(معرفة شيوخ الطائفة الذين عرفوا صاحب الزمان (صلوات الله عليه

الصفحة 519 

في مدة مقامه بسر من رأى بالدلائل والبراهين والحجج الواضحة

493 / 97 - حدثني أبو المفضل (1) محمد بن عبد الله، قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن جعفر بن محمد المقرئ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن سابور (2)، قال: حدثني الحسن بن محمد بن حيوان السراج القاسم، قال: حدثني أحمد بن الدينوري السراج، المكنى بأبي العباس، الملقب بآستاره، قال: انصرفت من أردبيل (3) إلى الدينور (4) أريد

____________

(1) في " م ": الفضل.

(2) في " ط ": شابور.

(3) في " ط ": إربيل: وهي مدينة في شمال العراق وهي " إربل " القديمة، ورد ذكرها في الكتابات السومرية، والعامة تنطقها بفتح أولها (أربيل). المنجد في الأعلام: 31. وأردبيل: من أشهر مدن أذربيجان في إيران. معجم البلدان 1: 145.

(4) الدينور: مدينة من أمهات مدن الجبال في كردستان إيران. المنجد في الأعلام: 296.

الصفحة 520 

الحج، وذلك بعد مضي أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) بسنة، أو سنتين، وكان الناس في حيرة، فاستبشروا أهل الدينور بموافاتي، واجتمع الشيعة عندي، فقالوا: قد اجتمع عندنا ستة عشر ألف دينار من مال الموالي، ونحتاج أن تحملها معك، وتسلمها بحيث يجب تسليمها.

قال: فقلت: يا قوم، هذه حيرة، ولا نعرف الباب في هذا الوقت.

قال: فقالوا: إنما اخترناك لحمل هذا المال لما نعرف من ثقتك وكرمك. فاحمله (1) على ألا تخرجه من يديك إلا بحجة.

قال: فحمل إلي ذلك المال في صرر باسم رجل رجل، فحملت ذلك المال وخرجت، فلما وافيت قرميسين (2)، وكان أحمد بن الحسن مقيما بها، فصرت إليه مسلما، فلما لقيني استبشر بي، ثم أعطاني ألف دينار في كيس، وتخوت ثياب من ألوان معتمة (3)، لم أعرف ما فيها، ثم قال لي أحمد: احمل هذا معك، ولا تخرجه عن يدك إلا بحجة.

قال: فقبضت منه المال، والتخوت بما فيها من الثياب.

فلما وردت بغداد لم يكن لي همة غير البحث عمن أشير إليه بالنيابة (4)، فقيل لي: إن ها هنا رجلا يعرف بالباقطاني يدعي بالنيابة، وآخر يعرف بإسحاق الأحمر يدعي بالنيابة، وآخر يعرف بأبي جعفر العمري يدعي بالنيابة.

قال: فبدأت بالباقطاني، فصرت إليه، فوجدته شيخا بهيا، له مروءة ظاهرة، وفرس (5) عربي، وغلمان كثير، ويجتمع عنده الناس يتناظرون. قال: فدخلت إليه، وسلمت عليه، فرحب، وقرب، وبر، وسر. قال: فأطلت القعود إلى أن خرج أكثر الناس، قال: فسألني عن حاجتي، فعرفته أني رجل من أهل الدينور، ومعي شئ من المال، أحتاج أن أسلمه.

____________

(1) في " ع، م ": فاعمل.

(2) قرميسين: بلد معروف قرب الدينور، بين همذان وحلوان، على جادة العراق. مراصد الاطلاع 3: 1081.

(3) في " ع، م ": معكمة.

(4) في " ط ": بالبابية، وكذا في المواضع الآتية.

(5) في " ط ": فرش، وكذا في المواضع الآتية.

الصفحة 521 

قال: فقال لي: أحمله.

قال: فقلت: أريد حجة.

قال: تعود إلي في غد. قال: فعدت إليه من الغد، فلم يأت بحجة، وعدت إليه في اليوم الثالث فلم يأت بحجة.

قال: فصرت إلى إسحاق الأحمر، فوجدته شابا نظيفا، منزله أكبر من منزل الباقطاني، وفرسه ولباسه ومروءته أسرى (1)، وغلمانه أكثر من غلمانه، ويجتمع عنده من الناس أكثر مما يجتمعون عند الباقطاني. قال: فدخلت وسلمت، فرحب وقرب، قال: فصبرت إلى أن خف الناس، قال: فسألني عن حاجتي، فقلت له كما قلت للباقطاني، وعدت إليه بعد ثلاثة أيام، فلم يأت بحجة.

قال: فصرت إلى أبي جعفر العمري، فوجدته شيخا متواضعا، عليه مبطنة (2) بيضاء، قاعد على لبد (3)، في بيت صغير، ليس له غلمان، ولا له من المروة والفرس ما وجدت لغيره. قال: فسلمت، فرد جوابي، وأدناني، وبسط مني (4)، ثم سألني عن حالي، فعرفته أني وافيت من الجبل، وحملت مالا. قال: فقال: إن أحببت أن تصل هذا الشئ إلى من يجب أن يصل إليه يجب أن تخرج إلى سر من رأى، وتسأل دار ابن الرضا، وعن فلان بن فلان الوكيل - وكانت دار ابن الرضا عامرة بأهلها - فإنك تجد هناك ما تريد.

قال: فخرجت من عنده، ومضيت نحو سر من رأى، وصرت إلى دار ابن الرضا، وسألت عن الوكيل، فذكر البواب أنه مشتغل في الدار، وأنه يخرج آنفا، فقعدت على الباب أنتظر خروجه، فخرج بعد ساعة، فقمت وسلمت عليه، وأخذ بيدي إلى بيت كان له، وسألني عن حالي، وعما وردت له، فعرفته أني حملت شيئا من

____________

(1) سرا سروا: شرف، وسخا في مروءة، وأسرى: أي أكثر وأرفع شرفا وسخاء ومروءة.

(2) المبطنة: ما ينتطق به، وهي إزار له حجزة.

(3) اللبد: ضرب من البسط.

(4) بسط فلان من فلان: أزال من الاحتشام وعوامل الخجل.

الصفحة 522 

المال من ناحية الجبل، وأحتاج أن أسلمه بحجة. قال: فقال: نعم. ثم قدم إلي طعاما، وقال لي: تغدى بهذا واسترح، فإنك تعب، وإن بيننا وبين صلاة الأولى ساعة، فإني أحمل إليك ما تريد. قال: فأكلت ونمت، فلما كان وقت الصلاة نهضت وصليت، وذهبت إلى المشرعة، فاغتسلت وانصرفت إلى بيت الرجل، ومكثت إلى أن مضى من الليل ربعة، فجاءني (1) ومعه درج (2)، فيه:

" بسم الله الرحمن الرحيم، وافى أحمد بن محمد الدينوري، وحمل ستة عشر ألف دينار، وفي كذا وكذا صرة، فيها صرة فلان بن فلان كذا وكذا دينارا، وصرة فلان بن فلان كذا وكذا دينارا - إلى أن عد الصرر كلها - وصرة فلان بن فلان الذراع ستة عشر دينارا.

قال: فوسوس لي الشيطان أن سيدي أعلم بهذا مني، فما زلت أقرأ ذكر صرة صرة وذكر صاحبها، حتى أتيت عليها عند آخرها، ثم ذكر: " قد حمل من قرميسين من عند أحمد بن الحسن المادرائي أخي الصواف (3) كيسا فيه ألف دينار وكذا وكذا تختا ثيابا، منها ثوب فلأني، وثوب لونه كذا " حتى نسب الثياب إلى آخرها بأنسابها وألوانها.

قال: فحمدت الله وشكرته على ما من به علي من إزالة الشك عن قلبي، وأمر بتسليم جميع ما حملته إلى حيث ما يأمرني أبو جعفر العمري.

قال: فانصرفت إلى بغداد وصرت إلى أبي جعفر العمري. قال: وكان خروجي وانصرافي في ثلاثة أيام. قال: فلما بصر بي أبو جعفر العمري قال لي: لم لم تخرج؟

فقلت: يا سيدي، من سر من رأى انصرفت.

قال: فأنا أحدث أبا جعفر بهذا إذ وردت رقعة على أبي جعفر العمري من مولانا (صلوات الله عليه)، ومعها درج مثل الدرج الذي كان معي، فيه ذكر المال والثياب،

____________

(1) في " ع، م " زيادة: بعد أن مضى من الليل ربعه.

(2) الدرج: الورق الذي يكتب فيه.

(3) في " ط ": البادراني أخي الصراف.

الصفحة 523 

وأمر أن يسلم جميع ذلك إلى أبي جعفر محمد بن أحمد بن جعفر القطان القمي، فلبس أبو جعفر العمري ثيابه، وقال لي: احمل ما معك إلى منزل محمد بن أحمد بن جعفر القطان القمي.

قال: فحملت المال والثياب إلى منزل محمد بن أحمد بن جعفر القطان، وسلمتها، وخرجت إلى الحج.

فلما انصرفت إلى الدينور اجتمع عندي الناس، فأخرجت الدرج الذي أخرجه وكيل مولانا (صلوات الله عليه) إلي، وقرأته على القوم، فلما سمع ذكر الصرة باسم الذراع سقط مغشيا عليه، فما زلنا نعلله حتى أفاق، فلما أفاق سجد شكرا لله (عز وجل)، وقال: الحمد لله الذي من علينا بالهداية، الآن علمت أن الأرض لا تخلو من حجة، هذه الصرة دفعها - والله - إلي هذا الذراع، ولم يقف على ذلك إلا الله (عز وجل).

قال: فخرجت ولقيت بعد ذلك بدهر أبا الحسن المادرائي، وعرفته الخبر، وقرأت عليه الدرج، قال: يا سبحان الله! ما شككت في شئ، فلا تشكن في أن الله (عز وجل) لا يخلي أرضه من حجة.

إعلم أنه لما غزا أذكوتكين يزيد بن عبد (1) الله بسهرورد (2)، وظفر ببلاده، واحتوى على خزانته صار إلي رجل، وذكر أن يزيد بن عبد الله جعل الفرس الفلاني والسيف الفلاني في باب مولانا (عليه السلام).

قال: فجعلت أنقل خزائن يزيد بن عبد الله إلى أذكوتكين أولا فأولا، وكنت أدافع بالفرس والسيف، إلى أن لم يبق شئ غيرهما، وكنت أرجو أن أخلص ذلك لمولانا (عليه السلام)، فلما اشتد مطالبة اذكوتكين إياي ولم يمكنني مدافعته، جعلت في السيف والفرس في نفسي ألف دينار ووزنتها ودفعتها إلى الخازن، وقلت له: ادفع (3) هذه الدنانير في أوثق مكان، ولا تخرجن إلي في حال من الأحوال ولو اشتدت الحاجة

____________

(1) في " ع، م ": عبيد، وكذا في المواضع الآتية.

(2) سهرورد: بلدة قريبة من زنجان بالجبال. معجم البلدان 3: 289.

(3) في " م ": أرفع.

الصفحة 524 

إليها. وسلمت الفرس والنصل.

قال: فأنا قاعد في مجلسي بالري أبرم الأمور، وأوفي القصص، وآمر وأنهى، إذ دخل أبو الحسن الأسدي، وكان يتعاهدني الوقت بعد الوقت، وكنت أقضي حوائجه، فلما طال جلوسه وعلي بؤس كثير قلت له: ما حاجتك؟ قال: أحتاج منك إلى خلوة.

فأمرت الخازن أن يهيئ لنا مكانا من الخزانة، فدخلنا الخزانة، فأخرج إلي رقعة صغيرة من مولانا (عليه السلام)، فيها: " يا أحمد بن الحسن، الألف دينار التي لنا عندك، ثمن النصل والفرس، سلمها إلى أبي الحسن الأسدي ".

قال: فخررت لله (عز وجل) ساجدا شاكرا لما من به علي، وعرفت أنه خليفة الله حقا، لأنه لم يقف على هذا أحد غيري، فأضفت إلى ذلك المال ثلاثة آلاف دينار أخرى سرورا بما من الله علي بهذا الأمر.(1)

494 / 98 - وحدثني أبو المفضل (2) قال: حدثني محمد بن يعقوب، قال: كتب علي بن محمد السمري (3) يسأل الصاحب (عليه السلام) كفنا يتبين ما يكون من عنده، فورد: " إنك تحتاج إليه سنة إحدى وثمانين " فمات في الوقت الذي حده، وبعث إليه بالكفن قبل أن يموت بشهر (4).

495 / 99 - وقال علي بن محمد السمري (5): كتبت إليه أسأله عما عندك من العلوم، فوقع (عليه السلام): " علمنا على ثلاثة أوجه: ماض، وغابر، وحادث، أما الماضي فتفسير. وأما الغابر فموقوف، وأما الحادث فقذف في القلوب، ونقر في الاسماع، وهو أفضل علمنا، ولا نبي بعد نبينا (صلى الله عليه وآله) ".(6)

496 / 100 - أخبرني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: أخبرني محمد بن

____________

(1) فرج المهموم: 239، مدينة المعاجز: 603 / 54، إلزام الناصب 1: 405.

(2) في " م ": الفضل.

(3) في " ع ": الصيمري.

(4) فرج المهموم: 247، مدينة المعاجز: 604 / 55.

(5) في " ع ": الصيمري.

(6) مدينة المعاجز: 605.

الصفحة 525 

يعقوب، قال: قال القاسم بن العلاء: كتبت إلى صاحب الزمان (عليه السلام) ثلاثة كتب في حوائج لي، وأعلمته أنني رجل قد كبر سني، وأنه لا ولد لي، فأجابني عن الحوائج، ولم يجبني عن الولد بشئ.

فكتبت إليه في الرابعة كتابا وسألته أن يدعو الله لي أن يرزقني ولدا، فأجابني وكتب بحوائجي، فكتب: " اللهم ارزقه ولدا ذكرا، تقر به عينيه، واجعل هذا الحمل الذي له وارثا " فورد الكتاب وأنا لا أعلم أن لي حملا، فدخلت إلى جاريتي فسألتها عن ذلك، فأخبرتني أن علتها قد ارتفعت، فولدت غلاما.(1)

497 / 101 - وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثني علي بن محمد المعروف بعلان الكليني، قال: حدثني محمد بن شاذان بن نعيم بنيشابور، قال: اجتمع عندي للغريم (2) - أطال الله بقاءه وعجل نصره - خمسمائة درهم، فنقصت عشرون درهما، وأنفت أن أبعث بها ناقصة هذا المقدار، قال: فأتممتها من عندي، وبعثت بها إلى محمد بن جعفر، ولم أكتب بما لي منها، فأنفذ إلي محمد بن جعفر القبض (3)، وفيه:

" وصلت خمسمائة درهم، ولك فيها عشرون درهما " (4).

498 / 102 - وعنه، قال: أخبرني محمد بن يعقوب، قال: حدثني إسحاق بن يعقوب، قال: سمعت الشيخ العمري محمد بن عثمان يقول: صحبت رجلا من أهل السواد، ومعه مال للغريم (عليه السلام) فأنفذه، فرد عليه، وقيل له: أخرج حق ولد عمك منه، وهو أربعمائة درهم، قال: فبقي الرجل باهتا متعجبا، فنظر في حساب المال، وكانت في يده ضيعة لولد عمه، قد كان رد عليهم بعضها، فإذا الذي فضل لهم من ذلك أربعمائة درهم، كما قال (عليه السلام)، فأخرجها وأنفذ الباقي، فقبل (5).

____________

(1) مدينة المعاجز: 605 / 56.

(2) المراد بالغريم هنا الصاحب (عليه السلام) لكونه طالبا للحق.

(3) في " ط ": الفضل.

(4) كمال الدين وتمام النعمة: 485 / 5، مدينة المعاجز: 605 / 57.

(5) في " ع، م ": فقسم.

 

 

الصفحة 526 

وعنه، قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثني إسحاق بن جبرئيل الأهوازي، قال: وكتب من نفس التوقيع.(1)

499 / 103 - وحدثني علي بن السويقاني وإبراهيم بن محمد بن الفرج الرخجي، عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار: أنه ورد العراق شاكا مرتابا (2)، فخرج إليه: " قل للمهزياري: قد فهمنا ما حكيته عن موالينا بناحيتكم، فقل لهم: أما سمعتم الله (عز وجل) يقول: * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * (3)؟! هل أمروا إلا بما هو كائن إلى يوم القيامة؟! أو لم تروا الله (جل ذكره) جعل لكم معاقل تأوون إليها، وأعلاما تهتدون بها من لدن آدم (عليه السلام) إلى أن ظهر الماضي (صلوات الله عليه)، كلما غاب علم بدا علم، وإذا أفل نجم بدا نجم، فلما قبضه الله إليه ظننتم أن الله (عز وجل) قد قطع السبب بينه وبين خلقه، كلا ما كان ذلك، ولا يكون إلى أن تقوم الساعة، ويظهر أمر الله وهم كارهون.

يا محمد بن إبراهيم، لا يدخلك الشك فيما قدمت له، فإن الله (عز وجل) لا يخلي أرضه من حجة، أليس قال لك الشيخ قبل وفاته: أحضر الساعة من يعير هذه الدنانير التي عندي. فلما أبطئ عليه ذلك، وخاف الشيخ على نفسه الوحا (4)، قال لك:

عيرها على نفسك. فأخرج إليك كيسا كبيرا، وعندك بالحضرة ثلاثة أكياس وصرة فيها دنانير مختلفة النقد، فعيرتها، وختم الشيخ عليها بخاتمه، وقال لك: اختم مع خاتمي، فإن أعيش فأنا أحق بها، وإن أمت فاتق الله في نفسك أولا وفي، وكن عند ظني بك. أخرج يرحمك الله الدنانير التي (5) نقصتها من بين النقدين من حسابه، وهي بضعة عشر دينارا ".(6)

____________

(1) الإمامة والتبصرة: 140 / 162، كمال الدين وتمام النعمة: 486 / 6، الثاقب في المناقب: 597 / 540، مدينة المعاجز: 605 / 58.

(2) في " ط ": مرتادا.

(3) النساء 4: 59.

(4) أي السرعة، والمراد أنه خاف على نفسه سرعة الموت.

(5) في " ع " زيادة: أنت.

(6) كمال الدين وتمام النعمة: 486 / 8، الخرائج والجرائح 3: 1116.

الصفحة 527 

500 / 104 - وعنه، قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثني نصر بن الصباح، قال: أنفذ رجل من أهل بلخ خمسة دنانير إلى الصاحب (عليه السلام)، وكتب معها رقعة غير فيها اسمه، فأوصلها إلى الصاحب (عليه السلام)، فخرج الوصول باسمه ونسبه والدعاء له.(1)

501 / 105 - وعنه، قال: وحدثني أبو حامد المراغي، عن محمد بن شاذان بن نعيم، قال: بعث رجل من أهل بلخ مالا ورقعة ليس فيها كتابة، قد خط بإصبعه كما يدور من غير كتابة، وقال للرسول: احمل هذا المال، فمن أعلمك بقصته وأجابك عن الرقعة، فاحمل إليه هذا المال.

فصار الرجل إلى العسكر، وقصد جعفرا، وأخبره الخبر، فقال له جعفر: تقر بالبداء؟ فقال الرجل: نعم.

فقال له: إن صاحبك قد بدا له، وقد أمرك أن تعطيني المال.

فقال له الرسول: لا يقنعني هذا الجواب، فخرج من عنده، وجعل يدور على أصحابنا، فخرجت إليه رقعة: " هذا مال قد كان عثر به، وكان فوق صندوق، [فدخل اللصوص البيت وأخذوا ما في الصندوق] (2)، وسلم المال " وردت عليه الرقعة وقد كتب فيه: " كما يدور، سألت الدعاء فعل الله بك، وفعل ".(3)

502 / 106 - وقال: حدثني أبو جعفر: قال: ولد لي مولود، فكتبت أستأذن في تطهيره يوم السابع، فورد: " لا " فمات المولود يوم السابع.

ثم كتبت أخبره بموته، فورد: " سيخلف الله عليك غيره، وغيره، فسمه أحمد، ومن بعد أحمد جعفر ". فجاء ما قال (عليه السلام).(4)

503 / 107 - وعنه، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني (قدس سره)، قال: حدثني

____________

(1) مدينة المعاجز: 605 / 60.

(2) أخذناه من كمال الدين وتمام النعمة، والخرائج والجرائح.

(3) كمال الدين النعمة: 488 / 11، الخرائج والجرائح 3: 1129 / 47، الثاقب في المناقب: 599 / 544.

(4) مدينة المعاجز: 605 / 62.

الصفحة 528 

أبو حامد المراغي، عن محمد بن شاذان بن نعيم، قال: قال رجل من أهل بلخ: تزوجت امرأة سرا، فلما وطأتها علقت، وجاءت بابنة، فاغتممت وضاق صدري، فكتبت أشكو ذلك فورد: " ستكفاها " فعاشت أربع سنين ثم ماتت، فورد: " الله ذو أناة، وأنتم مستعجلون (1) " والحمد لله رب العالمين.

____________

(1) مدينة المعاجز: 606 / 63.