(أبو محمد الحسن بن علي السراج (عليه السلام

الصفحة 423 

معرفة ولادته

384 / 1 - حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن إسماعيل، عن علي بن الحسين، عن أبيه (1)، عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري الثاني (عليه السلام)، قال: كان مولدي في ربيع الآخر سنة اثنتين (2) وثلاثين ومائتين من الهجرة (3).

وقد روي أنه ولد بالمدينة في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث (4) وثلاثين ومائتين من الهجرة (5).

وكان مقامه مع أبيه ثلاثا وعشرين سنة.

وعاش بعد أبيه أيام إمامته بقية ملك المعتز، ثم ملك المهتدي (6). ثم ملك أحمد ابن جعفر المتوكل، المعروف بالمعتمد اثنين وعشرين سنة وأحد عشر شهرا، وبعد خمس سنين من ملكه استشهد ولي الله وقد كمل عمره تسعا وعشرين سنة.

____________

(1) في " ع، م " زيادة: محمد، والظاهر أنه تكرار وتصحيف لقوله: عن أبي محمد، الآتي بعده.

(2) في " ع، م ": ثلاث.

(3) تاريخ الأئمة: 14، الكافي 1: 420، الارشاد: 335.

(4) في " ع، م ": اثنين.

(5) الهداية الكبرى: 327.

(6) في النسخ: الواثق، تصحيف، صحيحه ما أثبتناه، انظر إعلام الورى: 367، مناقب ابن شهرآشوب 4:

422، الجوهر الثمين 1: 153.

الصفحة 424 

ومات مسموما يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين من الهجرة (1) بسر من رأى.

ودفن في داره إلى جانب قبر (2) أبيه.

نسبه (عليه السلام):

الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.

ويكنى:

أبا محمد، وأبا الحسن.

ولقبه:

الهادي، والمهتدي، والنقي، والزكي.

وأمه أم ولد تسمى:

شكل النوبية.

ويقال: سوسن المغربية.

ويقال: سقوس (3).

ويقال: حديث والله أعلم (4).

وتوفي (5) بسر من رأى، ولما اتصل الخبر بأمه وهي في المدينة، خرجت حتى

____________

(1) الكافي 1: 421، الارشاد: 335، مناقب ابن شهرآشوب 4: 422.

(2) في " ط ": داره بجنب، وفي " م ": داره بجانب قبر.

(3) في " ط ": منغوسة.

(4) الكافي 1: 421، الهداية الكبرى: 327، تاج المواليد: 133، مناقب ابن شهرآشوب 4: 421، وفي الارشاد: 335، وإعلام الورى: 367، وكشف الغمة 2: 404: حديثة.

(5) في " ع، م ": ولد، وهو خطأ.

الصفحة 425 

قدمت سر من رأى، وجرى بينها وبين أخيه جعفر أقاصيص في مطالبته (1) إياها بميراثه، وسعى بها إلى السلطان، وكشف ما ستر الله، وادعت صقيل (2) عند ذلك أنها حامل، وحملت إلى دار المعتمد، فجعل نساءه وخدمه، ونساء الواثق، ونساء القاضي ابن أبي الشوارب، يتعاهدون أمرها إلى أن دهمهم أمر الصفار، وموت عبد الله بن يحيى ابن خاقان، وأمر صاحب الزنج، وخروجهم عن سر من رأى ما شغلهم عنها (3)، وعن ذكر من أعقب من أجل ما يشاء (4) الله ستره وحسن رعايته بمنه وطوله.

وبوابه:

عثمان (5) بن سعد العمري.

ويقال: محمد بن نصير، (6) والأول أصح.

[نقش خاتمه (عليه السلام)]:

وكان له خاتم نقش فصه: الله وليي. (7).

ذكر ولده (عليه السلم):

الخلف الصالح القائم صاحب الزمان الإمام المنتظر لأمر الله (صلوات الله عليه وعلى آبائه وسلم) (8).

____________

(1) في " ع، م ": ومطالبته.

(2) قيل: هي أم القائم (عليه السلام) على ما في كمال الدين: 432 / 12.

(3) في " ع، م ": عن ذلك.

(4) في " ع، م ": أجله ويشاء.

(5) في " ط ": عمرو، وفي " ع، م ": عمر، وهو تصحيف، راجع رجال الطوسي: 434، معجم رجال الحديث 11: 111.

(6) تاريخ الأئمة: 33، الفصول المهمة: 285، وفي مناقب ابن شهرآشوب 4: 423: الحسين بن روح النوبختي.

(7) في الفصول المهمة: 285، ونور الأبصار: 338، سبحانه من له مقاليد السماوات والأرض. وفي مصباح الكفعمي: أنا لله شهيد.

(8) تاريخ الأئمة: 21، مناقب ابن شهرآشوب 4: 421، كفاية الطالب: 458، نور الأبصار: 341.

الصفحة 426 

 

ذكر معجزاته (عليه السلام):

385 / 2 - قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: حدثنا عبد الله بن محمد، قال (1): رأيت الحسن بن علي السراج (عليه السلام) تكلم للذئب فكلمه، فقلت له: أيها الإمام الصالح، سل هذا الذئب عن أخ لي بطبرستان خلفته وأشتهي أن أراه.

فقال لي: إذا اشتهيت أن تراه فانظر إلى شجرة دارك بسر من رأى.

وكان قد أخرج في داره عينا تنبع عسلا ولبنا، فكنا نشرب منه ونتزود (2).

386 / 3 - قال أبو جعفر: دخل على الحسن بن علي (عليه السلام) قوم من سواد العراق يشكون قلة الأمطار فكتب لهم كتابا فأمطروا، ثم جاءوا يشكون كثرته فختم في الأرض فأمسك المطر (3).

387 / 4 - قال أبو جعفر: رأيت الحسن بن علي السراج (4) (عليه السلام) يمشي في أسواق سر من رأى ولا ظل له، ورأيته يأخذ الآس فيجعلها ورقا (5)، ويرفع طرفه نحو السماء ويده فيردها ملأى لؤلؤا.(6)

388 / 5 - قال أبو جعفر: قلت للحسن بن علي (عليه السلام) أرني معجزة خصوصية أحدث بها عنك. فقال: يا بن جرير، لعلك ترتد. فحلفت له ثلاثا، فرأيته

____________

(1) (حدثنا عبد الله بن محمد قال) ليس في " ع، م ".

(2) في " ط ": فكان يشرب منه ويتزود. نوادر المعجزات: 190 / 1، إثبات الهداة 6: 344 / 124.

(3) نوادر المعجزات: 191 / 2، إثبات الهداة 6: 345 / 125.

(4) السراج: من ألقاب الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ويظهر من هذا الحديث والأحاديث التي تليه أن الطبري الكبير قد عاصره وسمع منه، حيث إن ولادة الإمام العسكري (عليه السلام) سنة (232 هـ) كما مر آنفا، وولادة الطبري نحو سنة 226 هـ انظر تنقيح المقال 1: 188، معجم المؤلفين 9: 146.

(5) الورق: الدراهم المضروبة من الفضة.

(6) إثبات الهداة 6: 345 / 126، مدينة المعاجز 566 / 43.

الصفحة 427 

غاب في الأرض تحت مصلاه، ثم رجع ومعه حوت عظيم فقال: جئتك به من الأبحر السبعة (1)، فأخذته معي إلى مدينة السلام، وأطعمت منه جماعة من أصحابنا (2).

389 / 6 - قال أبو جعفر: ورأيت الحسن بن علي السراج (عليه السلام) يمر بأسواق سر من رأى، فما مر بباب مقفل إلا انفتح، ولا دار إلا انفتحت، وكان ينبئنا بما نعمله بالليل سرا وجهرا (3).

390 / 7 - قال أبو جعفر: أردت التزويج والتمتع بالعراق، فأتيت الحسن بن علي السراج (عليه السلام)، فقال لي: يا بن جرير، عزمت أن تتمتع فتمتع بجارية ناصبة معقبة تفيدك مائة دينار. فقلت: لا أريدها.

فقال: قد قضيت لك بها. فأتيت بغداد وتزوجت بها فأعقبت، وأخذت منها مالا (4) ثم رجعت. فقال: يا بن جرير، كيف رأيت (5) آية الإمام؟ (6)

391 / 8 - قال المعلى بن محمد [: أخبرني محمد] (7) قال: لما أمر سعيد بحمل أبي محمد (عليه السلام) إلى الكفوة، كتب أبو الهيثم إليه: جعلت فداك، بلغنا خبر أقلقنا، وبلغ منا كل مبلغ.

فكتب (8): " بعد ثلاث يأتيكم الفرج " فقتل الزبير (9) يوم الثالث.(10)

____________

(1) في " ع ": أبحر السبع.

(2) نوادر المعجزات: 191 / 3، إثبات الهداة 6: 345 / 127.

(3) إثبات الهداة 6: 346 / 128.

(ط) في " ع، م ": وتزوجتها فعجب رأيت.

(5) في " ط ": ترى.

(6) إثبات الهداة 6: 346 / 129، مدينة المعاجز: 566 / 46.

(7) أضفناه للزومه، وقد روى المعلى، عن محمد بن عبد الله، كما روي هذا الحديث في الخرائج والثاقب عن محمد بن عبد الله، على نهجهما في ذكر اسم الراوي الأخير فقط، وراجع معجم رجال الحديث 16: 226 و 18: 251.

(8) في " ط " زيادة: الجواب.

(9) أي المعتز.

(10) غيبة الطوسي: 208 / 177، الخرائج والجرائح 1: 451 / 36، الثاقب في المناقب: 576 / 523، مهج الدعوات: 274، كشف الغمة 2: 416.

الصفحة 428 

392 / 9 - قال: وفقد غلام صغير لأبي الحسن (عليه السلام) (1)، فلم يوجد فأخبر بذلك، فقال: اطلبوه في البركة. فطلب، فوجد في بركة في الدار ميتا.(2)

393 / 10 - قال علي بن محمد الصيمري: دخلت على أبي أحمد عبيد الله بن عبد الله وبين يديه رقعة، قال: هذه رقعة أبي محمد (عليه السلام) فيها: إني نازلت الله (عز وجل) في هذا الطاغي - يعني الزبير بن جعفر (3) - وهو آخذه (4) بعد ثلاث.

فلما كان اليوم الثالث قتل.(5)

394 / 11 - قال علي بن محمد الصيمري: كتب إلي أبو محمد (عليه السلام): " فتنة تظلكم فكونوا على أهبة منها " فلما كان بعد ثلاثة أيام وقع بين بني هاشم ما وقع (6)، فكتبت إليه: " هي " قال: " لا، ولكن غير هذه، فاحترزوا (7) " فلما كان بعد ثلاثة أيام كان من أمر المعتز ما كان.(8)

395 / 12 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، قال: حدثني أبي (رضي الله عنه)، قال: كنت في دهليز لأبي علي محمد بن همام (رحمه الله) على دكة وصفها، إذ مر بنا شيخ كبير، عليه دراعة، فسلم على أبي علي محمد بن همام، فرد عليه السلام

____________

(1) في " ع، م ": غلام أبي الحسن (عليه السلام) صغيرا.

(2) الخرائج والجرائح 1: 451 ذيل الحديث (36)، الثاقب في المناقب: 576 ذيل الحديث 523، كشف الغمة 2: 416.

(3) الزبير بن جعفر هو المعتز.

(4) في " ط ": وإنه مؤاخذ.

(5) إثبات الوصية: 211، نوادر المعجزات: 192 / 4، غيبة الطوسي: 204 / 172، الخرائج والجرائح 1:

429 / 8، مناقب ابن شهرآشوب 4: 430، الثاقب في المناقب: 576 / 524، كشف الغمة 2: 417 و 428، الصراط المستقيم 2: 206 / 6، مدينة المعاجز: 566 / 49.

(6) في " ع، م " زيادة، وكانت، وفي كشف الغمة والمدينة: وكانت لهم هنة لها شأن، الهنة: الشر والفساد " المعجم الوسيط - هنن - 2: 998 ".

(7) في " م ": فاحترسوا.

(8) كشف الغمة 2: 417، مدينة المعاجز: 566 / 50.

الصفحة 429 

ومضى، فقال: لي تدري من هذا؟ فقلت: لا.

فقال: شاكري (1) لمولانا أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام)، أفتشتهي أن تسمع من أحاديثه عنه شيئا؟ قلت: نعم.

فقال لي: أمعك شئ تعطيه؟

فقلت: معي درهمان صحيحان. فقال: هما يكفيانه فادعه (2). فمضيت خلفه، فلحقته بموضع كذا، فقلت: أبو علي يقول لك: تنشط للمسير إلينا؟ فقال: نعم. فجاء إلى أبي علي محمد بن همام فجلس إليه، فغمزني أبو علي أن أسلم إليه (3) الدرهمين، فسلمتهما (4) إليه، فقال لي: ما يحتاج إلى هذا. ثم أخذهما.

فقال له أبو علي: يا أبا عبد الله محمد، حدثنا عن أبي محمد (عليه السلام).

فقال: كان أستاذي صالحا من بين العلويين، لم أر قط مثله، وكان يركب بسرج صفته: بزيون مسكي (5) وأزرق، وكان يركب إلى دار الخلافة بسر من رأى في كل اثنين وخميس.

قال أبو عبد الله محمد الشاكري: وكان يوم النوبة، يحضر من الناس شئ عظيم، ويغص الشارع بالدواب والبغال والحمير والضجة (6)، فلا يكون لأحد موضع يمشي فيه (7)، ولا يدخل أحد (8) بينهم. قال: فإذا جاء أستاذي سكنت الضجة، وهدأ صهيل الخيل، ونهاق الحمير، قال: وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعا، لا

____________

(1) الشاكري: المستخدم.

(2) (فادعه) ليس في " ع، م ".

(3) في " ط ": أن أعطيه.

(4) في " ط ": فأعطيتهما.

(5) البزيون: رقيق الديباج، وقيل: بساط رومي " لسان العرب - بزن - 13: 52، تاج العروس 9: 139 ".

المسكي: المصبوغ بالمسك ولعله معرب (مشكي) فارسية بمعنى أسود.

(6) في " ط ": والصيحة، وكذا في الموضع الآتي.

(7) (فيه) ليس في " ع، م ".

(8) (أحد) ليس في " ع، م ".

الصفحة 430 

يحتاج أن يتوقى من المزاحمة (1)، ثم يدخل (2) فيجلس في مرتبته التي جعلت له، فإذا أراد الخروج قام البوابون وقالوا: هاتوا دابة أبي محمد. فسكن صياح الناس وصهيل الخيل، وتفرقت الدواب حتى يركب ويمضي.

وقال الشاكري: واستدعاه يوما الخليفة، فشق ذلك عليه، وخاف أن يكون قد سعى به إليه بعض من يحسده من العلويين والهاشميين على مرتبته، فركب ومضى إليه.

فلما حصل في الدار قيل له: إن الخليفة قد قام، ولكن اجلس في مرتبتك وانصرف.

قال: فانصرف وجاء (3) إلى سوق الدواب، وفيها من الضجة والمصادمة واختلاف الناس شئ كثير، قال: فلما دخل إليها سكنت الضجة بدخوله (4)، وهدأت الدواب، فجلس إلى نخاس كان يشتري له الدواب، فجئ له بفرس كبوس لا يقدر أحد أن يدنو منه، فباعوه إياه بوكس فقال لي: يا محمد، قم فاطرح السرج عليه فقمت وعلمت (5) أنه لا يقول لي إلا ما لا يؤذيني، فحللت الحزام، وطرحت السرج عليه، فهدأ ولم يتحرك. وجئت لأمضي به، فجاء النخاس فقال: ليس يباع. فقال لي:

سلمه (6) إليهم، قال: فجاء النخاس ليأخذه فالتفت إليه التفاتة، ذهب (7) منه منهزما.

قال: وركب، فمضينا، فلحقنا النخاس وقال: صاحبه يقول: أشفقت من أن يرده، فإن كان قد علم ما فيه من الكبس فليشتره. فقال له أستاذي: قد علمت. فقال:

قد بعتك. فقال لي: خذه. فأخذته، قال: فجئت به إلى الإصطبل، فما تحرك ولا آذاني، ببركة أستاذي، فلما نزل جاء إليه فأخذ بإذنه اليمنى فرقاه، ثم أخذ بإذنه اليسرى فرقاه، قال: فوالله، لقد كنت أطرح الشعير له، فافرقه بين يديه، فلا يتحرك، هذا

____________

(1) في " ع، م ": يتوقى من الدواب بخفة (وحف / ع) ليزحمها.

(2) في " ط " زيادة: هناك.

(3) في " ط ": فلما انصرف جاء.

(4) في " ط ": كثير فسكنت الضجة بدخوله.

(5) في " ط ": لعلمي.

(6) في " ط ": يباع فأمرني بتسليمه.

(7) في " ط ": إليه الفرس التفاتة فهرب.

الصفحة 431 

ببركة أستاذي.

قال أبو محمد: قال أبو علي بن همام: هذا الفرس يقال له (الصؤول) يزحم بصاحبه حتى يرجم به الحيطان، ويقول على رجليه ويلطم صاحبه.

وقال محمد الشاكري: كان أستاذي أصلح من رأيت من العلويين والهاشميين، ما كان يشرب هذا النبيذ، وكان يجلس في المحراب ويسجد، فأنام وانتبه، وأنام وانتبه، وهو ساجد.

وكان قليل الأكل، كان يحضره التين والعنب والخوخ وما يشاكله، فيأكل منه الواحدة والثنتين، ويقول: شل (1) هذا يا محمد إلى صبيانكم. فأقول: هذا كله! فيقول:

خذه كله، فما (2) رأيت قط أشهى (3) منه.(4)

396 / 13 - وحدثني أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن عيسى، المعروف بابن الخياط القمي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عبيد الله بن عياش، قال: حدثني أبو القاسم علي بن حبشي بن قوني الكوفي (رضي الله عنه)، قال: حدثني العباس بن محمد بن أبي الخطاب، قال: خرج بعض بني البقاح إلى سر من رأى في رفقة، يلتمسون الدلالة، فلما بلغوا بين الحائطين سألوا الإذن، فلم يؤذن لهم، فأقاموا إلى يوم الخميس. فركب أبو محمد (عليه السلام) فقال أحد القوم لصاحبه: إن كان إماما فإنه يرفع القلنسوة عن رأسه. قال: فرفعها بيده (5)، ثم وضعها، وكانت شيشية (6).

فقال بعض بني البقاح بينه وبين صاحب له يناجيه: لئن رفعها ثانية، فانظر إلى رأسه، هل عليه الإكليل الذي كنت أراه على رأس أبيه الماضي (عليه السلام) مستديرا

____________

(1) في " ط ": خذ.

(2) في " ع، م ": خذه ما.

(3) في " ع، م " اشترى.

(4) غيبة الطوسي: 215 / 179، مدينة المعاجز: 567 / 51.

(5) في " ط ": فرفعها عن رأسه.

(6) كذا في النسخ، وفي مدينة المعاجز: سنة.

الصفحة 432 

كدارة القمر، فرفعها أبو محمد (عليه السلام) ثانية، وصاح إلى الرجل القائل ذلك: هلم فانظر، فهل بعد الحق إلا الضلال، فأنى تصرفون؟ فتيقنوا بالدلالة وانصرفوا غير مرتابين، بحمد الله ومنه (1).

وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا.

____________

(1) (فتيقنوا.. الله ومنه) في " ع، م ".

مدينة المعاجز: 567 / 52.