أبواب الصّلاة و حدودها 1

598-  قال الرّضا ع الصّلاة لها أربعة آلاف باب

599-  و قال الصّادق ع الصّلاة لها أربعة آلاف حدّ

باب فرض الصّلاة

600-  قال زرارة بن أعين قلت لأبي جعفر ع أخبرني عمّا فرض اللّه تعالى من الصّلوات قال خمس صلوات في اللّيل و النّهار قلت له هل سمّاهنّ اللّه و بيّنهنّ في كتابه فقال نعم قال اللّه عزّ و جلّ لنبيّه ص أقم الصّلاة لدلوك الشّمس إلى غسق اللّيل و دلوكها زوالها ففيما بين دلوك الشّمس إلى غسق اللّيل أربع صلوات سمّاهنّ اللّه و بيّنهنّ و وقّتهنّ و غسق اللّيل انتصافه ثمّ قال و قرآن الفجر إنّ قرآن الفجر كان مشهودا فهذه الخامسة و قال في ذلك أقم الصّلاة طرفي النّهار و طرفاه المغرب و الغداة و زلفا من اللّيل و هي صلاة العشاء الآخرة و قال حافظوا على الصّلوات و الصّلاة الوسطى و هي صلاة الظّهر و هي أوّل صلاة صلّاها رسول اللّه ص و هي وسط صلاتين بالنّهار صلاة الغداة و صلاة العصر و قال في بعض القراءة حافظوا على الصّلوات و الصّلاة الوسطى و صلاة العصر و قوموا للّه قانتين في صلاة الوسطى و قيل أنزلت هذه الآية يوم الجمعة و رسول اللّه ص في سفر فقنت فيها و تركها على حالها في السّفر و الحضر و أضاف للمقيم ركعتين و إنّما وضعت الرّكعتان اللّتان أضافهما النّبيّ ص يوم الجمعة للمقيم لمكان الخطبتين مع الإمام فمن صلّى يوم الجمعة في غير جماعة فليصلّها أربعا كصلاة الظّهر في سائر الأيّام

60-  و قال الصّادق ع في قول اللّه عزّ و جلّ إنّ الصّلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا قال مفروضا

602-  و قال ع إنّ رسول اللّه ص لمّا أسري به أمره ربّه بخمسين صلاة فمرّ على النّبيّين نبيّ نبيّ لا يسألونه عن شي‏ء حتّى انتهى إلى موسى بن عمران ع فقال بأيّ شي‏ء أمرك ربّك فقال بخمسين صلاة فقال اسأل ربّك التّخفيف فإنّ أمّتك لا تطيق ذلك فسأل ربّه فحطّ عنه عشرا ثمّ مرّ بالنّبيّين نبيّ نبيّ لا يسألونه عن شي‏ء حتّى مرّ بموسى بن عمران ع فقال بأيّ شي‏ء أمرك ربّك فقال بأربعين صلاة فقال اسأل ربّك التّخفيف فإنّ أمّتك لا تطيق ذلك فسأل ربّه فحطّ عنه عشرا ثمّ مرّ بالنّبيّين نبيّ نبيّ لا يسألونه عن شي‏ء حتّى مرّ بموسى بن عمران ع فقال بأيّ شي‏ء أمرك ربّك فقال بثلاثين صلاة فقال اسأل ربّك التّخفيف فإنّ أمّتك لا تطيق ذلك فسأل ربّه عزّ و جلّ فحطّ عنه عشرا ثمّ مرّ بالنّبيّين نبيّ نبيّ لا يسألونه عن شي‏ء حتّى مرّ بموسى بن عمران ع فقال بأيّ شي‏ء أمرك ربّك فقال بعشرين صلاة فقال اسأل ربّك التّخفيف فإنّ أمّتك لا تطيق ذلك فسأل ربّه فحطّ عنه عشرا ثمّ مرّ بالنّبيّين نبيّ نبيّ لا يسألونه عن شي‏ء حتّى مرّ بموسى بن عمران ع فقال بأيّ شي‏ء أمرك ربّك فقال بعشر صلوات فقال اسأل ربّك التّخفيف فإنّ أمّتك لا تطيق ذلك فإنّي جئت إلى بني إسرائيل بما افترض اللّه عزّ و جلّ عليهم فلم يأخذوا به و لم يقرّوا عليه فسأل النّبيّ ص ربّه عزّ و جلّ فخفّف عنه فجعلها خمسا ثمّ مرّ بالنّبيّين نبيّ نبيّ لا يسألونه عن شي‏ء حتّى مرّ بموسى بن عمران ع فقال له بأيّ شي‏ء أمرك ربّك فقال بخمس صلوات فقال اسأل ربّك التّخفيف عن أمّتك فإنّ أمّتك لا تطيق ذلك فقال إنّي لأستحيي أن أعود إلى ربّي فجاء رسول اللّه ص بخمس صلوات و قال رسول اللّه ص جزى اللّه موسى بن عمران عن أمّتي خيرا و قال الصّادق ع جزى اللّه موسى بن عمران عنّا خيرا

603-  و روي عن زيد بن عليّ بن الحسين ع أنّه قال سألت أبي سيّد العابدين ع فقلت له يا أبة أخبرني عن جدّنا رسول اللّه ص لمّا عرج به إلى السّماء و أمره ربّه عزّ و جلّ بخمسين صلاة كيف لم يسأله التّخفيف عن أمّته حتّى قال له موسى بن عمران ع ارجع إلى ربّك فاسأله التّخفيف فإنّ أمّتك لا تطيق ذلك فقال يا بنيّ إنّ رسول اللّه ص لا يقترح على ربّه عزّ و جلّ فلا يراجعه في شي‏ء يأمره به فلمّا سأله موسى ع ذلك و صار شفيعا لأمّته إليه لم يجز له أن يردّ شفاعة أخيه موسى ع فرجع إلى ربّه عزّ و جلّ فسأله التّخفيف إلى أن ردّها إلى خمس صلوات قال فقلت له يا أبة فلم لم يرجع إلى ربّه عزّ و جلّ و لم يسأله التّخفيف من خمس صلوات و قد سأله موسى ع أن يرجع إلى ربّه عزّ و جلّ و يسأله التّخفيف فقال يا بنيّ أراد ع أن يحصّل لأمّته التّخفيف مع أجر خمسين صلاة لقول اللّه عزّ و جلّ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أ لا ترى أنّه ع لمّا هبط إلى الأرض نزل عليه جبرئيل ع فقال يا محمّد إنّ ربّك يقرئك السّلام و يقول لك إنّها خمس بخمسين ما يبدّل القول لديّ و ما أنا بظلّام للعبيد قال فقلت له يا أبة أ ليس اللّه جلّ ذكره لا يوصف بمكان فقال بلى تعالى اللّه عن ذلك علوّا كبيرا قلت فما معنى قول موسى ع لرسول اللّه ص ارجع إلى ربّك فقال معناه معنى قول إبراهيم ع إنّي ذاهب إلى ربّي سيهدين و معنى قول موسى ع و عجلت إليك ربّ لترضى و معنى قوله عزّ و جلّ ففرّوا إلى اللّه يعني حجّوا إلى بيت اللّه يا بنيّ إنّ الكعبة بيت اللّه فمن حجّ بيت اللّه فقد قصد إلى اللّه و المساجد بيوت اللّه فمن سعى إليها فقد سعى إلى اللّه و قصد إليه و المصلّي ما دام في صلاته فهو واقف بين يدي اللّه عزّ و جلّ فإنّ للّه تبارك و تعالى بقاعا في سماواته فمن عرج به إلى بقعة منها فقد عرج به إليه أ لا تسمع اللّه عزّ و جلّ يقول تعرج الملائكة و الرّوح إليه و يقول اللّه عزّ و جلّ في قصّة عيسى ابن مريم ع بل رفعه اللّه إليه و يقول اللّه عزّ و جلّ إليه يصعد الكلم الطّيّب و العمل الصّالح يرفعه

 و قد أخرجت هذا الحديث مسندا في كتاب المعارج و الصّلاة في اليوم و اللّيلة إحدى و خمسون ركعة منها الفريضة سبع عشرة ركعة الظّهر أربع ركعات و هي أوّل صلاة فرضها اللّه عزّ و جلّ و العصر أربع ركعات و المغرب ثلاث ركعات و العشاء الآخرة أربع ركعات و الغداة ركعتان فهذه سبع عشرة ركعة فريضة و ما سوى ذلك سنّة و نافلة و لا تتمّ الفرائض إلّا بها أمّا نافلة الظّهرين فستّ عشرة ركعة و نافلة المغرب أربع ركعات بعدها بتسليمتين و أمّا الرّكعتان بعد العشاء الآخرة من جلوس فإنّهما تعدّان بركعة فإن أصاب الرّجل حدث قبل أن يدرك آخر اللّيل و يصلّي الوتر يكون قد بات على الوتر و إذا أدرك آخر اللّيل صلّى الوتر بعد صلاة اللّيل

604-  و قال النّبيّ ص من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يبيتنّ إلّا بوتر

  و صلاة اللّيل ثماني ركعات و الشّفع ركعتان و الوتر ركعة و ركعتا الفجر فهذه إحدى و خمسون ركعة و من أدرك آخر اللّيل و صلّى الوتر مع صلاة اللّيل لم يعدّ الرّكعتين من جلوس بعد العشاء الآخرة شيئا و كانت الصّلاة له في اليوم و اللّيلة خمسين ركعة و إنّما صارت خمسين ركعة لأنّ ساعات اللّيل اثنتا عشرة ساعة و ساعات النّهار اثنتا عشرة ساعة و فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس ساعة فجعل اللّه عزّ و جلّ لكلّ ساعة ركعتين

605-  و قال زرارة بن أعين قال أبو جعفر ع كان الّذي فرض اللّه عزّ و جلّ على العباد عشر ركعات و فيهنّ القراءة و ليس فيهنّ وهم يعني سهو فزاد رسول اللّه ص سبعا و فيهنّ السّهو و ليس فيهنّ القراءة فمن شكّ في الأوّلتين أعاد حتّى يحفظ و يكون على يقين و من شكّ في الأخيرتين عمل بالوهم

606-  و قال زرارة و الفضيل قلنا لأبي جعفر ع أ رأيت قول اللّه عزّ و جلّ إنّ الصّلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا قال يعني كتابا مفروضا و ليس يعني وقت فوتها إن جاز ذلك الوقت ثمّ صلّاها لم تكن صلاة مؤدّاة و لو كان ذلك كذلك لهلك سليمان بن داود عليه السّلام حين صلّاها بغير وقتها و لكنّه متى ما ذكرها صلّاها

 قال مصنّف هذا الكتاب إنّ الجهّال من أهل الخلاف يزعمون أنّ سليمان عليه السّلام اشتغل ذات يوم بعرض الخيل حتّى توارت الشّمس بالحجاب ثمّ أمر بردّ الخيل و أمر بضرب سوقها و أعناقها و قتلها و قال إنّها شغلتني عن ذكر ربّي و ليس كما يقولون جلّ نبيّ اللّه سليمان ع عن مثل هذا الفعل لأنّه لم يكن للخيل ذنب فيضرب سوقها و أعناقها لأنّها لم تعرض نفسها عليه و لم تشغله و إنّما عرضت عليه و هي بهائم غير مكلّفة و الصّحيح في ذلك

607-  ما روي عن الصّادق ع أنّه قال إنّ سليمان بن داود ع عرض عليه ذات يوم بالعشيّ الخيل فاشتغل بالنّظر إليها حتّى توارت الشّمس بالحجاب فقال للملائكة ردّوا الشّمس عليّ حتّى أصلّي صلاتي في وقتها فردّوها فقام فمسح ساقيه و عنقه و أمر أصحابه الّذين فاتتهم الصّلاة معه بمثل ذلك و كان ذلك وضوءهم للصّلاة ثمّ قام فصلّى فلمّا فرغ غابت الشّمس و طلعت النّجوم ذلك قول اللّه عزّ و جلّ و وهبنا لداود سليمان نعم العبد إنّه أوّاب إذ عرض عليه بالعشيّ الصّافنات الجياد فقال إنّي أحببت حبّ الخير عن ذكر ربّي حتّى توارت بالحجاب ردّوها عليّ فطفق مسحا بالسّوق و الأعناق

 و قد أخرجت هذا الحديث مسندا في كتاب الفوائد

608-  و قد روي أنّ اللّه تبارك و تعالى ردّ الشّمس على يوشع بن نون وصيّ موسى ع حتّى صلّى الصّلاة الّتي فاتته في وقتها

609-  و قال النّبيّ ص يكون في هذه الأمّة كلّ ما كان في بني إسرائيل حذو النّعل بالنّعل و حذو القذّة بالقذّة

 و قال عزّ و جلّ سنّة اللّه الّتي قد خلت من قبل و لن تجد لسنّة اللّه تبديلا و قال عزّ و جلّ و لا تجد لسنّتنا تحويلا فجرت هذه السّنّة في ردّ الشّمس على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع في هذه الأمّة ردّ اللّه عليه الشّمس مرّتين مرّة في أيّام رسول اللّه ص و مرّة بعد وفاته ص 0-  أمّا في أيّامه ص

610-  فروي عن أسماء بنت عميس أنّها قالت بينما رسول اللّه ص نائم ذات يوم و رأسه في حجر عليّ ع ففاتته العصر حتّى غابت الشّمس فقال اللّهمّ إنّ عليّا كان في طاعتك و طاعة رسولك فاردد عليه الشّمس قالت أسماء فرأيتها و اللّه غربت ثمّ طلعت بعد ما غربت و لم يبق جبل و لا أرض إلّا طلعت عليه حتّى قام عليّ ع فتوضّأ و صلّى ثمّ غربت

 و أمّا بعد وفاة النّبيّ ص فإنّه

611-  روي عن جويرية بن مسهر أنّه قال أقبلنا مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع من قتل الخوارج حتّى إذا قطعنا في أرض بابل حضرت صلاة العصر فنزل أمير المؤمنين ع و نزل النّاس فقال عليّ ع أيّها النّاس إنّ هذه أرض ملعونة قد عذّبت في الدّهر ثلاث مرّات و في خبر آخر مرّتين و هي تتوقّع الثّالثة و هي إحدى المؤتفكات و هي أوّل أرض عبد فيها وثن و إنّه لا يحلّ لنبيّ و لا لوصيّ نبيّ أن يصلّي فيها فمن أراد منكم أن يصلّي فليصلّ فمال النّاس عن جنبي الطّريق يصلّون و ركب هو ع بغلة رسول اللّه ص و مضى قال جويرية فقلت و اللّه لأتّبعنّ أمير المؤمنين ع و لأقلّدنّه صلاتي اليوم فمضيت خلفه فو اللّه ما جزنا جسر سوراء حتّى غابت الشّمس فشككت فالتفت إليّ و قال يا جويرية أ شككت فقلت نعم يا أمير المؤمنين فنزل ع عن ناحية فتوضّأ ثمّ قام فنطق بكلام لا أحسنه إلّا كأنّه بالعبرانيّ ثمّ نادى الصّلاة فنظرت و اللّه إلى الشّمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير فصلّى العصر و صلّيت معه فلمّا فرغنا من صلاتنا عاد اللّيل كما كان فالتفت إليّ و قال يا جويرية بن مسهر إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول فسبّح باسم ربّك العظيم و إنّي سألت اللّه عزّ و جلّ باسمه العظيم فردّ عليّ الشّمس

 و روي أنّ جويرية لمّا رأى ذلك قال أنت وصيّ نبيّ و ربّ الكعبة

612-  و قال سليمان بن خالد للصّادق ع جعلت فداك أخبرني عن الفرائض الّتي فرض اللّه عزّ و جلّ على العباد ما هي قال شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه و إقام الصّلوات الخمس و إيتاء الزّكاة و حجّ البيت و صيام شهر رمضان و الولاية فمن أقامهنّ و سدّد و قارب و اجتنب كلّ منكر دخل الجنّة

 -  و كان أمير المؤمنين ع يقول إنّ أفضل ما يتوسّل به المتوسّلون الإيمان باللّه و رسوله و الجهاد في سبيل اللّه و كلمة الإخلاص فإنّها الفطرة و إقام الصّلاة فإنّها الملّة و إيتاء الزّكاة فإنّها من فرائض اللّه عزّ و جلّ و الصّوم فإنّه جنّة من عذابه و حجّ البيت فإنّه منفاة للفقر و مدحضة للذّنب و صلة الرّحم فإنّها مثراة في المال و منسأة في الأجل و صدقة السّرّ فإنّها تطفئ الخطيئة و تطفئ غضب اللّه عزّ و جلّ و صنائع المعروف فإنّها تدفع ميتة السّوء و تقي مصارع الهوان ألا فاصدقوا فإنّ اللّه مع الصّادقين و جانبوا الكذب فإنّه يجانب الإيمان ألا إنّ الصّادق على شفا منجاة و كرامة ألا إنّ الكاذب على شفا مخزاة و هلكة ألا و قولوا خيرا تعرفوا به و اعملوا به تكونوا من أهله و أدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم و صلوا أرحام من قطعكم و عودوا بالفضل على من حرمكم

614-  و روي عن معمر بن يحيى قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إذا جئت بالخمس الصّلوات لم تسأل عن صلاة و إذا جئت بصوم شهر رمضان لم تسأل عن صوم

615-  و روي عن عائذ الأحمسيّ أنّه قال دخلت على أبي عبد اللّه ع و أنا أريد أن أسأله عن الصّلاة فبدأني فقال إذا لقيت اللّه عزّ و جلّ بالصّلوات الخمس لم يسألك عمّا سواهنّ

 -  و روي عن مسعدة بن صدقة أنّه قال سئل أبو عبد اللّه ع ما بال الزّاني لا تسمّيه كافرا و تارك الصّلاة تسمّيه كافرا و ما الحجّة في ذلك فقال لأنّ الزّاني و ما أشبهه إنّما يفعل ذلك لمكان الشّهوة لأنّها تغلبه و تارك الصّلاة لا يتركها إلّا استخفافا بها و ذلك لأنّك لا تجد الزّاني يأتي المرأة إلّا و هو مستلذّ لإتيانه إيّاها قاصدا إليها و كلّ من ترك الصّلاة قاصدا لتركها فليس يكون قصده لتركها اللّذّة فإذا نفيت اللّذّة وقع الاستخفاف و إذا وقع الاستخفاف وقع الكفر

617-  و قال رسول اللّه ص ليس منّي من استخفّ بصلاته لا يرد عليّ الحوض لا و اللّه ليس منّي من شرب مسكرا لا يرد عليّ الحوض لا و اللّه

618-  و قال الصّادق ع إنّ شفاعتنا لا تنال مستخفّا بالصّلاة

619-  و قال رسول اللّه ص من اتّقى على ثوبه في صلاته فليس للّه اكتسى

 -  و روى زرارة عن أبي جعفر ع أنّه قال فرض اللّه عزّ و جلّ الصّلاة و سنّ رسول اللّه ص عشرة أوجه صلاة السّفر و صلاة الحضر و صلاة الخوف على ثلاثة أوجه و صلاة كسوف الشّمس و القمر و صلاة العيدين و صلاة الاستسقاء و الصّلاة على الميّت

612-  و قال الصّادق ع السّجود على الأرض فريضة و على غير الأرض سنّة

باب فضل الصّلاة

622-  قال رسول اللّه ص الصّلاة ميزان فمن وفّى استوفى

 يعني بذلك أن يكون ركوعه مثل سجوده و لبثه في الأولى و الثّانية سواء و من وفّى بذلك استوفى الأجر

 -  و قال الصّادق ع إنّ طاعة اللّه عزّ و جلّ خدمته في الأرض و ليس شي‏ء من خدمته يعدل الصّلاة فمن ثمّ نادت الملائكة زكريّا ع و هو قائم يصلّي في المحراب

624-  و قال النّبيّ ص ما من صلاة يحضر وقتها إلّا نادى ملك بين يدي النّاس أيّها النّاس قوموا إلى نيرانكم الّتي أوقدتموها على ظهوركم فأطفئوها بصلاتكم

625-  و دخل رسول اللّه ص المسجد و فيه ناس من أصحابه فقال تدرون ما قال ربّكم قالوا اللّه و رسوله أعلم قال إنّ ربّكم يقول إنّ هذه الصّلوات الخمس المفروضات من صلّاهنّ لوقتهنّ و حافظ عليهنّ لقيني يوم القيامة و له عندي عهد أدخله به الجنّة و من لم يصلّهنّ لوقتهنّ و لم يحافظ عليهنّ فذاك إليّ إن شئت عذّبته و إن شئت غفرت له

626-  و قال الصّادق ع أوّل ما يحاسب به العبد على الصّلاة فإذا قبلت قبل منه سائر عمله و إذا ردّت عليه ردّ عليه سائر عمله

 -  و قال ع إنّ العبد إذا صلّى الصّلاة في وقتها و حافظ عليها ارتفعت بيضاء نقيّة تقول حفظتني حفظك اللّه و إذا لم يصلّها لوقتها و لم يحافظ عليها ارتفعت سوداء مظلمة تقول ضيّعتني ضيّعك اللّه

268-  و قال الصّادق ع أقرب ما يكون العبد إلى اللّه عزّ و جلّ و هو ساجد قال اللّه تعالى و اسجد و اقترب

629-  و قال أبو جعفر ع ما من عبد من شيعتنا يقوم إلى الصّلاة إلّا اكتنفته بعدد من خالفه ملائكة يصلّون خلفه و يدعون اللّه عزّ و جلّ له حتّى يفرغ من صلاته

630-  و روي عن الصّادق ع صلاة فريضة خير من عشرين حجّة و حجّة خير من بيت مملوء ذهبا يتصدّق منه حتّى يفنى

631-  و قال ع إيّاكم و الكسل فإنّ ربّكم رحيم يشكر القليل إنّ الرّجل ليصلّي الرّكعتين يريد بهما وجه اللّه تعالى فيدخله اللّه بهما الجنّة و إنّه ليتصدّق بدرهم تطوّعا يريد به وجه اللّه عزّ و جلّ فيدخله اللّه به الجنّة و إنّه ليصوم اليوم تطوّعا يريد به وجه اللّه عزّ و جلّ فيدخله اللّه به الجنّة

632-  و قال الصّادق ع لا تجتمع الرّغبة و الرّهبة في قلب إلّا وجبت له الجنّة فإذا صلّيت فأقبل بقلبك على اللّه عزّ و جلّ فإنّه ليس من عبد مؤمن يقبل بقلبه على اللّه عزّ و جلّ في صلاته و دعائه إلّا أقبل اللّه عزّ و جلّ عليه بقلوب المؤمنين إليه و أيّده مع مودّتهم إيّاه بالجنّة

633-  و قال رسول اللّه ص إذا زالت الشّمس فتحت أبواب السّماء و أبواب الجنان و استجيب الدّعاء فطوبى لمن رفع له عند ذلك عمل صالح

634-  و سأل معاوية بن وهب أبا عبد اللّه ع عن أفضل ما يتقرّب به العباد إلى ربّهم و أحبّ ذلك إلى اللّه عزّ و جلّ ما هو فقال ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل من هذه الصّلاة أ لا ترى أنّ العبد الصّالح عيسى ابن مريم ع قال و أوصاني بالصّلاة

635-  و أتى رجل رسول اللّه ص فقال ادع اللّه أن يدخلني الجنّة فقال له أعنّي بكثرة السّجود

636-  و روى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع أنّه قال للمصلّي ثلاث خصال إذا هو قام في صلاته حفّت به الملائكة من قدميه إلى أعنان السّماء و يتناثر البرّ عليه من أعنان السّماء إلى مفرق رأسه و ملك موكّل به ينادي لو يعلم المصلّي من يناجي ما انفتل

637-  و قال أبو الحسن الرّضا ع الصّلاة قربان كلّ تقيّ

638-  و قال الصّادق ع أحبّ الأعمال إلى اللّه عزّ و جلّ الصّلاة و هي آخر وصايا الأنبياء ع فما أحسن من الرّجل أن يغتسل أو يتوضّأ فيسبغ الوضوء ثمّ يتنحّى حيث لا يراه أنيس فيشرف اللّه عزّ و جلّ عليه و هو راكع أو ساجد إنّ العبد إذا سجد فأطال السّجود نادى إبليس يا ويلاه أطاعوه و عصيت و سجدوا و أبيت

639-  و قال رسول اللّه ص مثل الصّلاة مثل عمود الفسطاط إذا ثبت العمود ثبتت الأطناب و الأوتاد و الغشاء و إذا انكسر العمود لم ينفع وتد و لا طنب و لا غشاء

640-  و قال ع إنّما مثل الصّلاة فيكم كمثل السّريّ و هو النّهر على باب أحدكم يخرج إليه في اليوم و اللّيلة يغتسل منه خمس مرّات فلم يبق الدّرن مع الغسل خمس مرّات و لم تبق الذّنوب مع الصّلاة خمس مرّات

641-  و قال الصّادق ع من قبل اللّه منه صلاة واحدة لم يعذّبه و من قبل اللّه له حسنة لم يعذّبه

642-  و قال ع كان رسول اللّه ص يقول من حبس نفسه على صلاة فريضة ينتظر وقتها فصلّاها في أوّل وقتها فأتمّ ركوعها و سجودها و خشوعها ثمّ مجّد اللّه عزّ و جلّ و عظّمه و حمّده حتّى يدخل وقت صلاة أخرى لم يلغ بينهما كتب اللّه له كأجر الحاجّ و المعتمر و كان من أهل علّيّين

 و قد أخرجت هذه الأخبار مسندة مع ما رويت في معناها في كتاب فضائل الصّلاة

باب علّة وجوب خمس صلوات في خمس مواقيت

643-  روي عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال جاء نفر من اليهود إلى النّبيّ ص فسأله أعلمهم عن مسائل فكان ممّا سأله أنّه قال أخبرني عن اللّه عزّ و جلّ لأيّ شي‏ء فرض اللّه عزّ و جلّ هذه الخمس الصّلوات في خمس مواقيت على أمّتك في ساعات اللّيل و النّهار فقال النّبيّ ص إنّ الشّمس عند الزّوال لها حلقة تدخل فيها فإذا دخلت فيها زالت الشّمس فيسبّح كلّ شي‏ء دون العرش بحمد ربّي جلّ جلاله و هي السّاعة الّتي يصلّي عليّ فيها ربّي جلّ جلاله ففرض اللّه عليّ و على أمّتي فيها الصّلاة و قال أقم الصّلاة لدلوك الشّمس إلى غسق اللّيل و هي السّاعة الّتي يؤتى فيها بجهنّم يوم القيامة فما من مؤمن يوافق تلك السّاعة أن يكون ساجدا أو راكعا أو قائما إلّا حرّم اللّه جسده على النّار و أمّا صلاة العصر فهي السّاعة الّتي أكل آدم ع فيها من الشّجرة فأخرجه اللّه عزّ و جلّ من الجنّة فأمر اللّه عزّ و جلّ ذرّيّته بهذه الصّلاة إلى يوم القيامة و اختارها لأمّتي فهي من أحبّ الصّلوات إلى اللّه عزّ و جلّ و أوصاني أن أحفظها من بين الصّلوات و أمّا صلاة المغرب فهي السّاعة الّتي تاب اللّه عزّ و جلّ فيها على آدم ع و كان بين ما أكل من الشّجرة و بين ما تاب اللّه عزّ و جلّ عليه ثلاثمائة سنة من أيّام الدّنيا و في أيّام الآخرة يوم كألف سنة ما بين العصر إلى العشاء و صلّى آدم ع ثلاث ركعات ركعة لخطيئته و ركعة لخطيئة حوّاء و ركعة لتوبته ففرض اللّه عزّ و جلّ هذه الثّلاث ركعات على أمّتي و هي السّاعة الّتي يستجاب فيها الدّعاء فوعدني ربّي عزّ و جلّ أن يستجيب لمن دعاه فيها و هي الصّلاة الّتي أمرني ربّي بها في قوله تبارك و تعالى فسبحان اللّه حين تمسون و حين تصبحون و أمّا صلاة العشاء الآخرة فإنّ للقبر ظلمة و ليوم القيامة ظلمة أمرني ربّي عزّ و جلّ و أمّتي بهذه الصّلاة لتنوّر القبر و ليعطيني و أمّتي النّور على الصّراط و ما من قدم مشت إلى صلاة العتمة إلّا حرّم اللّه عزّ و جلّ جسدها على النّار و هي الصّلاة الّتي اختارها اللّه تعالى و تقدّس ذكره للمرسلين قبلي و أمّا صلاة الفجر فإنّ الشّمس إذا طلعت تطلع على قرني الشّيطان فأمرني ربّي عزّ و جلّ أن أصلّي قبل طلوع الشّمس صلاة الغداة و قبل أن يسجد لها الكافر لتسجد أمّتي للّه عزّ و جلّ و سرعتها أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ و هي الصّلاة الّتي تشهدها ملائكة اللّيل و ملائكة النّهار

 و علّة أخرى لذلك و هي

644-  ما رواه الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لمّا أهبط آدم من الجنّة ظهرت به شامة سوداء في وجهه من قرنه إلى قدمه فطال حزنه و بكاؤه على ما ظهر به فأتاه جبرئيل ع فقال له ما يبكيك يا آدم فقال من هذه الشّامة الّتي ظهرت بي قال قم يا آدم فصلّ فهذا وقت الصّلاة الأولى فقام فصلّى فانحطّت الشّامة إلى عنقه فجاءه في الصّلاة الثّانية فقال قم فصلّ يا آدم فهذا وقت الصّلاة الثّانية فقام فصلّى فانحطّت الشّامة إلى سرّته فجاءه في الصّلاة الثّالثة فقال يا آدم قم فصلّ فهذا وقت الصّلاة الثّالثة فقام فصلّى فانحطّت الشّامة إلى ركبتيه فجاءه في الصّلاة الرّابعة فقال يا آدم قم فصلّ فهذا وقت الصّلاة الرّابعة فقام فصلّى فانحطّت الشّامة إلى قدميه فجاءه في الصّلاة الخامسة فقال يا آدم قم فصلّ فهذا وقت الصّلاة الخامسة فقام فصلّى فخرج منها فحمد اللّه و أثنى عليه فقال جبرئيل ع يا آدم مثل ولدك في هذه الصّلوات كمثلك في هذه الشّامة من صلّى من ولدك في كلّ يوم و ليلة خمس صلوات خرج من ذنوبه كما خرجت من هذه الشّامة

 علّة أخرى لوجوب الصّلاة

645-  كتب الرّضا عليّ بن موسى ع إلى محمّد بن سنان فيما كتب من جواب مسائله أنّ علّة الصّلاة أنّها إقرار بالرّبوبيّة للّه عزّ و جلّ و خلع الأنداد و قيام بين يدي الجبّار جلّ جلاله بالذّلّ و المسكنة و الخضوع و الاعتراف و الطّلب للإقالة من سالف الذّنوب و وضع الوجه على الأرض كلّ يوم إعظاما للّه جلّ جلاله و أن يكون ذاكرا غير ناس و لا بطر و يكون خاشعا متذلّلا راغبا طالبا للزّيادة في الدّين و الدّنيا مع ما فيه من الإيجاب و المداومة على ذكر اللّه عزّ و جلّ باللّيل و النّهار لئلّا ينسى العبد سيّده و مدبّره و خالقه فيبطر و يطغى و يكون ذلك في ذكره لربّه جلّ و عزّ و قيامه بين يديه زاجرا له عن المعاصي و مانعا له من أنواع الفساد

 و قد أخرجت هذه العلل مسندة في كتاب علل الشّرائع و الأحكام و الأسباب

باب مواقيت الصّلاة

646-  سأل مالك الجهنيّ أبا عبد اللّه ع عن وقت الظّهر فقال إذا زالت الشّمس فقد دخل وقت الصّلاتين فإذا فرغت من سبحتك فصلّ الظّهر متى ما بدا لك

 -  و سأله عبيد بن زرارة عن وقت الظّهر و العصر فقال إذا زالت الشّمس دخل وقت الظّهر و العصر جميعا إلّا أنّ هذه قبل هذه ثمّ أنت في وقت منهما جميعا حتّى تغيب الشّمس

648-  و روى زرارة عن أبي جعفر ع أنّه قال إذا زالت الشّمس دخل الوقتان الظّهر و العصر فإذا غابت الشّمس دخل الوقتان المغرب و العشاء الآخرة

649-  و روى الفضيل بن يسار و زرارة بن أعين و بكير بن أعين و محمّد بن مسلم و بريد بن معاوية العجليّ عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه ع أنّهما قالا وقت الظّهر بعد الزّوال قدمان و وقت العصر بعد ذلك قدمان

 -  و قال الصّادق ع أوّل الوقت زوال الشّمس و هو وقت اللّه الأوّل و هو أفضلهما

651-  و قال ع أوّل الوقت رضوان اللّه و آخره عفو اللّه و العفو لا يكون إلّا من ذنب

652-  و قال ع لفضل الوقت الأوّل على الأخير خير للمؤمن من ولده و ماله

653-  و سأل زرارة أبا جعفر الباقر ع عن وقت الظّهر فقال ذراع من زوال الشّمس و وقت العصر ذراعان من وقت الظّهر فذاك أربعة أقدام من زوال الشّمس ثمّ قال إنّ حائط مسجد رسول اللّه ص كان قامة و كان إذا مضى منه ذراع صلّى الظّهر و إذا مضى منه ذراعان صلّى العصر ثمّ قال أ تدري لم جعل الذّراع و الذّراعان قلت لم جعل ذلك قال لمكان النّافلة لك أن تتنفّل من زوال الشّمس إلى أن يمضي ذراع فإذا بلغ فيئك ذراعا بدأت بالفريضة و تركت النّافلة و إذا بلغ فيئك ذراعين بدأت بالفريضة و تركت النّافلة

654-  و قال أبو جعفر ع لأبي بصير ما خدعوك فيه من شي‏ء فلا يخدعونك في العصر صلّها و الشّمس بيضاء نقيّة فإنّ رسول اللّه ص قال الموتور أهله و ماله من ضيّع صلاة العصر قيل و ما الموتور أهله و ماله قال لا يكون له أهل و لا مال في الجنّة قيل و ما تضييعها قال يدعها و اللّه حتّى تصفرّ أو تغيب الشّمس

655-  و قال أبو جعفر ع وقت المغرب إذا غاب القرص

656-  و قال سماعة بن مهران قلت لأبي عبد اللّه ع في المغرب إنّا ربّما صلّينا و نحن نخاف أن تكون الشّمس خلف الجبل أو قد سترنا منها الجبل فقال لي ليس عليك صعود الجبل

  و وقت المغرب لمن كان في طلب المنزل في سفر إلى ربع اللّيل و المفيض من عرفات إلى جمع كذلك

657-  و روى بكر بن محمّد عن أبي عبد اللّه ع أنّه سأله سائل عن وقت المغرب فقال إنّ اللّه تبارك و تعالى يقول في كتابه لإبراهيم ع فلمّا جنّ عليه اللّيل رأى كوكبا قال هذا ربّي فهذا أوّل الوقت و آخر ذلك غيبوبة الشّفق فأوّل وقت العشاء الآخرة ذهاب الحمرة و آخر وقتها إلى غسق اللّيل يعني نصف اللّيل

658-  و في رواية معاوية بن عمّار وقت العشاء الآخرة إلى ثلث اللّيل

 و كأنّ الثّلث هو الأوسط و النّصف هو آخر الوقت

659-  و روي فيمن نام عن العشاء الآخرة إلى نصف اللّيل أنّه يقضي و يصبح صائما عقوبة

 و إنّما وجب ذلك عليه لنومه عنها إلى نصف اللّيل

660-  و روى محمّد بن يحيى الخثعميّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال كان رسول اللّه ص يصلّي المغرب و يصلّي معه حيّ من الأنصار يقال لهم بنو سلمة منازلهم على نصف ميل فيصلّون معه ثمّ ينصرفون إلى منازلهم و هم يرون مواضع سهامهم

661-  و قال الصّادق ع ملعون ملعون من أخّر المغرب طلبا لفضلها و قيل له إنّ أهل العراق يؤخّرون المغرب حتّى تشتبك النّجوم فقال هذا من عمل عدوّ اللّه أبي الخطّاب

662-  و قال أبو أسامة زيد الشّحّام صعدت مرّة جبل أبي قبيس و النّاس يصلّون المغرب فرأيت الشّمس لم تغب إنّما توارت خلف الجبل عن النّاس فلقيت أبا عبد اللّه ع فأخبرته بذلك فقال لي و لم فعلت ذلك بئس ما صنعت إنّما تصلّيها إذا لم ترها خلف الجبل غابت أو غارت ما لم يتجلّلها سحاب أو ظلمة تظلّها فإنّما عليك مشرقك و مغربك و ليس على النّاس أن يبحثوا

663-  و قال الصّادق ع إذا غابت الشّمس فقد حلّ الإفطار و وجبت الصّلاة و إذا صلّيت المغرب فقد دخل وقت العشاء الآخرة إلى انتصاف اللّيل

664-  و قال أبو جعفر ع ملك موكّل يقول من بات عن العشاء الآخرة إلى نصف اللّيل فلا أنام اللّه عينيه

665-  و قال الصّادق ع من صلّى المغرب ثمّ عقّب و لم يتكلّم حتّى يصلّي ركعتين كتبتا له في علّيّين فإن صلّى أربعا كتبت له حجّة مبرورة

 و وقت الفجر حين يعترض الفجر و يضي‏ء حسنا و يتجلّل الصّبح السّماء و يكون كالقباطيّ أو مثل نهر سوراء و من صلّى الغداة في أوّل وقتها أثبتت له مرّتين أثبتها ملائكة اللّيل و ملائكة النّهار و من صلّاها في آخر وقتها أثبتت له مرّة واحدة قال اللّه عزّ و جلّ و قرآن الفجر إنّ قرآن الفجر كان مشهودا يعني أنّه تشهدها ملائكة اللّيل و ملائكة النّهار

666-  و قال أبو جعفر ع وقت صلاة الجمعة يوم الجمعة ساعة تزول الشّمس و وقتها في السّفر و الحضر واحد و هو من المضيّق و صلاة العصر يوم الجمعة في وقت الأولى في سائر الأيّام

667-  و روى إسماعيل بن رباح عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إذا صلّيت و أنت ترى أنّك في وقت و لم يدخل الوقت فدخل الوقت و أنت في الصّلاة فقد أجزأت عنك

668-  و سأله سماعة بن مهران عن الصّلاة باللّيل و النّهار إذا لم تر الشّمس و القمر و لا النّجوم فقال تجتهد رأيك و تعمّد القبلة بجهدك

669-  و روى أبو عبد اللّه الفرّاء عن الصّادق ع أنّه قال له رجل من أصحابنا إنّه ربّما اشتبه علينا الوقت في يوم غيم فقال تعرف هذه الطّيور الّتي تكون عندكم بالعراق يقال لها الدّيوك فقال نعم قال إذا ارتفعت أصواتها و تجاوبت فعند ذلك فصلّ

670-  و روى الحسين بن المختار عنه ع أنّه قال إنّي مؤذّن فإذا كان يوم غيم لم أعرف الوقت فقال إذا صاح الدّيك ثلاثة أصوات ولاء فقد زالت الشّمس و دخل وقت الصّلاة

 و من صلّى لغير القبلة في يوم غيم ثمّ علم فإن كان في وقت فليعد و إن كان قد مضى الوقت فلا إعادة عليه و حسبه اجتهاده

671-  و قال أبو جعفر ع لأن أصلّي بعد ما يمضي الوقت أحبّ إليّ من أن أصلّي و أنا في شكّ من الوقت و قبل الوقت

672-  و روى معاوية بن وهب عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال كان المؤذّن يأتي النّبيّ ص في الحرّ في صلاة الظّهر فيقول له رسول اللّه ص أبرد أبرد

 قال مصنّف هذا الكتاب يعني عجّل عجّل و أخذ ذلك من التّبريد

باب معرفة زوال الشّمس

673-  روى عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال تزول الشّمس في النّصف من حزيران على نصف قدم و في النّصف من تمّوز على قدم و نصف و في النّصف من آب على قدمين و نصف و في النّصف من أيلول على ثلاثة أقدام و نصف و في النّصف من تشرين الأوّل على خمسة و نصف و في النّصف من تشرين الآخر على سبعة و نصف و في النّصف من كانون الأوّل على تسعة و نصف و في النّصف من كانون الآخر على سبعة و نصف و في النّصف من شباط على خمسة و نصف و في النّصف من آذار على ثلاثة و نصف و في النّصف من نيسان على قدمين و نصف و في النّصف من أيّار على قدم و نصف و في النّصف من حزيران على نصف قدم

674-  و قال الصّادق ع تبيان زوال الشّمس أن تأخذ عودا طوله ذراع و أربع أصابع فتجعل أربع أصابع في الأرض فإذا نقص الظّلّ حتّى يبلغ غايته ثمّ زاد فقد زالت الشّمس و تفتّح أبواب السّماء و تهبّ الرّياح و تقضى الحوائج العظام

 باب ركود الشّمس

675-  سأل محمّد بن مسلم أبا جعفر ع عن ركود الشّمس فقال يا محمّد ما أصغر جثّتك و أعضل مسألتك و إنّك لأهل للجواب إنّ الشّمس إذا طلعت جذبها سبعون ألف ملك بعد أن أخذ بكلّ شعاع منها خمسة آلاف من الملائكة من بين جاذب و دافع حتّى إذا بلغت الجوّ و جازت الكوّ قلبها ملك النّور ظهرا لبطن فصار ما يلي الأرض إلى السّماء و بلغ شعاعها تخوم العرش فعند ذلك نادت الملائكة سبحان اللّه و لا إله إلّا اللّه و الحمد للّه الّذي لم يتّخذ صاحبة و لا ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له وليّ من الذّلّ و كبّره تكبيرا فقال له جعلت فداك أحافظ على هذا الكلام عند زوال الشّمس فقال نعم حافظ عليه كما تحافظ على عينك فإذا زالت الشّمس صارت الملائكة من ورائها يسبّحون اللّه في فلك الجوّ إلى أن تغيب

676-  و سئل الصّادق ع عن الشّمس كيف تركد كلّ يوم و لا يكون لها يوم الجمعة ركود قال لأنّ اللّه عزّ و جلّ جعل يوم الجمعة أضيق الأيّام فقيل له و لم جعله أضيق الأيّام قال لأنّه لا يعذّب المشركين في ذلك اليوم لحرمته عنده

677-  و روي عن حريز بن عبد اللّه أنّه قال كنت عند أبي عبد اللّه ع فسأله رجل فقال له جعلت فداك إنّ الشّمس تنقضّ ثمّ تركد ساعة من قبل أن تزول فقال إنّها تؤامر أ تزول أو لا تزول

 باب معرفة زوال اللّيل

678-  سأل عمر بن حنظلة أبا عبد اللّه ع فقال له زوال الشّمس نعرفه بالنّهار كيف لنا باللّيل فقال للّيل زوال كزوال الشّمس قال فبأيّ شي‏ء نعرفه قال بالنّجوم إذا انحدرت

باب صلاة رسول اللّه ص الّتي قبضه اللّه تعالى عليها

679-  قال أبو جعفر ع كان رسول اللّه ص لا يصلّي من النّهار شيئا حتّى تزول الشّمس فإذا زالت صلّى ثماني ركعات و هي صلاة الأوّابين تفتّح في تلك السّاعة أبواب السّماء و يستجاب الدّعاء و تهبّ الرّياح و ينظر اللّه إلى خلقه فإذا فاء الفي‏ء ذراعا صلّى الظّهر أربعا و صلّى بعد الظّهر ركعتين ثمّ صلّى ركعتين أخراوين ثمّ صلّى العصر أربعا إذا فاء الفي‏ء ذراعا ثمّ لا يصلّي بعد العصر شيئا حتّى تئوب الشّمس فإذا آبت و هو أن تغيب صلّى المغرب ثلاثا و بعد المغرب أربعا ثمّ لا يصلّي شيئا حتّى يسقط الشّفق فإذا سقط الشّفق صلّى العشاء ثمّ أوى رسول اللّه ص إلى فراشه و لم يصلّ شيئا حتّى يزول نصف اللّيل فإذا زال نصف اللّيل صلّى ثماني ركعات و أوتر في الرّبع الأخير من اللّيل بثلاث ركعات فقرأ فيهنّ فاتحة الكتاب و قل هو اللّه أحد و يفصل بين الثّلاث بتسليمة و يتكلّم و يأمر بالحاجة و لا يخرج من مصلّاه حتّى يصلّي الثّالثة الّتي يوتر فيها و يقنت فيها قبل الرّكوع ثمّ يسلّم و يصلّي ركعتي الفجر قبيل الفجر و عنده و بعيده ثمّ يصلّي ركعتي الصّبح و هو الفجر إذا اعترض الفجر و أضاء حسنا فهذه صلاة رسول اللّه ص الّتي قبضه اللّه عزّ و جلّ عليها

باب فضل المساجد و حرمتها و ثواب من صلّى فيها

680-  روى خالد بن مادّ القلانسيّ عن الصّادق ع أنّه قال مكّة حرم اللّه و حرم رسوله و حرم عليّ بن أبي طالب ع و الصّلاة فيها بمائة ألف صلاة و الدّرهم فيها بمائة ألف درهم و المدينة حرم اللّه و حرم رسوله و حرم عليّ بن أبي طالب ع الصّلاة فيها بعشرة آلاف صلاة و الدّرهم فيها بعشرة آلاف درهم و الكوفة حرم اللّه و حرم رسوله و حرم عليّ بن أبي طالب ع و الصّلاة فيها بألف صلاة و سكت عن الدّرهم

681-  و روى أبو حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر ع أنّه قال من صلّى في المسجد الحرام صلاة مكتوبة قبل اللّه بها منه كلّ صلاة صلّاها منذ يوم وجبت عليه الصّلاة و كلّ صلاة يصلّيها إلى أن يموت

682-  و قال رسول اللّه ص الصّلاة في مسجدي كألف صلاة في غيره إلّا المسجد الحرام فإنّ الصّلاة في المسجد الحرام تعدل ألف صلاة في مسجدي

 -  و سأل عبد الأعلى مولى آل سام أبا عبد اللّه ع كم كان طول مسجد رسول اللّه ص قال كان ثلاثة آلاف و ستّمائة ذراع مكسّرة

684-  و قال أبو جعفر ع لأبي حمزة الثّماليّ المساجد الأربعة المسجد الحرام و مسجد الرّسول ص و مسجد بيت المقدس و مسجد الكوفة يا أبا حمزة الفريضة فيها تعدل حجّة و النّافلة تعدل عمرة

685-  و سئل أبو الحسن الرّضا ع عن قبر فاطمة ع فقال دفنت في بيتها فلمّا زادت بنو أميّة في المسجد صارت في المسجد

686-  و قال رسول اللّه ص من أتى مسجدي مسجد قبا فصلّى فيه ركعتين رجع بعمرة

 و كان ع يأتيه فيصلّي فيه بأذان و إقامة و يستحبّ إتيان المساجد بالمدينة مسجد قبا فإنّه المسجد الّذي أسّس على التّقوى من أوّل يوم و مشربة أمّ إبراهيم و مسجد الفضيخ و قبور الشّهداء بأحد و مسجد الأحزاب و هو مسجد الفتح و يستحبّ الصّلاة في مسجد الغدير في ميسرة المسجد فإنّ ذلك موضع قدم رسول اللّه ص حيث قال

 من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه

687-  و أمّا الجانب الآخر فذلك موضع فسطاط المنافقين الّذين لمّا رأوه رافعا يده قال بعضهم لبعض انظروا إلى عينيه تدوران كأنّهما عينا مجنون فنزل جبرئيل ع بهذه الآية و إن يكاد الّذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لمّا سمعوا الذّكر و يقولون إنّه لمجنون و ما هو إلّا ذكر للعالمين أخبر الصّادق ع بذلك حسّان الجمّال لمّا حمله من المدينة إلى مكّة فقال له يا حسّان لو لا أنّك جمّالي ما حدّثتك بهذا الحديث

688-  و أمّا مسجد الخيف بمنى فإنّه روى جابر عن أبي جعفر ع أنّه قال صلّى في مسجد الخيف سبعمائة نبيّ

689-  و روى أبو حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر ع أنّه قال من صلّى في مسجد الخيف بمنى مائة ركعة قبل أن يخرج منه عدلت عبادة سبعين عاما و من سبّح اللّه فيه مائة تسبيحة كتب اللّه له كأجر عتق رقبة و من هلّل اللّه فيه مائة تهليلة عدلت أجر إحياء نسمة و من حمّد اللّه فيه مائة تحميدة عدلت أجر خراج العراقين يتصدّق به في سبيل اللّه عزّ و جلّ

690-  و قال الصّادق ع كان مسجد رسول اللّه ص على عهده عند المنارة الّتي في وسط المسجد و فوقها إلى القبلة نحوا من ثلاثين ذراعا و عن يمينها و عن يسارها و خلفها نحو من ذلك فتحرّ ذلك و إن استطعت أن يكون مصلّاك فيه فافعل فإنّه صلّى فيه ألف نبيّ و إنّما سمّي الخيف لأنّه مرتفع عن الوادي و ما ارتفع عنه يسمّى خيفا

691-  و قال الصّادق ع حدّ مسجد الكوفة آخر السّرّاجين خطّه آدم ع و أنا أكره أن أدخله راكبا قيل له فمن غيّره عن خطّته قال أمّا أوّل ذلك فالطّوفان في زمن نوح ع ثمّ غيّره أصحاب كسرى و النّعمان ثمّ غيّره زياد بن أبي سفيان

 -  و قال ع كأنّي أنظر إلى ديرانيّ في مسجد الكوفة في دير له فيما بين الزّاوية و المنبر فيه سبع نخلات و هو مشرف من ديره على نوح يكلّمه

693-  و قال أبو بصير سمعت أبا عبد اللّه ع يقول نعم المسجد مسجد الكوفة صلّى فيه ألف نبيّ و ألف وصيّ و منه فار التّنّور و فيه نجرت السّفينة ميمنته رضوان اللّه و وسطه روضة من رياض الجنّة و ميسرته مكر يعني منازل الشّياطين

694-  و قال أمير المؤمنين ع لا تشدّ الرّحال إلّا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام و مسجد رسول اللّه ص و مسجد الكوفة

695-  و قال النّبيّ ص لمّا أسري بي مررت بموضع مسجد الكوفة و أنا على البراق و معي جبرئيل ع فقال لي يا محمّد انزل فصلّ في هذا المكان قال فنزلت فصلّيت فقلت يا جبرئيل أيّ شي‏ء هذا الموضع قال يا محمّد هذه كوفان و هذا مسجدها أمّا أنا فقد رأيتها عشرين مرّة خرابا و عشرين مرّة عمرانا بين كلّ مرّتين خمسمائة سنة

696-  و روي عن الأصبغ بن نباتة أنّه قال بينا نحن ذات يوم حول أمير المؤمنين ع في مسجد الكوفة إذ قال يا أهل الكوفة لقد حباكم اللّه عزّ و جلّ بما لم يحب به أحدا من فضل مصلّاكم بيت آدم و بيت نوح و بيت إدريس و مصلّى إبراهيم الخليل و مصلّى أخي الخضر ع و مصلّاي و إنّ مسجدكم هذا لأحد الأربعة المساجد الّتي اختارها اللّه عزّ و جلّ لأهلها و كأنّي به قد أتي به يوم القيامة في ثوبين أبيضين يتشبّه بالمحرم و يشفع لأهله و لمن يصلّي فيه فلا تردّ شفاعته و لا تذهب الأيّام و اللّيالي حتّى ينصب الحجر الأسود فيه و ليأتينّ عليه زمان يكون مصلّى المهديّ من ولدي و مصلّى كلّ مؤمن و لا يبقى على الأرض مؤمن إلّا كان به أو حنّ قلبه إليه فلا تهجروه و تقرّبوا إلى اللّه عزّ و جلّ بالصّلاة فيه و ارغبوا إليه في قضاء حوائجكم فلو يعلم النّاس ما فيه من البركة لأتوه من أقطار الأرض و لو حبوا على الثّلج

697-  و أمّا مسجد السّهلة فقد قال الصّادق ع لو استجار عمّي زيد به لأجاره اللّه سنة ذلك موضع بيت إدريس ع الّذي كان يخيط فيه و هو الموضع الّذي خرج منه إبراهيم ع إلى العمالقة و هو الموضع الّذي خرج منه داود إلى جالوت و تحته صخرة خضراء فيها صورة وجه كلّ نبيّ خلقه اللّه عزّ و جلّ و من تحته أخذت طينة كلّ نبيّ و هو موضع الرّاكب فقيل له و ما الرّاكب قال الخضر ع

 و أمّا مسجد براثا ببغداد فصلّى فيه أمير المؤمنين ع لمّا رجع من قتال أهل النّهروان

698-  و روي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ أنّه قال صلّى بنا عليّ ع ببراثا بعد رجوعه من قتال الشّراة و نحن زهاء مائة ألف رجل فنزل نصرانيّ من صومعته فقال من عميد هذا الجيش فقلنا هذا فأقبل إليه فسلّم عليه فقال يا سيّدي أنت نبيّ فقال لا النّبيّ سيّدي قد مات قال فأنت وصيّ نبيّ قال نعم ثمّ قال له اجلس كيف سألت عن هذا قال أنا بنيت هذه الصّومعة من أجل هذا الموضع و هو براثا و قرأت في الكتب المنزلة أنّه لا يصلّي في هذا الموضع بهذا الجمع إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ و قد جئت أسلم فأسلم و خرج معنا إلى الكوفة فقال له عليّ ع فمن صلّى هاهنا قال صلّى عيسى ابن مريم ع و أمّه فقال له عليّ ع أ فأخبرك من صلّى هاهنا قال نعم قال الخليل ع

699-  و قال الصّادق ع من تنخّم في المسجد ثمّ ردّها في جوفه لم تمرّ بداء إلّا أبرأته

700-  و قال رسول اللّه ص من كنس المسجد يوم الخميس و ليلة الجمعة فأخرج منه من التّراب ما يذرّ في العين غفر اللّه تعالى له

701-  و قال الصّادق ع من مشى إلى المسجد لم يضع رجليه على رطب و لا يابس إلّا يسبّح له إلى الأرضين السّابعة

 و قد أخرجت هذه الأخبار مسندة و ما رويت في معناها في كتاب فضل المساجد و حرمتها و ما جاء فيها

702-  و قال عليّ ع صلاة في بيت المقدس تعدل ألف صلاة و صلاة في المسجد الأعظم تعدل مائة ألف صلاة و صلاة في مسجد القبيلة تعدل خمسا و عشرين صلاة و صلاة في مسجد السّوق تعدل اثنتي عشرة صلاة و صلاة الرّجل في بيته تعدل صلاة واحدة

703-  و قال أبو جعفر ع من بنى مسجدا كمفحص قطاة بنى اللّه له بيتا في الجنّة

704-  و قال أبو عبيدة الحذّاء و مرّ بي أبو عبد اللّه ع و أنا بين مكّة و المدينة أضع الأحجار فقلت هذا من ذاك فقال نعم

705-  و سأل عبيد اللّه بن عليّ الحلبيّ أبا عبد اللّه ع عن المساجد المظلّلة يكره القيام فيها قال نعم و لكن لا تضرّكم الصّلاة فيها

 -  و قال أبو جعفر ع أوّل ما يبدأ به قائمنا سقوف المساجد فيكسّرها و يأمر بها فيجعل عريشا كعريش موسى

707-  و كان عليّ ع إذا رأى المحاريب في المساجد كسّرها و يقول كأنّها مذابح اليهود

708-  و رأى عليّ ع مسجدا بالكوفة قد شرّف قال كأنّه بيعة إنّ المساجد لا تشرّف تبنى جمّا

709-  و سئل أبو الحسن الأوّل ع عن الطّين فيه التّبن يطيّن به المسجد أو البيت الّذي يصلّى فيه فقال لا بأس

710-  و سئل عن بيت قد كان الجصّ يطبخ بالعذرة أ يصلح أن يجصّص به المسجد فقال لا بأس

711-  و سئل عن بيت قد كان حشّا زمانا هل يصلح أن يجعل مسجدا فقال إذا نظّف و أصلح فلا بأس

712-  و سأل عبيد اللّه بن عليّ الحلبيّ أبا عبد اللّه ع في مسجد يكون في الدّار فيبدو لأهله أن يتوسّعوا بطائفة منه أو يحوّلوه عن مكانه فقال لا بأس بذلك قال فقلت فيصلح المكان الّذي كان حشّا زمانا أن ينظّف و يتّخذ مسجدا قال نعم إذا ألقي عليه من التّراب ما يواريه فإنّ ذلك ينظّفه و يطهّره

713-  و كان أمير المؤمنين ع يقول من اختلف إلى المساجد أصاب إحدى الثّمان أخا مستفادا في اللّه عزّ و جلّ أو علما مستطرفا أو آية محكمة أو رحمة منتظرة أو كلمة تردّه عن ردى أو يسمع كلمة تدلّه على هدى أو يترك ذنبا خشية أو حياء

714-  و سمع النّبيّ ص رجلا ينشد ضالّة في المسجد فقال قولوا له لا ردّ اللّه عليك ضالّتك فإنّها لغير هذا بنيت

715-  و قال ع جنّبوا مساجدكم صبيانكم و مجانينكم و رفع أصواتكم و شراءكم و بيعكم و الضّالّة و الحدود و الأحكام

 و ينبغي أن تجنّب المساجد إنشاد الشّعر فيها و جلوس المعلّم للتّأديب فيها و جلوس الخيّاط فيها للخياطة

716-  و قال رسول اللّه ص من أسرج في مسجد من مساجد اللّه سراجا لم تزل الملائكة و حملة العرش يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوء من السّراج

717-  و قال أبو جعفر ع إذا أخرج أحدكم الحصاة من المسجد فليردّها في مكانها أو في مسجد آخر فإنّها تسبّح

 و لا يجوز للحائض و الجنب أن يدخلا المسجد إلّا مجتازين

718-  و قال الصّادق ع خير مساجد نسائكم البيوت

719-  و سئل عن الوقوف على المساجد فقال لا يجوز فإنّ المجوس أوقفوا على بيوت النّار

 -  و روي أنّ في التّوراة مكتوبا أنّ بيوتي في الأرض المساجد فطوبى لعبد تطهّر في بيته ثمّ زارني في بيتي ألا إنّ على المزور كرامة الزّائر ألا بشّر المشّاءين في الظّلمات إلى المساجد بالنّور السّاطع يوم القيامة

721-  و روي أنّ البيوت الّتي يصلّى فيها باللّيل يضي‏ء نورها لأهل السّماء كما يضي‏ء نور الكواكب لأهل الأرض

722-  و روي أنّ عليّا ع مرّ على منارة طويلة فأمر بهدمها ثمّ قال لا ترفع المنارة إلّا مع سطح المسجد

723-  و إنّ اللّه تبارك و تعالى ليريد عذاب أهل الأرض جميعا حتّى لا يحاشي منهم أحدا فإذا نظر إلى الشّيب ناقلي أقدامهم إلى الصّلوات و الولدان يتعلّمون القرآن رحمهم اللّه فأخّر ذلك عنهم

  و من أراد دخول المسجد فليدخل على سكون و وقار فإنّ المساجد بيوت اللّه و أحبّ البقاع إليه و أحبّهم إلى اللّه عزّ و جلّ رجلا أوّلهم دخولا و آخرهم خروجا و من دخل المسجد فليدخل رجله اليمنى قبل اليسرى و ليقل بسم اللّه و باللّه السّلام عليك أيّها النّبيّ و رحمة اللّه و بركاته اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و افتح لنا أبواب رحمتك و اجعلنا من عمّار مساجدك جلّ ثناء وجهك و إذا خرج فليخرج رجله اليسرى قبل اليمنى و ليقل اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و افتح لنا باب رحمتك

باب المواضع الّتي تجوز الصّلاة فيها و المواضع الّتي لا تجوز فيها

724-  قال النّبيّ ص أعطيت خمسا لم يعطها أحد قبلي جعلت لي الأرض مسجدا و طهورا و نصرت بالرّعب و أحلّ لي المغنم و أعطيت جوامع الكلم و أعطيت الشّفاعة

 و تجوز الصّلاة في الأرض كلّها إلّا في المواضع الّتي خصّت بالنّهي عن الصّلاة فيها

725-  و قال الصّادق ع عشرة مواضع لا يصلّى فيها الطّين و الماء و الحمّام و القبور و مسانّ الطّريق و قرى النّمل و معاطن الإبل و مجرى الماء و السّبخة و الثّلج

726-  و روي أنّه لا يصلّى في البيداء و لا ذات الصّلاصل و لا في وادي الشّقرة و لا في وادي ضجنان

 فإذا حصل الرّجل في الطّين أو الماء و قد دخل وقت الصّلاة و لم يمكنه الخروج منه صلّى إيماء و يكون سجوده أخفض من ركوعه و لا بأس بالصّلاة في مسلخ الحمّام و إنّما يكره في الحمّام لأنّه مأوى الشّياطين

727-  و سأل عليّ بن جعفر أخاه موسى بن جعفر ع عن الصّلاة في بيت الحمّام فقال إذا كان الموضع نظيفا فلا بأس بالصّلاة يعني المسلخ

 و أمّا القبور فلا يجوز أن تتّخذ قبلة و لا مسجدا و لا بأس بالصّلاة بين خللها ما لم يتّخذ شي‏ء منها قبلة و المستحبّ أن يكون بين المصلّي و بين القبور عشرة أذرع من كلّ جانب و أمّا مسانّ الطّريق فلا يجوز الصّلاة فيها و لا على الجوادّ فأمّا على الظّواهر الّتي بين الجوادّ فلا بأس

728-  و قال الرّضا ع كلّ طريق يوطأ و يتطرّق كانت فيه جادّة أو لم تكن لا ينبغي الصّلاة فيه قيل فأين يصلّى قال يمنة و يسرة

729-  و سأل الحلبيّ أبا عبد اللّه ع عن الصّلاة في مرابض الغنم فقال صلّ و لا تصلّ في أعطان الإبل إلّا أن تخاف على متاعك الضّيعة فاكنسه و رشّه بالماء و صلّ فيه قال و كره الصّلاة في السّبخة إلّا أن يكون مكانا ليّنا تقع عليه الجبهة مستوية

730-  و سئل الصّادق ع عن الصّلاة في بيوت المجوس و هي ترشّ بالماء قال لا بأس به ثمّ قال و رأيته في طريق مكّة أحيانا يرشّ موضع جبهته ثمّ يسجد عليه رطبا كما هو و ربّما لم يرشّ المكان الّذي يرى أنّه نظيف

731-  و قال صالح بن الحكم سئل الصّادق ع عن الصّلاة في البيع و الكنائس فقال صلّ فيها قال فقلت و إن كانوا يصلّون فيها أصلّي فيها قال نعم أ ما تقرأ القرآن قل كلّ يعمل على شاكلته فربّكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا صلّ إلى القبلة و دعهم

732-  و سأل زرارة أبا جعفر ع عن البول يكون على السّطح أو في المكان الّذي يصلّى فيه فقال إذا جفّفته الشّمس فصلّ عليه فهو طاهر

733-  و سأل عامر بن نعيم القمّيّ أبا عبد اللّه ع عن المنازل الّتي ينزلها النّاس فيها أبوال الدّوابّ و السّرجين و يدخلها اليهود و النّصارى كيف نصنع بالصّلاة فيها فقال صلّ على ثوبك

734-  و سأل عليّ بن مهزيار أبا الحسن الثّالث ع عن الرّجل يصير في البيداء فتدركه صلاة فريضة فلا يخرج من البيداء حتّى يخرج وقتها كيف يصنع بالصّلاة و قد نهي أن يصلّي بالبيداء فقال يصلّي فيها و يتجنّب قارعة الطّريق

735-  و روى عنه ع أيّوب بن نوح أنّه قال يتنحّى عن الجوادّ يمنة و يسرة و يصلّي

 -  و سأل عليّ بن جعفر أخاه موسى بن جعفر ع عن البيت و الدّار لا تصيبهما الشّمس و يصيبهما البول و يغتسل فيهما من الجنابة أ يصلّى فيهما إذا جفّا قال نعم قال و سألته عن الصّلاة بين القبور هل تصلح فقال لا بأس به

737-  و سأل عمّار بن موسى السّاباطيّ أبا عبد اللّه ع عن الباريّة يبلّ قصبها بماء قذر هل تجوز الصّلاة عليها فقال إذا جفّفت فلا بأس بالصّلاة عليها

738-  و سأل زرارة أبا جعفر ع عن الشّاذكونة تكون عليها الجنابة أ يصلّى عليها في المحمل فقال لا بأس بالصّلاة عليها

739-  و روى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع أنّه قال لا بأس بأن تصلّي على كلّ التّماثيل إذا جعلتها تحتك

740-  و سأل ليث المراديّ أبا عبد اللّه ع عن الوسائد تكون في البيت فيها التّماثيل عن يمين أو عن شمال فقال لا بأس به ما لم تكن تجاه القبلة و إن كان شي‏ء منها بين يديك ممّا يلي القبلة فغطّه و صلّ

741-  و سئل عن التّماثيل تكون في البساط لها عينان و أنت تصلّي فقال إن كان لها عين واحدة فلا بأس و إن كان لها عينان و أنت تصلّي فلا

742-  و قال ع لا بأس بالصّلاة و أنت تنظر إلى التّصاوير إذا كانت بعين واحدة

743-  و قال الصّادق ع لا تصلّ في دار فيها كلب إلّا أن يكون كلب صيد و أغلقت دونه بابا فلا بأس و إنّ الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب و لا بيتا فيه تماثيل و لا بيتا فيه بول مجموع في آنية

 و لا يجوز الصّلاة في بيت فيه خمر محصورة في آنية

744-  و روى أبو بصير عن الصّادق ع أنّه قال من كان في موضع لا يقدر على الأرض فليوم إيماء و إن كان في أرض منقطعة

745-  و سأله سماعة بن مهران عن الأسير يأسره المشركون فتحضره الصّلاة فيمنعه الّذي أسره منها فقال يومئ إيماء

746-  و سأل معاوية بن وهب أبا عبد اللّه ع عن الرّجل و المرأة يصلّيان في بيت واحد فقال إذا كان بينهما قدر شبر صلّت بحذاه وحدها و هو وحده لا بأس

747-  و في رواية زرارة عن أبي جعفر ع إذا كان بينها و بينه قدر ما يتخطّى أو قدر عظم ذراع فصاعدا فلا بأس إن صلّت بحذاه وحدها

748-  و روى جميل عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لا بأس أن تصلّي المرأة بحذاء الرّجل و هو يصلّي فإنّ النّبيّ ص كان يصلّي و عائشة مضطجعة بين يديه و هي حائض و كان إذا أراد أن يسجد غمز رجليها فرفعت رجليها حتّى يسجد

 و لا بأس أن يكون بين يدي الرّجل و المرأة و هما يصلّيان مرفقة أو شي‏ء

باب ما يصلّى فيه و ما لا يصلّى فيه من الثّياب و جميع الأنواع

749-  روى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع أنّه سأله عن جلد الميتة يلبس في الصّلاة إذا دبغ فقال لا و إن دبغ سبعين مرّة

 -  و سئل الصّادق ع عن قول اللّه عزّ و جلّ لموسى ع فاخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوى قال كانتا من جلد حمار ميّت

751-  و سئل أبو جعفر و أبو عبد اللّه ع فقيل لهما إنّا نشتري ثيابا يصيبها الخمر و ودك الخنزير عند حاكتها أ نصلّي فيها قبل أن نغسلها فقالا نعم لا بأس إنّما حرّم اللّه أكله و شربه و لم يحرّم لبسه و مسّه و الصّلاة فيه

752-  و سأل محمّد بن عليّ الحلبيّ أبا عبد اللّه ع عن الرّجل يكون له الثّوب الواحد فيه بول لا يقدر على غسله قال يصلّي فيه

753-  و سأله ع عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه عن الرّجل يجنب في ثوب و ليس معه غيره و لا يقدر على غسله قال يصلّي فيه

754-  و في خبر آخر قال يصلّي فيه فإذا وجد الماء غسله و أعاد الصّلاة

755-  و سأل عليّ بن جعفر أخاه موسى بن جعفر ع عن رجل عريان و حضرت الصّلاة فأصاب ثوبا نصفه دم أو كلّه دم يصلّي فيه أو يصلّي عريانا قال إن وجد ماء غسله و إن لم يجد ماء صلّى فيه و لا يصلّ عريانا

756-  و كتب صفوان بن يحيى إلى أبي الحسن ع يسأله عن الرّجل معه ثوبان فأصاب أحدهما بول و لم يدر أيّهما هو و حضرت الصّلاة و خاف فوتها و ليس عنده ماء كيف يصنع قال يصلّي فيهما جميعا

 قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه يعني على الانفراد

757-  و قال محمّد بن مسلم لأبي جعفر ع الدّم يكون في الثّوب عليّ و أنا في الصّلاة فقال إن رأيته و عليك ثوب غيره فاطرحه و صلّ في غيره و إن لم يكن عليك ثوب غيره فامض في صلاتك و لا إعادة عليك ما لم يزد على مقدار درهم فإن كان أقلّ من درهم فليس بشي‏ء رأيته أو لم تره و إذا كنت قد رأيته و هو أكثر من مقدار الدّرهم فضيّعت غسله و صلّيت فيه صلوات كثيرة فأعد ما صلّيت فيه و ليس ذلك بمنزلة المنيّ و البول ثمّ ذكر ع المنيّ فشدّد فيه و جعله أشدّ من البول ثمّ قال ع إن رأيت المنيّ قبل أو بعد فعليك الإعادة إعادة الصّلاة و إن أنت نظرت في ثوبك فلم تصبه و صلّيت فيه فلا إعادة عليك و كذا البول

758-  و قال أمير المؤمنين ص السّيف بمنزلة الرّداء تصلّي فيه ما لم تر فيه دما و القوس بمنزلة الرّداء

759-  إلّا أنّه لا يجوز للرّجل أن يصلّي و بين يديه سيف لأنّ القبلة أمن روي ذلك عن أمير المؤمنين ع

760-  و سأل عليّ بن جعفر أخاه موسى بن جعفر ع عن الرّجل هل يصلح له أن يصلّي و أمامه مشجب عليه ثياب فقال لا بأس

761-  و سأله عن الرّجل يصلّي و أمامه ثوم أو بصل قال لا بأس

762-  و سأله عن الرّجل هل يصلح أن يصلّي على الرّطبة النّابتة قال إذا ألصق جبهته على الأرض فلا بأس

763-  و سأله عن الصّلاة على الحشيش النّابت أو الثّيّل و هو يصيب أرضا جددا قال لا بأس

764-  و عن الرّجل هل يصلح له أن يصلّي و السّراج موضوع بين يديه في القبلة قال لا يصلح له أن يستقبل النّار

 هذا هو الأصل الّذي يجب أن يعمل به

765-  فأمّا الحديث الّذي روي عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لا بأس أن يصلّي الرّجل و النّار و السّراج و الصّورة بين يديه لأنّ الّذي يصلّي له أقرب إليه من الّذي بين يديه

 فهو حديث يروى عن ثلاثة من المجهولين بإسناد منقطع يرويه الحسن بن عليّ الكوفيّ و هو معروف عن الحسين بن عمرو عن أبيه عن عمرو بن إبراهيم الهمدانيّ و هم مجهولون يرفع الحديث قال قال أبو عبد اللّه ع ذلك و لكنّها رخصة اقترنت بها علّة صدرت عن ثقات ثمّ اتّصلت بالمجهولين و الانقطاع فمن أخذ بها لم يكن مخطئا بعد أن يعلم أنّ الأصل هو النّهي و أنّ الإطلاق هو رخصة و الرّخصة رحمة

766-  و سئل الصّادق ع عن الصّلاة في القلنسوة السّوداء فقال لا تصلّ فيها فإنّها لباس أهل النّار

767-  و قال أمير المؤمنين ع فيما علّم أصحابه لا تلبسوا السّواد فإنّه لباس فرعون

768-  و كان رسول اللّه ص يكره السّواد إلّا في ثلاثة العمامة و الخفّ و الكساء

 -  و روي أنّه هبط جبرئيل ع على رسول اللّه ص في قباء أسود و منطقة فيها خنجر فقال ص يا جبرئيل ما هذا الزّيّ فقال زيّ ولد عمّك العبّاس يا محمّد ويل لولدك من ولد عمّك العبّاس فخرج النّبيّ ص إلى العبّاس فقال يا عمّ ويل لولدي من ولدك فقال يا رسول اللّه أ فأجبّ نفسي قال جرى القلم بما فيه

770-  و روى إسماعيل بن مسلم عن الصّادق ع أنّه قال أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى نبيّ من أنبيائه قل للمؤمنين لا يلبسوا لباس أعدائي و لا يطعموا مطاعم أعدائي و لا يسلكوا مسالك أعدائي فيكونوا أعدائي كما هم أعدائي

 فأمّا لبس السّواد للتّقيّة فلا إثم فيه

771-  فقد روي عن حذيفة بن منصور أنّه قال كنت عند أبي عبد اللّه ع بالحيرة فأتاه رسول أبي العبّاس الخليفة يدعوه فدعا بممطر أحد وجهيه أسود و الآخر أبيض فلبسه ثمّ قال ع أما إنّي ألبسه و أنا أعلم أنّه لباس أهل النّار

 -  و قال رسول اللّه ص لا يصلّي الرّجل و في يده خاتم حديد

773-  و قال ع ما طهّر اللّه يدا فيها حلقة حديد

774-  و روى عمّار السّاباطيّ عن أبي عبد اللّه ع في الرّجل يصلّي و عليه خاتم حديد قال لا و لا يتختّم به لأنّه من لباس أهل النّار

775-  و روى أبو الجارود عن أبي جعفر ع أنّ النّبيّ ص قال لعليّ ع إنّي أحبّ لك ما أحبّ لنفسي و أكره لك ما أكره لنفسي فلا تتختّم بخاتم ذهب فإنّه زينتك في الآخرة و لا تلبس القرمز فإنّه من أردية إبليس و لا تركب بميثرة حمراء فإنّها من مراكب إبليس و لا تلبس الحرير فيحرق اللّه جلدك يوم تلقاه

 و لم يطلق النّبيّ ص لبس الحرير لأحد من الرّجال إلّا لعبد الرّحمن بن عوف و ذلك أنّه كان رجلا قملا

776-  و سأل عليّ بن جعفر أخاه موسى بن جعفر ع عن الرّجل يصلّي و أمامه شي‏ء من الطّير قال لا بأس و عن الرّجل يصلّي و أمامه النّخلة و فيها حملها قال لا بأس و عن الرّجل يصلّي في الكرم و فيه حمله قال لا بأس و عن الرّجل يصلّي و أمامه حمار واقف قال يضع بينه و بينه قصبة أو عودا أو شيئا يقيمه بينهما ثمّ يصلّي فلا بأس و عن الرّجل يصلّي و معه دبّة من جلد حمار أو بغل قال لا يصلح أن يصلّي و هي معه إلّا أن يتخوّف عليها ذهابها فلا بأس أن يصلّي و هي معه و عن الرّجل تحرّك بعض أسنانه و هو في الصّلاة هل ينزعه قال إن كان لا يدميه فلينزعه و إن كان يدمي فلينصرف و عن الرّجل يصلّي و في كمّه طير فقال إن خاف عليه ذهابا فلا بأس و عن الرّجل يكون به الثّالول أو الجرح هل يصلح له أن يقطع الثّالول و هو في صلاته أو ينتف بعض لحمه من ذلك الجرح و يطرحه قال إن لم يتخوّف أن يسيل الدّم فلا بأس و إن تخوّف أن يسيل الدّم فلا يفعله و عن الرّجل يكون في صلاته فرماه رجل فشجّه فسال الدّم فانصرف و غسله و لم يتكلّم حتّى رجع إلى المسجد هل يعتدّ بما صلّى أو يستقبل الصّلاة قال يستقبل الصّلاة و لا يعتدّ بشي‏ء ممّا صلّى و عن الرّجل يرى في ثوبه خرء الطّير أو غيره هل يحكّه و هو في صلاته قال لا بأس و قال لا بأس أن يرفع الرّجل طرفه إلى السّماء و هو يصلّي

777-  و سأله عن الخلاخل هل يصلح لبسها للنّساء و الصّبيان قال إن كنّ صمّاء فلا بأس و إن كان لها صوت فلا يصلح

778-  و سأله عن فأرة المسك تكون مع من يصلّي و هي في جيبه أو ثيابه قال لا بأس بذلك

779-  و سأله عن الرّجل هل يصلح له أن يصلّي و في فيه الخرز و اللّؤلؤ قال إن كان يمنعه من قراءته فلا و إن كان لا يمنعه فلا بأس

780-  و سأل عمّار بن موسى أبا عبد اللّه ع عن الرّجل هل يجوز له أن يصلّي و بين يديه مصحف مفتوح في قبلته قال لا قلت و إن كان في غلافه قال نعم و عن الرّجل يصلّي و بين يديه تور فيه نضوح قال نعم قلت يصلّي و بين يديه مجمرة شبه قال نعم قال قلت فإن كان فيها نار قال لا يصلّي حتّى ينحّيها عن قبلته و عن الصّلاة في ثوب يكون في علمه مثال طير أو غير ذلك قال لا و عن الرّجل يلبس الخاتم فيه نقش مثال الطّير أو غير ذلك قال لا تجوز الصّلاة فيه

781-  و سأل حبيب بن المعلّى أبا عبد اللّه ع فقال له إنّي رجل كثير السّهو فما أحفظ صلاتي إلّا بخاتمي أحوّله من مكان إلى مكان فقال لا بأس به

782-  و سأل محمّد بن مسلم أبا جعفر ع فقال له أ يصلّي الرّجل و هو متلثّم فقال أمّا على الدّابّة فنعم و أمّا على الأرض فلا

 -  و سأل عبد الرّحمن بن الحجّاج أبا عبد اللّه ع عن الدّراهم السّود تكون مع الرّجل و هو يصلّي مربوطة أو غير مربوطة فقال ما أشتهي أن يصلّي و معه هذه الدّراهم الّتي فيها التّماثيل ثمّ قال ع ما للنّاس بدّ من حفظ بضائعهم فإن صلّى و هي معه فلتكن من خلفه و لا يجعل شيئا منها بينه و بين القبلة

784-  و سأل موسى بن عمر بن بزيع أبا الحسن الرّضا ع فقال له أشدّ الإزار و المنديل فوق قميصي في الصّلاة فقال لا بأس

785-  و سأل العيص بن القاسم أبا عبد اللّه ع عن الرّجل يصلّي في ثوب المرأة أو إزارها و يعتمّ بخمارها فقال نعم إذا كانت مأمونة

786-  و روي عن عبد اللّه بن سنان أنّه قال سئل أبو عبد اللّه ع عن رجل ليس معه إلّا سراويل فقال يحلّ التّكّة منه فيضعها على عاتقه و يصلّي و إن كان معه سيف و ليس معه ثوب فليتقلّد السّيف و يصلّي قائما

787-  و روى زرارة عن أبي جعفر ع أنّه قال أدنى ما يجزيك أن تصلّي فيه بقدر ما يكون على منكبيك مثل جناحي الخطّاف

788-  و قال أبو بصير لأبي عبد اللّه ع ما يجزي الرّجل من الثّياب أن يصلّي فيه فقال صلّى الحسين بن عليّ ص في ثوب قد قلص عن نصف ساقه و قارب ركبتيه ليس على منكبيه منه إلّا قدر جناحي الخطّاف و كان إذا ركع سقط عن منكبيه و كلّما سجد يناله عنقه فردّه على منكبيه بيده فلم يزل ذلك دأبه و دأبه مشتغلا به حتّى انصرف

789-  و روى الفضيل عن أبي جعفر ع قال صلّت فاطمة ع في درع و خمارها على رأسها ليس عليها أكثر ممّا وارت به شعرها و أذنيها

790-  و روى زرارة عنه أنّه قال له رجل يرى العقرب و الأفعى و الحيّة و هو يصلّي أ يقتلها قال نعم إن شاء فعل

791-  و سأل سليمان بن جعفر الجعفريّ العبد الصّالح موسى بن جعفر ع عن الرّجل يأتي السّوق فيشتري جبّة فراء لا يدري أ ذكيّة هي أم غير ذكيّة أ يصلّي فيها فقال نعم ليس عليكم المسألة إنّ أبا جعفر ع كان يقول إنّ الخوارج ضيّقوا على أنفسهم بجهالتهم إنّ الدّين أوسع من ذلك

792-  و سأل إسماعيل بن عيسى أبا الحسن الرّضا ع عن الجلود و الفراء يشتريه الرّجل في سوق من أسواق الجبل أ يسأل عن ذكاته إذا كان البائع مسلما غير عارف قال ع عليكم أن تسألوا عنه إذا رأيتم المشركين يبيعون ذلك و إذا رأيتموهم يصلّون فلا تسألوا عنه

793-  و روي عن جعفر بن محمّد بن يونس أنّ أباه كتب إلى أبي الحسن ع يسأله عن الفرو و الخفّ ألبسه و أصلّي فيه و لا أعلم أنّه ذكيّ فكتب لا بأس به

 -  و روي عن هاشم الحنّاط أنّه قال سمعت موسى بن جعفر ع يقول ما أكل الورق و الشّجر فلا بأس بأن تصلّي فيه و ما أكل الميتة فلا تصلّ فيه

795-  و قال زرارة قال أبو جعفر ع خرج أمير المؤمنين ع على قوم فرآهم يصلّون في المسجد قد سدلوا أرديتهم فقال لهم ما لكم قد سدلتم ثيابكم كأنّكم يهود قد خرجوا من فهرهم يعني بيعتهم إيّاكم و سدل ثيابكم

796-  و قال زرارة قال أبو جعفر ع إيّاك و التحاف الصّمّاء قال قلت و ما الصّمّاء قال أن تدخل الثّوب من تحت جناحك فتجعله على منكب واحد

797-  و روي في الرّجل يخرج عريانا فتدركه الصّلاة أنّه يصلّي عريانا قائما إن لم يره أحد و إن رآه أحد صلّى جالسا

798-  و روى أبو جميلة عن أبي عبد اللّه ع أنّه سأله عن ثوب المجوسيّ ألبسه و أصلّي فيه قال نعم قال قلت يشربون الخمر قال نعم نحن نشتري الثّياب السّابريّة فنلبسها و لا نغسلها

799-  و روى زياد بن المنذر عن أبي جعفر ع أنّه سأله رجل و هو حاضر عن الرّجل يخرج من الحمّام أو يغتسل فيتوشّح و يلبس قميصه فوق إزاره فيصلّي و هو كذلك قال هذا من عمل قوم لوط فقلت إنّه يتوشّح فوق القميص قال هذا من التّجبّر قلت إنّ القميص رقيق يلتحف به قال هو و حلّ الأزرار في الصّلاة و الخذف بالحصى و مضغ الكندر في المجالس و على ظهر الطّريق من عمل قوم لوط

 و قد رويت رخصة في التّوشّح بالإزار فوق القميص عن العبد الصّالح ع و عن أبي الحسن الثّالث ع و عن أبي جعفر الثّاني ع و بها آخذ و أفتي

800-  و سأل عبد اللّه بن بكير أبا عبد اللّه ع في الرّجل يصلّي و يرسل جانبي ثوبه قال لا بأس به

801-  و سأله أبو بصير عن الرّجل يصلّي في حرّ شديد فيخاف على جبهته من الأرض قال يضع ثوبه تحت جبهته

802-  و سأل داود الصّرميّ أبا الحسن عليّ بن محمّد ع فقال له إنّي أخرج في هذا الوجه و ربّما لم يكن موضع أصلّي فيه من الثّلج فكيف أصنع قال إن أمكنك أن لا تسجد على الثّلج فلا تسجد عليه و إن لم يمكنك فسوّه و اسجد عليه

803-  و قال إبراهيم بن أبي محمود للرّضا ع الرّجل يصلّي على سرير من ساج و يسجد على السّاج قال نعم

804-  و روى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع أنّه قال لا بأس بالصّلاة على البورياء و الخصفة و كلّ نبات إلّا الثّمرة

8050-  و سأل سماعة بن مهران أبا عبد اللّه ع عن لحوم السّباع من الطّير و الدّوابّ قال أمّا أكل لحمها فإنّا نكرهه و أمّا الجلود فاركبوا عليها و لا تلبسوا منها شيئا تصلّون فيه

 و قال أبي رضي اللّه عنه في رسالته إليّ لا بأس بالصّلاة في شعر و وبر كلّ ما أكلت لحمه و إن كان عليك غيره من سنجاب أو سمّور أو فنك و أردت الصّلاة فانزعه و قد روي في ذلك رخص و إيّاك أن تصلّي في ثعلب و لا في الثّوب الّذي يليه من تحته و فوقه

806-  و قد روي عن سليمان بن جعفر الجعفريّ أنّه قال رأيت الرّضا ع يصلّي في جبّة خزّ

807-  و روى عليّ بن مهزيار قال رأيت أبا جعفر الثّاني ع يصلّي الفريضة و غيرها في جبّة خزّ طارونيّ و كساني جبّة خزّ و ذكر أنّه لبسها على بدنه و صلّى فيها و أمرني بالصّلاة فيها

808-  و روي عن يحيى بن أبي عمران أنّه قال كتبت إلى أبي جعفر الثّاني ع في السّنجاب و الفنك و الخزّ و قلت جعلت فداك أحبّ أن لا تجيبني بالتّقيّة في ذلك فكتب بخطّه إليّ صلّ فيها

809-  و روي عن داود الصّرميّ أنّه قال سأل رجل أبا الحسن الثّالث ع عن الصّلاة في الخزّ يغشّ بوبر الأرانب فكتب يجوز ذلك

  و هذه رخصة الآخذ بها مأجور و رادّها مأثوم و الأصل ما ذكره أبي رحمه اللّه في رسالته إليّ و صلّ في الخزّ ما لم يكن مغشوشا بوبر الأرانب و قال فيها و لا تصلّ في ديباج و لا حرير و لا وشي و لا في شي‏ء من إبريسم محض إلّا أن يكون ثوبا سداه إبريسم و لحمته قطن أو كتّان

810-  و كتب إبراهيم بن مهزيار إلى أبي محمّد الحسن ع يسأله عن الصّلاة في القرمز فإنّ أصحابنا يتوقّون عن الصّلاة فيه فكتب لا بأس مطلق و الحمد للّه

 قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه و ذلك إذا لم يكن القرمز من إبريسم محض و الّذي نهي عنه هو ما كان من إبريسم محض

811-  و كتب إليه في الرّجل يجعل في جبّته بدل القطن قزّا هل يصلّي فيه فكتب نعم لا بأس به

 يعني به قزّ المعز لا قزّ الإبريسم و قد وردت الأخبار بالنّهي عن لبس الدّيباج و الحرير و الإبريسم المحض و الصّلاة فيه للرّجال و وردت الرّخصة في لبس ذلك للنّساء و لم يرد بجواز صلاتهنّ فيه فالنّهي عن الصّلاة في الإبريسم المحض على العموم للرّجال و النّساء حتّى يخصّهنّ خبر بالإطلاق لهنّ في الصّلاة فيه كما خصّهنّ بلبسه و لم يطلق للرّجال لبس الحرير و الدّيباج إلّا في الحرب و لا بأس به و إن كان فيه تماثيل روى ذلك سماعة بن مهران عن أبي عبد اللّه ع

812-  و روى يوسف بن محمّد بن إبراهيم عنه أنّه قال لا بأس بالثّوب أن يكون سداه و زرّه و علمه حريرا و إنّما يكره الحرير المبهم للرّجال

813-  و روى عنه مسمع بن عبد الملك البصريّ أنّه قال لا بأس أن يأخذ من ديباج الكعبة فيجعله غلاف مصحف أو يجعله مصلّى يصلّى عليه

814-  و سأل محمّد بن إسماعيل بن بزيع أبا الحسن الرّضا ع عن الصّلاة في الثّوب المعلم فكره ما فيه من التّماثيل

 و لا تجوز الصّلاة في تكّة رأسها من إبريسم و لا بأس بالصّلاة في الفراء الخوارزميّة و ما يدبغ بأرض الحجاز و لا بأس بالصّلاة في صوف الميتة لأنّ الصّوف ليس فيه روح

815-  و سأل سماعة بن مهران أبا عبد اللّه ع عن تقليد السّيف في الصّلاة فيه الغراء و الكيمخت فقال لا بأس ما لم تعلم أنّه ميتة

816-  و سأل عليّ بن الرّيّان بن الصّلت أبا الحسن الثّالث ع عن الرّجل يأخذ من شعره و أظفاره ثمّ يقوم إلى الصّلاة من غير أن ينفضه من ثوبه فقال لا بأس

817-  و سأل يونس بن يعقوب أبا عبد اللّه ع عن الرّجل يصلّي و عليه البرطلة فقال لا يضرّه

 و سمعت مشايخنا رضي اللّه عنهم يقولون لا تجوز الصّلاة في الطّابقيّة و لا يجوز للمعتمّ أن يصلّي إلّا و هو متحنّك

818-  و روى عمّار السّاباطيّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من خرج في سفر فلم يدر العمامة تحت حنكه فأصابه ألم لا دواء له فلا يلومنّ إلّا نفسه

819-  و قال الصّادق ع ضمنت لمن خرج من بيته معتمّا تحت حنكه أن يرجع إليهم سالما

820-  و قال ع إنّي لأعجب ممّن يأخذ في حاجة و هو على وضوء كيف لا تقضى حاجته و إنّي لأعجب ممّن يأخذ في حاجة و هو معتمّ تحت حنكه كيف لا تقضى حاجته

821-  و قال النّبيّ ص الفرق بين المسلمين و المشركين التّلحّي بالعمائم

 و ذلك في أوّل الإسلام و ابتدائه

822-  و قد نقل عنه ص أهل الخلاف أيضا أنّه أمر بالتّلحّي و نهى عن الاقتعاط

823-  و سأل الحلبيّ و عبد اللّه بن سنان أبا عبد اللّه ع هل يقرأ الرّجل في صلاته و ثوبه على فيه فقال لا بأس بذلك

 و في رواية الحلبيّ إذا سمع الهمهمة

824-  و سأل رفاعة بن موسى أبا الحسن موسى بن جعفر ع عن المختضب إذا تمكّن من السّجود و القراءة أ يصلّي في خضابه فقال نعم إذا كانت خرقته طاهرة و كان متوضّئا و لا بأس بأن تصلّي المرأة و هي مختضبة و يداها مربوطتان

 روى ذلك عمّار السّاباطيّ عن الصّادق ع

825-  و روى عليّ بن جعفر و عليّ بن يقطين عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع أنّهما سألاه عن الرّجل و المرأة يختضبان أ يصلّيان و هما مختضبان بالحنّاء و الوسمة فقال إذا أبرزوا الفم و المنخر فلا بأس

826-  و سأل محمّد بن مسلم أبا جعفر ع عن الرّجل يصلّي و لا يخرج يديه من ثوبه فقال إن أخرج يديه فهو حسن و إن لم يخرج يديه فلا بأس

827-  و روى زياد بن سوقة عن أبي جعفر ع أنّه قال لا بأس أن يصلّي أحدكم في الثّوب الواحد و أزراره محلولة إنّ دين محمّد ص حنيف

 باب ما يسجد عليه و ما لا يسجد عليه

828-  قال الصّادق ع السّجود على الأرض فريضة و على غير ذلك سنّة

829-  و قال ع السّجود على طين قبر الحسين ع ينوّر إلى الأرض السّابعة

 و من كان معه سبحة من طين قبر الحسين ع كتب مسبّحا و إن لم يسبّح بها و التّسبيح بالأصابع أفضل منه بغيرها لأنّها مسئولات يوم القيامة

830-  و روى حمّاد بن عثمان عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال السّجود على ما أنبتت الأرض إلّا ما أكل أو لبس

831-  و روي عن ياسر الخادم أنّه قال مرّ بي أبو الحسن ع و أنا أصلّي على الطّبريّ و قد ألقيت عليه شيئا فقال لي ما لك لا تسجد عليه أ ليس هو من نبات الأرض

 و قال أبي رحمه اللّه في رسالته إليّ اسجد على الأرض أو على ما أنبتت الأرض و لا تسجد على الحصر المدنيّة لأنّ سيورها من جلد و لا تسجد على شعر و لا صوف و لا جلد و لا إبريسم و لا زجاج و لا حديد و لا صفر و لا شبه و لا رصاص و لا نحاس و لا ريش و لا رماد و إن كانت الأرض حارّة تخاف على جبهتك الاحتراق أو كانت ليلة مظلمة خفت عقربا أو شوكة تؤذيك فلا بأس أن تسجد على كمّك إذا كان من قطن أو كتّان و إن كان بجبهتك دمّل فاحفر حفرة فإذا سجدت جعلت الدّمّل فيها و إن كانت بجبهتك علّة لا تقدر على السّجود من أجلها فاسجد على قرنك الأيمن من جبهتك فإن لم تقدر عليه فاسجد على قرنك الأيسر من جبهتك فإن لم تقدر عليه فاسجد على ظهر كفّك فإن لم تقدر عليه فاسجد على ذقنك لقول اللّه عزّ و جلّ إنّ الّذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرّون للأذقان سجّدا إلى قوله و يزيدهم خشوعا و لا بأس بالقيام و وضع الكفّين و الرّكبتين و الإبهامين على غير الأرض و ترغم بأنفك و يجزيك في وضع الجبهة من قصاص الشّعر إلى الحاجبين مقدار درهم و يكون سجودك كما يتخوّى البعير الضّامر عند بروكه تكون شبه المعلّق لا يكون شي‏ء من جسدك على شي‏ء منه

832-  و سأل المعلّى بن خنيس أبا عبد اللّه ع عن الصّلاة على القفر و القير فقال لا بأس به

 -  و سأل الحسن بن محبوب أبا الحسن ع عن الجصّ يوقد عليه بالعذرة و عظام الموتى ثمّ يجصّص به المسجد أ يسجد عليه فكتب ع إليه بخطّه أنّ النّار و الماء قد طهّراه

834-  و سأل داود بن أبي زيد أبا الحسن الثّالث ع عن القراطيس و الكواغذ المكتوبة عليها هل يجوز عليها السّجود فكتب يجوز

835-  و سأل عليّ بن يقطين أبا الحسن الأوّل ع عن الرّجل يسجد على المسح و البساط فقال لا بأس إذا كان في حال التّقيّة

 و لا بأس بالسّجود على الثّياب في حال التّقيّة

836-  و سأل معاوية بن عمّار أبا عبد اللّه ع عن الصّلاة على القار فقال لا بأس به

837-  و روى زرارة عن أحدهما ع أنّه قال قلت له الرّجل يسجد و عليه قلنسوة أو عمامة فقال إذا مسّ شي‏ء من جبهته الأرض فيما بين حاجبيه و قصاص شعره فقد أجزأ عنه

838-  و قال يونس بن يعقوب رأيت أبا عبد اللّه ع يسوّي الحصى في موضع سجوده بين السّجدتين

839-  و روي عن عليّ بن بجيل أنّه قال رأيت جعفر بن محمّد ع كلّما سجد فرفع رأسه أخذ الحصى من جبهته فوضعه على الأرض

840-  و روى عمّار السّاباطيّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال ما بين قصاص الشّعر إلى طرف الأنف مسجد فما أصاب الأرض منه فقد أجزأك

 و روى زرارة عنه ع مثل ذلك

841-  و سأل رجل الصّادق ع عن المكان يكون فيه الغبار فأنفخه إذا أردت السّجود فقال لا بأس

 و في رسالة أبي رضي اللّه عنه إليّ و لا تنفخ في موضع سجودك فإذا أردت النّفخ فليكن قبل دخولك في الصّلاة

842-  و روي عن الصّادق ع أنّه قال إنّما يكره ذلك خشية أن يؤذى من إلى جانبه

 و يكره أن يمسح الرّجل التّراب عن جبهته و هو في الصّلاة و يكره أن يتركه بعد ما صلّى فإن مسح التّراب من جبهته و هو في الصّلاة فلا شي‏ء عليه لورود الرّخصة فيه

باب علّة النّهي عن السّجود على المأكول و الملبوس دون الأرض و ما أنبتت من سواهما

843-  قال هشام بن الحكم لأبي عبد اللّه ع أخبرني عمّا يجوز السّجود عليه و عمّا لا يجوز قال السّجود لا يجوز إلّا على الأرض أو على ما أنبتت الأرض إلّا ما أكل أو لبس فقال له جعلت فداك ما العلّة في ذلك قال لأنّ السّجود خضوع للّه عزّ و جلّ فلا ينبغي أن يكون على ما يؤكل أو يلبس لأنّ أبناء الدّنيا عبيد ما يأكلون و يلبسون و السّاجد في سجوده في عبادة اللّه عزّ و جلّ فلا ينبغي أن يضع جبهته في سجوده على معبود أبناء الدّنيا الّذين اغترّوا بغرورها و السّجود على الأرض أفضل لأنّه أبلغ في التّواضع و الخضوع للّه عزّ و جلّ

باب القبلة

844-  قال الصّادق ع إنّ اللّه تبارك و تعالى جعل الكعبة قبلة لأهل المسجد و جعل المسجد قبلة لأهل الحرم و جعل الحرم قبلة لأهل الدّنيا

845-  و سأل المفضّل بن عمر أبا عبد اللّه ع عن التّحريف لأصحابنا ذات اليسار عن القبلة و عن السّبب فيه فقال إنّ الحجر الأسود لمّا أنزل من الجنّة و وضع في موضعه جعل أنصاب الحرم من حيث لحقه النّور نور الحجر فهو عن يمين الكعبة أربعة أميال و عن يسارها ثمانية أميال كلّه اثنا عشر ميلا فإذا انحرف الإنسان ذات اليمين خرج عن حدّ القبلة لقلّة أنصاب الحرم و إذا انحرف الإنسان ذات اليسار لم يكن خارجا عن حدّ القبلة

 و من كان في المسجد الحرام صلّى إلى الكعبة إلى أيّ جوانبها شاء و من صلّى في الكعبة صلّى إلى أيّ جوانبها شاء و أفضل ذلك أن يقف بين العمودين على البلاطة الحمراء و يستقبل الرّكن الّذي فيه الحجر الأسود و من كان فوق الكعبة و حضرت الصّلاة اضطجع و أومأ برأسه إلى البيت المعمور و من كان فوق أبي قبيس استقبل الكعبة و صلّى فإنّ الكعبة قبلة ما فوقها إلى السّماء و صلّى رسول اللّه ص إلى البيت المقدس بعد النّبوّة ثلاث عشرة سنة بمكّة و تسعة عشر شهرا بالمدينة ثمّ عيّرته اليهود فقالوا له إنّك تابع لقبلتنا فاغتمّ لذلك غمّا شديدا فلمّا كان في بعض اللّيل خرج ص يقلّب وجهه في آفاق السّماء فلمّا أصبح صلّى الغداة فلمّا صلّى من الظّهر ركعتين جاءه جبرئيل ع فقال له قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلة ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام الآية ثمّ أخذ بيد النّبيّ ص فحوّل وجهه إلى الكعبة و حوّل من خلفه وجوههم حتّى قام الرّجال مقام النّساء و النّساء مقام الرّجال فكان أوّل صلاته إلى بيت المقدس و آخرها إلى الكعبة و بلغ الخبر مسجدا بالمدينة و قد صلّى أهله من العصر ركعتين فحوّلوا نحو الكعبة فكانت أوّل صلاتهم إلى بيت المقدس و آخرها إلى الكعبة فسمّي ذلك المسجد مسجد القبلتين فقال المسلمون صلاتنا إلى بيت المقدس تضيع يا رسول اللّه فأنزل اللّه عزّ و جلّ و ما كان اللّه ليضيع إيمانكم يعني صلاتكم إلى بيت المقدس و قد أخرجت الخبر في ذلك على وجهه في كتاب النّبوّة

846-  و روي عن عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه أنّه سأل الصّادق ع عن رجل أعمى صلّى على غير القبلة فقال إن كان في وقت فليعد و إن كان قد مضى الوقت فلا يعيد قال و سألته عن رجل صلّى و هي متغيّمة ثمّ تجلّت فعلم أنّه صلّى على غير القبلة فقال إن كان في وقت فليعد و إن كان الوقت قد مضى فلا يعيد

847-  و روى زرارة و محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع أنّه قال يجزي المتحيّر أبدا أينما توجّه إذا لم يعلم أين وجه القبلة

848-  و سأله معاوية بن عمّار عن الرّجل يقوم في الصّلاة ثمّ ينظر بعد ما فرغ فيرى أنّه قد انحرف عن القبلة يمينا أو شمالا فقال له قد مضت صلاته و ما بين المشرق و المغرب قبلة

 و نزلت هذه الآية في قبلة المتحيّر و للّه المشرق و المغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه اللّه

 -  و روى محمّد بن أبي حمزة عن أبي الحسن الأوّل ع أنّه قال إذا ظهر النّزّ من خلف الكنيف و هو في القبلة يستره بشي‏ء

 و لا يقطع صلاة المسلم شي‏ء يمرّ بين يديه من كلب أو امرأة أو حمار أو غير ذلك

850-  و نهى رسول اللّه ص عن البزاق في القبلة

851-  و رأى ص نخامة في المسجد فمشى إليها بعرجون من عراجين ابن طاب فحكّها ثمّ رجع القهقرى فبنى على صلاته و قال الصّادق ع و هذا يفتح من الصّلاة أبوابا كثيرة

852-  و نهى ص عن الجماع مستقبل القبلة و مستدبرها و نهى عن استقبال القبلة ببول أو غائط

853-  و قال أبو جعفر ع لا يبزقنّ أحدكم في الصّلاة قبل وجهه و لا عن يمينه و ليبزق عن يساره و تحت قدمه اليسرى

 -  قال الصّادق ع من حبس ريقه إجلالا للّه عزّ و جلّ في صلاته أورثه اللّه تعالى صحّة حتّى الممات

 و قد روي فيمن لا يهتدي إلى القبلة في مفازة أنّه يصلّي إلى أربع جوانب

855-  و روى زرارة عن أبي جعفر ع أنّه قال لا صلاة إلّا إلى القبلة قال قلت و أين حدّ القبلة قال ما بين المشرق و المغرب قبلة كلّه قال قلت فمن صلّى لغير القبلة أو في يوم غيم في غير الوقت قال يعيد

856-  و قال في حديث آخر ذكره له ثمّ استقبل القبلة بوجهك و لا تقلّب بوجهك عن القبلة فتفسد صلاتك فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول لنبيّه ص في الفريضة فولّ وجهك شطر المسجد الحرام و حيث ما كنتم فولّوا وجوهكم شطره فقم منتصبا فإنّ رسول اللّه ص قال من لم يقم صلبه فلا صلاة له و اخشع ببصرك للّه عزّ و جلّ و لا ترفعه إلى السّماء و ليكن حذاء وجهك في موضع سجودك

 -  و قال ع لزرارة لا تعاد الصّلاة إلّا من خمسة الطّهور و الوقت و القبلة و الرّكوع و السّجود

 و قال أبي رضي اللّه عنه في رسالته إليّ إذا أردت أن تصلّي نافلة و أنت راكب فصلّها و استقبل برأس دابّتك حيث توجّهت بك مستقبل القبلة و مستدبرها و يمينا و يسارا فإن صلّيت فريضة على ظهر دابّتك فاستقبل القبلة و كبّر تكبيرة الافتتاح ثمّ امض حيث توجّهت بك دابّتك و اقرأ فإذا أردت الرّكوع و السّجود فاركع و اسجد على شي‏ء يكون معك ممّا يجوز عليه السّجود و لا تصلّها إلّا على حال اضطرار شديد و تفعل فيها إذا صلّيت ماشيا مثل ذلك إلّا أنّك إذا أردت السّجود سجدت على الأرض و قال فيها إذا تعرّض لك سبع و خفت فوت الصّلاة فاستقبل القبلة و صلّ صلاتك بالإيماء و إن خشيت السّبع و تعرّض لك فدر معه كيف دار و صلّ بالإيماء

 -  و روي أنّه إذا عصفت الرّيح بمن في السّفينة و لم يقدر على أن يدور إلى القبلة صلّى إلى صدر السّفينة

859-  و قال النّبيّ ص كلّ واعظ قبلة و كلّ موعوظ قبلة للواعظ

 يعني في الجمعة و العيدين و صلاة الاستسقاء في الخطبة يستقبلهم الإمام و يستقبلونه حتّى يفرغ من خطبته

860-  و قال رجل للصّادق ع إنّي أكون في السّفر و لا أهتدي إلى القبلة باللّيل فقال أ تعرف الكوكب الّذي يقال له الجدي قلت نعم قال فاجعله على يمينك و إذا كنت على طريق الحجّ فاجعله بين كتفيك

باب الحدّ الّذي يؤخذ فيه الصّبيان بالصّلاة

861-  قال الصّادق ع إنّا نأمر صبياننا بالصّلاة و هم أبناء خمس سنين فمروا صبيانكم بالصّلاة إذا كانوا أبناء سبع سنين و نحن نأمر صبياننا بالصّيام إذا كانوا أبناء سبع سنين ما أطاقوا من صيام اليوم إن كان إلى نصف النّهار أو أكثر من ذلك أو أقلّ فإذا غلبهم العطش أو الجوع أفطروا حتّى يتعوّدوا الصّوم و يطيقوه فمروا صبيانكم بالصّيام إذا كانوا أبناء تسع سنين ما أطاقوه من صيام اليوم فإذا غلبهم العطش أفطروا

862-  و روي عن الحسن بن قارن أنّه قال سألت أبا الحسن الرّضا ع أو سئل و أنا أسمع عن الرّجل يختن ولده و هو لا يصلّي اليوم و اليومين فقال و كم أتى على الغلام فقال ثماني سنين فقال سبحان اللّه يترك الصّلاة قال قلت يصيبه الوجع قال يصلّي على نحو ما يقدر

863-  و روى عبد اللّه بن فضالة عن أبي عبد اللّه و أبي جعفر ع قال سمعته يقول إذا بلغ الغلام ثلاث سنين يقال له قل لا إله إلّا اللّه سبع مرّات ثمّ يترك حتّى يتمّ له ثلاث سنين و سبعة أشهر و عشرون يوما فيقال له قل محمّد رسول اللّه سبع مرّات و يترك حتّى يتمّ له أربع سنين ثمّ يقال له قل سبع مرّات صلّى اللّه على محمّد و آله ثمّ يترك حتّى يتمّ له خمس سنين ثمّ يقال له أيّهما يمينك و أيّهما شمالك فإذا عرف ذلك حوّل وجهه إلى القبلة و يقال له اسجد ثمّ يترك حتّى يتمّ له سبع سنين فإذا تمّ له سبع سنين قيل له اغسل وجهك و كفّيك فإذا غسلهما قيل له صلّ ثمّ يترك حتّى يتمّ له تسع سنين فإذا تمّت له علّم الوضوء و ضرب عليه و أمر بالصّلاة و ضرب عليها فإذا تعلّم الوضوء و الصّلاة غفر اللّه عزّ و جلّ له و لوالديه إن شاء اللّه

باب الأذان و الإقامة و ثواب المؤذّنين

864-  روى حفص بن البختريّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لمّا أسري برسول اللّه ص حضرت الصّلاة فأذّن جبرئيل ع فلمّا قال اللّه أكبر اللّه أكبر قالت الملائكة اللّه أكبر اللّه أكبر فلمّا قال أشهد أن لا إله إلّا اللّه قالت الملائكة خلع الأنداد فلمّا قال أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه قالت الملائكة نبيّ بعث فلمّا قال حيّ على الصّلاة قالت الملائكة حثّ على عبادة ربّه فلمّا قال حيّ على الفلاح قالت الملائكة أفلح من اتّبعه

865-  و روى منصور بن حازم عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال هبط جبرئيل ع بالأذان على رسول اللّه ص و كان رأسه في حجر عليّ ع فأذّن جبرئيل ع و أقام فلمّا انتبه رسول اللّه ص قال يا عليّ سمعت قال نعم يا رسول اللّه قال حفظت قال نعم قال ادع بلالا فعلّمه فدعا بلالا فعلّمه

866-  و روى زرارة عن أبي جعفر ع أنّه قال تؤذّن و أنت على غير وضوء في ثوب واحد قائما أو قاعدا و أينما توجّهت و لكن إذا أقمت فعلى وضوء متهيّئا للصّلاة

867-  و روى أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ عن الرّضا ع أنّه قال يؤذّن الرّجل و هو جالس و يؤذّن و هو راكب

868-  و روى أبو بصير عن الصّادق ع أنّه قال لا بأس أن تؤذّن راكبا أو ماشيا أو على غير وضوء و لا تقم و أنت راكب و لا جالس إلّا من عذر أو تكون في أرض ملصّة

869-  و قال رسول اللّه ص للمؤذّن فيما بين الأذان و الإقامة مثل أجر الشّهيد المتشحّط بدمه في سبيل اللّه عزّ و جلّ فقال عليّ ع إنّهم يجتلدون على الأذان فقال كلّا إنّه يأتي على النّاس زمان يطرحون الأذان على ضعفائهم فتلك لحوم حرّمها اللّه على النّار

870-  و قال عليّ ع آخر ما فارقت عليه حبيب قلبي ص أنّه قال يا عليّ إذا صلّيت فصلّ صلاة أضعف من خلفك و لا تتّخذنّ مؤذّنا يأخذ على أذانه أجرا

871-  و روى خالد بن نجيح عن الصّادق ع أنّه قال التّكبير جزم في الأذان مع الإفصاح بالهاء و الألف

872-  و روى أبو بصير عن أحدهما ع أنّه قال إنّ بلالا كان عبدا صالحا فقال لا أؤذّن لأحد بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فترك يومئذ حيّ على خير العمل

873-  و روى الحسن بن السّريّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من السّنّة إذا أذّن الرّجل أن يضع إصبعيه في أذنيه

874-  و روى خالد بن نجيح عنه أنّه قال الأذان و الإقامة مجزومان و في خبر آخر موقوفان

875-  و روى زرارة عن أبي جعفر ع أنّه قال لا يجزيك من الأذان إلّا ما أسمعت نفسك أو فهّمته و أفصح بالألف و الهاء و صلّ على النّبيّ و آله ص كلّما ذكرته أو ذكره ذاكر عندك في أذان أو غيره و كلّما اشتدّ صوتك من غير أن تجهد نفسك كان من يسمع أكثر و كان أجرك في ذلك أعظم

876-  و سأل معاوية بن وهب أبا عبد اللّه ع عن الأذان فقال اجهر و ارفع به صوتك فإذا أقمت فدون ذلك و لا تنتظر بأذانك و إقامتك إلّا دخول وقت الصّلاة و احدر إقامتك حدرا

877-  و روى عنه ع عمّار السّاباطيّ أنّه قال إذا قمت إلى الصّلاة الفريضة فأذّن و أقم و افصل بين الأذان و الإقامة بقعود أو بكلام أو تسبيح و قال سألته كم الّذي يجزي بين الأذان و الإقامة من القول قال الحمد للّه

878-  و سأل محمّد بن مسلم أبا جعفر ع عن الرّجل يؤذّن و هو يمشي و هو على غير طهر أو هو على ظهر الدّابّة قال نعم إذا كان المتشّهد مستقبل القبلة فلا بأس

879-  و روى عنه ع زرارة أنّه قال إذا أقيمت الصّلاة حرم الكلام على الإمام و على أهل المسجد إلّا في تقديم إمام

880-  و قال عليّ ع قال رسول اللّه ص يؤمّكم أقرؤكم و يؤذّن لكم خياركم و في حديث آخر أفصحكم

881-  و قال رسول اللّه ص من أذّن في مصر من أمصار المسلمين سنة وجبت له الجنّة

882-  و قال أبو جعفر ع المؤذّن يغفر اللّه له مدّ بصره و مدّ صوته في السّماء و يصدّقه كلّ رطب و يابس يسمعه و له من كلّ من يصلّي معه في مسجده سهم و له من كلّ من يصلّي بصوته حسنة

883-  و قال ع من أذّن سبع سنين محتسبا جاء يوم القيامة لا ذنب له

884-  و روي أنّ الملائكة إذا سمعت الأذان من أهل الأرض قالت هذه أصوات أمّة محمّد ص بتوحيد اللّه فيستغفرون اللّه لأمّة محمّد ص حتّى يفرغوا من تلك الصّلاة

885-  و روى زرارة عن أبي جعفر ع أنّه قال إنّ أدنى ما يجزي من الأذان أن يفتتح اللّيل بأذان و إقامة و يفتتح النّهار بأذان و إقامة و يجزيك في سائر الصّلاة إقامة بغير أذان

 و جمع رسول اللّه ص بين الظّهر و العصر بعرفة بأذان واحد و إقامتين و جمع بين المغرب و العشاء بجمع بأذان واحد و إقامتين

886-  و روى عبد اللّه بن سنان عن الصّادق ع أنّ رسول اللّه ص جمع بين الظّهر و العصر بأذان و إقامتين و جمع بين المغرب و العشاء في الحضر من غير علّة بأذان واحد و إقامتين

887-  و روي أنّ من صلّى بأذان و إقامة صلّى خلفه صفّان من الملائكة و من صلّى بإقامة بغير أذان صلّى خلفه صفّ واحد و حدّ الصّفّ ما بين المشرق و المغرب

888-  و في رواية العبّاس بن هلال عن أبي الحسن الرّضا ع أنّه قال من أذّن و أقام صلّى وراءه صفّان من الملائكة و إن أقام بغير أذان صلّى عن يمينه واحد و عن شماله واحد ثمّ قال اغتنم الصّفّين

889-  و في رواية ابن أبي ليلى عن عليّ ع أنّه قال من صلّى بأذان و إقامة صلّى خلفه صفّان من الملائكة لا يرى طرفاهما و من صلّى بإقامة صلّى خلفه ملك

890-  و قال الصّادق ع من قال حين يسمع أذان الصّبح اللّهمّ إنّي أسألك بإقبال نهارك و إدبار ليلك و حضور صلواتك و أصوات دعاتك أن تتوب عليّ إنّك أنت التّوّاب الرّحيم و قال مثل ذلك حين يسمع أذان المغرب ثمّ مات من يومه أو ليلته مات تائبا و كان ابن النّبّاح يقول في أذانه حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل فإذا رآه عليّ ع قال مرحبا بالقائلين عدلا و بالصّلاة مرحبا و أهلا

891-  و روى حارث بن المغيرة النّضريّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من سمع المؤذّن يقول أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه فقال مصدّقا محتسبا و أنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه أكتفي بهما عن كلّ من أبى و جحد و أعين بهما من أقرّ و شهد كان له من الأجر عدد من أنكر و جحد و عدد من أقرّ و شهد

892-  و قال أبو جعفر لمحمّد بن مسلم يا محمّد بن مسلم لا تدعنّ ذكر اللّه على كلّ حال و لو سمعت المنادي ينادي بالأذان و أنت على الخلاء فاذكر اللّه عزّ و جلّ و قل كما يقول المؤذّن

893-  و سأل زيد الشّحّام أبا عبد اللّه ع عن رجل نسي الأذان و الإقامة حتّى دخل في الصّلاة فقال إن كان ذكر قبل أن يقرأ فليصلّ على النّبيّ و آله و ليقم و إن كان قد دخل في القراءة فليتمّ صلاته

 -  و روي عن عمّار السّاباطيّ أنّه قال سئل أبو عبد اللّه ع عن رجل نسي من الأذان حرفا فذكره حين فرغ من الأذان و الإقامة قال يرجع إلى الحرف الّذي نسيه فليقله و ليقل من ذلك الحرف إلى آخره و لا يعيد الأذان كلّه و لا الإقامة

895-  و سأل معاوية بن وهب أبا عبد اللّه ع عن التّثويب الّذي يكون بين الأذان و الإقامة فقال ما نعرفه

896-  و كان عليّ ع يقول لا بأس أن يؤذّن الغلام قبل أن يحتلم و لا بأس أن يؤذّن المؤذّن و هو جنب و لا يقيم حتّى يغتسل

897-  و روى أبو بكر الحضرميّ و كليب الأسديّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه حكى لهما الأذان فقال اللّه أكبر اللّه أكبر اللّه أكبر اللّه أكبر أشهد أن لا إله إلّا اللّه أشهد أن لا إله إلّا اللّه أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه حيّ على الصّلاة حيّ على الصّلاة حيّ على الفلاح حيّ على الفلاح حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل اللّه أكبر اللّه أكبر لا إله إلّا اللّه لا إله إلّا اللّه و الإقامة كذلك

 و لا بأس أن يقال في صلاة الغداة على أثر حيّ على خير العمل الصّلاة خير من النّوم مرّتين للتّقيّة و قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه هذا هو الأذان الصّحيح لا يزاد فيه و لا ينقص منه و المفوّضة لعنهم اللّه قد وضعوا أخبارا و زادوا في الأذان محمّد و آل محمّد خير البريّة مرّتين و في بعض رواياتهم بعد أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه أشهد أنّ عليّا وليّ اللّه مرّتين و منهم من روى بدل ذلك أشهد أنّ عليّا أمير المؤمنين حقّا مرّتين و لا شكّ في أنّ عليّا وليّ اللّه و أنّه أمير المؤمنين حقّا و أنّ محمّدا و آله صلوات اللّه عليهم خير البريّة و لكن ليس ذلك في أصل الأذان و إنّما ذكرت ذلك ليعرف بهذه الزّيادة المتّهمون بالتّفويض المدلّسون أنفسهم في جملتنا

898-  و قال الصّادق ع في المؤذّنين إنّهم الأمناء

899-  و قال ع صلّ الجمعة بأذان هؤلاء فإنّهم أشدّ شي‏ء مواظبة على الوقت

 و ينبغي أن يكون بين الأذان و الإقامة جلسة إلّا المغرب فإنّه يجزي أن يكون بين الأذان و الإقامة نفس

900-  و روى عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه عن الصّادق ع أنّه قال يجزي في السّفر إقامة بغير أذان

901-  و روى أبو بصير عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إذا أذّنت في الطّريق أو في بيتك ثمّ أقمت في المسجد أجزأك

902-  و كان عليّ ع يؤذّن و يقيم غيره و كان يقيم و قد أذّن غيره

 -  و شكا هشام بن إبراهيم إلى أبي الحسن الرّضا ع سقمه و أنّه لا يولد له فأمره أن يرفع صوته بالأذان في منزله قال ففعلت ذلك فأذهب اللّه عنّي سقمي و كثر ولدي قال محمّد بن راشد و كنت دائم العلّة ما أنفكّ منها في نفسي و جماعة من خدمي و عيالي حتّى إنّي كنت أبقى و ما لي أحد يخدمني فلمّا سمعت ذلك من هشام عملت به فأذهب اللّه عنّي و عن عيالي العلل و الحمد للّه

904-  و روي أنّ من سمع الأذان فقال كما يقول المؤذّن زيد في رزقه

905-  و روي عن عبد اللّه بن عليّ قال حملت متاعي من البصرة إلى مصر فقدمتها فبينما أنا في بعض الطّريق إذا أنا بشيخ طويل شديد الأدمة أبيض الرّأس و اللّحية عليه طمران أحدهما أسود و الآخر أبيض فقلت من هذا فقالوا هذا بلال مولى رسول اللّه ص فأخذت ألواحا فأتيته فسلّمت عليه فقلت له السّلام عليك أيّها الشّيخ فقال و عليك السّلام قلت يرحمك اللّه تعالى حدّثني بما سمعت من رسول اللّه ص فقال و ما يدريك من أنا فقلت أنت بلال مؤذّن رسول اللّه ص قال فبكى و بكيت حتّى اجتمع النّاس علينا و نحن نبكي قال ثمّ قال يا غلام من أيّ البلاد أنت قلت من أهل العراق قال بخ بخ ثمّ سكت ساعة ثمّ قال اكتب يا أخا أهل العراق بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سمعت رسول اللّه ص يقول المؤذّنون أمناء المؤمنين على صلواتهم و صومهم و لحومهم و دمائهم لا يسألون اللّه عزّ و جلّ شيئا إلّا أعطاهم و لا يشفعون في شي‏ء إلّا شفّعوا قلت زدني يرحمك اللّه قال اكتب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سمعت رسول اللّه ص يقول من أذّن أربعين عاما محتسبا بعثه اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة و له عمل أربعين صدّيقا عملا مبرورا متقبّلا قلت زدني يرحمك اللّه قال اكتب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سمعت رسول اللّه ص يقول من أذّن عشرين عاما بعثه اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة و له من النّور مثل زنة السّماء قلت زدني يرحمك اللّه قال اكتب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سمعت رسول اللّه ص يقول من أذّن عشر سنين أسكنه اللّه عزّ و جلّ مع إبراهيم الخليل ع في قبّته أو في درجته قلت زدني يرحمك اللّه عزّ و جلّ قال اكتب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سمعت رسول اللّه ص يقول من أذّن سنة واحدة بعثه اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة و قد غفرت ذنوبه كلّها بالغة ما بلغت و لو كانت مثل زنة جبل أحد قلت زدني يرحمك اللّه قال نعم فاحفظ و اعمل و احتسب سمعت رسول اللّه ص يقول من أذّن في سبيل اللّه صلاة واحدة إيمانا و احتسابا و تقرّبا إلى اللّه عزّ و جلّ غفر اللّه له ما سلف من ذنوبه و منّ عليه بالعصمة فيما بقي من عمره و جمع بينه و بين الشّهداء في الجنّة قلت زدني يرحمك اللّه حدّثني بأحسن ما سمعت من رسول اللّه ص قال ويحك يا غلام قطعت أنياط قلبي و بكى و بكيت حتّى إنّي و اللّه لرحمته ثمّ قال اكتب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سمعت رسول اللّه ص يقول إذا كان يوم القيامة و جمع اللّه عزّ و جلّ النّاس في صعيد واحد بعث اللّه عزّ و جلّ إلى المؤذّنين بملائكة من نور و معهم ألوية و أعلام من نور يقودون جنائب أزمّتها زبرجد أخضر و حقايبها المسك الأذفر يركبها المؤذّنون فيقومون عليها قياما تقودهم الملائكة ينادون بأعلى صوتهم بالأذان ثمّ بكى بكاء شديدا حتّى انتحبت و بكيت فلمّا سكت قلت ممّ بكاؤك فقال ويحك ذكرتني أشياء سمعت حبيبي و صفيّي ع يقول و الّذي بعثني بالحقّ نبيّا إنّهم ليمرّون على الخلق قياما على النّجائب

 فيقولون اللّه أكبر اللّه أكبر فإذا قالوا ذلك سمعت لأمّتي ضجيجا فسأله أسامة بن زيد عن ذلك الضّجيج ما هو قال الضّجيج التّسبيح و التّحميد و التّهليل فإذا قالوا أشهد أن لا إله إلّا اللّه قالت أمّتي نعم إيّاه كنّا نعبد في الدّنيا فيقال صدقتم فإذا قالوا أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه قالت أمّتي هذا الّذي أتانا برسالة ربّنا جلّ جلاله و آمنّا به و لم نره فيقال لهم صدقتم هذا الّذي أدّى إليكم الرّسالة من ربّكم و كنتم به مؤمنين فحقيق على اللّه عزّ و جلّ أن يجمع بينكم و بين نبيّكم فينتهي بهم إلى منازلهم و فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ثمّ نظر إليّ فقال إن استطعت و لا قوّة إلّا باللّه أن لا تموت إلّا و أنت مؤذّن فافعل فقلت يرحمك اللّه تفضّل عليّ و أخبرني فإنّي فقير محتاج و أدّ إليّ ما سمعت من رسول اللّه ص فإنّك قد رأيته و لم أره و صف لي كيف وصف لك رسول اللّه ص بناء الجنّة فقال اكتب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سمعت رسول اللّه ص يقول إنّ سور الجنّة لبنة من ذهب و لبنة من فضّة و لبنة من ياقوت و ملاطها المسك الأذفر و شرفها الياقوت الأحمر و الأخضر و الأصفر قلت فما أبوابها قال إنّ أبوابها مختلفة باب الرّحمة من ياقوتة حمراء قلت فما حلقته فقال و كفّ عنّي فقد كلّفتني شططا قلت ما أنا بكافّ عنك حتّى تؤدّي إليّ ما سمعت من رسول اللّه ص قال اكتب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أمّا باب الصّبر فباب صغير مصراع واحد من ياقوتة حمراء لا حلق له و أمّا باب الشّكر فإنّه من ياقوتة بيضاء لها مصراعان مسيرة ما بينهما مسيرة خمسمائة عام له ضجيج و حنين يقول اللّهمّ جئني بأهلي قال قلت هل يتكلّم الباب قال نعم ينطقه اللّه ذو الجلال و الإكرام و أمّا باب البلاء قلت أ ليس باب البلاء هو باب الصّبر قال لا قلت فما البلاء قال المصائب و الأسقام و الأمراض و الجذام و هو باب من ياقوتة صفراء مصراع واحد ما أقلّ من يدخل فيه قلت يرحمك اللّه زدني و تفضّل عليّ فإنّي فقير فقال يا غلام لقد كلّفتني شططا أمّا الباب الأعظم فيدخل منه العباد الصّالحون و هم أهل الزّهد و الورع و الرّاغبون إلى اللّه عزّ و جلّ المستأنسون به قلت يرحمك اللّه فإذا دخلوا الجنّة فما ذا يصنعون قال يسيرون على نهرين في ماء صاف في سفن الياقوت مجاذيفها اللّؤلؤ فيها ملائكة من نور عليهم ثياب خضر شديدة خضرتها قلت يرحمك اللّه هل يكون من النّور أخضر قال إنّ الثّياب هي خضر و لكن فيها نور من نور ربّ العالمين جلّ جلاله ليسيروا على حافتي ذلك النّهر قلت فما اسم ذلك النّهر قال جنّة المأوى قلت هل وسطها غيرها قال نعم جنّة عدن و هي في وسط الجنان و أمّا جنّة عدن فسورها ياقوت أحمر و حصاها اللّؤلؤ فقلت و هل فيها غيرها قال نعم جنّة الفردوس قلت فكيف سورها قال ويحك كفّ عنّي جرحت عليّ قلبي قلت بل أنت الفاعل بي ذلك قلت ما أنا بكافّ عنك حتّى تتمّ لي الصّفة و تخبرني عن سورها قال سورها نور قلت ما الغرف الّتي فيها قال هي من نور ربّ العالمين عزّ و جلّ قلت زدني يرحمك اللّه قال ويحك إلى هذا انتهى بي رسول اللّه ص طوبى لك إن أنت وصلت إلى ما له هذه الصّفة و طوبى لمن يؤمن بهذا قلت يرحمك اللّه أنا و اللّه من المؤمنين بهذا قال ويحك إنّه من يؤمن بهذا أو يصدّق بهذا الحقّ

 و المنهاج لم يرغب في الدّنيا و لا في زينتها و حاسب نفسه بنفسه قلت أنا مؤمن بهذا قال صدقت و لكن قارب و سدّد و لا تيأس و اعمل و لا تفرّط و ارج و خف و احذر ثمّ بكى و شهق ثلاث شهقات فظننّا أنّه قد مات ثمّ قال فداكم أبي و أمّي لو رآكم محمّد ص لقرّت عينه حين تسألون عن هذه الصّفة ثمّ قال النّجاء النّجاء الوحا الوحا الرّحيل الرّحيل العمل العمل و إيّاكم و التّفريط و إيّاكم و التّفريط ثمّ قال ويحكم اجعلوني في حلّ ممّا قد فرّطت فقلت له أنت في حلّ ممّا قد فرّطت جزاك اللّه الجنّة كما أدّيت و فعلت الّذي يجب عليك ثمّ ودّعني و قال اتّق اللّه و أدّ إلى أمّة محمّد ص ما أدّيت إليك فقلت له أفعل إن شاء اللّه قال أستودع اللّه دينك و أمانتك و زوّدك التّقوى و أعانك على طاعته بمشيئته

 و قد أذّن رسول اللّه ص فكان يقول أشهد أنّي رسول اللّه و قد كان يقول فيه أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه لأنّ الأخبار قد وردت بهما جميعا و كان لرسول اللّه ص مؤذّنان أحدهما بلال و الآخر ابن أمّ مكتوم و كان ابن أمّ مكتوم أعمى و كان يؤذّن قبل الصّبح

906-  و كان بلال يؤذّن بعد الصّبح فقال النّبيّ ص إنّ ابن أمّ مكتوم يؤذّن باللّيل فإذا سمعتم أذانه فكلوا و اشربوا حتّى تسمعوا أذان بلال

 فغيّرت العامّة هذا الحديث عن جهته و قالوا إنّه ع قال إنّ بلالا يؤذّن بليل فإذا سمعتم أذانه فكلوا و اشربوا حتّى تسمعوا أذان ابن أمّ مكتوم

907-  و روي أنّه لمّا قبض النّبيّ ص امتنع بلال من الأذان و قال لا أؤذّن لأحد بعد رسول اللّه ص و إنّ فاطمة ع قالت ذات يوم إنّي أشتهي أن أسمع صوت مؤذّن أبي ع بالأذان فبلغ ذلك بلالا فأخذ في الأذان فلمّا قال اللّه أكبر اللّه أكبر ذكرت أباها ع و أيّامه فلم تتمالك من البكاء فلمّا بلغ إلى قوله أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه شهقت فاطمة ع شهقة و سقطت لوجهها و غشي عليها فقال النّاس لبلال أمسك يا بلال فقد فارقت ابنة رسول اللّه ص الدّنيا و ظنّوا أنّها قد ماتت فقطع أذانه و لم يتمّه فأفاقت فاطمة ع و سألته أن يتمّ الأذان فلم يفعل و قال لها يا سيّدة النّسوان إنّي أخشى عليك ممّا تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان فأعفته عن ذلك

908-  و قال الصّادق ع ليس على النّساء أذان و لا إقامة و لا جمعة و لا استلام الحجر و لا دخول الكعبة و لا الهرولة بين الصّفا و المروة و لا الحلق إنّما يقصّرن من شعورهنّ

 و روي أنّه يكفيها من التّقصير مثل طرف الأنملة

909-  و في خبر آخر قال الصّادق ع ليس على المرأة أذان و لا إقامة إذا سمعت أذان القبيلة و تكفيها الشّهادتان و لكن إذا أذّنت و أقامت فهو أفضل

 و ليس في صلاة العيدين أذان و لا إقامة أذانهما طلوع الشّمس

910-  و قال الصّادق ع إذا تغوّلت لكم الغول فأذّنوا

 -  و قال ع المولود إذا ولد يؤذّن في أذنه اليمنى و يقام في اليسرى

912-  و قال ع من لم يأكل اللّحم أربعين يوما ساء خلقه و من ساء خلقه فأذّنوا في أذنه

913-  و قال ع كان اسم النّبيّ ص يكرّر في الأذان فأوّل من حذفه ابن أروى

 و روي أنّه كان بالمدينة إذا أذّن المؤذّن يوم الجمعة نادى مناد حرّم البيع لقول اللّه عزّ و جلّ يا أيّها الّذين آمنوا إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه و ذروا البيع

914-  و فيما ذكره الفضل بن شاذان رحمه اللّه من العلل عن الرّضا ع أنّه قال إنّما أمر النّاس بالأذان لعلل كثيرة منها أن يكون تذكيرا للنّاسي و تنبيها للغافل و تعريفا لمن جهل الوقت و اشتغل عنه و يكون المؤذّن بذلك داعيا لعبادة الخالق و مرغّبا فيها و مقرّا له بالتّوحيد مجاهرا بالإيمان معلنا بالإسلام مؤذّنا لمن ينساها و إنّما يقال له مؤذّن لأنّه يؤذّن بالأذان بالصّلاة و إنّما بدئ فيه بالتّكبير و ختم بالتّهليل لأنّ اللّه عزّ و جلّ أراد أن يكون الابتداء بذكره و اسمه و اسم اللّه في التّكبير في أوّل الحرف و في التّهليل في آخره و إنّما جعل مثنى مثنى ليكون تكرارا في آذان المستمعين مؤكّدا عليهم إن سها أحد عن الأوّل لم يسه عن الثّاني و لأنّ الصّلاة ركعتان ركعتان فلذلك جعل الأذان مثنى مثنى و جعل التّكبير في أوّل الأذان أربعا لأنّ أوّل الأذان إنّما يبدأ غفلة و ليس قبله كلام ينبّه المستمع له فجعل الأوليان تنبيها للمستمعين لما بعده في الأذان و جعل بعد التّكبير الشّهادتان لأنّ أوّل الإيمان هو التّوحيد و الإقرار للّه تبارك و تعالى بالوحدانيّة و الثّاني الإقرار للرّسول ص بالرّسالة و أنّ إطاعتهما و معرفتهما مقرونتان و لأنّ أصل الإيمان إنّما هو الشّهادتان فجعل شهادتين شهادتين كما جعل في سائر الحقوق شاهدان فإذا أقرّ العبد للّه عزّ و جلّ بالوحدانيّة و أقرّ للرّسول ص بالرّسالة فقد أقرّ بجملة الإيمان لأنّ أصل الإيمان إنّما هو باللّه و برسوله و إنّما جعل بعد الشّهادتين الدّعاء إلى الصّلاة لأنّ الأذان إنّما وضع لموضع الصّلاة و إنّما هو نداء إلى الصّلاة في وسط الأذان و دعاء إلى الفلاح و إلى خير العمل و جعل ختم الكلام باسمه كما فتح باسمه

باب وصف الصّلاة من فاتحتها إلى خاتمتها

915-  روي عن حمّاد بن عيسى أنّه قال قال لي أبو عبد اللّه ع يوما تحسن أن تصلّي يا حمّاد قال قلت يا سيّدي أنا أحفظ كتاب حريز في الصّلاة قال فقال ع لا عليك قم فصلّ قال فقمت بين يديه متوجّها إلى القبلة فاستفتحت الصّلاة و ركعت و سجدت فقال يا حمّاد لا تحسن أن تصلّي ما أقبح بالرّجل أن تأتي عليه ستّون سنة أو سبعون سنة فما يقيم صلاة واحدة بحدودها تامّة قال حمّاد فأصابني في نفسي الذّلّ فقلت جعلت فداك فعلّمني الصّلاة فقام أبو عبد اللّه ع مستقبل القبلة منتصبا فأرسل يديه جميعا على فخذيه قد ضمّ أصابعه و قرّب بين قدميه حتّى كان بينهما ثلاث أصابع مفرّجات فاستقبل بأصابع رجليه جميعا لم يحرّفهما عن القبلة بخشوع و استكانة فقال اللّه أكبر ثمّ قرأ الحمد بترتيل و قل هو اللّه أحد ثمّ صبر هنيئة بقدر ما يتنفّس و هو قائم ثمّ قال اللّه أكبر و هو قائم ثمّ ركع و ملأ كفّيه من ركبتيه مفرّجات و ردّ ركبتيه إلى خلفه حتّى استوى ظهره حتّى لو صبّ عليه قطرة ماء أو دهن لم تزل لاستواء ظهره و ردّ ركبتيه إلى خلفه و نصب عنقه و غمّض عينيه ثمّ سبّح ثلاثا بترتيل و قال سبحان ربّي العظيم و بحمده ثمّ استوى قائما فلمّا استمكن من القيام قال سمع اللّه لمن حمده ثمّ كبّر و هو قائم و رفع يديه حيال وجهه و سجد و وضع يديه إلى الأرض قبل ركبتيه فقال سبحان ربّي الأعلى و بحمده ثلاث مرّات و لم يضع شيئا من بدنه على شي‏ء منه و سجد على ثمانية أعظم الجبهة و الكفّين و عيني الرّكبتين و أنامل إبهامي الرّجلين و الأنف فهذه السّبعة فرض و وضع الأنف على الأرض سنّة و هو الإرغام ثمّ رفع رأسه من السّجود فلمّا استوى جالسا قال اللّه أكبر ثمّ قعد على جانبه الأيسر و وضع ظاهر قدمه اليمنى على باطن قدمه اليسرى و قال أستغفر اللّه ربّي و أتوب إليه ثمّ كبّر و هو جالس و سجد الثّانية و قال كما قال في الأولى و لم يستعن بشي‏ء من بدنه على شي‏ء منه في ركوع و لا سجود و كان مجّنّحا و لم يضع ذراعيه على الأرض فصلّى ركعتين على هذا ثمّ قال يا حمّاد هكذا صلّ

 و لا تلتفت و لا تعبث بيديك و أصابعك و لا تبزق عن يمينك و لا يسارك و لا بين يديك

916-  و قال الصّادق ع إذا قمت إلى الصّلاة فقل اللّهمّ إنّي أقدّم إليك محمّدا بين يدي حاجتي و أتوجّه إليك به فاجعلني به وجيها في الدّنيا و الآخرة و من المقرّبين و اجعل صلاتي به مقبولة و ذنبي به مغفورا و دعائي به مستجابا إنّك أنت الغفور الرّحيم

 فإذا قمت إلى الصّلاة فلا تأت بها شبعا و لا متكاسلا و لا متناعسا و لا مستعجلا و لكن على سكون و وقار فإذا دخلت في صلاتك فعليك بالتّخشّع و الإقبال على صلاتك فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول الّذين هم في صلاتهم خاشعون و يقول و إنّها لكبيرة إلّا على الخاشعين و استقبل القبلة بوجهك و لا تقلّب وجهك عن القبلة فتفسد صلاتك و قم منتصبا

 فإنّ رسول اللّه ص قال من لم يقم صلبه فلا صلاة له

و اخشع ببصرك و لا ترفعه إلى السّماء و ليكن نظرك إلى موضع سجودك و اشغل قلبك بصلاتك فإنّه لا يقبل من صلاتك إلّا ما أقبلت عليه منها بقلبك حتّى أنّه ربّما قبل من صلاة العبد ربعها أو ثلثها أو نصفها و لكنّ اللّه عزّ و جلّ يتمّها للمؤمنين بالنّوافل و ليكن قيامك في الصّلاة قيام العبد الذّليل بين يدي الملك الجليل و اعلم أنّك بين يدي من يراك و لا تراه و صلّ صلاة مودّع كأنّك لا تصلّي بعدها أبدا و لا تعبث بلحيتك و لا برأسك و لا بيديك و لا تفرقع أصابعك و لا تقدّم رجلا على رجل و زاوج بين قدميك و اجعل بينهما قدر ثلاث أصابع إلى شبر و لا تتمطّأ و لا تتثاءب و لا تضحك فإنّ القهقهة تقطع الصّلاة و لا تتورّك فإنّ اللّه عزّ و جلّ قد عذّب قوما على التّورّك كان أحدهم يضع يديه على وركيه من ملالة الصّلاة و لا تكفّر فإنّما يصنع ذلك المجوس و أرسل يديك و ضعهما على فخذيك قبالة ركبتيك فإنّه أحرى أن تهتمّ بصلاتك و لا تشغل عنها نفسك فإنّك إذا حرّكتها كان ذلك يلهيك و لا تستند إلى جدار إلّا أن تكون مريضا و لا تلتفت عن يمينك و لا عن يسارك فإن التفتّ حتّى ترى من خلفك فقد وجب عليك إعادة الصّلاة و إنّ العبد إذا التفت في صلاة ناداه اللّه عزّ و جلّ فقال عبدي إلى من تلتفت إلى من هو خير لك منّي فإن التفت ثلاث مرّات صرف اللّه عزّ و جلّ عنه نظره فلم ينظر إليه بعد ذلك أبدا و لا تنفخ في موضع سجودك فإذا أردت النّفخ فليكن قبل دخولك في الصّلاة فإنّه يكره ثلاث نفخات في موضع السّجود و على الرّقى و على الطّعام الحارّ و لا تبزق و لا تمخط فإنّ من حبس ريقه إجلالا للّه تعالى في صلاته أورثه اللّه عزّ و جلّ صحّة إلى الممات و ارفع يديك بالتّكبير إلى نحرك و لا تجاوز بكفّيك أذنيك حيال خدّيك ثمّ ابسطهما بسطا و كبّر ثلاث تكبيرات و قل اللّهمّ أنت الملك الحقّ المبين لا إله إلّا أنت سبحانك و بحمدك عملت سوءا و ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت ثمّ كبّر تكبيرتين في ترسّل ترفع بهما يديك و قل لبّيك و سعديك و الخير في يديك و الشّرّ ليس إليك و المهديّ من هديت عبدك و ابن عبدك بين يديك منك و بك و لك و إليك لا ملجأ و لا منجى و لا مفرّ منك إلّا إليك تباركت و تعاليت سبحانك و حنانيك سبحانك ربّ البيت الحرام ثمّ كبّر تكبيرتين و قل وجّهت وجهي للّذي فطر السّماوات و الأرض على ملّة إبراهيم و دين محمّد ص و منهاج عليّ حنيفا مسلما و ما أنا من المشركين إنّ صلاتي و نسكي و محياي و مماتي للّه ربّ العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا من المسلمين أعوذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم بسم اللّه الرّحمن الرّحيم و إن شئت كبّرت سبع تكبيرات ولاء إلّا أنّ الّذي وصفناه تعبّد و إنّما جرت السّنّة في افتتاح الصّلاة بسبع تكبيرات لما رواه زرارة

917-  عن أبي جعفر ع أنّه قال خرج رسول اللّه ص إلى الصّلاة و قد كان الحسين ع أبطأ عن الكلام حتّى تخوّفوا أنّه لا يتكلّم و أن يكون به خرس فخرج ص به حاملا على عاتقه و صفّ النّاس خلفه فأقامه على يمينه فافتتح رسول اللّه ص الصّلاة فكبّر الحسين ع فلمّا سمع رسول اللّه ص تكبيره عاد فكبّر و كبّر الحسين ع حتّى كبّر رسول اللّه ص سبع تكبيرات و كبّر الحسين ع فجرت السّنّة بذلك

918-  و قد روى هشام بن الحكم عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع لذلك علّة أخرى و هي أنّ النّبيّ ص لمّا أسري به إلى السّماء قطع سبعة حجب فكبّر عند كلّ حجاب تكبيرة فأوصله اللّه عزّ و جلّ بذلك إلى منتهى الكرامة

919-  و ذكر الفضل بن شاذان عن الرّضا ع علّة أخرى و هي أنّه إنّما صارت التّكبيرات في أوّل الصّلاة سبعا لأنّ أصل الصّلاة ركعتان و استفتاحهما بسبع تكبيرات تكبيرة الافتتاح و تكبيرة الرّكوع و تكبيرتي السّجدتين و تكبيرة الرّكوع في الثّانية و تكبيرتي السّجدتين فإذا كبّر الإنسان في أوّل صلاة سبع تكبيرات ثمّ نسي شيئا من تكبيرات الافتتاح من بعد أو سها عنها لم يدخل عليه نقص في صلاته

 و هذه العلل كلّها صحيحة و كثرة العلل للشّي‏ء تزيده تأكيدا و لا يدخل هذا في التّناقض و قد يجزي في الافتتاح تكبيرة واحدة

920-  و كان رسول اللّه ص أتمّ النّاس صلاة و أوجزهم كان إذا دخل في صلاة قال اللّه أكبر بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

921-  و سأل رجل أمير المؤمنين ع فقال له يا ابن عمّ خير خلق اللّه تعالى ما معنى رفع يديك في التّكبيرة الأولى فقال ع معناه اللّه أكبر الواحد الأحد الّذي ليس كمثله شي‏ء لا يلمس بالأخماس و لا يدرك بالحواسّ

 فإذا كبّرت تكبيرة الافتتاح فاقرأ الحمد للّه و سورة معها موسّع عليك أيّ السّور قرأت في فرائضك إلّا أربع سور و هي سورة و الضّحى و أ لم نشرح لأنّهما جميعا سورة واحدة و لإيلاف و أ لم تر كيف لأنّهما جميعا سورة واحدة فإن قرأتهما كان قراءة الضّحى و أ لم نشرح في ركعة واحدة و لإيلاف و أ لم تر كيف في ركعة و لا تنفرد بواحدة من هذه الأربع السّور في ركعة فريضة و لا تقرننّ بين سورتين في فريضة فأمّا في النّافلة فاقرن ما شئت و لا تقرأ في الفريضة شيئا من العزائم الأربع و هي سورة سجدة لقمان و حم السّجدة و النّجم و سورة اقرأ باسم ربّك و من قرأ شيئا من العزائم الأربع فليسجد و ليقل إلهي آمنّا بما كفروا و عرفنا منك ما أنكروا و أجبناك إلى ما دعوا إلهي فالعفو العفو ثمّ يرفع رأسه و يكبّر

922-  و قد روي أنّه يقول في سجدة العزائم لا إله إلّا اللّه حقّا حقّا لا إله إلّا اللّه إيمانا و تصديقا لا إله إلّا اللّه عبوديّة و رقّا سجدت لك يا ربّ تعبّدا و رقّا لا مستنكفا و لا مستكبرا بل أنا عبد ذليل خائف مستجير ثمّ يرفع رأسه ثمّ يكبّر

 و من سمع رجلا يقرأ العزائم فليسجد و إن كان على غير وضوء و يستحبّ أن يسجد الإنسان في كلّ سورة فيها سجدة إلّا أنّ الواجب في هذه العزائم الأربع و أفضل ما يقرأ في الصّلاة في اليوم و اللّيلة في الرّكعة الأولى الحمد و إنّا أنزلناه و في الثّانية الحمد و قل هو اللّه أحد إلّا في صلاة العشاء الآخرة ليلة الجمعة فإنّ الأفضل أن يقرأ في الأولى منها الحمد و سورة الجمعة و في الثّانية الحمد و سبّح اسم و في صلاة الغداة و الظّهر و العصر يوم الجمعة في الأولى الحمد و سورة الجمعة و في الثّانية الحمد و سورة المنافقين و جائز أن يقرأ في العشاء الآخرة ليلة الجمعة و صلاة الغداة و العصر بغير سورة الجمعة و المنافقين و لا يجوز أن يقرأ في صلاة الظّهر يوم الجمعة بغير سورة الجمعة و المنافقين فإن نسيتهما أو واحدة منهما في صلاة الظّهر و قرأت غيرهما ثمّ ذكرت فارجع إلى سورة الجمعة و المنافقين ما لم تقرأ نصف السّورة فإن قرأت نصف السّورة فتمّم السّورة و اجعلهما ركعتي نافلة و سلّم فيهما و أعد صلاتك بسورة الجمعة و المنافقين و قد رويت رخصة في القراءة في صلاة الظّهر بغير سورة الجمعة و المنافقين لا أستعملها و لا أفتي بها إلّا في حال السّفر و المرض و خيفة فوت حاجة و في صلاة الغداة يوم الإثنين و يوم الخميس في الرّكعة الأولى الحمد و هل أتى على الإنسان و في الثّانية الحمد و هل أتيك حديث الغاشية فإنّ من قرأهما في صلاة الغداة يوم الإثنين و يوم الخميس وقاه اللّه شرّ اليومين و حكى من صحب الرّضا ع إلى خراسان لمّا أشخص إليها أنّه كان يقرأ في صلاته بالسّور الّتي ذكرناها فلذلك اخترناها من بين السّور بالذّكر في هذا الكتاب و اجهر ب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم في جميع الصّلوات و اجهر بجميع القراءة في المغرب و العشاء الآخرة و الغداة من غير أن تجهد نفسك أو ترفع صوتك شديدا و ليكن ذلك وسطا لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول و لا تجهر بصلاتك و لا تخافت بها و ابتغ بين ذلك سبيلا و لا تجهر بالقراءة في صلاة الظّهر و العصر فإنّ من جهر بالقراءة فيهما أو أخفى بالقراءة في المغرب و العشاء و الغداة متعمّدا فعليه إعادة صلاته فإن فعل ذلك ناسيا فلا شي‏ء عليه إلّا يوم الجمعة في صلاة الظّهر فإنّه يجهر فيها و في الرّكعتين الأخراوين بالتّسبيح

923-  و قال الرّضا ع إنّما جعل القراءة في الرّكعتين الأوّلتين و التّسبيح في الأخيرتين للفرق بين ما فرضه اللّه عزّ و جلّ من عنده و بين ما فرضه اللّه تعالى من عند رسول اللّه ص

 -  و سأل محمّد بن عمران أبا عبد اللّه ع فقال لأيّ علّة يجهر في صلاة الجمعة و صلاة المغرب و صلاة العشاء الآخرة و صلاة الغداة و سائر الصّلوات الظّهر و العصر لا يجهر فيهما و لأيّ علّة صار التّسبيح في الرّكعتين الأخيرتين أفضل من القراءة قال لأنّ النّبيّ ص لمّا أسري به إلى السّماء كان أوّل صلاة فرض اللّه عليه الظّهر يوم الجمعة فأضاف اللّه عزّ و جلّ إليه الملائكة تصلّي خلفه و أمر نبيّه ع أن يجهر بالقراءة ليبيّن لهم فضله ثمّ فرض اللّه عليه العصر و لم يضف إليه أحدا من الملائكة و أمره أن يخفي القراءة لأنّه لم يكن وراءه أحد ثمّ فرض عليه المغرب و أضاف إليه الملائكة و أمره بالإجهار و كذلك العشاء الآخرة فلمّا كان قرب الفجر نزل ففرض اللّه عزّ و جلّ عليه الفجر و أمره بالإجهار ليبيّن للنّاس فضله كما بيّن للملائكة فلهذه العلّة يجهر فيها و صار التّسبيح أفضل من القراءة في الأخيرتين لأنّ النّبيّ ص لمّا كان في الأخيرتين ذكر ما رأى من عظمة اللّه عزّ و جلّ فدهش فقال سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر فلذلك صار التّسبيح أفضل من القراءة

925-  و سأل يحيى بن أكثم القاضي أبا الحسن الأوّل ع عن صلاة الفجر لم يجهر فيها بالقراءة و هي من صلوات النّهار و إنّما يجهر في صلاة اللّيل فقال لأنّ النّبيّ ص كان يغلّس بها فقرّبها من اللّيل

926-  و فيما ذكره الفضل من العلل عن الرّضا ع أنّه قال أمر النّاس بالقراءة في الصّلاة لئلّا يكون القرآن مهجورا مضيّعا و ليكن محفوظا مدروسا فلا يضمحلّ و لا يجهل و إنّما بدئ بالحمد دون سائر السّور لأنّه ليس شي‏ء من القرآن و الكلام جمع فيه من جوامع الخير و الحكمة ما جمع في سورة الحمد و ذلك أنّ قوله عزّ و جلّ الحمد للّه إنّما هو أداء لما أوجب اللّه عزّ و جلّ على خلقه من الشّكر و شكر لما وفّق عبده من الخير ربّ العالمين توحيد له و تحميد و إقرار بأنّه هو الخالق المالك لا غيره الرّحمن الرّحيم استعطاف و ذكر لآلائه و نعمائه على جميع خلقه مالك يوم الدّين إقرار له بالبعث و الحساب و المجازاة و إيجاب ملك الآخرة له كإيجاب ملك الدّنيا إيّاك نعبد رغبة و تقرّب إلى اللّه تعالى ذكره و إخلاص له بالعمل دون غيره و إيّاك نستعين استزادة من توفيقه و عبادته و استدامة لما أنعم اللّه عليه و نصره اهدنا الصّراط المستقيم استرشاد لدينه و اعتصام بحبله و استزادة في المعرفة لربّه عزّ و جلّ صراط الّذين أنعمت عليهم توكيد في السّؤال و الرّغبة و ذكر لما قد تقدّم من نعمه على أوليائه و رغبة في مثل تلك النّعم غير المغضوب عليهم استعاذة من أن يكون من المعاندين الكافرين المستخفّين به و بأمره و نهيه و لا الضّالّين اعتصام من أن يكون من الّذين ضلّوا عن سبيله من غير معرفة و هم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا فقد اجتمع فيه من جوامع الخير و الحكمة من أمر الآخرة و الدّنيا ما لا يجمعه شي‏ء من الأشياء

 و ذكر العلّة الّتي من أجلها جعل الجهر في بعض الصّلوات دون بعض أنّ الصّلوات الّتي تجهر فيها إنّما هي في أوقات مظلمة فوجب أن يجهر فيها ليعلم المارّ أنّ هناك جماعة فإن أراد أن يصلّي صلّى لأنّه إن لم ير جماعة علم ذلك من جهة السّماع و الصّلاتان اللّتان لا يجهر فيهما إنّما هما بالنّهار في أوقات مضيئة فهي من جهة الرّؤية لا يحتاج فيهما إلى السّماع فإذا قرأت الحمد و سورة فكبّر واحدة و أنت منتصب ثمّ اركع و ضع يدك اليمنى على ركبتك اليمنى قبل اليسرى و ضع راحتيك على ركبتيك و ألقم أصابعك عين الرّكبة و فرّجها و مدّ عنقك و يكون نظرك في الرّكوع ما بين قدميك إلى موضع سجودك

927-  و سأل رجل أمير المؤمنين ع فقال يا ابن عمّ خير خلق اللّه عزّ و جلّ ما معنى مدّ عنقك في الرّكوع فقال تأويله آمنت باللّه و لو ضربت عنقي

 فإذا ركعت فقل اللّهمّ لك ركعت و لك خشعت و لك أسلمت و بك آمنت و عليك توكّلت و أنت ربّي خشع لك وجهي و سمعي و بصري و شعري و بشري و لحمي و دمي و مخّي و عصبي و عظامي و ما أقلّت الأرض منّي للّه ربّ العالمين ثمّ قل سبحان ربّي العظيم و بحمده ثلاث مرّات فإن قلتها خمسا فهو أحسن و إن قلتها سبعا فهو أفضل و يجزيك ثلاث تسبيحات تقول سبحان اللّه سبحان اللّه سبحان اللّه و تسبيحة تامّة تجزي للمريض و المستعجل ثمّ ارفع رأسك من الرّكوع و ارفع يديك و استو قائما ثمّ قل سمع اللّه لمن حمده و الحمد للّه ربّ العالمين الرّحمن الرّحيم أهل الجبروت و الكبرياء و العظمة و يجزيك سمع اللّه لمن حمده ثمّ كبّر و اهو إلى السّجود و ضع يديك جميعا معا قبل ركبتيك

928-  و سأل طلحة السّلميّ أبا عبد اللّه ع لأيّ علّة توضع اليدان على الأرض في السّجود قبل الرّكبتين فقال لأنّ اليدين بهما مفتاح الصّلاة

 و إن كان بين يديك و بين الأرض ثوب في السّجود فلا بأس و إن أفضيت بهما إلى الأرض فهو أفضل

929-  و روى إسماعيل بن مسلم عن الصّادق عن أبيه ع أنّه قال إذا سجد أحدكم فليباشر بكفّيه الأرض لعلّ اللّه يدفع عنه الغلّ يوم القيامة

 و يكون سجودك كما يتخوّى البعير الضّامر عند بروكه و تكون شبه المعلّق لا يكون شي‏ء من جسدك على شي‏ء منه و يكون نظرك في السّجود إلى طرف أنفك و لا تفترش ذراعيك كافتراش السّبع و لكن اجنح بهما و ترغم بأنفك و يجزيك في موضع الجبهة من قصاص الشّعر إلى الحاجبين مقدار درهم و من لا يرغم بأنفه فلا صلاة له و تقول في سجودك اللّهمّ لك سجدت و بك آمنت و لك أسلمت و عليك توكّلت سجد لك وجهي و سمعي و بصري و شعري و بشري و مخّي و عصبي و عظامي سجد وجهي للّذي خلقه و صوّره و شقّ سمعه و بصره تبارك اللّه ربّ العالمين ثمّ تقول سبحان ربّي الأعلى و بحمده ثلاث مرّات فإن قلتها خمسا فهو أحسن و إن قلتها سبعا فهو أفضل و يجزيك ثلاث تسبيحات تقول سبحان اللّه سبحان اللّه سبحان اللّه و تسبيحة تامّة تجزي للمريض و المستعجل ثمّ ارفع رأسك من السّجود و اقبض يديك إليك قبضا فإذا تمكّنت من الجلوس فارفع يديك بالتّكبير و قل بين السّجدتين اللّهمّ اغفر لي و ارحمني و أجرني و اهدني و عافني و اعف عنّي و يجزيك اللّهمّ اغفر لي و ارحمني و ارفع يديك و كبّر و اسجد الثّانية و قل فيها ما قلت في الأولى و لا بأس بالإقعاء فيما بين السّجدتين و لا بأس به بين الأولى و الثّانية و بين الثّالثة و الرّابعة و لا يجوز الإقعاء في موضع التّشهّدين لأنّ المقعي ليس بجالس إنّما يكون بعضه قد جلس على بعضه فلا يصبر للدّعاء و التّشهّد و من أجلسه الإمام في موضع يجب أن يقوم فيه فليتجاف و السّجود منتهى العبادة من ابن آدم للّه تعالى ذكره و أقرب ما يكون العبد إلى اللّه عزّ و جلّ إذا كان في سجوده و ذلك قوله عزّ و جلّ و اسجد و اقترب

930-  و سأل رجل أمير المؤمنين ع فقال له يا ابن عمّ خير خلق اللّه ما معنى السّجدة الأولى فقال تأويلها اللّهمّ إنّك منها خلقتنا يعني من الأرض و تأويل رفع رأسك و منها أخرجتنا و تأويل السّجدة الثّانية و إليها تعيدنا و رفع رأسك و منها تخرجنا تارة أخرى

931-  و سأل أبو بصير أبا عبد اللّه ع عن علّة الصّلاة كيف صارت ركعتين و أربع سجدات قال لأنّ ركعة من قيام بركعتين من جلوس

 و إنّما يقال في الرّكوع سبحان ربّي العظيم و بحمده و في السّجود سبحان ربّي الأعلى و بحمده لأنّه

932-  لمّا أنزل اللّه تبارك و تعالى فسبّح باسم ربّك العظيم قال النّبيّ ص اجعلوها في ركوعكم فلمّا أنزل اللّه عزّ و جلّ سبّح اسم ربّك الأعلى قال النّبيّ ص اجعلوها في سجودكم

 ثمّ ارفع رأسك من السّجدة الثّانية و تمكّن من الأرض و ارفع يديك و كبّر ثمّ قم إلى الثّانية فإذا اتّكيت على يديك للقيام قلت بحول اللّه و قوّته أقوم و أقعد فإذا قمت إلى الثّانية قرأت الحمد و سورة و قنتّ بعد القراءة و قبل الرّكوع و إنّما يستحبّ أن يقرأ في الأولى الحمد و إنّا أنزلناه و في الثّانية الحمد و قل هو اللّه أحد لأنّ إنّا أنزلناه سورة النّبيّ ص و أهل بيته صلوات اللّه عليهم أجمعين فيجعلهم المصلّي وسيلة إلى اللّه تعالى ذكره لأنّه بهم وصل إلى معرفة اللّه تعالى و يقرأ في الثّانية سورة التّوحيد لأنّ الدّعاء على أثره مستجاب فيستجاب بعده القنوت و القنوت سنّة واجبة من تركها متعمّدا في كلّ صلاة فلا صلاة له قال اللّه عزّ و جلّ و قوموا للّه قانتين يعني مطيعين داعين و أدنى ما يجزي من القنوت أنواع منها أن تقول ربّ اغفر و ارحم و تجاوز عمّا تعلم إنّك أنت الأعزّ الأكرم و منها أن تقول سبحان من دانت له السّماوات و الأرض بالعبوديّة و منها أن تسبّح ثلاث تسبيحات و لا بأس أن تدعو في قنوتك و ركوعك و سجودك و قيامك و قعودك للدّنيا و الآخرة و تسمّي حاجتك إن شئت

933-  و سأل الحلبيّ أبا عبد اللّه ع عن القنوت فيه قول معلوم فقال أثن على ربّك و صلّ على نبيّك و استغفر لذنبك

934-  و روى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع أنّه قال القنوت في كلّ ركعتين في التّطوّع و الفريضة

935-  و روى عنه زرارة أنّه قال القنوت في كلّ الصّلوات

 و ذكر شيخنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه عن سعد بن عبد اللّه أنّه كان يقول لا يجوز الدّعاء في القنوت بالفارسيّة و كان محمّد بن الحسن الصّفّار يقول إنّه يجوز و الّذي أقول به أنّه يجوز

936-  لقول أبي جعفر الثّاني ع لا بأس أن يتكلّم الرّجل في صلاة الفريضة بكلّ شي‏ء يناجي به ربّه عزّ و جلّ

  و لو لم يرد هذا الخبر لكنت أجيزه بالخبر الّذي روي

937-  عن الصّادق ع أنّه قال كلّ شي‏ء مطلق حتّى يرد فيه نهي

 و النّهي عن الدّعاء بالفارسيّة في الصّلاة غير موجود و الحمد للّه ربّ العالمين

938-  و قال الحلبيّ له أسمّي الأئمّة ع في الصّلاة قال أجملهم

939-  و قال الصّادق ع كلّ ما ناجيت به ربّك في الصّلاة فليس بكلام

940-  و سأله منصور بن يونس بزرج عن الرّجل يتباكى في الصّلاة المفروضة حتّى يبكي فقال قرّة عين و اللّه و قال ع إذا كان ذلك فاذكرني عنده

941-  و روي أنّ البكاء على الميّت يقطع الصّلاة و البكاء لذكر الجنّة و النّار من أفضل الأعمال في الصّلاة

 و روي أنّه ما من شي‏ء إلّا و له كيل أو وزن إلّا البكاء من خشية اللّه عزّ و جلّ فإنّ القطرة منه تطفئ بحارا من النّيران و لو أنّ باكيا بكى في أمّة لرحموا

 -  و كلّ عين باكية يوم القيامة إلّا ثلاث أعين عين بكت من خشية اللّه و عين غضّت عن محارم اللّه و عين باتت ساهرة في سبيل اللّه

943-  و روي عن صفوان الجمّال أنّه قال صلّيت خلف أبي عبد اللّه ع أيّاما فكان يقنت في كلّ صلاة يجهر فيها أو لا يجهر

944-  و روي عن زرارة أنّه قال قال أبو جعفر ع القنوت كلّه جهار

 و القول في قنوت الفريضة في الأيّام كلّها إلّا في الجمعة اللّهمّ إنّي أسألك لي و لوالديّ و لولدي و لأهل بيتي و إخواني المؤمنين فيك اليقين و العفو و المعافاة و الرّحمة و المغفرة و العافية في الدّنيا و الآخرة فإذا فرغت من القنوت فاركع و اسجد فإذا رفعت رأسك من السّجدة الثّانية فتشهّد و قل بسم اللّه و باللّه و الحمد للّه و الأسماء الحسنى كلّها للّه أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله أرسله بالحقّ بشيرا و نذيرا بين يدي السّاعة ثمّ انهض إلى الثّالثة و قل إذا اتّكيت على يديك للقيام بحول اللّه و قوّته أقوم و أقعد و قل في الرّكعتين الأخيرتين إماما كنت أو غير إمام سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر ثلاث مرّات و إن شئت قرأت في كلّ ركعة منها الحمد إلّا أنّ التّسبيح أفضل فإذا صلّيت الرّكعة الرّابعة فتشهّد و قل في تشهّدك بسم اللّه و باللّه و الحمد للّه و الأسماء الحسنى كلّها للّه أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله أرسله بالهدى و دين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه و لو كره المشركون التّحيّات للّه و الصّلوات الطّيّبات الطّاهرات الزّاكيات النّاميات الغاديات الرّائحات المباركات الحسنات للّه ما طاب و طهر و زكى و خلص و نمى فللّه و ما خبث فلغيره أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله أرسله بالحقّ بشيرا و نذيرا بين يدي السّاعة و أشهد أنّ الجنّة حقّ و أنّ النّار حقّ و أنّ السّاعة آتية لا ريب فيها و أنّ اللّه يبعث من في القبور و أشهد أنّ ربّي نعم الرّبّ و أنّ محمّدا نعم الرّسول أرسل و أشهد أنّ ما على الرّسول إلّا البلاغ المبين السّلام عليك أيّها النّبيّ و رحمة اللّه و بركاته السّلام على محمّد بن عبد اللّه خاتم النّبيّين السّلام على الأئمّة الرّاشدين المهديّين السّلام على جميع أنبياء اللّه و رسله و ملائكته السّلام علينا و على عباد اللّه الصّالحين و يجزيك في التّشهّد الشّهادتان و هذا أفضل لأنّها العبادة ثمّ تسلّم و أنت مستقبل القبلة و تميل بعينك إلى يمينك إن كنت إماما و إن صلّيت وحدك قلت السّلام عليكم مرّة واحدة و أنت مستقبل القبلة و تميل بأنفك إلى يمينك و إن كنت خلف إمام تأتمّ به فسلّم تجاه القبلة واحدة ردّا على الإمام و تسلّم على يمينك واحدة و على يسارك واحدة إلّا أن لا يكون على يسارك إنسان فلا تسلّم على يسارك إلّا أن تكون بجنب الحائط فتسلّم على يسارك و لا تدع التّسليم على يمينك كان على يمينك أحد أو لم يكن

945-  و قال رجل لأمير المؤمنين ع يا ابن عمّ خير خلق اللّه ما معنى رفع رجلك اليمنى و طرحك اليسرى في التّشهّد قال تأويله اللّهمّ أمت الباطل و أقم الحقّ قال فما معنى قول الإمام السّلام عليكم فقال إنّ الإمام يترجم عن اللّه عزّ و جلّ و يقول في ترجمته لأهل الجماعة أمان لكم من عذاب اللّه يوم القيامة

 فإذا سلّمت رفعت يديك و كبّرت ثلاثا و قلت لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له أنجز وعده و نصر عبده و أعزّ جنده و غلب الأحزاب وحده فله الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو على كلّ شي‏ء قدير و سبّح تسبيح فاطمة الزّهراء ع و هي أربع و ثلاثون تكبيرة و ثلاث و ثلاثون تسبيحة و ثلاث و ثلاثون تحميدة

946-  فإنّه روي عن الصّادق ع أنّه قال من سبّح تسبيح فاطمة الزّهراء ع في دبر الفريضة قبل أن يثني رجليه غفر اللّه له

947-  و روي أنّ أمير المؤمنين ع قال لرجل من بني سعد أ لا أحدّثك عنّي و عن فاطمة الزّهراء أنّها كانت عندي فاستقت بالقربة حتّى أثّر في صدرها و طحنت بالرّحى حتّى مجلت يداها و كسحت البيت حتّى اغبرّت ثيابها و أوقدت تحت القدر حتّى دكنت ثيابها فأصابها من ذلك ضرّ شديد فقلت لها لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حرّ ما أنت فيه من هذا العمل فأتت النّبيّ ص فوجدت عنده حدّاثا فاستحيت فانصرفت فعلم ص أنّها قد جاءت لحاجة فغدا علينا و نحن في لحافنا فقال السّلام عليكم فسكتنا و استحيينا لمكاننا ثمّ قال السّلام عليكم فسكتنا ثمّ قال السّلام عليكم فخشينا إن لم نردّ عليه أن ينصرف و قد كان يفعل ذلك فيسلّم ثلاثا فإن أذن له و إلّا انصرف فقلنا و عليك السّلام يا رسول اللّه ادخل فدخل و جلس عند رءوسنا ثمّ قال يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمّد فخشيت إن لم نجبه أن يقوم فأخرجت رأسي فقلت أنا و اللّه أخبرك يا رسول اللّه إنّها استقت بالقربة حتّى أثّر في صدرها و جرّت بالرّحى حتّى مجلت يداها و كسحت البيت حتّى اغبرّت ثيابها و أوقدت تحت القدر حتّى دكنت ثيابها فقلت لها لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حرّ ما أنت فيه من هذا العمل قال أ فلا أعلّمكما ما هو خير لكما من الخادم إذا أخذتما منامكما فكبّرا أربعا و ثلاثين تكبيرة و سبّحا ثلاثا و ثلاثين تسبيحة و احمدا ثلاثا و ثلاثين تحميدة فأخرجت فاطمة ع رأسها و قالت رضيت عن اللّه و عن رسوله رضيت عن اللّه و عن رسوله

  فإذا فرغت من تسبيح فاطمة ع فقل اللّهمّ أنت السّلام و منك السّلام و لك السّلام و إليك يعود السّلام سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون و سلام على المرسلين و الحمد للّه ربّ العالمين السّلام عليك أيّها النّبيّ و رحمة اللّه و بركاته السّلام على الأئمّة الهادين المهديّين السّلام على جميع أنبياء اللّه و رسله و ملائكته السّلام علينا و على عباد اللّه الصّالحين ثمّ تسلّم على الأئمّة واحدا واحدا ع و تدعو بما أحببت

 باب التّعقيب

948-  قال الصّادق ع أدنى ما يجزيك من الدّعاء بعد المكتوبة أن تقول اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد اللّهمّ إنّا نسألك من كلّ خير أحاط به علمك و نعوذ بك من كلّ شرّ أحاط به علمك اللّهمّ إنّا نسألك عافيتك في جميع أمورنا كلّها و نعوذ بك من خزي الدّنيا و عذاب الآخرة

 -  و قال أمير المؤمنين ع من أحبّ أن يخرج من الدّنيا و قد تخلّص من الذّنوب كما يتخلّص الذّهب الّذي لا كدر فيه و لا يطلبه أحد بمظلمة فليقل في دبر الصّلوات الخمس نسبة الرّبّ تبارك و تعالى اثنتي عشرة مرّة ثمّ يبسط يديه و يقول اللّهمّ إنّي أسألك باسمك المكنون المخزون الطّاهر الطّهر المبارك و أسألك باسمك العظيم و سلطانك القديم أن تصلّي على محمّد و آل محمّد يا واهب العطايا يا مطلق الأسارى يا فكّاك الرّقاب من النّار أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تعتق رقبتي من النّار و أن تخرجني من الدّنيا آمنا و أن تدخلني الجنّة سالما و أن تجعل دعائي أوّله فلاحا و أوسطه نجاحا و آخره صلاحا إنّك أنت علّام الغيوب ثمّ قال أمير المؤمنين ع هذا من المخبيّات ممّا علّمني رسول اللّه ص و أمرني أن أعلّم الحسن و الحسين ع

950-  و قال الصّادق ع جاء جبرئيل إلى يوسف ع و هو في السّجن فقال يا يوسف قل في دبر كلّ فريضة اللّهمّ اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا و ارزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب

951-  و قال أبو جعفر ع تقول في دبر كلّ صلاة اللّهمّ اهدني من عندك و أفض عليّ من فضلك و انشر عليّ من رحمتك و أنزل عليّ من بركاتك

952-  و قال صفوان بن مهران الجمّال رأيت أبا عبد اللّه ع إذا صلّى و فرغ من صلاته رفع يديه فوق رأسه

953-  و قال أبو جعفر ع ما بسط عبد يديه إلى اللّه عزّ و جلّ إلّا و استحى اللّه أن يردّها صفرا حتّى يجعل فيها من فضله و رحمته ما يشاء فإذا دعا أحدكم فلا يردّ يديه حتّى يمسح بهما على رأسه و وجهه و في خبر آخر على وجهه و صدره

954-  و قال أمير المؤمنين ع من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى فليكن آخر قوله سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون و سلام على المرسلين و الحمد للّه ربّ العالمين فإنّ له من كلّ مسلم حسنة

955-  و قال أمير المؤمنين ع إذا فرغ أحدكم من الصّلاة فليرفع يديه إلى السّماء و لينصب في الدّعاء فقال ابن سبإ يا أمير المؤمنين أ ليس اللّه عزّ و جلّ بكلّ مكان قال بلى قال فلم يرفع يديه إلى السّماء فقال أ و ما تقرأ و في السّماء رزقكم و ما توعدون فمن أين يطلب الرّزق إلّا من موضعه و موضع الرّزق و ما وعد اللّه عزّ و جلّ السّماء

956-  و كان أمير المؤمنين ع يقول إذا فرغ من الزّوال اللّهمّ إنّي أتقرّب إليك بجودك و كرمك و أتقرّب إليك بمحمّد عبدك و رسولك و أتقرّب إليك بملائكتك المقرّبين و أنبيائك المرسلين و بك اللّهمّ لك الغنى عنّي و بي الفاقة إليك أنت الغنيّ و أنا الفقير إليك أقلني عثرتي و استر عليّ ذنوبي و اقض اليوم حاجتي و لا تعذّبني بقبيح ما تعلم به منّي بل عفوك يسعني و جودك ثمّ يخرّ ساجدا و يقول يا أهل التّقوى و يا أهل المغفرة يا برّ يا رحيم أنت أبرّ بي من أبي و أمّي و من جميع الخلائق اقلبني بقضاء حاجتي مجابا دعائي مرحوما صوتي قد كشفت أنواع البلاء عنّي

957-  و قال الصّادق ع من قال إذا صلّى المغرب ثلاث مرّات الحمد للّه الّذي يفعل ما يشاء و لا يفعل ما يشاء غيره أعطي خيرا كثيرا

958-  و كان ع يقول بين العشاءين اللّهمّ بيدك مقادير اللّيل و النّهار و مقادير الدّنيا و الآخرة و مقادير الموت و الحياة و مقادير الشّمس و القمر و مقادير النّصر و الخذلان و مقادير الغنى و الفقر اللّهمّ ادرأ عنّي شرّ فسقة الجنّ و الإنس و اجعل منقلبي إلى خير دائم و نعيم لا يزول

959-  و روي عن محمّد بن الفرج أنّه قال كتب إليّ أبو جعفر محمّد بن عليّ الرّضا ع بهذا الدّعاء و علّمنيه و قال من دعا به في دبر صلاة الفجر لم يلتمس حاجة إلّا يسّرت له و كفاه اللّه ما أهمّه بسم اللّه و باللّه و صلّى اللّه على محمّد و آله و أفوّض أمري إلى اللّه إنّ اللّه بصير بالعباد فوقاه اللّه سيّئات ما مكروا لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين فاستجبنا له و نجّيناه من الغمّ و كذلك ننجي المؤمنين حسبنا اللّه و نعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من اللّه و فضل لم يمسسهم سوء ما شاء اللّه لا حول و لا قوّة إلّا باللّه ما شاء اللّه لا ما شاء النّاس ما شاء اللّه و إن كره النّاس حسبي الرّبّ من المربوبين حسبي الخالق من المخلوقين حسبي الرّازق من المرزوقين حسبي الّذي لم يزل حسبي حسبي من كان منذ كنت حسبي لم يزل حسبي حسبي اللّه لا إله إلّا هو عليه توكّلت و هو ربّ العرش العظيم

960-  و قال ع إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل رضيت باللّه ربّا و بالإسلام دينا و بالقرآن كتابا و بمحمّد نبيّا و بعليّ وليّا و الحسن و الحسين و عليّ بن الحسين و محمّد بن عليّ و جعفر بن محمّد و موسى بن جعفر و عليّ بن موسى و محمّد بن عليّ و عليّ بن محمّد و الحسن بن عليّ و الحجّة بن الحسن بن عليّ أئمّة اللّهمّ وليّك الحجّة فاحفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته و امدد له في عمره و اجعله القائم بأمرك المنتصر لدينك و أره ما يحبّ و تقرّ به عينه في نفسه و في ذرّيّته و أهله و ماله و في شيعته و في عدوّه و أرهم منه ما يحذرون و أره فيهم ما يحبّ و تقرّ به عينه و اشف به صدورنا و صدور قوم مؤمنين و كان النّبيّ ص يقول إذا فرغ من صلاته اللّهمّ اغفر لي ما قدّمت و ما أخّرت و ما أسررت و ما أعلنت و إسرافي على نفسي و ما أنت أعلم به منّي اللّهمّ أنت المقدّم و أنت المؤخّر لا إله إلّا أنت بعلمك الغيب و بقدرتك على الخلق أجمعين ما علمت الحياة خيرا لي فأحيني و توفّني إذا علمت الوفاة خيرا لي اللّهمّ إنّي أسألك خشيتك في السّرّ و العلانية و كلمة الحقّ في الغضب و الرّضا و القصد في الفقر و الغنى و أسألك نعيما لا ينفد و قرّة عين لا تنقطع و أسألك الرّضا بالقضاء و برد العيش بعد الموت و لذّة النّظر إلى وجهك و شوقا إلى لقائك من غير ضرّاء مضرّة و لا فتنة مظلمة اللّهمّ زيّنّا بزينة الإيمان و اجعلنا هداة مهديّين اللّهمّ اهدنا فيمن هديت اللّهمّ إنّي أسألك عزيمة الرّشاد و الثّبات في الأمر و الرّشد و أسألك شكر نعمتك و حسن عافيتك و أداء حقّك و أسألك يا ربّ قلبا سليما و لسانا صادقا و أستغفرك لما تعلم و أسألك خير ما تعلم و أعوذ بك من شرّ ما تعلم و ما لا نعلم فإنّك تعلم و لا نعلم و أنت علّام الغيوب

961-  و قال الصّادق ع من قال هذه الكلمات عند كلّ صلاة مكتوبة حفظ في نفسه و داره و ماله و ولده أجير نفسي و مالي و ولدي و أهلي و داري و كلّ ما هو منّي باللّه الواحد الأحد الصّمد الّذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد و أجير نفسي و مالي و ولدي و أهلي و داري و كلّ ما هو منّي بربّ الفلق من شرّ ما خلق إلى آخرها و بربّ النّاس إلى آخرها و بآية الكرسيّ إلى آخرها

962-  و روي عن هلقام بن أبي هلقام أنّه قال أتيت أبا إبراهيم ع فقلت له جعلت فداك علّمني دعاء جامعا للدّنيا و الآخرة و أوجز فقال قل في دبر الفجر إلى أن تطلع الشّمس سبحان اللّه العظيم و بحمده أستغفر اللّه و أسأله من فضله فقال هلقام و لقد كنت أسوأ أهل بيتي حالا فما علمت حتّى أتاني ميراث من قبل رجل ما علمت أنّ بيني و بينه قرابة و إنّي اليوم أيسر أهل بيتي مالا و ما ذاك إلّا ممّا علّمني مولاي العبد الصّالح ع

963-  قال زرارة سمعت أبا جعفر ع يقول الدّعاء بعد الفريضة أفضل من الصّلاة تنفّلا

 و بذلك جرت السّنّة

964-  و قال هشام بن سالم لأبي عبد اللّه ع إنّي أخرج و أحبّ أن أكون معقّبا فقال إن كنت على وضوء فأنت معقّب

965-  و قال النّبيّ ص قال اللّه عزّ و جلّ يا ابن آدم اذكرني بعد الغداة ساعة و بعد العصر ساعة أكفيك ما أهمّك

966-  و قال الصّادق ع الجلوس بعد صلاة الغداة في التّعقيب و الدّعاء حتّى تطلع الشّمس أبلغ في طلب الرّزق من الضّرب في الأرض

باب سجدة الشّكر و القول فيها

967-  روى عبد اللّه بن جندب عن موسى بن جعفر ع أنّه قال تقول في سجدة الشّكر اللّهمّ إنّي أشهدك و أشهد ملائكتك و أنبياءك و رسلك و جميع خلقك أنّك أنت اللّه ربّي و الإسلام ديني و محمّدا نبيّي و عليّا و الحسن و الحسين و عليّ بن الحسين و محمّد بن عليّ و جعفر بن محمّد و موسى بن جعفر و عليّ بن موسى و محمّد بن عليّ و عليّ بن محمّد و الحسن بن عليّ و الحجّة بن الحسن بن عليّ أئمّتي بهم أتولّى و من أعدائهم أتبرّأ اللّهمّ إنّي أنشدك دم المظلوم ثلاثا اللّهمّ إنّي أنشدك بإيوائك على نفسك لأعدائك لتهلكنّهم بأيدينا و أيدي المؤمنين اللّهمّ إنّي أنشدك بإيوائك على نفسك لأوليائك لتظفرنّهم بعدوّك و عدوّهم أن تصلّي على محمّد و على المستحفظين من آل محمّد ثلاثا و تقول اللّهمّ إنّي أسألك اليسر بعد العسر ثلاثا ثمّ تضع خدّك الأيمن على الأرض و تقول يا كهفي حين تعييني المذاهب و تضيق عليّ الأرض بما رحبت و يا بارئ خلقي رحمة بي و كنت عن خلقي غنيّا صلّ على محمّد و آل محمّد و على المستحفظين من آل محمّد ثلاثا ثمّ تضع خدّك الأيسر على الأرض و تقول يا مذلّ كلّ جبّار و يا معزّ كلّ ذليل قد و عزّتك بلغ بي مجهودي ثلاثا ثمّ تعود للسّجود و تقول مائة مرّة شكرا شكرا ثمّ تسأل حاجتك إن شاء اللّه

 و لا تسجد سجدة الشّكر عند المخالف و استعمل التّقيّة في تركها

968-  و روى جهم بن أبي جهم قال رأيت أبا الحسن موسى بن جعفر ع و قد سجد بعد الثّلاث الرّكعات من المغرب فقلت له جعلت فداك رأيتك سجدت بعد الثّلاث فقال و رأيتني فقلت نعم قال فلا تدعها فإنّ الدّعاء فيها مستجاب

969-  و في رواية إبراهيم بن عبد الحميد أنّ الصّادق ع قال لرجل إذا أصابك همّ فامسح يدك على موضع سجودك ثمّ امسح يدك على وجهك من جانب خدّك الأيسر و على جبهتك إلى جانب خدّك الأيمن قال قال ابن أبي عمير كذلك وصفه لنا إبراهيم بن عبد الحميد ثمّ قل بسم اللّه الّذي لا إله إلّا هو عالم الغيب و الشّهادة الرّحمن الرّحيم اللّهمّ أذهب عنّي الغمّ و الحزن ثلاثا

 -  و روي عن سليمان بن حفص المروزيّ أنّه قال كتب إليّ أبو الحسن الرّضا ع قل في سجدة الشّكر مائة مرّة شكرا شكرا و إن شئت عفوا عفوا

971-  و كان أبو الحسن موسى بن جعفر ع يسجد بعد ما يصلّي فلا يرفع رأسه حتّى يتعالى النّهار

972-  و روى عبد الرّحمن بن الحجّاج عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من سجد سجدة الشّكر و هو متوضّئ كتب اللّه له بها عشر صلوات و محا عنه عشر خطايا عظام

973-  و سأل سعد بن سعد الرّضا ع عن سجدة الشّكر فقال أرى أصحابنا يسجدون بعد الفريضة سجدة واحدة و يقولون هي سجدة الشّكر فقال إنّما الشّكر إذا أنعم اللّه على عبده أن يقول سبحان الّذي سخّر لنا هذا و ما كنّا له مقرنين و إنّا إلى ربّنا لمنقلبون و الحمد للّه ربّ العالمين

974-  و روى إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال كان موسى بن عمران ع إذا صلّى لم ينفتل حتّى يلصق خدّه الأيمن بالأرض و خدّه الأيسر بالأرض

975-  و قال أبو جعفر ع أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى موسى بن عمران ع أ تدري لم اصطفيتك بكلامي دون خلقي قال موسى لا يا ربّ قال يا موسى إنّي قلّبت عبادي ظهرا و بطنا فلم أجد فيهم أحدا أذلّ نفسا لي منك يا موسى إنّك إذا صلّيت وضعت خدّيك على التّراب

 -  و قال الصّادق ع إنّ العبد إذا سجد فقال يا ربّ يا ربّ حتّى ينقطع نفسه قال له الرّبّ تبارك و تعالى لبّيك ما حاجتك

977-  و كان عليّ بن الحسين ع يقول في سجوده اللّهمّ إن كنت قد عصيتك فإنّي قد أطعتك في أحبّ الأشياء إليك و هو الإيمان بك منّا منك عليّ لا منّا منّي عليك و تركت معصيتك في أبغض الأشياء إليك و هو أن أدعو لك ولدا أو أدعو لك شريكا منّا منك عليّ لا منّا منّي عليك و عصيتك في أشياء على غير وجه مكابرة و لا معاندة و لا استكبار عن عبادتك و لا جحود لربوبيّتك و لكن اتّبعت هواي و استزلّني الشّيطان بعد الحجّة عليّ و البيان فإن تعذّبني فبذنوبي غير ظالم لي و إن تغفر لي و ترحمني فبجودك و بكرمك يا أرحم الرّاحمين

 و ينبغي لمن يسجد سجدة الشّكر أن يضع ذراعيه على الأرض و يلصق جؤجؤه بالأرض

978-  و في رواية أبي الحسين الأسديّ رضي اللّه عنه أنّ الصّادق ع قال إنّما يسجد المصلّي سجدة بعد الفريضة ليشكر اللّه تعالى ذكره فيها على ما منّ به عليه من أداء فرضه و أدنى ما يجزي فيها شكرا للّه ثلاث مرّات

979-  و روى أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير عن حريز عن مرازم عن أبي عبد اللّه ع سجدة الشّكر واجبة على كلّ مسلم تتمّ بها صلاتك و ترضي بها ربّك و تعجب الملائكة منك و إنّ العبد إذا صلّى ثمّ سجد سجدة الشّكر فتح الرّبّ تبارك و تعالى الحجاب بين العبد و بين الملائكة فيقول يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أدّى فرضي و أتمّ عهدي ثمّ سجد لي شكرا على ما أنعمت به عليه ملائكتي ما ذا له عندي قال فتقول الملائكة يا ربّنا رحمتك ثمّ يقول الرّبّ تبارك و تعالى ثمّ ما ذا له فتقول الملائكة يا ربّنا جنّتك ثمّ يقول الرّبّ تبارك و تعالى ثمّ ما ذا فتقول الملائكة يا ربّنا كفاية مهمّه فيقول الرّبّ تبارك و تعالى ثمّ ما ذا قال و لا يبقى شي‏ء من الخير إلّا قالته الملائكة فيقول اللّه تبارك و تعالى يا ملائكتي ثمّ ما ذا فتقول الملائكة ربّنا لا علم لنا قال فيقول اللّه تبارك و تعالى أشكر له كما شكر لي و أقبل إليه بفضلي و أريه وجهي

 قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه من وصف اللّه تعالى ذكره بالوجه كالوجوه فقد كفر و أشرك و وجهه أنبياؤه و حججه صلوات اللّه عليهم و هم الّذين يتوجّه بهم العباد إلى اللّه عزّ و جلّ و إلى معرفته و معرفة دينه و النّظر إليهم في يوم القيامة ثواب عظيم يفوق على كلّ ثواب و قد قال اللّه عزّ و جلّ كلّ من عليها فان و يبقى وجه ربّك ذو الجلال و الإكرام و قال عزّ و جلّ فأينما تولّوا فثمّ وجه اللّه يعني فثمّ التّوجّه إلى اللّه و لا يجب أن تنكر من الأخبار ألفاظ القرآن

 باب ما يستحبّ من الدّعاء في كلّ صباح و مساء

980-  روى عبد الكريم بن عتبة عن الصّادق ع قال من قال عشر مرّات قبل أن تطلع الشّمس و قبل غروبها لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو حيّ لا يموت بيده الخير و هو على كلّ شي‏ء قدير كانت كفّارة لذنوبه في ذلك اليوم

981-  و روى عنه حفص بن البختريّ أنّه قال كان نوح ع يقول إذا أصبح و أمسى اللّهمّ إنّي أشهدك أنّه ما أصبح و أمسى بي من نعمة و عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد و لك الشّكر بها عليّ حتّى ترضى و بعد الرّضا يقولها إذا أصبح عشرا و إذا أمسى عشرا فسمّي بذلك عبدا شكورا و إنّ رسول اللّه ص كان يقول بعد صلاة الفجر اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الهمّ و الحزن و العجز و الكسل و البخل و الجبن و ضلع الدّين و غلبة الرّجال و بوار الأيّم و الغفلة و الذّلّة و القسوة و العيلة و المسكنة و أعوذ بك من نفس لا تشبع و من قلب لا يخشع و من عين لا تدمع و من دعاء لا يسمع و من صلاة لا تنفع و أعوذ بك من امرأة تشيّبني قبل أوان مشيبي و أعوذ بك من ولد يكون عليّ رباء و أعوذ بك من مال يكون عليّ عذابا و أعوذ بك من صاحب خديعة إن رأى حسنة دفنها و إن رأى سيّئة أفشاها اللّهمّ لا تجعل لفاجر عندي يدا و لا منّة

982-  و روى عدّة من أصحابنا عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال كان أبي ع يقول إذا صلّى الغداة يا من هو أقرب إليّ من حبل الوريد يا من يحول بين المرء و قلبه يا من هو بالمنظر الأعلى يا من ليس كمثله شي‏ء و هو السّميع العليم يا أجود من سئل و يا أوسع من أعطى و يا خير مدعوّ و يا أفضل مرجوّ و يا أسمع السّامعين و يا أبصر النّاظرين و يا خير النّاصرين و يا أسرع الحاسبين و يا أرحم الرّاحمين و يا أحكم الحاكمين صلّ على محمّد و آل محمّد و أوسع عليّ في رزقي و امدد لي في عمري و انشر عليّ من رحمتك و اجعلني ممّن تنتصر به لدينك و لا تستبدل بي غيري اللّهمّ إنّك تكفّلت برزقي و رزق كلّ دابّة فأوسع عليّ و على عيالي من رزقك الواسع الحلال و اكفنا من الفقر ثمّ يقول مرحبا بالحافظين و حيّاكما اللّه من كاتبين اكتبا رحمكما اللّه أنّي أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله و أشهد أن الدّين كما شرع و أنّ الإسلام كما وصف و أنّ الكتاب كما أنزل و أنّ القول كما حدّث و أنّ اللّه هو الحقّ المبين اللّهمّ بلّغ محمّدا و آل محمّد أفضل التّحيّة و أفضل السّلام أصبحت و ربّي محمود أصبحت لا أشرك باللّه شيئا و لا أدعو مع اللّه أحدا و لا أتّخذ من دونه وليّا أصبحت عبدا مملوكا لا أملك إلّا ما ملّكني ربّي أصبحت لا أستطيع أن أسوق إلى نفسي خير ما أرجو و لا أصرف عنها شرّ ما أحذر أصبحت مرتهنا بعملي و أصبحت فقيرا لا أجد أفقر منّي باللّه أصبح و باللّه أمسي و باللّه أحيا و باللّه أموت و إلى اللّه النّشور

982-  و روى عمّار بن موسى عن أبي عبد اللّه ع قال تقول إذا أصبحت و أمسيت أصبحنا و الملك و الحمد و العظمة و الكبرياء و الجبروت و الحلم و العلم و الجلال و الجمال و الكمال و البهاء و القدرة و التّقديس و التّعظيم و التّسبيح و التّكبير و التّهليل و التّحميد و السّماح و الجود و الكرم و المجد و المنّ و الخير و الفضل و السّعة و الحول و السّلطان و القوّة و العزّة و القدرة و الفتق و الرّتق و اللّيل و النّهار و الظّلمات و النّور و الدّنيا و الآخرة و الخلق جميعا و الأمر كلّه و ما سمّيت و ما لم أسمّ و ما علمت منه و ما لم أعلم و ما كان و ما هو كائن للّه ربّ العالمين الحمد للّه الّذي أذهب باللّيل و جاء بالنّهار و أنا في نعمة منه و عافية و فضل عظيم الحمد للّه الّذي له ما سكن في اللّيل و النّهار و هو السّميع العليم و الحمد للّه الّذي يولج اللّيل في النّهار و يولج النّهار في اللّيل و يخرج الحيّ من الميّت و يخرج الميّت من الحيّ و هو عليم بذات الصّدور اللّهمّ بك نمسي و بك نصبح و بك نحيا و بك نموت و إليك نصير و أعوذ بك من أن أذلّ أو أذلّ أو أضلّ أو أضلّ أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل عليّ يا مصرّف القلوب ثبّت قلبي على طاعتك و طاعة رسولك اللّهمّ لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني و هب لي من لدنك رحمة إنّك أنت الوهّاب ثمّ تقول اللّهمّ إنّ اللّيل و النّهار خلقان من خلقك فلا تبتلينّي فيهما بجرأة على معاصيك و لا ركوب لمحارمك و ارزقني فيهما عملا متقبّلا و سعيا مشكورا و تجارة لن تبور

 -  و روي عن مسمع كردين أنّه قال صلّيت مع أبي عبد اللّه ع أربعين صباحا فكان إذا انفتل رفع يديه إلى السّماء و قال أصبحنا و أصبح الملك للّه اللّهمّ إنّا عبيدك و أبناء عبيدك اللّهمّ احفظنا من حيث نحتفظ و من حيث لا نحتفظ اللّهمّ احرسنا من حيث نحترس و من حيث لا نحترس اللّهمّ استرنا من حيث نستتر و من حيث لا نستتر اللّهمّ استرنا بالغنى و العافية اللّهمّ ارزقنا العافية و دوام العافية و ارزقنا الشّكر على العافية

باب أحكام السّهو في الصّلاة

984-  روى إسماعيل بن مسلم عن الصّادق ع عن آبائه ع أنّ رسول اللّه ص أتاه رجل فقال يا رسول اللّه إليك أشكو ما ألقى من الوسوسة في صلاتي حتّى لا أعقل ما صلّيت من زيادة أو نقصان فقال له رسول اللّه ص إذا دخلت في صلاتك فاطعن فخذك اليسرى بإصبعك اليمنى المسبّحة ثمّ قل بسم اللّه و باللّه توكّلت على اللّه أعوذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم فإنّك تنحره و تزجره و تطرده عنك

985-  و روي عن عمر بن يزيد أنّه قال شكوت إلى أبي عبد اللّه ع السّهو في المغرب فقال صلّها بقل هو اللّه أحد و قل يا أيّها الكافرون ففعلت ذلك فذهب عنّي

986-  و روى أبو حمزة الثّماليّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال أتى النّبيّ ص رجل فقال يا رسول اللّه لقيت من وسوسة صدري شدّة و أنا رجل معيل مدين محوج فقال له كرّر هذه الكلمات توكّلت على الحيّ الّذي لا يموت و الحمد للّه الّذي لم يتّخذ صاحبة و لا ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له وليّ من الذّلّ و كبّره تكبيرا قال فلم يلبث الرّجل أن عاد إليه فقال يا رسول اللّه أذهب اللّه عنّي وسوسة صدري و قضى ديني و وسّع رزقي

987-  و في رواية عبد اللّه بن المغيرة أنّه قال لا بأس أن يعدّ الرّجل صلاته بخاتمه أو بحصى يأخذ بيده فيعدّ به

988-  و قال الرّضا ع إذا كثر عليك السّهو في الصّلاة فامض على صلاتك و لا تعد

989-  و روى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إذا كثر عليك السّهو فدعه فإنّه يوشك أن يدعك إنّما هو من الشّيطان

990-  و في رواية ابن أبي عمير عن محمّد بن أبي حمزة أنّ الصّادق ع قال إذا كان الرّجل ممّن يسهو في كلّ ثلاث فهو ممّن كثر عليه السّهو

991-  و روى زرارة عن أبي جعفر ع أنّه قال لا تعاد الصّلاة إلّا من خمسة الطّهور و الوقت و القبلة و الرّكوع و السّجود ثمّ قال القراءة سنّة و التّشهّد سنّة و لا تنقض السّنّة الفريضة

 و الأصل في السّهو أنّ من سها في الرّكعتين الأوّلتين من كلّ صلاة فعليه الإعادة و من شكّ في المغرب فعليه الإعادة و من شكّ في الغداة فعليه الإعادة و من شكّ في الجمعة فعليه الإعادة و من شكّ في الثّانية و الثّالثة أو في الثّالثة و الرّابعة أخذ بالأكثر فإذا سلّم أتمّ ما ظنّ أنّه قد نقص

992-  و قال أبو عبد اللّه ع لعمّار بن موسى يا عمّار أجمع لك السّهو كلّه في كلمتين متى ما شككت فخذ بالأكثر فإذا سلّمت فأتمّ ما ظننت أنّك قد نقصت

340-  و معنى الخبر الّذي روي أنّ الفقيه لا يعيد الصّلاة

 إنّما هو في الثّلاث و الأربع لا في الأوليين و لا تجب سجدتا السّهو إلّا على من قعد في حال قيامه أو قام في حال قعوده أو ترك التّشهّد أو لم يدر زاد أو نقص و هما بعد التّسليم في الزّيادة و النّقصان

994-  و قال أمير المؤمنين ع سجدتا السّهو بعد التّسليم و قبل الكلام

995-  و أمّا حديث صفوان بن مهران الجمّال عن أبي عبد اللّه ع قال و سألته عن سجدتي السّهو فقال إذا نقصت فقبل التّسليم و إذا زدت فبعده

 فإنّي أفتي به في حال التّقيّة

996-  و سأله عمّار السّاباطيّ عن سجدتي السّهو هل فيهما تكبير أو تسبيح فقال لا إنّما هما سجدتان فقط فإن كان الّذي سها هو الإمام كبّر إذا سجد و إذا رفع رأسه ليعلم من خلفه أنّه قد سها فليس عليه أن يسبّح فيهما و لا فيهما تشهّد بعد السّجدتين

997-  و روى الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال تقول في سجدتي السّهو بسم اللّه و باللّه و صلّى اللّه على محمّد و آل محمّد قال و سمعته مرّة أخرى يقول بسم اللّه و باللّه السّلام عليك أيّها النّبيّ و رحمة اللّه و بركاته

 و من شكّ في أذانه و قد أقام الصّلاة فليمض و من شكّ في الإقامة بعد ما كبّر فليمض و من شكّ في التّكبير بعد ما قرأ فليمض و من شكّ في القراءة بعد ما ركع فليمض و من شكّ في الرّكوع بعد ما سجد فليمض و كلّ شي‏ء شكّ فيه و قد دخل في حالة أخرى فليمض و لا يلتفت إلى الشّكّ إلّا أن يستيقن و من استيقن أنّه ترك الأذان و الإقامة ثمّ ذكر و لم يكن قد قرأ عامّة السّورة فلا بأس بترك الأذان فليصلّ على النّبيّ ص و ليقل قد قامت الصّلاة قد قامت الصّلاة و من استيقن أنّه لم يكبّر تكبيرة الافتتاح فليعد صلاته و كيف له بأن يستيقن

998-  و قد روي عن الصّادق ع أنّه قال الإنسان لا ينسى تكبيرة الافتتاح

999-  و سأل الحلبيّ أبا عبد اللّه ع عن رجل نسي أن يكبّر حتّى دخل في الصّلاة فقال أ ليس كان في نيّته أن يكبّر قال نعم قال فليمض في صلاته

1000-  و سأل أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ الرّضا ع عن رجل نسي أن يكبّر تكبيرة الافتتاح حتّى كبّر للرّكوع فقال أجزأه

1001-  و قد روى زرارة عن أبي جعفر ع قال قلت له رجل نسي أوّل تكبيرة الافتتاح فقال إن ذكرها قبل الرّكوع كبّر ثمّ قرأ ثمّ ركع و إن ذكرها في الصّلاة كبّرها في مقامه في موضع التّكبير قبل القراءة أو بعد القراءة قلت فإن ذكرها بعد الصّلاة قال فليقضها و لا شي‏ء عليه

1002-  و روى زرارة عن أبي جعفر ع أنّه قال إذا أنت كبّرت في أوّل صلاتك بعد الاستفتاح بإحدى و عشرين تكبيرة ثمّ نسيت التّكبير كلّه أو لم تكبّره أجزأك التّكبير الأوّل عن تكبيرة الصّلاة كلّها

1003-  و روى حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع في رجل جهر فيما لا ينبغي الجهر فيه أو أخفى فيما لا ينبغي الإخفاء فيه فقال أيّ ذلك فعل متعمّدا فقد نقض صلاته و عليه الإعادة و إن فعل ذلك ناسيا أو ساهيا أو لا يدري فلا شي‏ء عليه و قد تمّت صلاته فقال قلت له رجل نسي القراءة في الأوّلتين فذكرها في الأخيرتين فقال يقضي القراءة و التّكبير و التّسبيح الّذي فاته في الأوّلتين في الأخيرتين و لا شي‏ء عليه

1004-  و روى الحسين بن حمّاد عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال له أسهو عن القراءة في الرّكعة الأولى قال اقرأ في الثّانية قال قلت أسهو في الثّانية قال اقرأ في الثّالثة قال قلت أسهو في صلاتي كلّها فقال إذا حفظت الرّكوع و السّجود فقد تمّت صلاتك

1005-  و روى زرارة عن أحدهما ع قال إنّ اللّه تبارك و تعالى فرض الرّكوع و السّجود و القراءة سنّة فمن ترك القراءة متعمّدا أعاد الصّلاة و من نسي فلا شي‏ء عليه

1006-  و روى العلاء عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع في رجل شكّ بعد ما سجد أنّه لم يركع فقال يمضي في صلاته حتّى يستيقن أنّه لم يركع فإن استيقن أنّه لم يركع فليلق السّجدتين اللّتين لا ركوع لهما و يبني على صلاته الّتي على التّمام فإن كان لم يستيقن إلّا من بعد ما فرغ و انصرف فليقم و ليصلّ ركعة و سجدتين و لا شي‏ء عليه

1007-  و روى عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إذا نسيت شيئا من الصّلاة ركوعا أو سجودا أو تكبيرا ثمّ ذكرت فاقض الّذي فاتك سهوا

1008-  و روى ابن مسكان عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّه ع عمّن نسي أن يسجد واحدة فذكرها و هو قائم قال يسجدها إذا ذكرها و لم يركع فإن كان قد ركع فليمض على صلاته فإذا انصرف قضاها وحدها و ليس عليه سهو

1009-  و سأله منصور بن حازم عن رجل صلّى فذكر أنّه قد زاد سجدة فقال لا يعيد صلاته من سجدة و يعيدها من ركعة

1010-  و روى عامر بن جذاعة عنه ع أنّه قال إذا سلمت الرّكعتان الأوّلتان سلمت الصّلاة

1011-  و روى عليّ بن نعمان الرّازيّ أنّه قال كنت مع أصحاب لي في سفر و أنا إمامهم فصلّيت بهم المغرب فسلّمت في الرّكعتين الأوّلتين فقال أصحابي إنّما صلّيت بنا ركعتين فكلّمتهم و كلّموني فقالوا أمّا نحن فنعيد فقلت لكنّي لا أعيد و أتمّ بركعة فأتممت بركعة ثمّ سرنا و أتيت أبا عبد اللّه ع و ذكرت له الّذي كان من أمرنا فقال لي أنت أصوب منهم فعلا إنّما يعيد من لا يدري ما صلّى

1012-  و روى عنه عمّار أنّ من سلّم في ركعتين من الظّهر أو العصر أو المغرب أو العشاء الآخرة ثمّ ذكر فليبن على صلاته و لو بلغ الصّين و لا إعادة عليه

 -  و سأل عبيد بن زرارة أبا عبد اللّه ع عن الرّجل يصلّي الغداة ركعة و يتشهّد و ينصرف و يذهب و يجي‏ء ثمّ ذكر أنّه إنّما صلّى ركعة قال يضيف إليها ركعة

1014-  و سأل أبو كهمس أبا عبد اللّه ع عن الرّكعتين الأوليين فإذا جلست فيهما للتّشهّد فقلت و أنا جالس السّلام عليك أيّها النّبيّ و رحمة اللّه و بركاته انصراف هو قال لا و لكن إذا قلت السّلام علينا و على عباد اللّه الصّالحين فهو انصراف

 -  و روى الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إذا لم تدر أ ثنتين صلّيت أم أربعا و لم يذهب وهمك إلى شي‏ء فتشهّد و سلّم ثمّ صلّ ركعتين و أربع سجدات تقرأ فيهما بأمّ الكتاب ثمّ تشهّد و تسلّم فإن كنت إنّما صلّيت ركعتين كانتا هاتان تمام الأربع و إن كنت صلّيت أربعا كانتا هاتان نافلة

1016-  و روى جميل بن درّاج عنه ع أنّه قال في رجل صلّى خمسا إنّه إن جلس في الرّابعة مقدار التّشهّد فعبادته جائزة

1017-  و روى العلاء عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن رجل صلّى الظّهر خمسا فقال إن كان لا يدري جلس في الرّابعة أم لم يجلس فليجعل أربع ركعات منها الظّهر و يجلس و يتشهّد ثمّ يصلّي و هو جالس ركعتين و أربع سجدات فيضيفهما إلى الخامسة فتكون نافلة

 -  و سأل الفضيل بن يسار أبا عبد اللّه ع عن السّهو فقال من يحفظ سهوه فأتمّه فليس عليه سجدتا السّهو و إنّما السّهو على من لم يدر أ زاد في صلاته أم نقص منها

1019-  و روى الحلبيّ عنه ع أنّه قال إذا لم تدر أربعا صلّيت أو خمسا أم زدت أم نقصت فتشهّد و سلّم و اسجد سجدتي السّهو بغير ركوع و لا قراءة تتشهّد فيهما تشهّدا خفيفا

1020-  و روى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع أنّه سئل عن رجل دخل مع الإمام في صلاته و قد سبقه بركعة فلمّا فرغ الإمام خرج مع النّاس ثمّ ذكر بعد ذلك أنّه قد فاتته ركعة قال يعيد ركعة واحدة

1021-  و روى عبد الرّحمن بن الحجّاج عن أبي إبراهيم ع قال قلت لأبي عبد اللّه ع رجل لا يدري أ ثنتين صلّى أم ثلاثا أم أربعا فقال يصلّي ركعتين من قيام ثمّ يسلّم ثمّ يصلّي ركعتين و هو جالس

1022-  و روي عن عليّ بن أبي حمزة عن العبد الصّالح ع قال سألته عن الرّجل يشكّ فلا يدري أ واحدة صلّى أو اثنتين أو ثلاثا أو أربعا تلتبس عليه صلاته فقال كلّ ذا فقلت نعم قال فليمض في صلاته و ليتعوّذ باللّه من الشّيطان الرّجيم فإنّه يوشك أن يذهب عنه

1023-  و روى سهل بن اليسع في ذلك عن الرّضا ع أنّه قال يبني على يقينه و يسجد سجدتي السّهو بعد التّسليم و يتشهّد تشهّدا خفيفا

1024-  و قد روي أنّه يصلّي ركعة من قيام و ركعتين من جلوس

 و ليست هذه الأخبار بمختلفة و صاحب السّهو بالخيار بأيّ خبر منها أخذ فهو مصيب

1025-  و روي عن إسحاق بن عمّار أنّه قال قال لي أبو الحسن الأوّل ع إذا شككت فابن على اليقين قال قلت هذا أصل قال نعم

1026-  و سأل عبد اللّه بن أبي يعفور أبا عبد اللّه ع عن الرّجل يصلّي ركعتين من المكتوبة فلا يجلس فيهما فقال إن ذكر و هو قائم في الثّالثة فليجلس و إن لم يذكر حتّى ركع فليتمّ صلاته ثمّ يسجد سجدتين و هو جالس قبل أن يتكلّم

 -  و روى محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إن شكّ الرّجل بعد ما صلّى فلم يدر أ ثلاثا صلّى أم أربعا و كان يقينه حين انصرف أنّه كان قد أتمّ لم يعد الصّلاة و كان حين انصرف أقرب إلى الحقّ منه بعد ذلك

1028-  و في نوادر إبراهيم بن هاشم أنّه سئل أبو عبد اللّه ع عن إمام يصلّي بأربع نفر أو بخمس فيسبّح اثنان على أنّهم صلّوا ثلاثا و يسبّح ثلاثة على أنّهم صلّوا أربعا يقول هؤلاء قوموا و يقول هؤلاء اقعدوا و الإمام مائل مع أحدهما أو معتدل الوهم فما يجب عليهم قال ليس على الإمام سهو إذا حفظ عليه من خلفه سهوه باتّفاق منهم و ليس على من خلف الإمام سهو إذا لم يسه الإمام و لا سهو في سهو و ليس في المغرب سهو و لا في الفجر سهو و لا في الرّكعتين الأوّلتين من كلّ صلاة سهو فإذا اختلف على الإمام من خلفه فعليه و عليهم في الاحتياط و الإعادة و الأخذ بالجزم

 و إن نسيت صلاة و لا تدري أيّ صلاة هي فصلّ ركعتين و ثلاث ركعات و أربع ركعات فإن كانت الظّهر أو العصر أو العشاء الآخرة تكون قد صلّيت أربعا و إن كانت المغرب تكون قد صلّيت ثلاثا و إن كانت الغداة تكون قد صلّيت ركعتين و إن تكلّمت في صلاتك ناسيا فقلت أقيموا صفوفكم فأتمّ صلاتك و اسجد سجدتي السّهو

1029-  و روي أنّه من تكلّم في صلاته ناسيا كبّر تكبيرات و من تكلّم في صلاته متعمّدا فعليه إعادة الصّلاة و من أنّ في صلاته فقد تكلّم

 و إن نسيت الظّهر حتّى غربت الشّمس و قد صلّيت العصر فإن أمكنك أن تصلّيها قبل أن تفوتك المغرب فابدأ بها و إلّا فصلّ المغرب ثمّ صلّ بعدها الظّهر و إن نسيت الظّهر و قد ذكرتها و أنت تصلّي العصر فاجعل الّتي تصلّيها الظّهر إن لم تخش أن يفوتك وقت العصر ثمّ صلّ العصر بعد ذلك فإن خفت أن يفوتك وقت العصر فابدأ بالعصر و إن نسيت الظّهر و العصر ثمّ ذكرتهما عند غروب الشّمس فصلّ الظّهر ثمّ صلّ العصر إن كنت لا تخاف فوات إحداهما فإن خفت أن يفوتك إحداهما فابدأ بالعصر و لا تؤخّرها فيكون قد فاتتك جميعا ثمّ صلّ الأولى بعد ذلك على أثرها و متى فاتتك صلاة فصلّها إذا ذكرت فإن ذكرتها و أنت في وقت فريضة أخرى فصلّ الّتي أنت في وقتها ثمّ صلّ الصّلاة الفائتة و من فاتته الظّهر و العصر جميعا ثمّ ذكرهما و قد بقي من النّهار بمقدار ما يصلّيهما جميعا بدأ بالظّهر ثمّ بالعصر و إن بقي بمقدار ما يصلّي إحداهما بدأ بالعصر و إن بقي من النّهار بمقدار ما يصلّي ستّ ركعات بدأ بالظّهر

1030-  و قال الصّادق ع لا يفوت الصّلاة من أراد الصّلاة و لا تفوت صلاة النّهار حتّى تغيب الشّمس و لا صلاة اللّيل حتّى يطلع الفجر

 و ذلك للمضطرّ و العليل و النّاسي و إن نسيت أن تصلّي المغرب و العشاء الآخرة فذكرتهما قبل الفجر فصلّهما جميعا إن كان الوقت باقيا و إن خفت أن تفوتك إحداهما فابدأ بالعشاء الآخرة فإن ذكرتهما بعد الصّبح فصلّ الصّبح ثمّ المغرب ثمّ العشاء قبل طلوع الشّمس فإن نمت عن الغداة حتّى تطلع الشّمس فصلّ الرّكعتين ثمّ صلّ الغداة و إن نسيت التّشهّد في الرّكعة الثّانية و ذكرته في الثّالثة فأرسل نفسك و تشهّد ما لم تركع فإن ذكرت بعد ما ركعت فامض في صلاتك فإذا سلّمت سجدت سجدتي السّهو و تشهّدت فيهما التّشهّد الّذي فاتك و إن رفعت رأسك من السّجدة الثّانية في الرّكعة الرّابعة و أحدثت فإن كنت قلت الشّهادتين فقد مضت صلاتك و إن لم تكن قلت ذلك فقد مضت صلاتك فتوضّأ ثمّ عد إلى مجلسك و تشهّد و إن نسيت التّشهّد أو التّسليم فذكرته و قد فارقت مصلّاك فاستقبل القبلة قائما كنت أو قاعدا و تشهّد و سلّم و من استيقن أنّه قد صلّى ستّا فليعد الصّلاة و من لم يدر كم صلّى و لم يقع وهمه على شي‏ء فليعد الصّلاة و إذا صلّى رجل إلى جانب رجل فقام على يساره و هو لا يعلم ثمّ علم و هو في صلاته حوّله إلى يمينه و من وجب عليه سجدتا السّهو و نسي أن يسجدهما فليسجدهما متى ذكر و من دخل مع قوم في الصّلاة و هو يرى أنّها الأولى و كانت العصر فليجعلها الأولى و يصلّي العصر من بعد و من قام في الصّلاة المكتوبة فسها فظنّ أنّها نافلة أو قام في نافلة فظنّ أنّها مكتوبة فهو على ما افتتح الصّلاة عليه و لا بأس أن يصلّي الرّجل الظّهر خلف من يصلّي العصر و لا يصلّي العصر خلف من يصلّي الظّهر إلّا أن يتوهّمها العصر فيصلّي معه العصر ثمّ يعلم أنّها كانت الظّهر فتجزي عنها

1031-  و روى الحسن بن محبوب عن الرّباطيّ عن سعيد الأعرج قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ اللّه تبارك و تعالى أنام رسوله ص عن صلاة الفجر حتّى طلعت الشّمس ثمّ قام فبدأ فصلّى الرّكعتين اللّتين قبل الفجر ثمّ صلّى الفجر و أسهاه في صلاته فسلّم في ركعتين ثمّ وصف ما قاله ذو الشّمالين و إنّما فعل ذلك به رحمة لهذه الأمّة لئلّا يعيّر الرّجل المسلم إذا هو نام عن صلاته أو سها فيها فيقال قد أصاب ذلك رسول اللّه ص

 قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه إنّ الغلاة و المفوّضة لعنهم اللّه ينكرون سهو النّبيّ ص و يقولون لو جاز أن يسهو ع في الصّلاة لجاز أن يسهو في التّبليغ لأنّ الصّلاة عليه فريضة كما أنّ التّبليغ عليه فريضة و هذا لا يلزمنا و ذلك لأنّ جميع الأحوال المشتركة يقع على النّبيّ ص فيها ما يقع على غيره و هو متعبّد بالصّلاة كغيره ممّن ليس بنبيّ و ليس كلّ من سواه بنبيّ كهو فالحالة الّتي اختصّ بها هي النّبوّة و التّبليغ من شرائطها و لا يجوز أن يقع عليه في التّبليغ ما يقع عليه في الصّلاة لأنّها عبادة مخصوصة و الصّلاة عبادة مشتركة و بها تثبت له العبوديّة و بإثبات النّوم له عن خدمة ربّه عزّ و جلّ من غير إرادة له و قصد منه إليه نفي الرّبوبيّة عنه لأنّ الّذي لا تأخذه سنة و لا نوم هو اللّه الحيّ القيّوم و ليس سهو النّبيّ ص كسهونا لأنّ سهوه من اللّه عزّ و جلّ و إنّما أسهاه ليعلم أنّه بشر مخلوق فلا يتّخذ ربّا معبودا دونه و ليعلم النّاس بسهوه حكم السّهو متى سهوا و سهونا من الشّيطان و ليس للشّيطان على النّبيّ ص و الأئمّة صلوات اللّه عليهم سلطان إنّما سلطانه على الّذين يتولّونه و الّذين هم به مشركون و على من تبعه من الغاوين و يقول الدّافعون لسهو النّبيّ ص إنّه لم يكن في الصّحابة من يقال له ذو اليدين و إنّه لا أصل للرّجل و لا للخبر و كذبوا لأنّ الرّجل معروف و هو أبو محمّد عمير بن عبد عمرو المعروف بذي اليدين و قد نقل عنه المخالف و المؤالف و قد أخرجت عنه أخبارا في كتاب وصف قتال القاسطين بصفّين و كان شيخنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه اللّه يقول أوّل درجة في الغلوّ نفي السّهو عن النّبيّ ص و لو جاز أن تردّ الأخبار الواردة في هذا المعنى لجاز أن تردّ جميع الأخبار و في ردّها إبطال الدّين و الشّريعة و أنا أحتسب الأجر في تصنيف كتاب منفرد في إثبات سهو النّبيّ ص و الرّدّ على منكريه إن شاء اللّه تعالى

1032-  و سأل حمّاد بن عثمان أبا عبد اللّه ع عن رجل فاته شي‏ء من الصّلوات فذكر عند طلوع الشّمس أو عند غروبها قال فليصلّ حين يذكر

 باب صلاة المريض و المغمى عليه و الضّعيف و المبطون و الشّيخ الكبير و غير ذلك

1033-  قال الصّادق ع يصلّي المريض قائما فإن لم يقدر على ذلك صلّى جالسا فإن لم يقدر أن يصلّي جالسا صلّى مستلقيا يكبّر ثمّ يقرأ فإذا أراد الرّكوع غمّض عينيه ثمّ سبّح فإذا سبّح فتح عينيه فيكون فتح عينيه رفع رأسه من الرّكوع فإذا أراد أن يسجد غمّض عينيه ثمّ سبّح فإذا سبّح فتح عينيه فيكون فتح عينيه رفع رأسه من السّجود ثمّ يتشهّد و ينصرف

1034-  و سئل عن المريض لا يستطيع الجلوس أ يصلّي و هو مضطجع و يضع على جبهته شيئا فقال نعم لم يكلّفه اللّه إلّا طاقته

1035-  و سأله سماعة بن مهران عن الرّجل يكون في عينيه الماء فينتزع الماء منها فيستلقي على ظهره الأيّام الكثيرة أربعين يوما أو أقلّ أو أكثر فيمتنع من الصّلاة إلّا إيماء و هو على حاله فقال لا بأس بذلك

1036-  و سأله بزيع المؤذّن فقال له إنّي أريد أن أقدح عيني فقال لي افعل فقلت إنّهم يزعمون أنّه يلقى على قفاه كذا و كذا يوما لا يصلّي قاعدا قال افعل

1037-  و قال رسول اللّه ص المريض يصلّي قائما فإن لم يستطع صلّى جالسا فإن لم يستطع صلّى على جنبه الأيمن فإن لم يستطع صلّى على جنبه الأيسر فإن لم يستطع استلقى و أومأ إيماء و جعل وجهه نحو القبلة و جعل سجوده أخفض من ركوعه

 و يجوز للمريض أن يصلّي الفريضة على الدّابّة يستقبل به القبلة و يجزيه فاتحة الكتاب و يضع جبهته في الفريضة على ما أمكنه من شي‏ء و يومئ في النّافلة إيماء

1038-  و قال أمير المؤمنين ع دخل رسول اللّه ص على رجل من الأنصار و قد شبّكته الرّيح فقال يا رسول اللّه كيف أصلّي فقال إن استطعتم أن تجلسوه فأجلسوه و إلّا فوجّهوه إلى القبلة و مروه فليوم برأسه إيماء و يجعل السّجود أخفض من الرّكوع و إن كان لا يستطيع أن يقرأ فاقرءوا عنده و أسمعوه

1039-  و روى عمر بن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال سألته عن المريض كيف يسجد فقال على خمرة أو على مروحة أو على سواك يرفع إليه و هو أفضل من الإيماء إنّما كرّه من كرّه السّجود على المروحة من أجل الأوثان الّتي كانت تعبد من دون اللّه و إنّا لم نعبد غير اللّه قطّ فاسجدوا على المروحة و على السّواك و على عود

1040-  و سأل الحلبيّ أبا عبد اللّه ع عن المريض هل يقضي الصّلوات إذا أغمي عليه فقال لا إلّا الصّلاة الّتي أفاق فيها

1041-  و كتب أيّوب بن نوح إلى أبي الحسن الثّالث ع يسأله عن المغمى عليه يوما أو أكثر هل يقضي ما فاته من الصّلوات أم لا فكتب لا يقضي الصّوم و لا يقضي الصّلاة

1042-  و سأله عليّ بن مهزيار عن هذه المسألة فقال لا يقضي الصّوم و لا الصّلاة و كلّ ما غلب اللّه عليه فاللّه أولى بالعذر

 فأمّا الأخبار الّتي رويت في المغمى عليه أنّه يقضي جميع ما فاته و ما روي أنّه يقضي صلاة شهر و ما روي أنّه يقضي صلاة ثلاثة أيّام فهي صحيحة و لكنّها على الاستحباب لا على الإيجاب و الأصل أنّه لا قضاء عليه

1043-  و روى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع أنّه قال صاحب البطن الغالب يتوضّأ و يبني على صلاته

 -  و قال مرازم بن حكيم الأزديّ مرضت أربعة أشهر لم أتنفّل فيها فقلت ذلك لأبي عبد اللّه ع فقال ليس عليك قضاء إنّ المريض ليس كالصّحيح كلّ ما غلب اللّه تعالى عليه فاللّه أولى بالعذر

1045-  و سأل عليّ بن جعفر أخاه موسى بن جعفر ع عن الرّجل هل يصلح له أن يستند إلى حائط المسجد و هو يصلّي أو يضع يده على الحائط و هو قائم من غير مرض و لا علّة فقال لا بأس و عن الرّجل يكون في صلاة فريضة فيقوم في الرّكعتين الأوّلتين هل يصلح له أن يتناول جانب المسجد فينهض يستعين به على القيام من غير ضعف و لا علّة فقال لا بأس به

1046-  و قال حمّاد بن عثمان قلت لأبي عبد اللّه ع قد اشتدّ عليّ القيام في الصّلاة فقال إذا أردت أن تدرك صلاة القائم فاقرأ و أنت جالس فإذا بقي من السّورة آيتان فقم و أتمّ ما بقي و اركع و اسجد فذاك صلاة القائم

1047-  و سأل سهل بن اليسع أبا الحسن الأوّل ع عن الرّجل يصلّي النّافلة قاعدا و ليس به علّة في سفر أو حضر فقال لا بأس به

1048-  و قال أبو بصير قلت لأبي جعفر ع إنّا نتحدّث و نقول من صلّى و هو جالس من غير علّة كانت صلاته ركعتين بركعة و سجدتين بسجدة فقال ليس هو هكذا هي تامّة لكم

1049-  و روي عن حمران بن أعين عن أحدهما ع قال كان أبي ع إذا صلّى جالسا تربّع فإذا ركع ثنى رجليه

1050-  و روى معاوية بن ميسرة أنّه سأل أبا عبد اللّه ع أ يصلّي الرّجل و هو جالس متربّع و مبسوط الرّجلين فقال لا بأس بذلك

1051-  و قال الصّادق ع في الصّلاة في المحمل صلّ متربّعا و ممدود الرّجلين و كيف ما أمكنك

1052-  و روي عن إبراهيم بن أبي زياد الكرخيّ أنّه قال قلت لأبي عبد اللّه ع رجل شيخ كبير لا يستطيع القيام إلى الخلاء لضعفه و لا يمكنه الرّكوع و السّجود فقال ليوم برأسه إيماء و إن كان له من يرفع إليه الخمرة فليسجد فإن لم يمكنه ذلك فليوم برأسه نحو القبلة إيماء قلت فالصّيام قال إذا كان في ذلك الحدّ فقد وضع اللّه عنه فإن كان له مقدرة فصدقة مدّ من الطّعام بدل كلّ يوم أحبّ إليّ فإن لم يكن له يسار ذلك فلا شي‏ء عليه

1053-  و سأل عبد اللّه بن سليمان أبا عبد اللّه ع عن الرّجل يأخذه الرّعاف في الصّلاة و لا يزيد على أن يستنشفه أ يجوز ذلك قال نعم

1054-  و روى بكير بن أعين أنّ أبا جعفر ع رأى رجلا رعف و هو في الصّلاة و أدخل يده في أنفه فأخرج دما فأشار إليه بيده افركه بيدك و صلّ

1055-  و سأل ليث المراديّ أبا عبد اللّه ع عن الرّجل يرعف زوال الشّمس حتّى يذهب اللّيل قال يومئ إيماء برأسه عن كلّ صلاة

1056-  و روى عمر بن أذينة عنه ع أنّه سأله عن الرّجل يرعف و هو في الصّلاة و قد صلّى بعض صلاته فقال إن كان الماء عن يمينه أو عن شماله أو عن خلفه فليغسله من غير أن يلتفت و ليبن على صلاته فإن لم يجد الماء حتّى يلتفت فليعد الصّلاة قال و القي‏ء مثل ذلك

1057-  و في رواية أبي بصير عنه ع إن تكلّمت أو صرفت وجهك عن القبلة فأعد الصّلاة

1058-  و قال له أبو بصير أسمع العطسة فأحمد اللّه تعالى و أصلّي على النّبيّ ص و أنا في الصّلاة قال نعم و إن كان بينك و بين صاحبك اليمّ

1059-  و قال ع الأعمى إذا صلّى لغير القبلة فإن كان في وقت فليعد و إن كان قد مضى الوقت فلا يعيد

1060-  و روي عن الفضيل بن يسار أنّه قال قلت لأبي جعفر ع أكون في الصّلاة فأجد غمزا في بطني أو أزّا أو ضربانا فقال انصرف و توضّأ و ابن على ما مضى من صلاتك ما لم تنقض الصّلاة بالكلام متعمّدا فإن تكلّمت ناسيا فلا شي‏ء عليك و هو بمنزلة من تكلّم في الصّلاة ناسيا قلت و إن قلب وجهه عن القبلة قال نعم و إن قلب وجهه عن القبلة

1061-  و سأل عبد الرّحمن بن الحجّاج أبا الحسن ع عن الغمز يصيب الرّجل في بطنه و هو يستطيع أن يصبر عليه أ يصلّي على تلك الحالة أم لا يصلّي فقال إن احتمل الصّبر و لم يخف إعجالا عن الصّلاة فليصلّ و ليصبر

1062-  و قال الصّادق ع لا يقطع التّبسّم الصّلاة و يقطعها القهقهة و لا تنقض الوضوء

باب التّسليم على المصلّي

1063-  سأل محمّد بن مسلم أبا جعفر ع عن الرّجل يسلّم على القوم في الصّلاة فقال إذا سلّم عليك مسلم و أنت في الصّلاة فسلّم عليه تقول السّلام عليك و أشر بإصبعك

1064-  و سأل عمّار السّاباطيّ أبا عبد اللّه ع عن التّسليم على المصلّي فقال إذا سلّم عليك رجل من المسلمين و أنت في الصّلاة فردّ عليه فيما بينك و بين نفسك و لا ترفع صوتك

1065-  و روى عنه منصور بن حازم أنّه قال إذا سلّم على الرّجل و هو يصلّي يردّ عليه خفيّا كما قال

1066-  و قال أبو جعفر ع سلّم عمّار على رسول اللّه ص و هو في الصّلاة فردّ عليه ثمّ قال أبو جعفر ع إنّ السّلام اسم من أسماء اللّه عزّ و جلّ

باب المصلّي تعرض له السّباع و الهوامّ فيقتلها

1067-  سأل الحسين بن أبي العلاء أبا عبد اللّه ع عن الرّجل يرى الحيّة و العقرب و هو يصلّي قال يقتلهما

1068-  و سأل محمّد بن مسلم أبا جعفر ع عن الرّجل تؤذيه الدّابّة و هو يصلّي قال يلقيها عنه إن شاء أو يدفنها في الحصى

1069-  و سأل الحلبيّ أبا عبد اللّه ع عن الرّجل يحتكّ و هو في الصّلاة قال لا بأس

1070-  و سأله عن الرّجل يقتل البقّة و البرغوث و القملة و الذّباب و هو في الصّلاة أ ينقض ذلك صلاته و وضوءه قال لا

1071-  و سأله سماعة بن مهران عن الرّجل يكون في الصّلاة الفريضة قائما فينسى كيسه أو متاعه يخاف ضيعته أو هلاكه قال يقطع صلاته و يحرز متاعه قال قلت فتفلّت عليه دابّته فيخاف أن تذهب أو يصيبه فيها عنت فقال لا بأس أن يقطع صلاته و يحرز و يعود إلى صلاته

1072-  و سأله عمّار السّاباطيّ عن الرّجل يكون في الصّلاة فيرى حيّة بحياله هل يجوز له أن يتناولها و يقتلها قال إن كان بينها و بينه خطوة واحدة فليخط و يقتلها و إلّا فلا

1073-  و روى حريز عن أبي عبد اللّه ع قال إذا كنت في صلاة الفريضة فرأيت غلاما لك قد أبق أو غريما لك عليه مال أو حيّة تتخوّفها على نفسك فاقطع الصّلاة و اتبع غلامك أو غريمك و اقتل الحيّة

باب المصلّي يريد الحاجة

1074-  روى عبد اللّه بن أبي يعفور عن أبي عبد اللّه ع في الرّجل يريد الحاجة و هو في الصّلاة فقال يومئ برأسه و يشير بيده و المرأة إذا أرادت الحاجة تصفّق

1075-  و روى الحلبيّ أنّه سأله عن الرّجل يريد الحاجة و هو يصلّي فقال يومئ برأسه و يشير بيده و يسبّح و المرأة إذا أرادت الحاجة و هي تصلّي تصفّق بيديها

1076-  و سأله حنان بن سدير أ يومئ الرّجل في الصّلاة فقال نعم قد أومأ النّبيّ ص في مسجد من مساجد الأنصار بمحجن كان معه قال حنان و لا أعلمه إلّا مسجد بني عبد الأشهل

1077-  و سأله عمّار بن موسى عن الرّجل يسمع صوتا بالباب و هو في الصّلاة فيتنحنح ليسمع جاريته أو أهله لتأتيه فيشير إليها بيده ليعلمها من بالباب لتنظر من هو فقال لا بأس به و عن الرّجل و المرأة يكونان في الصّلاة و يريدان شيئا أ يجوز لهما أن يقولا سبحان اللّه قال نعم و يوميان إلى ما يريدان و المرأة إذا أرادت شيئا ضربت على فخذيها و هي في الصّلاة

 -  و روى محمّد بن بجيل أخو عليّ بن بجيل قال رأيت أبا عبد اللّه ع يصلّي فمرّ به رجل و هو بين السّجدتين فرماه أبو عبد اللّه بحصاة فأقبل الرّجل إليه

1079-  و روي عن أبي زكريّا الأعور قال رأيت أبا الحسن ع يصلّي قائما و إلى جانبه رجل كبير يريد أن يقوم و معه عصا له فأراد أن يتناولها فانحطّ أبو الحسن ع و هو قائم في صلاته فناول الرّجل العصا ثمّ عاد إلى موضعه إلى صلاته

1080-  و قال أبو حبيب ناجية لأبي عبد اللّه ع إنّ لي رحى أطحن فيها السّمسم فأقوم و أصلّي و أعلم أنّ الغلام نائم فأضرب الحائط لأوقظه قال نعم أنت في طاعة ربّك تطلب رزقك لا بأس