دعاؤه (عليه السلام) في وداع شهر رمضان

اَللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ وَلَمْ يَسْأَلِ العِبَادُ مِثْلَكَ جُوداً وَكَرَماً، وَأَرْغَبُ إلَيْكَ، وَلَمْ يُرْغَبْ إلى مِثـْلِكَ، أنـْتَ مَوْضِعُ مَسْأَلَةِ السَّائِلينَ وَمُنـْتـَهى رَغـْبَةِ الرَّاغِبينَ. أَسْأَلُكَ بـِاَعْظَمِ المَسائِلِ كـُلِّها وَاَفـْضَلِها وَأَنـْجَحِها، الـَّتي يَنـْبَغي لِلْعِبادِ أَنْ يَسْأَلُوكَ بِها، يا اللهُ يا رَحْمنُ، وَبِأَسْمائِكَ ما عَلِمْتُ مِنْهَا وَماَ لَمْ أَعْلَمْ، وَبـِأَسْمائِكَ الحُسْنى وَأَمْثَالِكَ العُلْيَا وَنِعَمِكَ الـَّتي لا تـُحْصى، وَبِأَكـْرَمِ أَسْمائِكَ عَلَيْكَ، وَأَحَبِّها وَأَشْرَفِها عِنْدَكَ مَنـْزِلَةً، وَأَقـْرَبِها مِنـْكَ وَسِيلَةً، وَأجْزَلِها مِنـْكَ ثـَواباً، وَأَسْرَعِها لَدَيْكَ اِجابَةً، وَبـِاسْمِكَ المَكـْنـُونِ المَخـْزُونِ، الحَيِّ القيُّومِ، الاَكـْبَرِ الاَجَلِّ، الَّذي تـُحِبُّهُ وَتـَهْواهُ، وَتـَرْضى عَمَّنْ دَعاكَ بِهِ، وَتـَسْتـَجيبُ لَهُ دُعَاءَهُ، وَحَقٌّ عَلَيْكَ أنْ لا تـُخـَيِّبَ سَائِلَكَ. وَأَسْاَلُكَ بِكـُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ في التـَوْرَاةِ، وَالاِنْجيلِ وَالزَّبُورِ وَالقـُرْانِ، وَبِكـُلِّ اسْمٍ دَعاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ، وَمَلَائِكـَةُ سَماواتِكَ، وَجَميعُ الاَصْنافِ مِنْ خَلْقِكَ، مِنْ نـَبِيٍّ اَوْ صِدّيقٍ أَوْ شَهِيدٍ وَبِحَقِّ الرَّاغِبينَ إلَيْكَ، الفـَرِقـَينَ (1) مِنـْكَ، المُتـَعَوِّذينَ بـِكَ، وَبـِحَقِّ مُجَاوِري بَيْتِكَ الحَرامِ، حُجّاجاً وَمُعْتـَمِرينَ، وَمُقَدِّسينَ، وَالمُجاهِدينَ في سَبيلِكَ، وَبِحَقِّ كـُلِّ عَبْدٍ مُتـَعَبِّدٍ لَكَ في بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ، أَوْ سَهْلٍ أَوْ جَبَلٍ. أَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنْ قَدِ اشْتـَدَّتْ فاقـَتـُهُ، وَكـَثـُرَتْ ذُنُوبُهُ وَعَظُمَ جُرْمُهُ، وَضَعُفَ كـَدْحُهُ، دُعَاءَ مَنْ لا يَجِدُ لِنـَفـْسِهِ سادّاً، وَلا لِضَعْفِهِ مُقـَوِّياً، وَلا لِذَنـْبِهِ غَافِراً غَيْرَكَ، هَارِباً إلَيْكَ، مُتـَعَوِّذاً بِكَ، مُتـَعَبِّداً لَكَ، غَيْرَ مُسْتـَكـْبـِرٍ وَلا مُسْتـَنـْكِفٍ، خَائِفاً بَائِساً فـَقيراً، مُسْتـَجيراً بِكَ. أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَعَظَمَتِكَ، وَجَبَرُوتِكَ وَسُلْطَانِكَ، وَبِمُلْكِكَ وَبَهَائِكَ، وَجُودِكَ، وَكـَرَمِكَ، وَبِالائِكَ وَحُسْنِكَ وَجَمالِكَ، وَبِقـُوَّتِكَ على ما أَرَدْتَ مِنْ خَلْقِكَ. أَدْعُوكَ يا رَبِّ خَوْفاً وَطَمَعاً، وَرَهْبَةً وَرَغْبَةً، وَتـَخَشُّعاً وَتـَمَلُّقاً وَتـَضَرُّعاً وَاِلحافاً وَإلْحاحاً، خَاضِعاً لَكَ، لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، يا قـُدُّوسُ يا قُدُّوسُ يا قُدُّوسُ، يا اَللهُ يا اَللهُ يا اَللهُ، يا رَحْمنُ يا رَحْمنُ يا رَحْمنُ، يا رَحيمُ، يا رَحيمُ، يا رَحيمُ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، أَعُوذُ بِكَ يا اَللهُ الوَاحِدُ الَأحَدُ، الصَّمَدُ، الوِتـْرُ، المُتـَكـَبِّرُ المُتـَعالِ. وَأَسْأَلُكَ بِجَميعِ ما دَعَوْتـُكَ بِهِ، وَبِاَسْمَائِكَ الـَّتي تـَمْلاُ اَرْكَانـَكَ كـُلَّهَا أَنْ تـُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاغـفِرْلي وَارْحَمْني، وَاَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ فـَضْلِكَ العَظِيمِ، يا ذا الْفَضْلِ الْعَظِيمِ بِرَحمَتِكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ.
اَللّهُمَّ أَوُجِبْ لي مِنْ رَحْمَتِكَ، وَمَغـْفِرَتِكَ، وَرِضْوانِكَ وَخـَشْيَتِكَ، أَفـْضَلَ ما أَعْطَيْتَ اَحَداً مِمَّنْ عَبَدَكَ، اَللّهُمَّ لا تـَجْعَلْني اَخـْسَرَ مَنْ سَأَلَكَ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ أَعْتـَقـْتـَهُ مِنَ النَّارِ، وَغـَفـَرْتَ لَهُ ما تـَقـَدَّمَ مِنْ ذَنـْبِهِ وَما تاَخَّرَ، وَأَوجَبْتَ لَهُ أَفـْضَلَ ما رَجاكَ وَأَمَّلَهُ مِنـْكَ. اَللّهُمَّ لا تـَدَعْ فِيهِ ذَنْباً إلاّ غَفـَرْتـَهُ، وَلا خَطيئَةً إلاّ مَحَوْتـَهَا، وَلا عَثـْرَةً إلاّ أَقـَلـْتـَها، وَلا دَيْناً إلاّ قـَضَيْتـَهُ، وَلا عَيْلَةً إلاّ أَغـْنـَيْتـَها، وَلا هَمّاً إلاّ فـَرَّجْتـَهُ، وَلا فاقـَة ً إلاّ سَدَدْتـَها، وَلا عُرْياً إلاّ كـَسَوْتـَهُ، وَلا مَرَضاً إلاّ شَفـَيْتـَهُ، وَلا دَاءً إلاّ أذْهَبْتـَهُ، وَلا حاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنـْيا، وَالاخِرَةِ إلاّ قـَضَيْتـَها على أَفـْضَلِ أَمَلي وَرَجائي فيكَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ. اَللّهُمَّ لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَلا تـُذِلـَّنا بَعْدَ اِذ اَعْزَزْتـَنا، وَلا تـَضَعْنا بَعْدَ اِذ رَفـَعْتـَنا، وَلا تـُهِنَّا بَعْدَ إذْ أكـْرَمْتـَنا، وَلا تـُفـْقِرْنا بَعْدَ اِذ أَغْنـَيْتـَنا، وَلا تـَمْنـَعْنا بَعْدَ اِذ اَعْطَيْتـَنا، وَلا تـَحْرِمْنا بَعْدَ اِذ رَزَقـْتـَنا، وَلا تـُغـَيِّرْ شَيْئَاً مِنْ نِعَمِكَ عَلَيْنا وَاِحْسانِكَ إلَيْنا لِشَيءٍ كَانَ مِنْ ذُنُوبِنا، وَلا لِما هُوَ كائِنٌ مِنَّا، فاِنَّ في كـَرَمِكَ وَعَفـْوِكَ وَفـَضْلَكَ سَعَةً لِمَغـْفِرَةِ ذُنُوبِنا، فاغـْفِرْ لـَنا وَتـَجاوَزْ عَنَّا، وَلا تـُعاقِبْنا عَلَيْها، يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ. اَللّهُمَّ أكـْرِمْني في مَجْلِسي هَذا، كـَرامَةً لا تـُهينـُنيِ بَعْدَها أَبَداً، وَاَعِزَّني عِزّاً لا تـُذِلُّني بَعْدَهُ اَبَداً، وَعَافِني عَافِيَة ً لا تـَبْتـَليني بَعْدَها اَبَداً، وَارْفـَعْني رِفـْعَةً لا تـَضَعُني بَعْدَهَا اَبَداً، وَاصْرِفْ عَنَّي شَرَّ كُلِّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ، وَشَرَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَشَرَّ كُلِّ قـَريبٍ اَوْ بَعيدٍ، وَشَرَّ كُلِّ صَغيرٍ أَوْ كـَبيرٍ، وَشَرَّ كُلِّ دابَّةٍ اَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. اَللّهُمَّ ما كانَ في قـَلْبي مِنْ شَكٍّ أَوْ رِيبَةٍ، اَوْ جُحُودٍ اَوْ قـُنُوطٍ، اَوْ فـَرَحٍ اَوْ بَطَرٍ، أَوْ بَذخٍ أَوْ خُيَلاءَ، أَوْ رِياءٍ أَوْ سُمْعَةٍ، أَوْ شِقاقٍ أَوْ نِفاقٍ، أَوْ كـُفـْرٍ أَوْ فـُسُوقٍ، أَوْ مَعْصِيَةٍ أَوْ شَيْءٍ لا تـُحِبُّ عََلَيْهِ وَلِيّاً لَكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تـَمْحُوَهُ مِنْ قـَلْبِي، وَتـُبَدِّلَني مَكانَهُ ايماناً بِوَعْدِكَ، وَرِضىً بـِقـَضائِكَ، وَوَفاءً بِعَهْدِكَ، وَوَجَلاً مِنـْكَ، وَزُهْداً في الدُّنـْيا، وَرَغـْبَة ً فيما عِنـْدَكَ، وَثِقـَة ً بِكَ، وَطـُمَأنينـَةً إلَيْكَ، وَتـُوْبَة ً نَصُوحاً إلَيْكَ.
اَللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ شُكـْراً على ما عافـَيْتـَني، وَحُسْنِ ما ابْتـَلَيْتـَني، اِلهي أُثـْني عَلَيْكَ، أَحْسَنَ الثـَّناءِ، لأنَّ بَلاءَكَ عِنـْدي أَحْسَنُ البَلاءِ، أَوْقـَرْتـَني نِعَماً، وَأَوْقـَرْتُ نـَفـْسيِ ذُنُوباً. كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ لَكَ يا سَيِّدي أَسْبَغـْتـَها عَلَيَّ لَمْ أُؤَدِّ شُكـْرَها، وَكـَمْ مِنْ خَطيئَةٍ أَحْصَيْتـَها عَلَيَّ أَسْتـَحْيِي مِنْ ذِكـْرِهَا، وَأَخافُ خِزْيَها، وَأَحْذَرُ مَعَرَّتـَها، إنْ لَمْ تـَعْفُ عَنـّي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ. اِلهيِ فاِنـّي أعَتـَرِفُ لَكَ بِذُنُوبي، وَأَذْكـُرُ لَكَ حاجَتي، وَاَشكـُو اِلَيْكَ مَسْكـَنـَتي وَفاقـَتي، وَقـَسْوَةَ قـَلْبِي، وَمَيْلَ نَفـْسي، فَاِنـَّكَ قـُلْتَ: «فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ» ، وَها اَنا قـَدْ اسْتَجَرْتُ بِكَ، وَقـَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ، مِسْكيناً مُتـَضَرِّعاً، راجياً لِما أُرِيدُ مِنَ الثـَّوابِ بـِصِيامي وَصَلاتي، وَقـَدْ عَرَفـْتَ حاجَتي وَمَسْكـَنـَتي اِلى رَحْمَتِكَ وَالثـِّباتِ على هُداكَ، وَقـَدْ هَرَبْتُ إلَيْكَ هَرَبَ العَبْدَ السَّوءِ اِلى المَوْلَى الكـَريمِ. يا مَوْلايَ وَتـَقـَرَّبْتُ إلَيْكَ، فَأَسْأَلُكَ بِوَحْدَانِيَّتِكَ لَمَّا صَلـَّيْتَ على مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ صَلاةً كـَثيرَةً، كـَريمَةً شَريفـَةً، تـُوجِبُ لي بِهَا شَفاعَتـَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عِنـْدَكَ، وَصَلَّيْتَ على مَلائِكـَتِكَ المُقـَرَّبينَ، وَأَنـْبـِيَائِكَ المُرْسَلينَ. وَأَسْأَلُكَ بِحَقـِّكَ عَلَيْهمْ اَجْمَعينَ لَمَّا غـَفـَرْتَ لي في هذا اليَوْمِ، مَغـْفِرَةً لا أشْقَى بَعْدَها اَبَداً، إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. يا ذا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، يا مُصطَفِيَ مُحَمَّدٍ وَناصِرَهَ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاغـْفِرْلي كـُلَّ ذَنـْبٍ اَذنـَبْتـُهُ وَنـَسيتـُهُ اَنا، وَهُوَ عِنـْدَكَ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ. 
*******
(1) القريبين (خ ل).