في تعقيب صلاة العشاء

 

«بسم الله الرحمن الرحيم»
 «سبحان من تواضع كل شيء لعظمته، سبحان من ذل كل شيء لعزته.  سبحان من خضع كل شيء لامره(1) وملكه. سبحان من انقادت له الامور بازمتها. الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، الحمد لله الذي لا يخيب من دعاه، الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه. الحمد لله سامك السماء، وساطح الارض، وحاصر البحار وناضد(2) الجبال، وباريء الحيوان، وخالق الشجر، وفاتح ينابيع الارض، ومدبر  الامور، ومسير السحاب، ومجري الريح والماء والنار من اغوار الارض متسارعات في الهواء، ومهبط الحر والبرد الذي بنعمته تتم الصالحات،  وبشكره تستوجب الزيادات وبامره قامت السماوات، وبعزته استقرت الراسيات، وسبحت الوحوش في الفلوات، والطير في الوكنات. الحمد لله رفيع الدرجات، منزل الايات، واسع البركات، ساتر العورات، قابل الحسنات، مقيل العثرات، منفس الكربات منزل البركات، مجيب الدعوات، محيي الاموات، اله من في الارض والسماوات. الحمد لله على كل حمد وذكر، وشكر وصبر، وصلاة وزكاة وقيام وعبادة، وسعادة وبركة، وزيادة ورحمة، ونعمة وكرامة وفريضة وسراء وضراء، وشدة ‌ورخاء، ومصيبة وبلاء، وعسر ويسر، وغناء وفقر، وعلى كل حال، وفي كل اوان وزمان، و[في] كل مثويً ومنقلب ومقام. اللهم انى عائذ بك فاعذني، ومستجير بك فاجرنى، ومستعين بك فاعني، ومستغيث بك فاغثني، وداعيك فاجبني، ومستغفرك فاغفرلي ومستنصرك فانصرني، ومستهديك فاهدني، ومستكفيك فاكفني وملتجأ اليك فاوني، ومستمسك بحبلك فاعصمني، ومتوكل عليك فاكفني، واجعلني في عياذك وجوارك وحرزك وكهفك(3) وحياطتك وحراستك وكلاءتك وحرمتك وامنك وتحت ظلك، وتحت جناحك، واجعل علي جنة واقيةً منك، واجعل حفظك وحياطتك وحراستك وكلاءتك، من ورائي وامامي وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي ومن تحتي، وحوالي حتى لا يصل احد من المخلوقين الى مكروهي واذاي، لا اله الا انت المنان، بديع السماوات والارض، ذو الجلال والاكرام. اللهم اكفني حسد الحاسدين، وبغي الباغين، وكيد الكائدين ومكر الماكرين، وحيلة المحتالين، وغيلة المغتالين، وظلم الظالمين، وجور الجائرين، واعتداء المعتدين، وسخط المسخطين وتشحب المتشحبين، وصولة الصائلين، واقتسار المقتسرين وغشم الغاشمين وخبط الخابطين، وسعاية الساعين، ونمامة النمامين، وسحر السحرة والمردة والشياطين، وجور السلاطين ومكروه العالمين. اللهم اني اسالك باسمك المخزون الطيب الطاهر، الذي قامت به السماوات والارض، واشرقت له الظلم، وسبحت له الملائكة ووجلت منه القلوب، وخضعت له الرقاب، احييت به الموتى: ان تغفرلي كل ذنب اذنبته في ظلم الليل وضوء النهار، عمداً او خطأ سراً او علانيةً، وان تهب لي يقيناً وهدياً، ونوراً وعلماً وفهماً حتى اقيم كتابك، واحل حلالك، واحرم حرامك، واودي فرائضك، واقيم سنة نبيك محمد (صلى الله عليه وآله).اللهم الحقني بصالح من مضي، واجعلني من صالح من بقي واختم لي عملي باحسنه، انك غفور رحيم، الله اذا فنى عمري وتصرمت ايام حياتي، وكان لابد لي من لقائك، فاسالك - يا لطيف- ان توجب لي من الجنة منزلاً يغبطني به الاولون والاخرون. اللهم اقبل مدحتي والتهافي(4) وارحم ضراعتي وهتافي(5) واقراري على نفسي واعترافي، فقد اسمعتك صوتي في الداعين، وخشوعي في الضارعين، ومدحتي في القائلين، وتسبحي في المادحين وانت مجيب المضطرين، ومغيث المستغيثين، وغياث الملهوفين، وحرز الهاربين، وصريخ  المؤمنين، ومقيل المذنبين وصلى الله على البشير النذير والسراج المنير، وعلى جميع الملائكة والنبيين. اللهم داحي المدحوات، وباريء المسموكات، وجبال القلوب على فطرتها، شقيها وسعيدها. اجعل شرائف صلواتك، ونوامي بركاتك وكرائم تحياتك، على محمد عبدك ورسولك وامينك على وحيك،‌ القائم بحجتك، والذاب عن حرمك، والصادع بامرك، والمشيد لاياتك والموفي لنذرك. اللهم فاعطه بكل فضيلة من فضائله، ومنقبة(6) من مناقبه، وحال من احواله، ومنزلة من منازله، رايت محمداً لك فيها ناصراً، وعلى مكروه بلائك صابراً، ولمن عاداك معادياً، ولمن ولاك موالياً وعما كرهت نائياً، والى ما اجببت داعياً. فضائل من جزائك وخصائص من عطائك وحبائك، تسنى بها امره، وتعلى بها درجته مع القوام بقسطك، والذابين عن حرمك حتى لا يبقى سناء ولا بهاء ولا رحمة ولا كرامة ‌الا خصصت محمداً بذلك، واتيته منك(7) الذرى وبلغته المقامات العلى، امين رب العالمين. اللهم انى استودعك ديني ونفسي وجميع نعمتك علي، فاجعلني في كنفك وحفظك، وعزك ومنعك، عز جارك، وجل ثناؤك، وتقدست اسماؤك، ولا اله غيرك حسبي انت في السراء والضراء والشدة والرخاء، ونعم الوكيل. «ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير / ربنا لا تجعلنا فتنةً للذين كفروا واغفر لنا ربنا انك انت العزيز الحكيم»(8) «ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراماً / انها ساءت مستقراً ومقاماً»(9). «ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين»(10). «ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار / ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد»(11). «ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو اخطانا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحمـّلنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين»(12). «ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار»(13). وصلى‌ الله على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين وسلم تسليماً».
*******
المصدر: الصحيفة الفاطمية الجامعة لادعية سيدة النساء فاطمة الزهراء (سلام الله عليها
(1) هكذا في فلاح السائل وفي خ بأمره.
(2) نضد الشيء: ضمّ بعضه الى بعض متسقاً.
(3) كنفك (فلاح).
(4) قولي في حالة لهفي على الملهوف.
(5) صوتي.
(6) نقيبة، خ.
(7) منه، خ.
(8) السورة الممتحنة، الآية 4 و5.
(9) السورة الفرقان، الآية 65 و66.
(10) السورة الاعراف، الآية 89.
(11) السورة آل عمران، الآية 193 و194.
(12) السورة البقرة، الآية 286.
(13) السورة البقرة، الآية 201.