دعاؤه في الصلاة على النبي

اَللَّهُمَّ داحِيَ الْمَدْحُوَّاتِ (1) وداعِمَ (2) الْمَسْمُوكاتِ وجابِلَ الْقُلُوبِ (3) عَلى فِطْرَتِها (4)، شَقِيِّها وسَعيدِها، اِجْعَلْ شَرائِفَ (5) صَلَواتِكَ ونَوامِيَ (6) بَرَكاتِكَ ورَأْفَةَ تَحَنُّنِكَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسُولِكَ ونَبِيِّكَ، الْخاتِمِ لِما سَبَقَ والْفاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ، والْمُعْلِنِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ، والدَّافِعِ جَيْشاتِ(7) الْاَباطيلِ، والدَّامِغِ صَوْلاتِ(8) الْاَضاليلِ. كَما حُمِّلَ فَاضْطَلَعَ(9) قائِماً بِاَمْرِكَ، مُسْتَوْفِزاً(10) في مَرْضاتِكَ، غَيْرَ ناكِلٍ (11) عَنْ قُدُمٍ (12)، ولا واهٍ (13) في عَزْمٍ، واعِياً (14)لِوَحْيِكَ، حافِظاً لِعَهْدِكَ، ماضِياً عَلى نَفاذِ اَمْرِكَ، حَتّى اَوْرى (15) قَبَسَ الْقابِسِ (16)، واَضاءَ الطَّريقَ لِلْخابِطِ (17)، وهُدِيَتْ بِهِ الْقُلُوبُ بَعْدَ خَوْضاتِ الْفِتَنِ والْاثامِ، واَقامَ (18) مُوضِحاتِ الْاَعْلامِ ونَيِّراتِ الْاَحْكامِ. فَهُوَ اَمينُكَ الْمَأْمُونُ، وخازِنُ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ، وشَهيدُكَ يَوْمَ الدّينِ، وبَعيثُكَ بِالْحَقِّ، ورَسُولُكَ اِلَى الْخَلْقِ، اَللَّهُمَّ افْسَحْ (19) لَهُ مَفْسَحاً في ظِلِّكَ، واجْزِهِ مُضاعَفاتِ الْخَيْرِ منْ فَضْلِكَ. اَللَّهُمَّ اَعْلِ عَلى بِناءِ الْبانينَ بِناءَهُ، واَكْرِمْ لَدَيْكَ مَنْزِلَتَهُ (20)، واَتْمِمْ لَهُ نُورَهُ، واجْعَلْهُ (21) مِنِ انبعاثِكَ لَهُ مَقْبُولَ الشَّهادَةِ، ومَرْضِيَّ الْمَقالَةِ، ذا مَنْطِقٍ عَدْلٍ، وخُطَّةِ فَصْلٍ. اَللَّهُمَّ اجْمَعْ بَيْنَنا وبَيْنَهُ في بَرْدِ الْعَيْشِ وقَرارِ النِّعْمَةِ، ومُنَى الشَّهَواتِ (22)، واَهْواءِ اللَّذَّاتِ، ورَخاءٍ الدَّعَةِ (23)، ومُنْتَهَى الطُّمَأْنينَةِ، وتُحَفِ الْكَرامَةِ.
وفي رواية:عن سلامة الكندى قال: كان على (عليه السلام) يعلّمنا الصلاة على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فيقول: اَللَّهُمَّ داحِيَ الْمَدْحُوَّاتِ، وبارِيَ الْمَسْمُوكاتِ، وجَبَّارَ الْقُلُوبِ عَلى فِطْرَتِها، شَقِيِّها وسَعيدِها، اِجْعَلْ شَرائِفَ صَلَواتِكَ ونَوامِيَ بَرَكاتِكَ، ورَأْفَةَ تَحِيَّاتِكَ، عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسُولِكَ، اَلْفاتِحِ لِما اُغْلِقَ، والْخاتِمِ لِما سَبَقَ، والْمُعْلِنِ الْحَقَّ والدَّامِغِ جَيْشاتِ الْاَباطيلِ. كَما حَمَّلْتَهُ فَاضْطَلَعَ بِاَمْرِكَ لِطاعَتِكَ، مُسْتَوْفِزاً في مَرْضاتِكَ، لِغَيْرِ نَكْلٍ في قُدْمٍ، ولا وَهْنٍ في عَزْمٍ، واعِياً لِوَحْيِكَ، حافِظاً لِعَهْدِكَ، ماضِياً عَلى نَفاذِ اَمْرِكَ. حَتّى اَوْرى قَبَساً لِقابِسِ الاءِ اللَّهِ، تَصِلُ بِاَهْلِهِ اَسْبابُهُ، بِهِ هُدِيَتِ الْقُلُوبُ بَعْدَ خَوْضاتِ الْفِتَنِ والْاِثْمِ، واَقامَ مُوضِحاتِ الْاَعْلامِ ونائِراتِ الْاَحْكامِ، ومُنيراتِ الْاِسْلامِ، فَهُوَ اَمينُكَ الْمَأْمُونُ، وخازِنُ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ، وشَهيدُكَ يَوْمَ الدّين، وبَعيثُكَ نِعْمَةً، ورَسُولُكَ بِالْحَقِّ رَحْمَةً. اَللَّهُمَّ افْسَحْ لَهُ مَفْسَحاً فِي عَدْلِكَ، واجْزِهِ مُضاعَفاتِ الْخَيْرِ مِنْ فَضْلِكَ، مُهَنَّاتٍ غَيْرَ مُكَدَّراتٍ، مِنْ فَوْزِ ثَوابِكَ الْمَحْلُولِ وجَزْلِ (24) عَطائِكَ الْمَعْلُولِ. اللَّهُمَّ اَعْلِ عَلى بِناءِ الْبانينَ بِناءَهُ، واَكْرِمْ مَثْواهُ لَدَيْكَ ونُزُلَهُ (25)، واَتْمِمْ لَهُ نُورَهُ، واجْزِهِ مِنِ انْبِعاثِكَ لَهُ مَقْبُولَ الشَّهادَةِ ومَرْضِيَّ الْمَقالَةِ، ذا مَنْطِقٍ عَدْلٍ وخُطَّةِ فَصْلٍ، وبُرْهانٍ عَظيمٍ. 
*******
المصدر: الصحيفة العلوية
(1) داحي المدحوات: باسط المبسوطات، واراد منها الارضين.
(2) بارىء "خ ل"، اقول: داعم المسموكات: مقميها وحافظها، المسموكات: المرفوعات وهي السماوات. 
(3) جابل القلوب: خالقها. 
(4) الفطرة: اوّل حالات المخلوق التي يكون عليها في بدء وجوده، وهي للانسان حالته خالياً من الآراء والاهواء والديانات والعقائد.
(5) الشرائف: جمع الشريفة.
(6) النوامي: الزوائد.
(7) جيشة: من جاشت القدر اذا ارتفع غليانها.
(8) الصولات، جمع الصولة وهي السطوة، دمغه: شجّه حتى بلغت الشجّه دماغه.
(9) فاضطلع: نهض بها قويّاً، الضلاعة: القوّة.
(10) المستوفز: المسارع المستعجل.
(11) الناكل: الناكص والمتأخـّر، اي غير جبان.
(12) القدم: المشي الى الحرب.
(13) الواهي: الضعيف.
(14) واعياً: حافظاً وفاهماً. 
(15) ورى الزند: خرجت ناره.
(16) القبس: شعلة من النار.
(17) الخابط: الذي يسير ليلاً على غير جادّة واضحة، فاضاءة الطريق له جعلها مضيئة ظاهرة.
(18) انار (خ ل).
(19) افسح له: وسّع له.
(20) اكرم مثواه لديك ومنزله (خ ل).
(21) اجزه (خ ل).
(22) المنية: ما يتمنـّاه الانسان لنفسه، الشهوات: ما يشتهيه.
(23) رخيّ البال: واسع الحال، الدعة: سكون النفس.
(24) الجزل: الغليظ والعظيم.
(25) النزل: ما هيّيء للضيف لينزل عليه.