(فضل وآثار البكاء على سيد الشهداء (ع

* الشيخ الصدوق في الأمالي,حدثنا محمد بن علي ماجيلويه & قال: حدثنا علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن الريان بن شبيب, قال: دخلت على الرضا (عليه السلام) في أول يوم من المحرم, فقال لي: يا بن شبيب, أصائم أنت؟ فقلت: لا, فقال: إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا (عليه السلام) ربه عز وجل, فقال: {رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء}[1] فاستجاب به, وأمر الملائكة فنادت زكريا {وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى}[2] فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له, كما استجاب لزكريا (عليه السلام), ثم قال: يا بن شبيب, إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته, فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها (صلى الله عليه و آله), لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته, وسبوا نساءه, وانتهبوا ثقله, فلا غفر الله لهم ذلك أبداً!

يا بن شبيب, إن كنت باكياً لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام), فإنه ذبح كما يذبح الكبش, وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الارض شبيه, ولقد بكت السماوات السبع والارضون لقتله, ولقد نزل إلى الارض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل, فهم عند قبره شعث قبر إلى أن يقوم القائم, فيكونون من أنصاره, وشعارهم: يا لثارات الحسين!

يا بن شبيب لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده (عليه السلام): أنه لما قتل جدي الحسين صلوات الله عليه مطرت السماء دماً وتراباً أحمر, يا بن شبيب, إن بكيت على الحسين (عليه السلام) حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته, صغيراً كان أو كبيراً, قليلاً كان أو كثيراً, يا بن شبيب, إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك, فزر الحسين (عليه السلام), يا بن شبيب, إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله صلوات الله عليهم, فالعن قتلة الحسين, يا بن شبيب, إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين (عليه السلام) فقل متى ما ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً. يا بن شبيب, إن سرك أن تكون معنا في الدرجاب العلى من الجنان, فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا, وعليك بولايتنا, فلو أن رجلاً تولى حجراً لحشره الله معه يوم القيامة.[3]

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن بكر بن محمد, عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من ذَكرنا أو ذُكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.[4]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري, عن أبيه, عن علي بن محمد بن سالم, عن محمد بن خالد, عن عبد الله بن حماد البصري, عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم, عن أبي يعقوب, عن ابان ابن عثمان, عن زرارة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا زرارة إن السماء بكت على الحسين أربعين صباحاً بالدم, وإن الارض بكت أربعين صباحاً بالسواد, وإن الشمس بكت أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة, وإن الجبال تقطعت وانتثرت, وإن البحار تفجرت وإن الملائكة بكت أربعين صباحاً على الحسين (عليه السلام), وما اختضبت منا امرأة ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رَجَّلَت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد, وما زلنا في عبرة بعده, وكان جدي إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته, وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه.

وإن الملائكة الذين عند قبره ليبكون, فيبكي لبكائهم كل من في الهواء والسماء من الملائكة, ولقد خرجت نفسه (عليه السلام) فزفرت جهنم زفرة كادت الارض تنشق لزفرتها, ولقد خرجت نفس عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية فشهقت جهنم شهقة لولا أن الله حبسها بخزانها لأحرقت من على ظهر الارض من فورها, ولو يؤذن لها ما بقي شيء الا ابتلعته, ولكنها مأمورة مصفودة, ولقد عتت على الخزان غير مرة حتى أتاها جبرئيل فضربها بجناحه فسكنت, وإنها لتبكيه وتندبه وانها لتتلظى على قاتله, ولولا من على الارض من حجج الله لنقضت الارض وأكفئت بما عليها, وما تكثر الزلازل الا عند اقتراب الساعة, وما من عين أحب الى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه, وما من باك يبكيه الا وقد وصل فاطمة (عليها السلام) وأسعدها عليه, ووصل رسول الله وأدى حقنا, وما من عبد يحشر الا وعيناه باكية الا الباكين على جدي الحسين (عليه السلام), فانه يحشر وعينه قريرة, والبشارة تلقاه, والسرور بيِّن على وجهه, والخلق في الفزع وهم آمنون, والخلق يعرضون وهم حُدَّاث الحسين (عليه السلام) تحت العرش وفي ظل العرش لا يخافون سوء الحساب, يقال لهم: ادخلوا الجنة فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه, وإن الحور لترسل إليهم إنّا قد اشتقناكم مع الولدان المخلدين, فما يرفعون رؤوسهم إليهم لما يرون في مجلسهم من السرور والكرامة, وإن أعداءهم من بين مسحوب بناصيته إلى النار, ومن قائل {ما لنا من شافعين * ولا صديق حميم}[5], وانهم ليرون منزلهم وما يقدرون أن يدنوا إليهم, ولا يصلون إليهم.

وإن الملائكة لتأتيهم بالرسالة من أزواجهم ومن خدامهم على ما أعطوا من الكرامة, فيقولون: نأتيكم إن شاء الله, فيرجعون الى أزواجهم بمقالاتهم, فيزدادون إليهم شوقاً إذا هم خبروهم بما هم فيه من الكرامة وقربهم من الحسين (عليه السلام), فيقولون: الحمد لله الذي كفانا الفزع الأكبر وأهوال القيامة, ونجانا مما كنا نخاف, ويؤتون بالمراكب والرحال على النجائب, فيستوون عليها وهم في الثنأ على الله والحمد لله والصلاة على محمد وآله حتى ينتهوا الى منازلهم.[6]

 

* الكشي في رجاله,حدثني نصر بن الصباح قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن يحيى بن عمران، قال حدثنا محمد بن سنان، عن زيد الشحام قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) ونحن جماعة من الكوفيين، فدخل جعفر بن عفان على أبي عبد الله (عليه السلام) فقربه وأدناه ثم قال: يا جعفر, قال: لبيك جعلني الله فداك، قال: بلغني أنك تقول الشعر في الحسين (عليه السلام) وتجيد؟ فقال: له نعم جعلني الله فداك، فقال: قل, فأنشده (عليه السلام) ومن حوله حتى صارت له الدموع على وجهه ولحيته، ثم قال: يا جعفر والله لقد شهدك ملائكة الله المقربون ها هنا يسمعون قولك في الحسين (عليه السلام) ولقد بكوا كما بكينا أو أكثر، ولقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر في ساعته الجنة بأسرها وغفر الله لك، فقال يا جعفر ألا أزيدك؟ قال: نعم يا سيدي، قال: ما من أحد قال في الحسين (عليه السلام) شعراً فبكى وأبكى به إلا أوجب الله له الجنة وغفر له.[7]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني محمد بن الحسن, عن محمد بن الحسن الصفار, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن محمد بن خالد البرقي, عن أبان الاحمر, عن محمد بن الحسين الخزار, عن هارون بن خارجة, عن أبي عبد الله (عليه السلام), قال: كنا عنده فذكرنا الحسين (عليه السلام) فبكى أبو عبد الله (عليه السلام) وبكينا, قال: ثم رفع رأسه, فقال: قال الحسين (عليه السلام): أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا بكى[8].[9]

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي,حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق & قال: أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني, عن علي بن الحسن بن علي بن فضال, عن أبيه قال: قال الرضا (عليه السلام): من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة, ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون, ومن جلس مجلساً يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.[10]

 

* الخزاز القمي في كفاية الأثر,حدثنا أبو المفضل قال: حدثنا جعفر بن محمد بن القاسم العلوي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن نهيل، قال: حدثني محمد ابن أبي عمير, عن الحسين بن عطية, عن عمر بن يزيد, عن الورد بن الكميت, عن أبيه الكميت بن أبي المستهل قال: دخلت على سيدي أبي جعفر محمد بن علي الباقر ‘ فقلت: يا ابن رسول الله إني قد قلت فيكم أبياتاً أفتأذن لي في إنشادها؟ فقال: إنها أيام البيض, قلت: فهو فيكم خاصة, قال: هات, فأنشأت أقول:

أضحكني الدهر وأبكاني * والدهر ذو صرف وألوان

لتسعة بالطف قد غودروا * صاروا جميعاً رهن أكفان

فبكى (عليه السلام) وبكى أبو عبد الله وسمعت جارية تبكي من وراء الخباء, فلما بلغت إلى قولي:

وستة لا يتجارى[11] بهم * بنو عقيل خير فتيان

ثم علي الخير مولاكم * ذكرهم هيج أحزاني

فبكى ثم قال (عليه السلام): ما من رجل ذكرنا أو ذُكرنا عنده فخرج من عينيه ماء ولو قدر مثل جناح البعوضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة وجعل ذلك حجاباً بينه وبين النار, فلما بلغت إلى قولي:

من كان مسروراً بما مسكم * أو شامتاً يوماً من الآن

فقد ذُللتم بعد عز فما * أدفع ضيماً حين يغشاني

أخذ بيدي وقال: اللهم اغفر للكميت ما تقدم من ذنبه وما تأخر, فلما بلغت إلى قولي:

متى يقوم الحق فيكم متى * يقوم مهديكم الثاني

قال: سريعاً إن شاء الله, سريعاً, ثم قال: يا أبا المستهل إن قائمنا هو التاسع من ولد الحسين, لأن الائمة بعد رسول الله (صلى الله عليه و آله) اثنا عشر, وهو القائم, قلت: يا سيدي فمن هؤلاء الاثنا عشر؟ قال: أولهم علي بن أبي طالب, وبعده الحسن والحسين, وبعد الحسين علي بن الحسين, وأنا, ثم بعدي هذا ووضع يده على كتف جعفر, قلت: فمن بعد هذا؟ قال: ابنه موسى, وبعد موسى ابنه علي, وبعد علي ابنه محمد, وبعد محمد ابنه علي, وبعد علي ابنه الحسن, وهو أبو القائم الذي يخرج فيملأ الدنيا قسطاً وعدلاً ويشفي صدور شيعتنا, قلت: فمتى يخرج يا ابن رسول الله؟ قال: لقد سئل رسول الله (صلى الله عليه و آله) عن ذلك فقال: إنما مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة.[12]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري, عن أبيه, عن علي بن محمد بن سالم, عن محمد بن خالد, عن عبد الله بن حماد البصري, عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم, عن مسمع بن عبد الملك كردين البصري قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا مسمع أنت من أهل العراق أما تأتي قبر الحسين (عليه السلام)؟ قلت: لا أنا رجل مشهور عند أهل البصرة, وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة وعدونا كثير من أهل القبائل من النصاب وغيرهم, ولست آمنهم ان يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيمثلون بي.

قال لي: أفما تذكر ما صُنع به؟ قلت: نعم, قال: فتجزع؟ قلت: إي والله! وأستعبر لذلك حتى يرى أهلي أثر ذلك عليّ فامتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي.

قال: رحم الله دمعتك, أما إنك من الذين يُعَدون من أهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا, ويخافون لخوفنا ويأمنون إذا آمنا, أما إنك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك وما يلقونك به من البشارة أفضل, وملك الموت أرق عليك وأشد رحمة لك من الأم الشفيقة على ولدها, قال: ثم استعبر واستعبرت معه, فقال: الحمد لله الذي فضلنا على خلقه بالرحمة وخصنا أهل البيت بالرحمة, يا مسمع إن الارض والسماء لتبكي منذ قُتل أمير المؤمنين (عليه السلام) رحمة لنا, وما بكى لنا من الملائكة أكثر وما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا, وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا إلا رحمه الله قبل أن تخرج الدمعة من عينه, فإذا سالت دموعه على خده فلو أن قطرة من دموعه سقطت في جهنم لأطفأت حرها حتى لا يوجد لها حر, وان الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض, وإن الكوثر ليفرح بمحبنا إذا ورد عليه حتى إنه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي أن يصدر عنه, يا مسمع من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً ولم يستق بعدها أبداً, وهو في برد الكافور وريح المسك وطعم الزنجبيل, أحلى من العسل, وألين من الزبد, وأصفى من الدمع, وأذكى من العنبر, يخرج من تسنيم ويمر بأنهار الجنان, يجري على رضراض الدر والياقوت, فيه من القدحان أكثر من عدد نجوم السماء, يوجد ريحه من مسيرة ألف عام, قدحانه من الذهب والفضة وألوان الجوهر, يفوح في وجه الشارب منه كل فائحة حتى يقول الشارب منه: يا ليتني تركت ها هنا لا أبغي بهذا بدلاً ولا عنه تحويلاً, أما إنك يا كردين ممن تروي منه, وما من عين بكت لنا إلا نعمت بالنظر إلى الكوثر وسقيت منه من أحبنا, وإن الشارب منه ليعطي من اللذة والطعم والشهوة له أكثر مما يعطاه من هو دونه في حبنا, وإن على الكوثر أمير المؤمنين (عليه السلام) وفي يده عصا من عوسج يحطم بها أعداءنا, فيقول الرجل منهم: إني أشهد الشهادتين, فيقول: انطلق إلى إمامك فلان فاسأله أن يشفع لك, فيقول: يتبرأ مني إمامي الذي تذكره, فيقول: ارجع إلى ورائك فقل للذي كنت تتولاه وتقدمه على الخلق فاسأله إذا كان خير الخلق عندك أن يشفع لك, فإن خير الخلق حقيق أن لا يرد إذا شفع، فيقول: إني أهلك عطشاً, فيقول له: زادك الله ظمأ, وزادك الله عطشاً.

قلت: جعلت فداك وكيف يقدر على الدنو من الحوض ولم يقدر عليه غيره, فقال: ورع عن أشياء قبيحة وكف عن شتمنا أهل البيت إذا ذُكرنا, وترك أشياء اجترى عليها غيره, وليس ذلك لحبنا ولا لهوى منه لنا, ولكن ذلك لشدة اجتهاده في عبادته وتدينه ولما قد شغل نفسه به عن ذكر الناس, فأما قلبه فمنافق ودينه النصب باتباع أهل النصب وولاية الماضين وتقدمه[13] لهما على كل أحد.[14]

 

* الشيخ عبد الله البحراني في العوالم, عن بعض مؤلفات الاصحاب: روي أنه لما أخبر النبي (صلى الله عليه و آله) ابنته فاطمة بقتل ولدها الحسين (عليه السلام) وما يجري عليه من المحن بكت فاطمة (عليها السلام) بكاء شديداً! وقالت: يا أبت متى يكون ذلك؟ قال: في زمان خال مني ومنك ومن علي, فاشتد بكاؤها وقالت: يا أبت فمن يبكي عليه ومن يلتزم بأقامة العزاء له؟ فقال النبي (صلى الله عليه و آله): يا فاطمة إن نساء أمتي يبكين على نساء أهل بيتي, ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي ويجددون العزاء جيلاً بعد جيل في كل سنة فإذا كان يوم القيامة تشفعين أنت للنساء وأنا أشفع للرجال, وكل من بكى منهم على مصاب الحسين (عليه السلام) أخذنا بيده وأدخلناه الجنة, يا فاطمة كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت على مصاب الحسين (عليه السلام) فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة.[15]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لكل شيء ثواب إلا الدمعة فينا.[16]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني حكيم بن داود بن حكيم, عن سلمة بن الخطاب قال: حدثنا بكار بن أحمد القسام والحسن بن عبد الواحد, عن مخول بن ابراهيم, عن الربيع بن منذر, عن أبيه, قال: سمعت علي بن الحسين ‘ يقول: من قطرت عيناه فينا قطرة ودمعت عيناه فينا دمعة, بوأه الله بها في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً.[17]

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي,حدثنا محمد بن محمد قال: حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه & قال: حدثني أبي قال: حدثني سعد بن عبد الله, عن أحمد بن محمد ابن عيسى, عن الحسن بن محبوب الزراد, عن أبي محمد الانصاري, عن معاوية بن وهب, قال قال الإمام جعفر بن محمد (عليه السلام): كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين (عليه السلام).[18]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني أبي &, عن سعد بن عبد الله, عن أبي عبد الله الجاموراني, عن الحسن بن علي بن أبي حمزة, عن أبيه, عن أبي عبد الله (عليه السلام), قال: سمعته يقول: إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع, ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي (عليه السلام) فإنه فيه مأجور.[19]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات,حدثني أبي & وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعاً, عن سعد بن عبد الله, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن سعيد بن جناح, عن أبي يحيى الحذاء, عن بعض أصحابنا, عن أبي عبد الله (عليه السلام), قال: نظر أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الحسين فقال: يا عبرة كل مؤمن, فقال: أنا يا أبتاه؟ قال: نعم يا بني.[20]

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي,حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق &، قال: أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، قال: من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عز وجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره، وقرت بنا في الجنان عينه، ومن سمى يوم عاشوراء يوم بركة وادخر فيه لمنزله شيئاً لم يبارك له فيما ادخر، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لعنهم الله إلى أسفل درك من النار.[21]

 

 

* الحميري القمي في قرب الإسناد,حدثنا أحمد بن اسحاق بن سعد, عن بكر بن محمد, عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لفضيل: تجلسون وتحدثون؟ قال: نعم, جُعلت فداك, قال: إن تلك المجالس أحبها, فأحيوا أمرنا يا فضيل, فرحم الله من أحيا أمرنا, يا فضيل من ذَكرنا أو ذُكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب, غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر.[22]

 

* الشيخ الطوسي في إختيار معرفة الرجال, حدثني محمد بن مسعود قال: حدثني عبد الله بن محمد, عن الوشاء قال: حدثنا علي بن عقبة, عن أبيه قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): إن لنا خادماً[23] لا تعرف ما نحن عليه, فإذا أذنبت ذنباً وأرادت أن تحلف بيمين: قالت لا وحق الذي إذا ذكرتموه بكيتم, قال فقال: رحمكم الله من أهل البيت[24].[25]

 

* العلامة المجلسي في البحار,رأيت في بعض مؤلفات أصحابنا أنه حكي عن السيد علي الحسيني قال: كنت مجاوراً في مشهد مولاي علي بن موسى الرضا (عليها السلام) مع جماعة من المؤمنين, فلما كان اليوم العاشر من شهر عاشوراء ابتدأ رجل من أصحابنا يقرأ مقتل الحسين (عليه السلام) فوردت رواية عن الباقر (عليه السلام) أنه قال: من ذرفت عيناه على مصاب الحسين ولو مثل جناح البعوضة غفر الله له ذنوبه, ولو كانت مثل زبد البحر, وكان في المجلس معنا جاهل مركب يدعي العلم, ولا يعرفه, فقال: ليس هذا بصحيح والعقل لا يعتقده وكثر البحث بيننا وافترقنا عن ذلك المجلس, وهو مصر على العناد في تكذيب الحديث, فنام ذلك الرجل تلك الليلة فرأى في منامه كأن القيامة قد قامت, وحشر الناس في صعيد صفصف {لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً}[26] وقد نصبت الموازين, وامتد الصراط, ووضع الحساب, ونشرت الكتب, وأسعرت النيران, وزخرفت الجنان, واشتد الحر عليه, وإذا هو قد عطش عطشاً شديداً وبقي يطلب الماء, فلا يجده, فالتفت يميناً وشمالاً وإذا هو بحوض عظيم الطول والعرض, قال: قلت في نفسي: هذا هو الكوثر فإذا فيه ماء أبرد من الثلج وأحلى من العذب, وإذا عند الحوض رجلان وامرأة أنوارهم تشرق على الخلائق, ومع ذلك لبسهم السواد وهم باكون محزونون فقلت: من هؤلاء؟ فقيل لي: هذا محمد المصطفى, وهذا الامام علي المرتضى, وهذه الطاهرة فاطمة الزهراء فقلت: ما لي أراهم لابسين السواد وباكين ومحزونين؟ فقيل لي: أليس هذا يوم عاشوراء يوم مقتل الحسين؟ فهم محزونون لأجل ذلك.

قال: فدنوت إلى سيدة النساء فاطمة وقلت لها: يا بنت رسول الله إني عطشان, فنظرت إلي شزراً[27] وقالت لي: أنت الذي تنكر فضل البكاء على مصاب ولدي الحسين ومهجة قلبي وقرة عيني الشهيد المقتول ظلماً وعدواناً؟ لعن الله قاتليه وظالميه ومانعيه من شرب الماء؟ قال الرجل: فانتبهت من نومي فزعاً مرعوباً واستغفرت الله كثيراً, وندمت على ما كان مني وأتيت إلى أصحابي الذين كنت معهم, وخبّرت برؤياي, وتبت إلى الله عز وجل.[28]


[1] سورة آل عمران, الآية 38.

[2] سورة آل عمران, الآية 39.

[3] الأمالي للصدوق ص192, عيون أخبار الرضا × ج2 ص268, عنهما البحار ج44 ص285/ ج98 ص103, إقبال الأعمال ج3 ص28, العوالم ص538, وسائل الشيعة ج7 ص346 مختصراً.

[4] تفسير القمي ج2 ص292, عنه البحار ج44 ص278, مدينة المعاجز ج4 ص153, العوالم ص528, غاية المرام ج4 ص376, تفسير الثقلين ج4 ص628, ينابيع المودة ج3 ص102.

[5] سورة الشعراء, الآية 100, 101.

[6] كامل الزيارات ص167، عنه البحار ج45 ص206، مستدرك الوسائل ج10 ص313، مدينة المعاجز ج4 ص167، العوالم ص462 جميعهم عن كامل الزيارات.

[7] رجال الكشي ص289, عنه البحار ج44 ص282, وسائل الشيعة ج10 ص464, العوالم ص540.

[8] وفي الأمالي للصدوق ومناقب آشوب: لا يذكرني مؤمن إلا استعبر.

[9] كامل الزيارات ص215, عنه البحار ج44 ص279, مستدرك الوسائل ج10 ص311, الأمالي للصدوق ص200, مناقب آشوب ج3 ص239.

[10] الأمالي للصدوق ص131, عنه البحار ج44 ص278, عيون أخبار الرضا × ج2 ص264, عنه البحار ج1 ص200, وسائل الشيعة ج10 ص392, العوالم ص531.

[11] وفي البحار: لا يتجازى.

[12] كفاية الأثر ص248, عنه البحار ج36 ص390, الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي ج1 ص156, الصراط المستقيم ج2 ص156 مختصراً.

[13] وفي البحار: وتقديمه لهما.

[14] كامل الزيارات ص203، عنه البحار ج44 ص289، العوالم ص529، وسائل الشيعة ج10 ص396 مختصراً، خاتمة المستدرك ج5 ص258 مختصراً.

[15] العوالم ص534، بحار الأنوار ج44 ص292.

[16] كامل الزيارات ص211, عنه البحار ج44 ص287, وسائل الشيعة ج10 ص466, العوالم ص529.

[17] كامل الزيارات ص202، أمالي المفيد ص341، أمالي الطوسي ص117، عنهما البحار ج44 ص279، وسائل الشيعة ج10 ص396، العوالم ص526، شرح الأخبار ج3 ص454، بشارة المصطفى ص108, العمدة ص396 نحوه، لواعج الأشجان ص3، ينابيع المودة ج2 ص373. 

[18] الأمالي للطوسي ص162, عنه البحار ج44 ص280, العوالم ص533, الحدائق الناضرة ج4 ص163, الفصول المهمة ج3 ص413, وسائل الشيعة ج2 ص923, غاية المرام ج2 ص337.

[19] كامل الزيارات ص210, عنه البحار ج44 ص291, الفصول المهمة ج3 ص413, وسائل الشيعة ج10 ص396, العوالم ص533.

[20] كامل الزيارات ص214, عنه البحار ج44 ص280, مستدرك الوسائل ج10 ص312, العوالم ص537.

[21] الأمالي للصدوق ص191, عنه البحار ج44 ص284, علل الشرائع ج1 ص227, عنه البحار ج98 ص102, عيون أخبار الرضا × ج2 ص267, إقبال الأعمال ج3 ص29, عنه البحار ح95 ص344, مناقب آشوب ج3 ص239, روضة الواعظين ص169, العوالم ص538, وسائل الشيعة ج10 ص394.

[22] قرب الإسناد ص36، عنه البحار ج44 ص282/ ج71 ص351، ثواب الأعمال ص187، مصادقة الأخوان ص32، بشارة المصطفى ص425، السرائر ج3 ص262، مستطرفات السرائر ص626، العوالم ص527.

[23] وفي البحار والمستدرك: خادمة.

[24] في لفظ آخر "رحمكم الله من أهل بيت".

[25] إختيار معرفة الرجال ج2 ص634، رجال الكشي ص344، عنه جميعاً البحار ج27 ص103، مستدرك الوسائل ج12 ص393.

[26] سورة طه, الآية 107.

[27] نظرت شزراً: أي كنظر المبغض المعادي.

[28] بحار الأنوار ج44 ص293، العوالم ص534.