باب 10- فضل الكوفة و المواضع التي يستحب فيها الصلاة منها و موضع قبر أمير المؤمنين ع و الصلاة و الدعاء عنده و فضل حصى الغري و مسجد السهلة و المساجد التي لا يصلى

1-  أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمه الله قال حدثني أبي عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عبد الله الرازي عن الحسين بن سيف بن عميرة عن أبيه سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر الباقر ع قال قلت له أي البقاع أفضل بعد حرم الله و حرم رسول الله ص فقال الكوفة يا أبا بكر هي الزكية الطاهرة فيها قبور النبيين المرسلين و غير المرسلين و الأوصياء الصادقين و فيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيا إلا و قد صلى فيه و فيها يظهر عدل الله و فيها يكون قائمه و القوام من بعده و هي منازل النبيين و الأوصياء و الصالحين

2-  و عنه قال حدثني محمد بن الحسين بن علي بن مهزيار عن أبيه عن جده علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن ظريف بن ناصح عن خالد القلانسي عن الصادق ع قال مكة حرم الله و حرم رسوله و حرم علي بن أبي طالب ص الصلاة فيها بمائة ألف صلاة و الدرهم فيها بمائة ألف درهم و المدينة حرم الله و حرم رسوله و حرم علي بن أبي طالب ع الصلاة فيها بعشرة آلاف صلاة و الدرهم فيها بعشرة آلاف درهم و الكوفة حرم الله تعالى و حرم رسوله و حرم علي بن أبي طالب ع الصلاة فيها بألف صلاة و الدرهم فيها بألف درهم

3-  و عنه عن محمد بن الحسين الجوهري عن محمد بن أحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن الحسين عن علي بن حديد عن محمد بن سليمان عن عمرو بن خالد عن أبي حمزة الثمالي أن علي بن الحسين ع أتى مسجد الكوفة عمدا من المدينة فصلى فيه ركعتين ثم جاء حتى ركب راحلته و أخذ الطريق

4-  و عنه عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن إبراهيم بن محمد عن الفضل بن زكريا عن نجم بن حطيم عن أبي جعفر الباقر ع قال لو يعلم الناس ما في مسجد الكوفة لأعدوا له الزاد و الرواحل من مكان بعيد إن صلاة فريضة فيه تعدل حجة و صلاة نافلة تعدل عمرة

5-  و عنه عن أبي القاسم عن الحسن بن عبد الله بن محمد عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن جبلة عن سلام بن أبي عمرة عن سعد بن ظريف عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين ع قال النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبي ص و الفريضة تعدل حجة مع النبي ص و قد صلى فيه ألف نبي و ألف وصي

6-  و قال الصادق ع ما من عبد صالح و لا نبي إلا و قد صلى في مسجد كوفان حتى إن رسول الله ص لما أسري به قال له جبرئيل ع أ تدري أين أنت يا رسول الله الساعة أنت مقابل مسجد كوفان قال قلت فاستأذن لي ربي حتى آتيه فأصلي فيه ركعتين فاستأذن الله عز و جل فأذن له و إن ميمنته لروضة من رياض الجنة و إن مؤخره لروضة من رياض الجنة و إن الصلاة المكتوبة فيه لتعدل بألف صلاة و إن النافلة لتعدل بخمسمائة صلاة و إن الجلوس فيه بغير تلاوة و لا ذكر لعبادة و لو علم الناس ما فيه لأتوه و لو حبوا

7-  و عنه عن محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه عن جده علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن ظريف بن ناصح عن خالد القلانسي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول صلاة في مسجد الكوفة بألف صلاة

8-  محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي إسماعيل السراج قال قال لي معاوية بن وهب و أخذ بيدي قال قال لي أبو حمزة و أخذ بيدي قال قال لي الأصبغ بن نباتة و أخذ بيدي فأراني الأسطوانة السابعة فقال هذا مقام أمير المؤمنين ع قال و كان الحسن بن علي ع يصلي عند الأسطوانة الخامسة و إذا غاب أمير المؤمنين ع صلى فيها الحسن ع و هي من باب كندة

9-  و قال الصادق ع الأسطوانة السابعة مما يلي أبواب كندة في الصحن مقام إبراهيم ع و الخامسة مقام جبرئيل ع

10-  محمد بن أحمد بن داود عن محمد بن بكار النقاش القمي قال حدثنا الحسين بن محمد الفزاري قال حدثنا الحسن بن علي النخاس قال حدثنا جعفر بن محمد الرماني قال حدثنا يحيى الحماني قال حدثنا محمد بن عبيد الطيالسي عن مختار التمار عن أبي مطر قال لما ضرب ابن ملجم الفاسق لعنه الله أمير المؤمنين ع قال له الحسن ع أقتله قال لا و لكن احبسه فإذا مت فاقتلوه و إذا مت فادفنوني في هذا الظهر في قبر أخوي هود و صالح ع

11-  و عنه عن محمد بن بكران عن علي بن يعقوب عن علي بن الحسن عن أخيه عن أحمد بن محمد بن عمر الجرجاني عن الحسن بن علي بن أبي طالب عن جده أبي طالب قال سألت الحسن بن علي ع أين دفنتم أمير المؤمنين قال على شفير الجرف و مررنا به ليلا على مسجد الأشعث و قال ادفنوني في قبر أخي هود ع

12-  و عنه عن محمد بن همام قال أخبرنا محمد بن محمد عن علي بن محمد قال حدثني أحمد بن ميثم الطلحي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع أين دفن أمير المؤمنين ع قال دفن في قبر أبيه نوح ع قلت و أين قبر نوح الناس يقولون إنه في المسجد قال لا ذاك في ظهر الكوفة

13-  و عنه قال حدثني أبي قال حدثني الحسن بن علي بن فضال قال حدثنا عمرو بن إبراهيم عن خلف بن حماد عن عبد الله بن حسان عن الثمالي عن أبي جعفر ع في حديث حدث به أنه كان في وصية أمير المؤمنين ع أن أخرجوني إلى الظهر فإذا تصوبت أقدامكم و استقبلتكم ريح فادفنوني و هو أول طور سيناء ففعلوا ذلك

14-  و بهذا الإسناد عن خلف بن حماد عن إسماعيل عن أبي عبد الله ع قال نحن نقول بظهر الكوفة قبر لا يلوذ به ذو عاهة إلا شفاه الله

15-  و عنه قال حدثنا محمد بن همام عن محمد بن محمد بن رباح قال حدثنا عمي أبو القاسم علي بن محمد قال حدثني عبيد الله بن أحمد بن خالد التميمي قال حدثني الحسن بن علي الخزاز عن خاله يعقوب بن إلياس عن مبارك الخباز قال قال لي أبو عبد الله ع أسرجوا البغل و الحمار في وقت ما قدم و هو في الحيرة قال فركب و ركبت حتى دخل الجرف ثم نزل فصلى ركعتين ثم تقدم قليلا آخر فصلى ركعتين ثم تقدم قليلا آخر فصلى ركعتين ثم ركب و رجع فقلت له جعلت فداك ما الأولتين و الثانيتين و الثالثتين قال الركعتين الأولتين موضع قبر أمير المؤمنين ع و الركعتين الثانيتين موضع رأس الحسين ع و الركعتين الثالثتين موضع منبر القائم ع

16-  و عنه عن محمد بن علي عن عمه قال حدثني أحمد بن حماد بن زهير القرشي عن يزيد بن إسحاق شعر عن أبي السخيف الأرجني قال حدثني عمر بن عبد الله بن طلحة النهدي عن أبيه قال دخلت على أبي عبد الله ع فذكر حديثا فحدثناه قال فمضينا معه يعني أبا عبد الله ع حتى انتهينا إلى الغري قال فأتى موضعا فصلى ثم قال لإسماعيل قم فصل عند رأس أبيك الحسين ع قلت أ ليس قد ذهب برأسه إلى الشام قال بلى و لكن فلان مولانا سرقه فجاء به فدفنه هاهنا

17-  و عنه عن محمد عن عمه قال و حدثني أحمد بن محمد عن أحمد بن المفضل الخزاعي عن عثمان بن سعيد عن رجل عن أبي عبد الله ع قال قال إن إلى جانب كوفان قبرا ما أتاه مكروب قط فصلى عنده ركعتين أو أربع ركعات إلا نفس الله عنه كربته و قضى حاجته قال قلت قبر الحسين بن علي ع فقال لي برأسه لا فقلت فقبر أمير المؤمنين ع فقال برأسه نعم

18-  و عنه عن محمد بن علي بن الفضيل قال أخبرنا محمد بن محمد قال أخبرنا علي بن محمد بن رباح قال حدثني عبيد الله بن أحمد بن نهيك السمري عن عبيس بن هشام الناشري عن صالح بن سعيد القماط عن يونس بن ظبيان قال أتيت أبا عبد الله ع حيث قدم الحيرة و ذكر حديثا حدثناه إلا أنه يقول إنه سار معه حتى انتهى إلى المكان الذي أراد فقال يا يونس اقرن دابتك فقرنت بينهما ثم رفع يده فدعا دعاء خفيا لا أفهمه ثم استفتح الصلاة فقرأ فيها سورتين خفيفتين يجهر فيهما و فعلت كما فعل ثم دعا ع ففهمته و علمته فقال يا يونس أ تدري أي مكان هذا فقلت جعلت فداك لا و الله و لكني أعلم أني في الصحراء فقال هذا قبر أمير المؤمنين ع يلتقي هو و رسول الله ص يوم القيامة الدعاء اللهم لا بد من أمرك و لا بد من قدرك و لا بد من قضائك و لا حول و لا قوة إلا بك اللهم فما قضيت علينا من قضاء أو قدرت علينا من قدر فأعطنا معه صبرا يقهره و يدفعه و اجعله لنا صاعدا في رضوانك ينمي في حسناتنا و تفضيلنا و سؤددنا و شرفنا و مجدنا و نعمائنا و كرامتنا في الدنيا و الآخرة و لا تنقص من حسناتنا اللهم و ما أعطيتنا من عطاء أو فضلتنا به من فضيلة أو أكرمتنا به من كرامة فأعطنا معه شكرا يقهره و يدفعه و اجعله لنا صاعدا في رضوانك و حسناتنا و سؤددنا و شرفنا و نعمائك و كرامتك في الدنيا و الآخرة و لا تجعله لنا أشرا و لا بطرا و لا فتنة و لا مقتا و لا عذابا و لا خزيا في الدنيا و لا في الآخرة اللهم إنا نعوذ بك من عثرة اللسان و سوء المقام و خفة الميزان اللهم لقنا حسناتنا في الممات و لا ترنا أعمالنا علينا حسرات و لا تخزنا عند قضائك و لا تفضحنا بسيئاتنا يوم نلقاك و اجعل قلوبنا تذكرك و لا تنساك و تخشاك كأنها تراك حين تلقاك و بدل سيئاتنا حسنات و اجعل حسناتنا درجات و اجعل درجاتنا غرفات و اجعل غرفاتنا عاليات اللهم و أوسع لفقيرنا من سعتك ما قضيت على نفسك و الهدى ما أبقيتنا و الكرامة ما أحييتنا و الكرامة إذا توفيتنا و الحفظ فيما يبقى من عمرنا و البركة فيما رزقتنا و العون على ما حملتنا و الثبات على ما طوقتنا و لا تؤاخذنا بظلمنا و لا تعاقبنا بجهلنا و لا تستدرجنا بخطيئتنا و اجعل أحسن ما نقول ثابتا في قلوبنا و اجعلنا عظماء عندك أذلة في أنفسنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما نافعا اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع و عين لا تدمع و صلاة لا تقبل أجرنا من سوء الفتن يا ولي الدنيا و الآخرة

19-  محمد بن أحمد بن داود عن محمد بن همام قال حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال حدثني محمد بن شهاب عن عبد الله بن يونس السبيعي عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال أحب لكل مؤمن أن يتختم بخمسة خواتيم بالياقوت و هو أفخرها و بالعقيق و هو أخلصها لله و لنا و بالفيروزج و هو نزهة الناظر من المؤمنين و المؤمنات و هو يقوي البصر و يوسع الصدر و يزيد في قوة القلب و بالحديد الصيني و ما أحب التختم به و لا أكره لبسه عند لقاء أهل الشر ليطفي شرهم و أحب اتخاذه فإنه يشرد المردة من الجن و الإنس و ما يظهره الله بالذكوات البيض بالغريين قلت يا مولاي و ما فيه من الفضل قال من تختم به و ينظر إليه كتب الله له بكل نظرة زورة أجرها أجر النبيين و الصالحين و لو لا رحمة الله لشيعتنا لبلغ الفص منه ما لا يوجد بالثمن و لكن الله رخصه عليهم ليتختم به غنيهم و فقيرهم

20-  أبو القاسم جعفر بن محمد قال حدثني أخي علي بن محمد عن أحمد بن إدريس عن عمران بن موسى الخشاب عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول لأبي حمزة الثمالي يا أبا حمزة هل شهدت عمي ليلة خرج قال نعم قال فهل صلى في مسجد سهيل قال و أين مسجد سهيل لعلك تعني مسجد السهلة قال نعم قال أما إنه لو صلى فيه ركعتين ثم استجار بالله لأجاره سنة فقال أبو حمزة بأبي أنت و أمي هذا مسجد السهلة قال نعم فيه بيت إبراهيم الذي كان يخرج منه إلى العمالقة و فيه بيت إدريس الذي كان يخيط فيه و فيه صخرة خضراء فيها صورة جميع النبيين ع و تحت الصخرة الطينة التي خلق الله منها النبيين و فيه المعراج و هو الفارق موضع منه و هو ممر الناس و هو من كوفان و فيه ينفخ في الصور و إليه المحشر و يحشر من جانبه سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب

21-  و روي عن الصادق ع أنه قال ما من مكروب يأتي مسجد السهلة فيصلي فيه ركعتين بين العشاءين و يدعو الله تعالى إلا فرج الله كربه

22-  محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن محمد بن إسماعيل عن حنان بن سدير عن حكيم بن جبير الأسدي قال سمعت علي بن الحسين ع يقول إن الله عز و جل يهبط ملكا في كل ليلة معه ثلاثة مثاقيل من مسك الجنة فيطرحه في فراتكم هذا و ما من نهر في شرق الأرض و غربها أعظم بركة منه

23-  أبو القاسم جعفر بن محمد عن علي بن الحسين بن موسى عن علي بن الحكم عن سليمان بن نهيك عن أبي عبد الله ع في قوله عز و جل و آويناهما إلى ربوة ذات قرار و معين قال الربوة نجف الكوفة و المعين الفرات

24-  و عنه عن محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه عن جده علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن علي بن الحكم عن مخرمة بن ربعي قال قال أبو عبد الله ع شاطئ الوادي الأيمن الذي ذكره الله تعالى في القرآن هو الفرات و البقعة المباركة هي كربلاء

25-  و بهذا الإسناد عن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد المسلي عن عبد الله بن سليمان قال لما قدم أبو عبد الله ع الكوفة في زمن أبي العباس جاء على دابته في ثياب سفره حتى وقف على جسر الكوفة ثم قال لغلامه اسقني فأخذ كوز ملاح فغرف فيه و سقاه و شرب الماء و هو يسيل على لحيته و ثيابه ثم استزاده فزاده ثم استزاده فزاده فحمد الله ثم قال نهر ما أعظم بركته أما إنه يسقط فيه كل يوم سبع قطرات من الجنة أما لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا الأخبية على حافتيه و لو لا ما يدخله من الخطاءين ما اغتمس فيه ذو عاهة إلا برأ

26-  محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن سليمان بن هارون العجلي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ما أظن أحدا يحنك بماء الفرات إلا أحبنا أهل البيت و سألني كم بينك و بين الفرات فأخبرته فقال لو كنت عنده لأحببت أن آتيه طرفي النهار

 و يستحب أن يصلى أيضا بالكوفة في مسجدين في مسجد غني و مسجد الحمراء و لا يجوز الصلاة في خمسة مساجد مسجد الأشعث و مسجد جرير بن عبد الله البجلي و مسجد سماك بن خرشة و مسجد شبث بن ربعي و مسجد التيم لأن أمير المؤمنين ع نهى عن الصلاة فيها و قد أوردنا ذلك مسندا في كتاب الصلاة