دعاؤه في يوم السبت

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي قَرَنَ رَجائي بِعَفْوِهِ، وَفَسَحَ اَمَلي بِحُسْنِ تَجاوُزِهِ وَصَفْحِهِ، وَقَوّى مَتْني وَظَهْري وَساعِدي وَيَدي (1) بِما عَرَّفَني مِنْ جُودِهِ وَكَرَمِهِ،  وَلَمْ يُخْلِني مَعَ مُقامي عَلى مَعْصِيَتِهِ وَتَقْصيري في طاعَتِهِ، وَما يَحِقُّ عَلَيَّ مِنِ اعْتِقادِ خَشْيَتِهِ وَاسْتِشْعارِ خيفَتِهِ، مِنْ تَواتُرِ مِنَنِهِ وَتَظاهُرِ نِعَمِهِ.وَسُبْحانَ الَّذي يَتَوَكَّلُ كُلُّ مُؤْمِنٍ عَلَيْهِ، وَيُضْطَرُّ كُلُّ جاحِدٍ اِلَيْهِ، وَلا يَسْتَغْني اَحَدٌ اِلاَّ بِفَضْلِ ما لَدَيْهِ، وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُالْمُقْبِلُ عَلى مَنْ اَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِهِ، التَّوابُ عَلى مَنْ تابَ اِلَيْهِ مِنْ عَظيمِ ذَنْبِهِ، السَّاخِطُ عَلى مَنْ قَنَطَ مِنْ وَاسِعِ رَحْمَتِهِ، وَيَئِسَ مِنْ عاجِلِ رَوْحِهِ، وَاللَّهُ اَكْبَرُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَمالِكُهُ، وَمُبيدُ كُلِّ شَيْءٍ وَمُهْلِكُهُ، وَ اللَّهُ اَكْبَرُ كَبيراً كَما هُوَ اَهْلُهُ وَمُسْتَحِقُّهُ. اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ، وَاَمينِكَ وَشاهِدِكَ، التَّقِيِّ النَّقِيِّ، وَعَلى الِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ.   اَللَّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُكَ سُؤالَ مُعْتَرِفٍ بِذَنْبِهِ، نادِمٍ عَلَى اقْتِرافِ (2) تَبِعَتِهِ، وَاَنْتَ اَوْلى مَنِ اعْتُمِدَ وَعَفا، وَجادَ بِالْمَغْفِرَةِ عَلى مَنْ ظَلَمَ وَاَساءَ، فَقَدْ اَوْبَقَتْنِي (3) الذُّنُوبُ في مَهاوِي الْهَلَكَةِ، وَاَحاطَتْ بِيَ الْاَثامُ، وَبَقيتُ غَيْرَ مُسْتَقِلٍّ (4) بِها، وَاَنْتَ الْمُرْتَجى وَعَلَيْكَ الْمُعَوَّلُ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ، وَاَنْتَ مَلْجَأُ الْخائِفِ الْغَريقِ، وَاَرْأَفُ مِنْ كُلِّ شَفيقٍ، اِلَيْكَ قَصَدْتُ سَيِّدي، وَاَنْتَ مُنْتَهَى الْقَصْدِ لِلْقاصِدينَ، وَاَرْحَمُ مَنِ اسْتُرْحِمَ في تَجاوُزِكَ عَنِ الْمُذْنِبينَ.   اَللَّهُمَّ اَنْتَ الَّذي لا يَتَعاظَمُكَ غُفْرانُ الذُّنُوبِ وَكَشْفُ الْكُرُوبِ، وَأَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ وَسَتَّارُ الْعُيُوبِ وَكَشَّافُ الْكُرُوبِ، لِاَنَّكَ الْباقِي الرَّحيمُ، الَّذي تَسَرْبَلْتَ (5) بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَتَوَحَّدْتَ بِالْاِلهِيَّةِ، وَتَنَزَّهْتَ مِنَ الْحَيْثُوثِيَّةِ، فَلَمْ يَجِدْكَ وَاصِفٌ مَحْدُوداً بِالْكَيْفُوفِيَّةِ، وَلا تَقَعُ (6) فِي الْاَوْهامِ بِالْمائِيَّةِ وَالْحَيْنُونِيَّةِ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ نَعْمائِكَ عَلَى الْاَنامِ، وَلَكَ الشُّكْرُ عَلى كُرُورِ اللَّيالي وَالْاَيَّامِ.  اِلهي بِيَدِكَ الْخَيْرُ وَاَنْتَ وَلِيُّهُ، مُتيحُ الرَّغائِبِ (7) وَغايَةُ الْمَطالِبِ، اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، فَقَدْ تَرى يا رَبِّ مَكاني وَتَطَّلِعُ عَلى ضَميري وَتَعْلَمُ سِرّي، وَلا يَخْفى عَلَيْكَ اَمْري، وَاَنْتَ اَقْرَبُ اِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ، فَتُبْ عَلَيَّ تَوْبَةً لا اَعُودُ بَعْدَها فيما يُسْخِطُكَ، وَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً لا اَرْجِعُ مَعَها اِلى مَعْصِيَتِكَ يا اَكْرَمَ الْاَكْرَمينَ.   اِلهي اَنْتَ الَّذي اَصْلَحْتَ قُلُوبَ الْمُفْسِدِينَ، فَصَلَحَتْ بِاِصْلاحِكَ اِيَّاها فَاَصْلِحْني بِاِصْلاحِكَ، وَاَنْتَ الَّذي مَنَنْتَ عَلَىالضَّالِّينَ، فَهَدَيْتَهُمْ بِرُشْدِكَ عَنِ الضَّلالَةِ، وَعَلَى الْجائِرينَ عَنْ قَصْدِكَ، فَسَدَدْتَهُمْ وَقَوَّمْتَ مِنْهُمْ عَثْرَ الزَّلَلِ، فَمَنَحْتَهُمْ مَحَبَّتَكَ وَجَنَّبْتَهُمْ مَعْصِيَتَكَ، وَاَدْرَجْتَهُمْ دَرَجَ (8) الْمَغْفُورِ لَهُمْ، وَاَحْلَلْتَهُمْ مَحَلَّ الْفائِزينَ، فَأَسْأَلُكَ يا مَوْلايَ اَنْ تُلْحِقَني بِهِمْ يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ. اَللَّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُكَ اَنْ تُ صَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاَنْ تَرْزُقَني رِزْقاً وَاسِعاً حَلالاً طَيِّبًا في عافِيَةٍ، وَعَمَلاً يُقَرِّبُ اِلَيْكَ يا خَيْرَ مَسْؤُولٍ.   اَللَّهُمَّ وَاَتَضَرَّعُ (9) اِلَيْكَ ضَراعَةَ مُقِرٍّ عَلى نَفْسِهِ بِالْهَفَواتِ (10)، وَاَتُوبُ اِلَيْكَ يا تَوَّابُ، فَلا تَرُدَّني خائِباً مِنْ جَزيلِ عَطاءِكَ، يا وَهَّابُ فَقَديماً جُدْتَ عَلَى الْمُذْنِبينَ بِالْمَغْفِرَةِ، وَسَتَرْتَ عَلى عَبيدِكَ قَبيحاتِ الْفِعالِ، يا جَليلُ يا مُتَعالِ. اَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ بِمَنْ اَوْجَبْتَ حَقَّهُ عَلَيْكَ اِذْ لَمْ يَكُنْ لي مِنَ الْخَيْرِ ما اَتَوَجَّهُ بِهِ اِلَيْكَ، وَحالَتِ الذُّنُوبُ بَيْني وَبَيْنَالْمُحْسِنِينَ، وَاِذْ لَمْ يُوجِبْ لي عَمَلي مُرافَقَةَ الْمُتَّقينَ (11)، فَلا تَرُدَّ سَيِّدي تَوَجُّهي بِمَنْ تَوَجَّهْتُ بِهِ اِلَيْكَ، اَتَخْذُلُني رَبّي وَاَنْتَ اَمَلي، اَمْ تَرُدُّ (12) يَدي صِفْراً مِنَ الْعَفْوِ وَاَنْتَ مُنْتَهى رَغْبَتي.   يا مَنْ هُوَ مَأْمُولٌ فِي الشَّدائِدِ، مَوْصُوفٌ مَعْرُوفٌ بِالْجُودِ، وَالْخَلْقُ لَهُ عَبيدٌ، وَاِلَيْهِ مَرَدُّ الْأُمُورِ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَجُدْ عَلَيَّ بِاِحْسانِكَ الَّذي فيهِ الْغِنى عَنِ الْقَريبِ وَالْبَعيدِ، وَالْاَعْداءِ وَالْاِخْوانِ وَالْاَخَواتِ. واَلْحِقْني بِالَّذينَ غَمَرْتَهُمْ بِسَعَةِ تَطَوُّلِكَ وَكَرامَتِكَ لَهُمْ وَتَطَوُّلِكَ عَلَيْهِمْ، وَجَعَلْتَهُمْ اَطائِبَ (13) اَبْراراً اَتْقِياءَ اَخْياراً، وَلِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَالِهِ وَسَلَّمَ في دارِكَ جيراناً، وَاغْفِرْ لي وَلِلْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ مَعَ الْاباءِ وَالْاُمَّهاتِ وَالْاِخْوَةِ وَالْاَخَواتِ يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ. 
*******
المصدر: الصحيفة العلوية
(1) بدني (خ ل).
(2) الاقتراف: الاكتساب.
(3) اوبقه: اهلكه، امهاوى: المساقط.
(4) استقلّ الحمل: حمله وَرفعه، غير مستقلّ بها اي ثقلت علىّ وَلم اطق حملها.
(5) تسربل: تلبّس.
(6) لم تقع عليك الاوهام (خ ل).
(7) تاح له الشيء: قدّر له، الرغائب ج الرغيبة: العطاء الكثير.
(8) الدرج جمع الدرجة: المرقاة.
(9) اللـّهمّ انـّي اتضرّع (خ ل).
(10) الهفوة: السقطة وَالزلـّة.
(11) النـّبييّن (خ ل).
(12) تردّني (خ ل).
(13) الاطيب ج الاطايب، الاطايب من الشيء: خياره.