باب صوم التّطوّع و ثوابه من الأيّام المتفرّقة

1800-  سأل محمّد بن مسلم و زرارة بن أعين أبا جعفر الباقر ع عن صوم يوم عاشوراء فقال كان صومه قبل شهر رمضان فلمّا نزل شهر رمضان ترك

 -  و قال عليّ ع قال رسول اللّه ص من صام يوما تطوّعا أدخله اللّه عزّ و جلّ الجنّة

1802-  و روى جابر عن أبي جعفر ع قال من ختم له بصيام يوم دخل الجنّة

1803-  و قال رسول اللّه ص من صام يوما في سبيل اللّه كان يعدل سنة يصومها

1804-  و قال الصّادق ع من تطيّب بطيب أوّل النّهار و هو صائم لم يفقد عقله

1805-  و قال رسول اللّه ص ما من صائم يحضر قوما يطعمون إلّا سبّحت له أعضاؤه و كانت صلاة الملائكة عليه و كانت صلاتهم استغفارا

1806-  و روي عن موسى بن جعفر ع قال من صام أوّل يوم من عشر ذي الحجّة كتب اللّه له صوم ثمانين شهرا فإن صام التّسع كتب اللّه عزّ و جلّ له صوم الدّهر

1807-  و قال الصّادق ع صوم يوم التّروية كفّارة سنة و يوم عرفة كفّارة سنتين

1808-  و روي أنّ في أوّل يوم من ذي الحجّة ولد إبراهيم خليل الرّحمن ع فمن صام ذلك اليوم كان كفّارة ستّين سنة و في تسع من ذي الحجّة أنزلت توبة داود ع فمن صام ذلك اليوم كان كفّارة تسعين سنة

1809-  و روي عن يعقوب بن شعيب قال سألت أبا عبد اللّه ع عن صوم يوم عرفة قال إن شئت صمت و إن شئت لم تصم و ذكر أنّ رجلا أتى الحسن و الحسين ع فوجد أحدهما صائما و الآخر مفطرا فسألهما فقالا إن صمت فحسن و إن لم تصم فجائز

1810-  و روى عبد اللّه بن المغيرة عن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال أوصى رسول اللّه ص إلى عليّ ع وحده و أوصى عليّ ع إلى الحسن و الحسين ع جميعا و كان الحسن ع إمامه فدخل رجل يوم عرفة على الحسن ع و هو يتغدّى و الحسين ع صائم ثمّ جاء بعد ما قبض الحسن ع فدخل على الحسين ع يوم عرفة و هو يتغدّى و عليّ بن الحسين ع صائم فقال له الرّجل إنّي دخلت على الحسن ع و هو يتغدّى و أنت صائم ثمّ دخلت عليك و أنت مفطر فقال إنّ الحسن ع كان إماما فأفطر لئلّا يتّخذ صومه سنّة و ليتأسّى به النّاس فلمّا أن قبض كنت أنا الإمام فأردت أن لا يتّخذ صومي سنّة فيتأسّى النّاس بي

1811-  و روى حنان بن سدير عن أبيه قال سألته عن صوم يوم عرفة فقلت جعلت فداك إنّهم يزعمون أنّه يعدل صوم سنة قال كان أبي ع لا يصومه قلت و لم جعلت فداك قال يوم عرفة يوم دعاء و مسألة فأتخوّف أن يضعفني عن الدّعاء و أكره أن أصومه و أتخوّف أن يكون يوم عرفة يوم الأضحى و ليس بيوم صوم

 قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه إنّ العامّة غير موفّقين لفطر و لا أضحى و إنّما كره ع صوم يوم عرفة لأنّه كان يكون يوم العيد في أكثر السّنين و تصديق ذلك

 -  ما قاله الصّادق ع لمّا قتل الحسين بن عليّ ع أمر اللّه عزّ و جلّ ملكا فنادى أيّتها الأمّة الظّالمة القاتلة عترة نبيّها لا وفّقكم اللّه تعالى لصوم و لا فطر

1813-  و في حديث آخر لا وفّقكم اللّه لفطر و لا أضحى

 و من صام يوم عرفة فله من الثّواب ما ذكرناه

1814-  و روي عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال كنت مع أبي و أنا غلام فتعشّينا عند الرّضا ع ليلة خمسة و عشرين من ذي القعدة فقال له ليلة خمسة و عشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم ع و ولد فيها عيسى ابن مريم ع و فيها دحيت الأرض من تحت الكعبة فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستّين شهرا

 -  و روي أنّ في تسع و عشرين من ذي القعدة أنزل اللّه عزّ و جلّ الكعبة و هي أوّل رحمة نزلت فمن صام ذلك اليوم كان كفّارة سبعين سنة

1816-  و روى الحسن بن راشد عن أبي عبد اللّه ع قال قلت جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين قال نعم يا حسن و أعظمهما و أشرفهما قال قلت له فأيّ يوم هو قال هو يوم نصب أمير المؤمنين ع علما للنّاس قلت جعلت فداك و أيّ يوم هو قال إنّ الأيّام تدور و هو يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة قال قلت جعلت فداك و ما ينبغي لنا أن نصنع فيه قال تصومه يا حسن و تكثر فيه الصّلاة على محمّد و أهل بيته ع و تبرّأ إلى اللّه عزّ و جلّ ممّن ظلمهم حقّهم فإنّ الأنبياء ع كانت تأمر الأوصياء باليوم الّذي كان يقام فيه الوصيّ أن يتّخذ عيدا قال قلت ما لمن صامه منّا قال صيام ستّين شهرا و لا تدع صيام يوم سبعة و عشرين من رجب فإنّه هو اليوم الّذي أنزلت فيه النّبوّة على محمّد ص و ثوابه مثل ستّين شهرا لكم

1817-  و روى المفضّل بن عمر عن أبي عبد اللّه ع قال صوم يوم غدير خمّ كفّارة ستّين سنة

 و أمّا خبر صلاة يوم غدير خمّ و الثّواب المذكور فيه لمن صامه فإنّ شيخنا محمّد بن الحسن رضي اللّه عنه كان لا يصحّحه و يقول إنّه من طريق محمّد بن موسى الهمدانيّ و كان كذّابا غير ثقة و كلّ ما لم يصحّحه ذلك الشّيخ قدّس اللّه روحه و لم يحكم بصحّته من الأخبار فهو عندنا متروك غير صحيح

1818-  و في أوّل يوم من المحرّم دعا زكريّا ع ربّه عزّ و جلّ فمن صام ذلك اليوم استجاب اللّه له كما استجاب لزكريّا ع

1819-  و سأل أبو بصير أبا عبد اللّه ع عن الصّائم المتطوّع تعرض له الحاجة قال هو بالخيار ما بينه و بين العصر و إن مكث حتّى العصر ثمّ بدأ له أن يصوم و لم يكن نوى ذلك فله أن يصوم ذلك اليوم إن شاء