمر: فما أحببت الإمارة قبل يومئذ فتطاولت لها واستشرفت رجاء يدفعها إلي، فلما كان الغد دعا عليا فدفعها إليه فقال: " قاتل ولا تلتفت حتى يفتح عليك " فسار قريبا ثم نادى: " يا رسول الله صلى الله عليك على ما أقاتل " قال: " حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقهما وحسابهم على الله "(3).

السابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثنا روح ومحمد بن جعفر قالا: حدثنا عوف قال: حدثني أبي عن ميمون بن عبد الله قال: حدثنا روح الكردي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بريدة الأسلمي أن نبي الله لما نزل بحضرة خيبر قال: " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " فلما كان الغد دعا عليا وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء ونهض معه الناس فلقوا أهل خيبر فإذا مرحب بين أيديهم يرتجز ويقول:

قد علمت خيبر إني مرحب * عند الطعان بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب * أطعن أحيانا وحينا أضرب فاختلف هو وعلي ضربتين فضربه على رأسه حتى عض السيف بأضراسه وسمع أهل العسكر صوت ضربته، قال: فما تكامل الناس حتى فتح لأولهم، قال ابن جعفر: [ فما تتأم ] آخر الناس مع علي [ حتى ] ففتح له ولهم(4).

____________

(1) مسند أحمد: 5 / 354.

(2) تاريخ دمشق: 42 / 91 ط. دار الفكر، ومسند أحمد: 5 / 556 ح 16538.

(3) مسند أحمد: 2 / 384 ط. الميمنية.

(4) فضائل الصحابة: 2 / 604.

الصفحة 55   

الثامن: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال: أخبرني سهل بن سعد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال يوم خيبر:

" لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " فبات الناس يذكرون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلهم يرجوا أن يعطاها فقال: " أين علي بن أبي طالب " فقالوا هو يا رسول الله يشتكي عينه قال: " فأرسلوا إليه " فأتى به فبصق في عينيه ودعى له فبرأ كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي: " يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا " فقال: " انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير من أن يكون لك حمر النعم "(1).

التاسع: ومن الجزء الرابع من صحيح البخاري في رابع كراسته بالإسناد المقدم قال: حدثنا محمد قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل قال: حدثنا يزيد بن أبي عبيدة عن سلمة بن الأكوع قال: كان علي (عليه السلام) فخلف عن النبي (صلى الله عليه وآله) في خيبر وكان به رمد فقال: أنا أتخلف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخرج علي فلحق بالنبي (صلى الله عليه وآله) فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لأعطين الراية أو ليأخذن الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله " أو قال: " يحب الله ورسوله يفتح الله عليه " فإذا نحن بعلي بن أبي طالب وما نرجوه فقال: هذا علي بن أبي طالب فأعطاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ففتح الله عليه(2).

العاشر: ومن الجزء الرابع أيضا في ثلثه الأخير في باب مناقب علي بن أبي طالب بالإسناد المقدم قال: وقال عمر: توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو عنه راض فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي: " أنت مني وأنا منك " وبالإسناد المقدم قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل ابن سعد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه " قال: فبات الناس يداولون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلهم يرجوا أن يعطاها، فقال: " أين علي بن أبي طالب " فقالوا: يشتكي عينيه يا رسول الله قال: " فأرسلوا إليه " فأتى به فلما جاء بصق في عينيه فدعا له فبرأ كان لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي: " يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا " فقال: " انفذ على رسلك حتى ينزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم

____________

(1) فضائل الصحابة: 15 ط. الأولى، ومسند أبي يعلى: 13 / 523 ح 7527 ط. دار المأمون.

(2) صحيح البخاري: 4 / 12 ط. تركيا 1401 هـ.

الصفحة 56   

بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما أن يكون لك حمر النعم ".

وبالإسناد المتقدم، حدثنا قتيبة قال: حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة قال: كان علي (عليه السلام) قد تخلف عن النبي (صلى الله عليه وآله) فخرج علي (عليه السلام) فلحق بالنبي (صلى الله عليه وآله) فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لأعطين الراية - أو ليأخذن الراية - غدا رجلا يحبه الله ورسوله - أو قال يحب الله ورسوله - يفتح الله عليه " فإذا نحن بعلي وما نرجوه، فقال: هذا علي فأعطاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ففتح الله عليه(1).

الحادي عشر: من الجزء الخامس من صحيح البخاري أيضا في رابع كراس من أوله عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا حاتم عن زيد بن أبي عبيد عن مسلمة قال: كان علي بن أبي طالب تخلف عن النبي (صلى الله عليه وآله) في خيبر وكان أرمد فقال أتخلف عن النبي (صلى الله عليه وآله)؟ فلحق به فلما بتنا الليلة التي فتحت قال:

" لأعطين الراية غدا، أو ليأخذن الراية رجل يحبه الله ورسوله يفتح الله عليه " ونحن [ ما ] نرجوه، فقيل هذا علي فأعطاه ففتح الله عليه(2).

الثاني عشر: ومن صحيح البخاري قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال: أخبرني سهل بن سعد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال يوم خيبر: " لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " قال: فبات الناس يدركون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلهم يرجوا أن يعطاها فقال: " أين علي بن أبي طالب " فقالوا هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال: " فأرسلوا إليه " فأتى به فبصق رسول الله (صلى الله عليه وآله) في عينيه ودعا له فبرأ حتى لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال: علي: " يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا " فقال: " انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام فأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم "(3).

الثالث عشر: من صحيح مسلم من الجزء الرابع في نصف الكراس من أوله منه بإسناده عن عمر ابن الخطاب بعد قتل عامر قال: أرسلني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام) وهو أرمد وقال: " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " قال: فأتيت عليا فجئت به أقوده وهو أرمد حتى

____________

(1) صحيح البخاري: 4 / 207.

(2) صحيح البخاري: 5 / 76.

(3) صحيح البخاري: 4 / 12 ط. استانبول 1401 هـ.

الصفحة 57   

أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فبصق في عينيه فبرأ وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال:

 

قد علمت خيبر أني مرحب     شك السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب:

 

فقال علي (عليه السلام):

 

أنا الذي سمتني أمي حيدرة     كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندرة

 

قال: فضرب رأس مرحب فقتله ثم كان الفتح على يديه(1).

الرابع عشر: من صحيح مسلم في آخر كراس من الجزء الرابع منه قال: حدثنا قتيبة بن سعد، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن القارئ عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال يوم خيبر:

" لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه " قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، قال: فتشرفت لها رجاء أن ادعي لها قال: فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب فأعطاه إياها وقال: " امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك " قال: فسار على شيئا ثم وقف ولا يلتفت فصرخ يا رسول الله: " على ماذا أقاتل الناس " قال: " قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماهم وأموالهم إلا بحقهما وحسابهم على الله "(2).

الخامس عشر: من صحيح مسلم قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز يعني ابن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل، حيلولة حدثنا قتيبة واللفظ هذا قال: وحدثنا يعقوب يعني بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال: أخبرني سهل بن سعد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال يوم خيبر: " لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " قال فبات الناس يدركون بينهم أيهم يعطاها قال: فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله كلهم يرجوا أن يعطاها فقال: " أين علي بن أبي طالب " فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينه قال: " فأرسلوا إليه " فأتى به فبصق رسول الله (صلى الله عليه وآله) في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي: " يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا " قال: " انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم "(3).

____________

(1) صحيح مسلم: 5 / 195.

(2) صحيح مسلم: 7 / 121.

(3) المصدر السابق.

الصفحة 58   

السادس عشر: ومن صحيح مسلم قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حاتم يعني ابن إسماعيل عن بريد بن أبي عبد الله عن سلمة بن الأكوع قال: كان علي قد تخلف عن النبي (صلى الله عليه وآله) في خيبر وكان أرمدا فقال: أنا أتخلف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله). فخرج علي فلحق بالنبي (صلى الله عليه وآله) فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لأعطين الراية - أو ليأخذن الراية - غدا رجلا يحب الله ورسوله - أو قال: يحبه الله ورسوله - يفتح الله عليه " فجئ بعلي وما نرجوه، فقال: هذا علي فأعطاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) الراية ففتح الله عليه(1).

السابع عشر: من تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالى: * (ويهديكم صراطا مستقيما) * وذلك في فتح خيبر قال: بالإسناد [ المتقدم: ] حاصر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أهل خيبر حتى أصابه مخمصة شديدة وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعطى اللواء عمر بن الخطاب ونهض من نهض معه من الناس يلقوا أهل خيبرة فانكشف عمر وأصحابه ورجعوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يجبنه أصحابه ويجبنهم وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أخذته الشقيقة(2) ولم يخرج إلى الناس فأخذ أبو بكر راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم نهض يقاتل ثم رجع فأخذها عمر فقاتل ثم رجع فأخبر بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " أما والله لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يأخذها عنوة " وليس ثم علي، فلما كان الغد تطاول لها أبو بكر وعمر ورجال من قريش كل واحد منهما يروم أن يكون صاحب ذلك فأرسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ابن الأكوع إلى علي (عليه السلام) فدعاه فجاءه على بعير له حتى أناخ قريبا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو أرمد قد عصب عينيه بشقة برد قطري(3) قال سلمة: فجئت به أقوده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) " مالك " قال: " رمدت " فقال: " ادن مني " فدنا منه فتفل في عينيه فما شكى وجعهما بعد حتى مضى لسبيله ثم أعطاه الراية فنهض بالراية وعليه حلة ارجوان حمراء قد أخرج كميها فأتى مدينة خيبر فخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر مصفر وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه وهو يزدجر ويقول:

 

قد علمت خيبر إني مرحب     شاك السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب        كان حماي كالحما لا يقرب

 

فبرز إليه علي صلوات الله عليه فقال:

 

أنا الذي سمتني أمي حيدرة     كليث غابات شديدة قسورة

 

____________

(1) صحيح مسلم: 7 / 122 ط. دار الفكر بيروت.

(2) الشقيقة: صداع في الرأس.

(3) البرود القطرية: حمر لها أعلام فيها بعض الخشونة (اللسان).

الصفحة 59   

أكتالكم بالسيف كيل السندرة(1)

فاختلفا ضربتين فبدره علي بضربة فقد الحجر والمغفر وفلق رأسه حتى أخذ السيف في الأضراس وأخذ المدينة وكان الفتح على يديه(2).

الثامن عشر: من مناقب الفقيه ابن المغازلي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العلوي العطار الفقيه الشافعي سنة أربع وثلاثين وأربعمائة يرفعه إلى إياس بن سلمة عن أبيه قال:

خرجنا إلى خيبر وكان عامر يرتجز وذكر حديث عامر وقال بعد قتل عامر، ثم أرسلني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي بن أبي طالب فأتيته وهو أرمد العين فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " فجئت به أقوده وهو أرمد العين حتى أتيت به النبي (صلى الله عليه وآله) فبصق في عينيه فبرأ ثم أعطاه الراية وخرج مرحب فقال:

 

قد علمت خيبر أني مرحب     شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب

 

فقال علي (عليه السلام):

 

أنا الذي سمتني أمي حيدرة     كليث غابات كريه المنظره

أوفيكم بالصاع كيل السندرة(3)

 

التاسع عشر: ابن المغازلي الشافعي في مناقبه قال: أخبرنا القاضي أبو الخطاب عبد الرحمن بن عبد الله الأسلمي الإسكافي الشافعي قال: قدم علينا أواسطا يرفعه إلى أبي موسى قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: " ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله وجهي وتفل في عيني يوم خيبر وأعطاني الراية "(4).

العشرون: ابن المغازلي في مناقبه قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن عثمان يرفعه إلى عمران بن الحصين قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) عمر إلى أهل خيبر فرجع فقال: " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ليس بفرار ولا يرجع حتى يفتح الله عليه " قال: فدعا عليا فأعطاه الراية فسار بها ففتح الله عليه(5).

____________

(1) هي مكيال واسع.

(2) العمدة: 151 ح 230 عن الثعلبي ومناقب ابن المغازلي: 176 ح 213 بتفاوت.

(3) مناقب ابن المغازلي: 177 ح 213.

(4) مناقب ابن المغازلي: ح 214، وأخرجه الطيالسي في مسنده: 26.

(5) مناقب ابن المغازلي: ح 215، وأخرجه النسائي في الخصائص: 7.

الصفحة 60   

الحادي والعشرون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا القاضي أبو الخطاب عبد الرحمن بن عبد الله يرفعه إلى عمران بن الحصين قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " فأعطاها عليا ففتح الله عز وجل خيبر(1).

الثاني والعشرون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ يرفعه إلى قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا بكر إلى خيبر فلم يفتح عليه ثم بعث عمر فلم يفتح عليه فقال: " لأعطين الراية رجلا كرارا غير فرار يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " فدعا علي بن أبي طالب وهو أرمد العين فتفل في عينيه ففتح عينه كأنه لم يرمد قط، ثم قال: " خذ هذه الراية فأمض بها حتى يفتح الله عليك " فخرج يهرول وأنا خلف أثره حتى ركز رايته في أصلهم(2) تحت الحصن فأطلع رجل يهودي من رأس الحصن قال: من أنت؟

قال: علي بن أبي طالب فالتفت إلى أصحابه وقال: غلبتم والذي أنزل التوراة على موسى.

قال: فوالله ما رجع حتى فتح الله عليه(3).

الثالث والعشرون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي رفعه إلى إياس ابن سلمة قال: أخبرني أبي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أرسلني إلى علي وقال:

" لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " فأتيت بعلي أقوده أرمد فبصق رسول الله (صلى الله عليه وآله) في عينيه ثم أعطاه الراية فخرج مرحب يخطر بسيفه فقال:

 

قد علمت خيبر أني مرحب     شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب

 

فقال علي (عليه السلام):

 

أنا الذي سمتني أمي حيدرة     كليث غابات كريه المنظره

أكيلكم بالسيف كيل السندرة

 

ففلق رأس مرحب بالسيف(4)

الرابع والعشرون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان السمسار يرفعه إلى مصعب بن سعد عن أبيه قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول:

____________

(1) مناقب ابن المغازلي: ح 216، وأخرجه السهيلي في الروض الأنف: 2 / 229.

(2) في المصدر: في رضم، وهي صخور عظام.

(3) مناقب ابن المغازلي: ح 217.

(4) مناقب ابن المغازلي: ح 218، وحلية الأولياء: 1 / 62.

الصفحة 61   

" لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يحبه الله ورسوله كرارا غير فرار يفتح الله عليه "(1).

الخامس والعشرون: ابن المغازلي قال: أخبرنا أبو القاسم عمر بن علي بن الميمون وأحمد بن محمد بن عبد الوهاب ابن طاوان الواسطيان بقراءتي عليهما فأقرا به يرفعه إلى أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث كان أرسل عمر بن الخطاب إلى خيبر هو ومن معه فرجعوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فبات تلك الليلة وبه من الغم غير قليل، فلما أصبح خرج إلى الناس ومعه الراية فقال:

" لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله غير فرار " فتعرض لها جميع المهاجرين والأنصار فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أين علي " فقالوا: يا رسول الله هو أرمد فأرسل إليه أبا ذر وسلمان فجاء وهو يقاد لا يقدر على أن يفتح عينيه ثم قال: " اللهم أذهب عنه الرمد والحر والبرد وانصره على عدوه وافتح عليه فإنه عبدك ويحبك ويحب رسولك غير فرار " ثم دفع الراية إليه، واستأذنه حسان بن ثابت في أن يقول فيه شعرا فقال له: قل، فأنشأ يقول:

 

وكان علي أرمد العين يبتغي    دواء فلما لم يحس مداويا

شفاه رسول الله منه بتفلة         فبورك مرقيا وبورك راقيا

وقال سأعطي الراية اليوم صارما كميا محبا للرسول محاميا

يحب إلهي والإله يحبه به يفتح الله الحصون الأوابيا

فأصفى بها دون البرية كلها      عليا وسماه الوزير المواخيا

 

قال أبو الحسن علي بن عمر بن مهدي الدارقطني الحافظ قال: حديث أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري وهو غريب من حديث علي بن الحسن العبدي عنه ولم يرده بهذه الألفاظ غير قيس بن حفص الدارمي(2).

السادس والعشرون: ابن المغازلي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان يرفعه إلى أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " فاستشرف لها أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدفعها إلى علي بن أبي طالب(3).

السابع والعشرون: ابن المغازلي قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر يرفعه إلى ميمون عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزل بحضرة أهل خيبر وقال: " لأعطين اللواء اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " فلما كان

____________

(1) المصدر السابق.

(2) مناقب ابن المغازلي: ح 220، وكفاية الطالب: 38.

(3) مناقب ابن المغازلي: ح 221 ومسند أحمد: 2 / 384 ط. الميمنة.

الصفحة 62   

من الغد صادف أبا بكر وعمر فدعا عليا وهو أرمد العين فأعطاه الراية، وذكر مرحب وبروزه وعلي وضربته وقتله، مثله الخبر المتقدم(1).

الثامن والعشرون: ابن المغازلي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب، قال: أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد ابن علي الخيوطي الحافظ يرفعه إلى عامر بن سعد بن أبي وقاص عن سعد قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول يوم خيبر: " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " إلى تمام الحديث بمثل المتقدم سواء(2).

التاسع والعشرون: ابن المغازلي قال: حدثنا يحيى بن أبي طالب قال: أخبرنا زيد بن الحباب قال: حدثنا حسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: لما كان يوم خيبر أخذ اللواء أبو بكر فلما كان الغد أخذه عمر فقتل محمد(3) بن مسلمة فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لأدفعن الراية إلى رجل لا يرجع حتى يفتح الله عليه " فصلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الغداة ثم دعا باللواء فدعا عليا وهو يشتكي عينه فمسحها ثم دفع إليه اللواء فافتح له وقتل مرحبا(4).

الثلاثون: ومن الجمع بين الصحاح الستة لأبي الحسن رزين من الجزء الثالث في ذكر غزوة خيبر من صحيح الترمذي قال بالإسناد عن سلمة قال أرسلني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام) وهو أرمد فقال: " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " قال: فأتيت عليا (عليه السلام) فجئت به أقوده حتى أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فبصق في عينيه وأعطاه الراية فخرج مرحب فقال:

 

قد علمت خيبر أني مرحب     شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب

 

قال علي (عليه السلام):

 

أنا الذي سمتني أمي حيدرة     كليث غابات كريه المنظرة

أوفيهم بالصاع كيل السندرة

 

قال: فضرب رأس مرحب فقتله وكان الفتح على يديه.(5)

الحادي والثلاثون: ومن الجمع بين الصحاح الستة بإسناده عن سهل بن سعد عن أبيه قال: كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) تخلف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزوة خيبر فلحق فلما أتينا الليلة التي فتحت

____________

(1) المصدر السابق: ح 222.

(2) المصدر السابق: ح 223، وأخرجه أحمد في المسند: 1 / 185.

(3) في المصدر: محمود.

(4) المصدر السابق: ح 224، وأخرجه النسائي في الخصائص: 5، وأسد الغابة: 4 / 21.

(5) أنظر: مسند أحمد: 4 / 52، صحيح مسلم: 5 / 195.

 

 

 

 

الصفحة 63   

في صبيحتها قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لأعطين غدا هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " قال فبات الناس يدركون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلهم يرجوا أن يعطاها فقال: " أين علي بن أبي طالب " فقالوا: يا رسول الله هو يشتكي عينيه قال: " فأرسلوا إليه " فأتي به فبصق في عينيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فبرء حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي (عليه السلام): " يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا " قال: " أنفذ على رسلك حين تنزل بساحتهم ثم أدعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم ".(1)

الثاني والثلاثون: من مسند أحمد بن حنبل رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا علي ابن طيفور قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا يعقوب بن سهيل عن أبي صالح عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال: لقد أوتي علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثلاثا لأن أكون أوتيتها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم جوار رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المسجد والراية يوم خيبر والثالثة نسيتها.(2)

الثالث والثلاثون: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع عن هاشم ابن سعد عن عمر بن أسيد عن ابن عمرة قال: كنا نقول خير الناس أبو بكر ثم عمر ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهم أحب إلي من حمر النعم زوجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ابنته وولدت له وسد الأبواب إلا بابه في المسجد وأعطاه الراية يوم خيبر.(3)

الرابع والثلاثون: مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان ابن الفرج الأزهري قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ قال:

أخبرنا أبو القاسم عمرو بن عثمان بن حيان بن أبي حيان قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي قال: حدثنا النظر بن محمد، حدثنا أبو أويس، حدثنا الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب قال: حدثني خارجة بن سعد قال: حدثني سعد بن أبي وقاص قال: كانت لعلي (عليه السلام) مناقب لم تكن لأحد كان يبيت في المسجد وأعطاه الراية يوم خيبر وسد الأبواب إلا باب علي.(4)

الخامس والثلاثون: من صحيح مسلم من الجزء الرابع في ثالث كراس من أوله في باب فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد وتقاربا في اللفظ قال: حدثنا

____________

(1) أنظر: مسند أحمد: 5 / 333، صحيح البخاري: 4 / 5، والرواية فيهما عن سهل بن سعد لا عن أبيه.

(2) نص هذه الرواية ما وجدناه في المسند، نعم يوجد نفس المضمون فيه عن ابن عمر (مسند أحمد: 2 / 26).

(3) مسند أحمد: 2 / 26.

(4) مناقب ابن المغازلي: 168 / ح 304.

الصفحة 64   

حاتم هو ابن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما يمنعك أن تسب أبا تراب قال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلن أسبه لأن تكون لي واحدة أحب إلي من حمر النعم. سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول له وحين خلفه في بعض مغازيه فقال له علي (عليه السلام): " يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان " فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أما ترضى [ أن تكون ] مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " وسمعته [ يقول ] يوم خيبر: " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " قال فتطاولنا لها فقال: " ادعوا لي عليا " فأتى أرمد العين فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله على يديه ولما نزلت هذه الآية * (فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل) * دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي ".(1)

السادس والثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال: أنبأني الشيخات الصالحات زينب بنت علي بن كامل الحراينه والأختان خديجة وآسية بنتا أحمد بن عبد السلام المقدسي(2) كتابة عنهن بروايتهن عن الشيخ الصالح أبي المجد زاهر قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن أحمد الجوزدانية إجازة قالت: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن ريذة الأصفهاني قال: أنبأنا الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب ابن مطر اللخمي الطبراني قال: أنبأنا محمد ابن الفضل بن جابر السقطي البغدادي، أنبأنا فضيل بن عبد الوهاب، أنبأنا جعفر بن سليمان عن الخليل بن مرة عن عمر بن دينار عن جابر بن عبد الله قال: لما كان يوم خيبر بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجلا فجبن فجاء محمد بن مسلمة وقال: يا رسول الله لم أركا ليوم قط قتل محمود بن مسلمة فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإنكم لا تدرون ما تبتلون به منهم فإذا لقيتموهم فقولوا: " اللهم أنت ربنا وربهم نواصينا ونواصيهم بيدك وإنما تقتلهم أنت ثم الزموا الأرض جلوسا فإذا غشوكم فانهضوا وكبروا " ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لأبعثن غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبانه لا يولي الدبر " فلما كان الغد بعث عليا (عليه السلام) وهو أرمد شديدا الرمد فقال له: " سر " فقال يا رسول الله: " ما أبصر موضع قدمي " فتفل في عينيه وعقد له اللواء ودفع إليه الراية فقال علي (عليه السلام): " ماذا أقاتلهم يا رسول الله " فقال: " على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد حقنوا دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل " قال الطبراني لم يروه عن عمرو إلا الخليل والوليد بن هشام إلا جعفر تفرد به فضيل بن عبد الوهاب(3).

____________

(1) صحيح مسلم: 7 / 120.

(2) في المصدر: عبد الدائم المقدسي.

(3) فرائد السمطين: 1 / 259 / ب 50 / ح 200.