باب التّعزية و الجزع عند المصيبة و زيارة القبور و النّوح و المأتم

502-  قال رسول اللّه ص من عزّى حزينا كسي في الموقف حلّة يحبّر بها

503-  و روي عن هشام بن الحكم أنّه قال رأيت موسى بن جعفر ع يعزّي قبل الدّفن و بعده

504-  و قال الصّادق ع التّعزية الواجبة بعد الدّفن

605-  و قال ع كفاك من التّعزية بأن يراك صاحب المصيبة

506-  و أتى أبو عبد اللّه ع قوما قد أصيبوا بمصيبة فقال جبر اللّه وهنكم و أحسن عزاكم و رحم متوفّاكم ثمّ انصرف

507-  و قال رسول اللّه ص التّعزية تورث الجنّة

508-  و عزّى الصّادق ع رجلا بابن له فقال له ع اللّه خير لابنك منك و ثواب اللّه خير لك منه فبلغه جزعه بعد ذلك فعاد إليه فقال له قد مات رسول اللّه ص أ فما لك به أسوة فقال له إنّه كان مراهقا فقال له إنّ أمامه ثلاث خصال شهادة أن لا إله إلّا اللّه و رحمة اللّه و شفاعة رسول اللّه ص فلن تفوته واحدة منهنّ إن شاء اللّه عزّ و جلّ

509-  و روى أبو بصير عن الصّادق ع أنّه قال ينبغي لصاحب الجنازة أن لا يلبس رداء و أن يكون في قميص حتّى يعرف و ينبغي لجيرانه أن يطعموا عنه ثلاثة أيّام

510-  و قال ع ملعون ملعون من وضع رداءه في مصيبة غيره

511-  و لمّا قبض عليّ بن محمّد العسكريّ ع رئي الحسن بن عليّ عليهما السّلام قد خرج من الدّار و قد شقّ قميصه من خلف و قدّام

 -  و قد وضع رسول اللّه ص رداءه في جنازة سعد بن معاذ رحمه اللّه فسئل عن ذلك فقال إنّي رأيت الملائكة قد وضعت أرديتها فوضعت ردائي

513-  و قال الصّادق ع لو لا أنّ الصّبر خلق قبل البلاء لتفطّر المؤمن كما تتفطّر البيضة على الصّفا

514-  و قال رسول اللّه ص أربع من كنّ فيه كان في نور اللّه عزّ و جلّ الأعظم من كان عصمة أمره شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّي رسول اللّه و من إذا أصابته مصيبة قال إنّا للّه و إنّا إليه راجعون و من إذا أصاب خيرا قال الحمد للّه ربّ العالمين و من إذا أصاب خطيئة قال أستغفر اللّه و أتوب إليه

515-  و قال أبو جعفر ع ما من مؤمن يصاب بمصيبة في الدّنيا فيسترجع عند مصيبته و يصبر حين تفجأه المصيبة إلّا غفر اللّه له ما مضى من ذنوبه إلّا الكبائر الّتي أوجب اللّه عزّ و جلّ عليها النّار و كلّما ذكر مصيبته فيما يستقبل من عمره فاسترجع عندها و حمد اللّه عزّ و جلّ عندها غفر اللّه له كلّ ذنب اكتسبه فيما بين الاسترجاع الأوّل إلى الاسترجاع الأخير إلّا الكبائر من الذّنوب

516-  و روى أبو بصير عن أبي جعفر ع أنّه قال إنّ ملكا موكّلا بالمقابر فإذا انصرف أهل الميّت من جنازتهم عن ميّتهم أخذ قبضة من تراب فرمى بها في آثارهم ثمّ قال انسوا ما رأيتم فلو لا ذلك ما انتفع أحد بعيش

517-  و قال الصّادق ع من أصيب بمصيبة جزع عليها أو لم يجزع صبر عليها أم لم يصبر كان ثوابه من اللّه عزّ و جلّ الجنّة

518-  و قال ع ثواب المؤمن من ولده إذا مات الجنّة صبر أو لم يصبر

519-  و قال ع من قدّم ولدا كان خيرا له من سبعين يخلّفهم بعده كلّهم قد ركب الخيل و قاتل في سبيل اللّه عزّ و جلّ

520-  و قال رسول اللّه ص لا يدخل الجنّة رجل ليس له فرط فقال له رجل ممّن لم يولد له و لم يقدّم ولدا يا رسول اللّه أ و لكلّنا فرط فقال نعم إنّ من فرط الرّجل المؤمن أخاه في اللّه عزّ و جلّ

521-  و قال ص لفاطمة ع حين قتل جعفر بن أبي طالب لا تدعي بذلّ و لا ثكل و لا حرب و ما قلت فيه فقد صدقت

522-  و روى مهران بن محمّد عن الصّادق ع أنّه قال إنّ الميّت إذا مات بعث اللّه عزّ و جلّ ملكا إلى أوجع أهله عليه فمسح على قلبه فأنساه لوعة الحزن لو لا ذلك لم تعمر الدّنيا

 -  و قال رسول اللّه ص إذا قبض ولد المؤمن و اللّه أعلم بما قال العبد فيسأل الملائكة قبضتم ولد فلان المؤمن فيقولون نعم ربّنا فيقول فما ذا قال عبدي المؤمن فيقولون حمدك ربّنا و استرجع فيقول اللّه عزّ و جلّ ابنوا له بيتا في الجنّة و سمّوه بيت الحمد

524-  و لمّا مات إسماعيل بن جعفر خرج الصّادق ع فتقدّم السّرير بلا حذاء و لا رداء

525-  و كان عليّ بن الحسين ع إذا رأى جنازة قال الحمد للّه الّذي لم يجعلني من السّواد المخترم

526-  و قال الصّادق ع لمّا مات إبراهيم بن رسول اللّه ص قال النّبيّ ص حزنّا عليك يا إبراهيم و إنّا لصابرون يحزن القلب و تدمع العين و لا نقول ما يسخط الرّبّ

527-  و قال ع إنّ النّبيّ ص حين جاءته وفاة جعفر بن أبي طالب ع و زيد بن حارثة كان إذا دخل بيته كثر بكاؤه عليهما جدّا و يقول كانا يحدّثاني و يؤانساني فذهبا جميعا

528-  و قال ع إنّ البلاء و الصّبر يستبقان إلى المؤمن فيأتيه البلاء و هو صبور و إنّ الجزع و البلاء يستبقان إلى الكافر فيأتيه البلاء و هو جزوع

 -  و روي عن الكاهليّ أنّه قال قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر ع إنّ امرأتي و أختي و هي امرأة محمّد بن مارد تخرجان في المآتم فأنهاهما فقالتا لي إن كان حراما انتهينا عنه و إن لم يكن حراما فلم تمنعنا فيمتنع النّاس من قضاء حقوقنا فقال ع عن الحقوق تسألني كان أبي ع يبعث أمّي و أمّ فروة تقضيان حقوق أهل المدينة

530-  و قال الصّادق ع لا يسأل في القبر إلّا من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا و الباقون ملهوّ عنهم إلى يوم القيامة

531-  و سأله سماعة بن مهران عن زيارة القبور و بناء المساجد فيها فقال أمّا زيارة القبور فلا بأس بها و لا يبنى عندها مساجد

532-  و قال النّبيّ ص لا تتّخذوا قبري قبلة و لا مسجدا فإنّ اللّه عزّ و جلّ لعن اليهود حين اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد

533-  و سأل جرّاح المدائنيّ أبا عبد اللّه ع كيف التّسليم على أهل القبور فقال تقف و تقول السّلام على أهل الدّيار من المؤمنين و المسلمين رحم اللّه المستقدمين منّا و المستأخرين و إنّا إن شاء اللّه بكم لاحقون

534-  و كان رسول اللّه ص إذا مرّ على القبور قال السّلام عليكم من ديار قوم مؤمنين و إنّا إن شاء اللّه بكم لاحقون

535-  و قال أمير المؤمنين ع لمّا دخل المقابر يا أهل التّربة و يا أهل الغربة أمّا الدّور فقد سكنت و أمّا الأزواج فقد نكحت و أمّا الأموال فقد قسمت فهذا خبر ما عندنا و ليت شعري ما عندكم ثمّ التفت إلى أصحابه و قال لو أذن لهم في الجواب لقالوا إنّ خير الزّاد التّقوى

536-  و وقف رسول اللّه ص على القتلى ببدر و قد جمعهم في قليب فقال يا أهل القليب إنّا قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقّا فهل وجدتم ما وعد ربّكم حقّا فقال المنافقون إنّ رسول اللّه يكلّم الموتى فنظر إليهم فقال لو أذن لهم في الكلام لقالوا نعم و إنّ خير الزّاد التّقوى

537-  و كانت فاطمة ع تأتي قبور الشّهداء كلّ غداة سبت فتأتي قبر حمزة فتترحّم عليه و تستغفر له

538-  و قال الصّادق ع إذا دخلت الجبّانة فقل السّلام على أهل الجنّة

539-  و قال أبو الحسن موسى بن جعفر ع إذا دخلت المقابر فطأ القبور فمن كان مؤمنا استروح إلى ذلك و من كان منافقا وجد ألمه

540-  و روي عن محمّد بن مسلم أنّه قال قلت لأبي عبد اللّه ع الموتى نزورهم فقال نعم قلت فيعلمون بنا إذا أتيناهم فقال إي و اللّه إنّهم ليعلمون بكم و يفرحون بكم و يستأنسون إليكم قال قلت فأيّ شي‏ء نقول إذا أتيناهم قال قل اللّهمّ جاف الأرض عن جنوبهم و صاعد إليك أرواحهم و لقّهم منك رضوانا و أسكن إليهم من رحمتك ما تصل به وحدتهم و تؤنس به وحشتهم إنّك على كلّ شي‏ء قدير

541-  و قال الرّضا ع ما من عبد مؤمن زار قبر مؤمن فقرأ عنده إنّا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرّات إلّا غفر اللّه له و لصاحب القبر

542-  و سأل إسحاق بن عمّار أبا الحسن الأوّل ع عن المؤمن يزور أهله فقال نعم قال في كم فقال على قدر فضائلهم منهم من يزور في كلّ يوم و منهم من يزور في كلّ يومين و منهم من يزور في كلّ ثلاثة أيّام قال ثمّ رأيت في مجرى كلامه أنّه يقول أدناهم جمعة فقال له في أيّ ساعة قال عند زوال الشّمس أو قبيل ذلك فيبعث اللّه معه ملكا يريه ما يسرّ به و يستر عنه ما يكرهه فيرى سرورا و يرجع إلى قرّة عين

543-  و روى حفص بن البختريّ عن أبي عبد اللّه ع أنّ الكافر يزور أهله فيرى ما يكرهه و يستر عنه ما يحبّ

544-  و قال صفوان بن يحيى لأبي الحسن موسى بن جعفر ع بلغني أنّ المؤمن إذا أتاه الزّائر آنس به فإذا انصرف عنه استوحش فقال لا يستوحش

 -  و قال أبو جعفر ع يصنع للميّت مأتم ثلاثة أيّام من يوم مات

546-  و أوصى أبو جعفر ع بثمانمائة درهم لمأتمه و كان يرى ذلك للسّنّة لأنّ رسول اللّه ص قال اتّخذوا لآل جعفر بن أبي طالب طعاما فقد شغلوا

547-  و أوصى أبو جعفر ع أن يندب في المواسم عشر سنين

548-  و قال الصّادق ع الأكل عند أهل المصيبة من عمل أهل الجاهليّة و السّنّة البعث إليهم بالطّعام كما أمر به النّبيّ ص في آل جعفر بن أبي طالب ع لمّا جاء نعيه

549-  و قال ع لمّا قتل جعفر بن أبي طالب ع أمر رسول اللّه ص فاطمة ع أن تأتي أسماء بنت عميس و نساءها و أن تصنع لهم طعاما ثلاثة أيّام فجرت بذلك السّنّة

550-  و قال الصّادق ع ليس لأحد أن يحدّ أكثر من ثلاثة أيّام إلّا المرأة على زوجها حتّى تنقضي عدّتها

551-  و سئل عن أجر النّائحة فقال لا بأس به و قد نيح على رسول اللّه ص

552-  و روي أنّه قال لا بأس بكسب النّائحة إذا قالت صدقا

 و في خبر آخر قال تستحلّه بضرب إحدى يديها على الأخرى

553-  و لمّا انصرف رسول اللّه ص من وقعة أحد إلى المدينة سمع من كلّ دار قتل من أهلها قتيل نوحا و بكاء و لم يسمع من دار حمزة عمّه فقال ص لكنّ حمزة لا بواكي له فآلى أهل المدينة أن لا ينوحوا على ميّت و لا يبكوه حتّى يبدءوا بحمزة فينوحوا عليه و يبكوه فهم إلى اليوم على ذلك

554-  و قال عمر بن يزيد قلت لأبي عبد اللّه ع يصلّى عن الميّت فقال نعم حتّى إنّه ليكون في ضيق فيوسّع اللّه عليه ذلك الضّيق ثمّ يؤتى فيقال له خفّف عنك هذا الضّيق بصلاة فلان أخيك عنك قال فقلت له فأشرك بين رجلين في ركعتين قال نعم فقال ع إنّ الميّت ليفرح بالتّرحّم عليه و الاستغفار له كما يفرح الحيّ بالهديّة تهدى إليه

  و يجوز أن يجعل الرّجل حجّته أو عمرته أو بعض صلاته أو بعض طوافه لبعض أهله و هو ميّت و ينتفع به حتّى إنّه ليكون مسخوطا عليه فيغفر له و يكون مضيّقا عليه فيوسّع له و يعلم الميّت بذلك و لو أنّ رجلا فعل ذلك عن ناصب لخفّف عنه و البرّ و الصّلة و الحجّ يجعل للميّت و الحيّ فأمّا الصّلاة فلا تجوز عن الحيّ

555-  و قال ع ستّة يلحقن المؤمن بعد وفاته ولد يستغفر له و مصحف يخلّفه و غرس يغرسه و صدقة ماء يجريه و قليب يحفره و سنّة يؤخذ بها من بعده

556-  و قال ع من عمل من المسلمين عن ميّت عملا صالحا أضعف له أجره و نفع اللّه به الميّت

557-  و قال ع يدخل على الميّت في قبره الصّلاة و الصّوم و الحجّ و الصّدقة و البرّ و الدّعاء و يكتب أجره للّذي يفعله و للميّت

558-  و لمّا مات ذرّ بن أبي ذرّ رحمة اللّه عليه وقف أبو ذرّ على قبره فمسح القبر بيده ثمّ قال رحمك اللّه يا ذرّ و اللّه إن كنت بي لبرّا و لقد قبضت و إنّي عنك لراض و اللّه ما بي فقدك و ما عليّ من غضاضة و ما لي إلى أحد سوى اللّه من حاجة و لو لا هول المطّلع لسرّني أن أكون مكانك و لقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك و اللّه ما بكيت لك و لكن بكيت عليك فليت شعري ما قلت و ما قيل لك اللّهمّ إنّي قد وهبت له ما افترضت عليه من حقّي فهب له ما افترضت عليه من حقّك فأنت أحقّ بالجود منّي و الكرم