باب 1- من إليه الحكم و أقسام القضاة و المفتين

1-  محمد بن أحمد بن يحيى عن يعقوب بن يزيد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن أبي جميلة عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع لشريح يا شريح قد جلست مجلسا لا يجلسه إلا نبي أو وصي نبي أو شقي

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال لما ولى أمير المؤمنين ع شريحا القضاء اشترط عليه ألا ينفذ القضاء حتى يعرضه عليه

3-  سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع قال اتقوا الحكومة فإن الحكومة إنما هي للإمام العالم بالقضاء العادل في المسلمين لنبي أو وصي نبي

4-  أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال الحكم حكمان حكم الله و حكم الجاهلية و قد قال الله عز و جل و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون و أشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية

5-  أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن أبي عبد الله ع قال القضاة أربعة ثلاثة في النار و واحد في الجنة رجل قضى بجور و هو يعلم فهو في النار و رجل قضى بجور و هو لا يعلم أنه قضى بالجور فهو في النار و رجل قضى بالحق و هو لا يعلم فهو في النار و رجل قضى بالحق و هو يعلم فهو في الجنة و قال ع الحكم حكمان حكم الله عز و جل و حكم الجاهلية فمن أخطأ حكم الله حكم بحكم الجاهلية

6-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن بن شمون عن محمد بن عيسى عن صفوان عن داود بن الحصين عن عمر بن حنظلة قال سألت أبا عبد الله ع عن رجلين من أصحابنا يكون بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان أو إلى القضاة أ يحل ذلك فقال ع من تحاكم إلى الطاغوت فحكم له فإنما يأخذ سحتا و إن كان حقه ثابتا لأنه أخذ بحكم الطاغوت و قد أمر الله عز و جل أن يكفر بها قلت كيف يصنعان قال انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا و نظر في حلالنا و حرامنا و عرف أحكامنا فليرضوا به حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنما بحكم الله استخف و علينا رد و الراد علينا الراد على الله و هو على حد الشرك بالله عز و جل

7-  أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال أيما مؤمن قدم مؤمنا في خصومة إلى قاض أو سلطان جائر فقضى عليه بغير حكم الله فقد شركه في الإثم

8-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي عن أبي خديجة قال قال لي أبو عبد الله ع إياكم أن يحاكم بعضكم بعضا إلى أهل الجور و لكن انظروا إلى رجل منكم يعلم شيئا من قضايانا فاجعلوه بينكم فإني قد جعلته قاضيا فتحاكموا إليه

9-  الحسين بن سعيد عن عبد الله بن بحر عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع قول الله عز و جل في كتابه و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل و تدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس فقال يا أبا بصير إن الله عز و جل قد علم أن في الأمة حكاما يجورون أما إنه لم يعن حكام العدل و لكنه عنى حكام الجور يا أبا محمد إنه لو كان على رجل حق فدعوته إلى حاكم أهل العدل فأبى عليك إلا أن يرافعك إلى حاكم أهل الجور ليقضوا له كان ممن حاكم إلى الطاغوت و هو قول الله تعالى أ لم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت

10-  محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال قال قرأت في كتاب أبي الأسد إلى أبي الحسن الثاني ع و قرأته بخطه سأله ما تفسير قوله تعالى و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل و تدلوا بها إلى الحكام قال فكتب إليه بخطه الحكام القضاة قال ثم كتب تحته هو أن يعلم الرجل أنه ظالم فيحكم له القاضي فهو غير معذور في أخذه ذلك الذي حكم له إذا كان قد علم أنه ظالم

11-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن يزيد بن إسحاق عن هارون بن حمزة الغنوي عن حريز عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال أيما رجل كان بينه و بين أخ له مماراة في حق فدعاه إلى رجل من إخوانه ليحكم بينه و بينه فأبى إلا أن يرافعه إلى هؤلاء كان بمنزلة الذين قال الله تعالى أ لم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت و قد أمروا أن يكفروا به الآية

12-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابنا عن محمد بن مسلم قال مر بي أبو جعفر ع و أبو عبد الله ع و أنا جالس عند قاض بالمدينة فدخلت عليه من الغد فقال لي ما مجلس رأيتك فيه أمس قال قلت جعلت فداك إن هذا القاضي لي مكرم فربما جلست إليه فقال و ما يؤمنك أن تنزل اللعنة فتعم من في المجلس

13-  الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن داود بن فرقد قال حدثني رجل عن سعيد بن أبي الخضيب البجلي قال كنت مع ابن أبي ليلى مزامله حتى جئنا إلى المدينة فبينا نحن في مسجد رسول الله ص إذ دخل جعفر بن محمد ع فقلت لابن أبي ليلى تقوم بنا إليه فقال و ما نصنع عنده فقلت نسائله و نحدثه فقال قم فقمنا إليه فسألني عن نفسي و أهلي ثم قال من هذا معك فقلت ابن أبي ليلى قاضي المسلمين فقال أنت ابن أبي ليلى قاضي المسلمين فقال نعم فقال تأخذ مال هذا فتعطيه هذا و تقتل و تفرق بين المرء و زوجه و لا تخاف في ذلك أحدا قال نعم قال فبأي شي‏ء تقضي قال بما بلغني عن رسول الله ص و عن علي ع و أبي بكر و عمر قال فبلغك عن رسول الله ص أنه قال إن عليا ع أقضاكم قال نعم قال فكيف تقضي بغير قضاء علي ع و قد بلغك هذا فما تقول إذا جي‏ء بأرض من فضة و سماوات من فضة ثم أخذ رسول الله ص بيدك فأوقفك بين يدي ربك و قال يا رب إن هذا قضى بغير ما قضيت قال فاصفر وجه ابن أبي ليلى حتى عاد مثل الزعفران ثم قال لي التمس لنفسك زميلا و الله لا أكلمك من رأسي كلمة أبدا

14-  سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أي قاض قضى بين اثنين فأخطأ سقط أبعد من السماء

15-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله عز و جل فهو كافر بالله العظيم

16-  الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن بكير عن عبد الله بن مسكان رفعه قال قال رسول الله ص من حكم في الدرهمين بحكم جور ثم أجبر عليه كان من أهل هذه الآية و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون قلت فكيف يجبر عليه قال يكون له سوط و سجن فيحكم عليه فإن رضي بحكومته و إلا ضربه بسوطه و حبسه في سجنه

17-  أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن يزيد بن فرقد قال سألت أبا عبد الله ع عن السحت فقال الرشا في الحكم

18-  الحسين بن سعيد عن أخيه الحسن عن زرعة عن سماعة عن أبي عبد الله ع قال الرشا في الحكم هو الكفر بالله

19-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان قال سئل أبو عبد الله ع عن قاض بين فريقين فيأخذ من السلطان على القضاء الرزق فقال ذلك السحت

20-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع يد الله عز و جل فوق رأس الحاكم ترفرف بالرحمة فإذا حاف في حكمه وكله الله إلى نفسه

21-  عنه عن أبيه عن ابن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال كان في بني إسرائيل قاض يقضي بالحق فيهم فلما حضره الموت قال لامرأته إذا أنا مت فاغسليني و كفنيني و ضعيني على سريري و غطي وجهي فإنك لا ترين سوءا فلما مات فعلت ذلك ثم مكثت بذلك حينا ثم إنها كشفت عن وجهه لتنظر إليه فإذا هي بدودة تقرض منخره ففزعت من ذلك فلما كان الليل أتاها في منامها فقال لها أفزعك ما رأيت قالت أجل لقد فزعت فقال لها أما إن كنت قد فزعت ما كان الذي رأيت إلا لهوى في أخيك فلان أتاني و معه خصم له فلما جلسا إلي قلت اللهم اجعل الحق له و وجه القضاء على صاحبه فلما اختصما إلي كان الحق له و رأيت ذلك بينا في القضاء فوجهت القضاء له على صاحبه فأصابني لموضع هواي كان مع موافقة الحق

22-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج قال كان أبو عبد الله ع قاعدا في حلقة ربيعة الرأي فجاء أعرابي فسأل ربيعة عن مسألة فأجابه فلما سكت قال له الأعرابي أ هو في عنقك فسكت عنه ربيعة فلم يرد عليه شيئا فأعاد المسألة فأجابه بمثل ذلك فقال له الأعرابي أ هو في عنقك فسكت ربيعة فقال أبو عبد الله ع هو في عنقه قال أ و لم يقل كل مفت ضامن

23-  أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة قال قال أبو جعفر ع من أفتى الناس بغير علم و لا هدى من الله لعنته ملائكة الرحمة و ملائكة العذاب و لحقه وزر من يعمل بفتياه

24-  الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال قلت لأبي عبد الله ع ربما كان بين الرجلين من أصحابنا المنازعة في الشي‏ء فيتراضيان برجل منا فقال ليس هو ذلك إنما هو الذي يجبر الناس على حكمه بالسيف و السوط

25-  محمد بن علي بن محبوب عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن صفوان بن يحيى عن أبي المعزى عن إسحاق بن عمار عن ابن أبي يعفور عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع قال قلت له قول الله عز و جل إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل قال على الإمام أن يدفع ما عنده إلى الإمام الذي بعده و أمرت الأئمة بالعدل و أمر الناس أن يتبعوهم

26-  عنه عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أحمد بن إبراهيم الكرماني عن عبد الرحمن عن يوسف بن جابر قال قال أبو جعفر ع لعن رسول الله ص من نظر إلى فرج امرأة لا تحل له و رجلا خان أخاه في امرأته و رجلا احتاج الناس إليه لفقهه فسألهم الرشوة

27-  أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن مهزيار عن علي بن محمد قال سألته هل نأخذ في أحكام المخالفين ما يأخذون منا في أحكامهم فكتب ع يجوز لكم ذلك إن شاء الله إذا كان مذهبكم فيه التقية منهم و المداراة لهم

28-  محمد بن علي بن محبوب عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن عمرو بن أبي المقدام عن عطاء بن السائب عن علي بن الحسين ع قال إذا كنتم في أئمة الجور فامضوا في أحكامهم و لا تشهروا أنفسكم فتقتلوا و إن تعاملتم بأحكامنا كان خيرا لكم

29-  أحمد بن محمد عن البرقي عن النوفلي عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن علي ع أنه اشتكى عينه فعاده رسول الله ص فإذا علي ع يصيح فقال له النبي ص أ جزعا أم وجعا يا علي قال يا رسول الله ما وجعت وجعا قط أشد منه قال يا علي إن ملك الموت إذا نزل ليقبض روح الفاجر نزل معه بسفود من نار فينزع روحه به فتصيح جهنم فاستوى علي ع جالسا فقال يا رسول الله أعد علي حديثك فقد أنساني وجعي ما قلت فهل يصيب ذلك أحدا من أمتك قال نعم حكاما جائرين و آكل مال اليتيم و شاهد الزور

 30-  محمد بن علي بن محبوب عن علي بن السندي عن أبيه قال سألت أبا الحسن ع عن رجل يأتيه من يسأله عن المسألة فيتخوف إن هو أفتى بها أن يشنع عليه فيسكت عنه أو يفتيه بالحق أو يفتيه بما لا يتخوف على نفسه قال السكوت عنه أعظم أجرا و أفضل

31-  عنه عن العباس بن معروف عن عبد الله بن المغيرة عن معاذ الهراء و كان أبو عبد الله ع يسميه النحوي قال قلت لأبي عبد الله ع إني أجلس في المسجد فيأتيني الرجل فإذا عرفت أنه يخالفكم أخبرته بقول غيركم و إذا كان ممن لا أدري أخبرته بقولكم و قول غيركم فيختار لنفسه و إذا كان ممن يقول بقولكم أخبرته بقولكم فقال رحمك الله هكذا فاصنع

32-  سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن عمرو بن أبي المقدام عن عطاء بن السائب عن علي بن الحسين ع قال إذا كنتم في أئمة جور فاقضوا في أحكامهم و لا تشهروا أنفسكم فتقتلوا و إن تعاملتم بأحكامنا كان خيرا لكم