دعاؤه (عليه السلام) بعد صلاة فاطمة الزهراء عليها السلام

روي عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: للاَمر المخوف العظيم تصلي ركعتين، وهي التي كانت الزهراء (عليه السلام) تصليها، تقرأ في الاُولى الحمد و«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» خمسين مرة، وفي الثانية مثل ذلك، فإذا سلّمت صلّيت على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ ترفع يديك، وتقول: اللـّهُمَّ انّي اتوَجَّهُ اليكَ بهِم، وَاتـَوَسَّلُ اليكَ بحقـِّهمُ، الذي لا يَعلـَمُ كـُنهَهُ سِواكَ، وَبحَقِّ مَن حَقـُّهُ عِندَكَ عظيمٌ، وَباسمائِكَ الحُسنى وَكلماتِكَ التـّامّاتِ التـّي امرتـَني انْ ادعُوَكَ بها. وَاسألكَ باسمِكَ العَظيمِ الذي امرتَ ابراهيمَ (عليه السلامُ) انِ يَدعُوَ بهِ الطـَّيرَ فاجابَتهُ، وَ باسمِكَ العَظيمِ الذي قلتَ للنـّارِ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ، فكانتْ، وَباحَبِّ اسمائِكَ اليكَ، وَاشرَفِها عندَكَ، وَاعظمِها لديكَ، وَاسرَعِها اجابةً، وَانجَحِها طلبةً، وَبما انتَ اهلـُهُ وَمُستـَحِقـُّهُ وَمُستوجِبُهُ. وَاتوَسَّلُ اليكَ، وَارْغَبُ اليكَ، وَاتصَدَّقُ مِنكَ، وَاستغفِرُكَ، وَاستمنِحُكَ ،‌ وَاتـَضَرَّعُ اليكَ، وَاخضَعُ بينَ يديكَ، وَاخْشَعُ لكَ، وَاقِرُّ لكَ بسوءِ صَنيعَتي، وَاتمَلـَّقُ وَالـِّحُ عليكَ. وَاسألكَ بكتبكَ التي انزلتـَها على انبيائِكَ وَرُسُلِكَ، صلواتـُكَ عليهم اجمعينَ، مِنَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ، وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ، مِن اوَّلها الى اخِرِها، فانَّ فيها اسْمَكَ الاعظمَ، وَبما فيها مِن اسمائِكَ العُظمى اتـَقـَرَّبُ اليك. وَاسألكَ ان تصلّي على محمَّدٍ وَآلِهِ، وَانْ تـُفـَرِّجَ عن محمَّدٍ وَآلِهِ، وَتجعَلَ فرَجي مَقروناً بفـَرَجهم، وَتـُقـَدِّمَهُمْ في كـُلِّ خيرٍ وَتـَبدَءَ بهم فيهِ، وَتفتـَحَ ابوابَ السَّماءِ لدُعائي في هذا اليومِ، وَتأذنَ في هذا اليومِ، وَهذهِ الليلةِ بفرجي، وَاعطائي سُؤلي في الدنيا وَالاخرةِ. فقد مَسَّني الفقرُ، وَنالـَني الضُّرُّ، وَسَلـَّمَتني الخصاصَة ، وَالجأتني الحاجَة، وَتـَوَسَّمتُ بالذ ِّلـَّةِ، وَغلبَتني المَسكـَنـَة، وَحَقـَّتْ  عليَّ الكلِمَة ، وَاحاطتْ بي الخطيئة. وَهذا الوقتُ الذي وَعدتَ اولياءَكَ فيهِ الاجابَة َ، فصلِّ على محمَّدٍ وَآلِهِ وَامْسَحْ ما بي بيمينِكَ الشـَّافيَةِ، وَانظُرْ اليَّ بعينِكَ الرّاحِمَةِ، وَادْخِلني في رَحمَتِكَ الواسِعَةِ. وَاقبلْ اليَّ بوجهكَ، الـَّذي اذا اقبلتَ بِهِ على اسيرٍ فكـَكـتـَهُ، وَعلى ضالٍّ هَدَيتهُ، وَعلى غائبٍ  ادَّيتهُ، وَعلى مُقتِرٍّ اغنيتهُ، وعلى ضَعيفٍ قوَّيتهُ، وَعلى خائفٍ امنتهُ، وَلا تـُخلِني لقاءَ  عَدُوِّكَ وَعَدُوِّي، يا ذا الجَلالِ وَالاكرامِ، يا مَن لا يَعلمُ كيفَ هوَ، وَحيثُ هوَ وَقدرَتهُ الاّ هوَ. يا مَن سَدَّ الهَواءَ بالسَّماءِ، وَكـَبَسَ الارضَ على الماءِ، وَاختارَ لِنفسِهِ احسنَ الاسماءِ، يا مَن سَمّى نفسَهُ بالاسمِ الـّذي بهِ يقضي حاجة كـُلِّ طالبٍ يدعُوهُ بهِ، وَاسألكَ بذلكَ الاسمِ، فلا شفيعَ اقوى لي منهُ وَبحَقِّ محمَّدٍ وَآلِ محمَّدٍ، اسألكَ ان تصلّي على‌ محمَّدٍ وَآلِ محمَّدٍ وَان تقضيَ لى حَوائجي،‌ وَتسمَعَ محمداً وَعلياً وَفاطمة، وَالحسنَ وَالحسينَ، وَعلياً وَمحمَّداً، وَجعفراً وَموسى، وَعلياً وَمحمداً وَعلياً، وَالحسنَ وَالحجة، صلواتكَ عليهم وَبركاتـُكَ وَرحمَتكَ، صوتي، فيشفـَعوا لي اليكَ وَتـُشَفـِّعَهُم فيَّ، وَلا ترُدَّني خائباً، بحقِّ لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ، بحقِّ لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ، وَبحقِّ محمَّدٍ وَآلِ محمَّدٍ، وافعَلْ بي ما انتَ اهله ولا تفعل بي ما انا اهله يا كريمُ.
دعاء آخر:
روي صفوان انه قال: دخل محمد بن علي الحلبي على أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) في يوم الجمعة، فقال له: تعلمني أفضل ما أصنع في هذا اليوم، فقال: يا محمد ما أعلم أن أحداً كان أكبر عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) من فاطمة، ولا أفضل مما علمها أبوها محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) قال: من أصبح يوم الجمعة فاغتسل وصف قدميه وصلى أربع ركعات مثنى مثنى، يقرأ في أول ركعة فاتحة الكتاب وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خمسين مرة، وفي الثانية فاتحة الكتاب والعاديات خمسين مرة، وفي الثالثة فاتحة الكتاب وإذا زلزلت خمسين مرة، وفي الرابعة فاتحة الكتاب وإِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ خمسين مرة وهذه سورة النصر، وهي آخر سورة نزلت فإذا فرغ منها دعا فقال: إلهي وَسيّدي مَن تـَهيَّأ أو تعَبَّأ، أو أعَدَّ أو اسْتـَعَدَّ، لوفادَةِ مَخلوقٍ رَجاءَ رفدِهِ وَفوائِدِهِ وَنائِلِهِ، وَفواضِلِهِ وَجَوائِزهِ، فإليكَ يا إلهي كانتْ تـَهيأتي وَتعبأتي، وَإعدادي وَاسْتعدادي، رَجاءَ فوائِدِكَ وَمَعروفِكَ، وَنائِلِكَ وَجَوائِزكَ، فلا تـُخَيِّبني مِن ذلكَ، يا مَن لا تـَخيبُ عليهِ مَسألة ُ السّائِلِ، وَلا تنقـُصُهُ عطيَّة نائِلٍ، فإنّي لم آتِكَ بعَمَلٍ صالِحٍ قدَّمتـُهُ، وَلا شَفاعَةِ مَخلوقٍ رَجوتـُهُ. أتقـَرَّبُ إليكَ بشفاعَتِهِ إلاّ شفاعَةَ محمَّدٍ وَأهلِ بيتِهِ صَلواتـُكَ عليهِ وَعليهم، أتيتـُكَ أرجو عظيمَ عفوكَ، الـَّذي عُدتَ بهِ على الخاطِئينَ عندَ عكوفِهم على المَحارِمِ، فلم يمنعك طولُ عكوفهم على المَحارمِ أن جُدتَ عليهم بالمغفرةِ. وَأنتَ سيِّدي العَوّادُ بالنـَّعماءِ، وَأنا العَوّادُ بالخطاءِ، أسألك بحقِّ محمَّدٍ وَآلِهِ الطـّاهرينَ أن تغفِرَ لي ذنبيَ العَظيمَ، فإنـَّه لا يَغفِرُ العَظيمَ إلاّ العَظيمُ، يا عَظيمُ يا عَظيمُ، يا عَظيمُ يا عَظيمُ، يا عَظيمُ يا عَظيمُ، برحمتِكَ يا ارحَمَ الرّاحمين.