باب 13- كيفية قسمة الغنائم

1-  محمد بن الحسن الصفار عن علي بن محمد القاساني عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال سمعت أبا عبد الله ع يقول و سئل عن قسم بيت المال فقال أهل الإسلام هم أبناء الإسلام أسوي بينهم في العطاء و فضائلهم بينهم و بين الله أجملهم كبني رجل واحد لا نفضل أحدا منهم لفضله و صلاحه في الميراث على آخر ضعيف منقوص و قال هذا هو فعل رسول الله ص في بدو أمره و قد قال غيرنا أقدمهم في العطاء بما قد فضلهم الله بسوابقهم في الإسلام إذا كانوا في الإسلام أصابوا ذلك فأنزلهم على مواريث ذوي الأرحام بعضهم أقرب من بعض و أوفر نصيبا لقربه من الميت و إنما ورثوا برحمهم و كذلك كان عمر يفعله

2-  الصفار عن علي بن إسماعيل عن أحمد بن النضر عن الحسين بن عبد الله عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين ع قال إذا كان مع الرجل أفراس في الغزو لم يسهم إلا لفرسين منها

3-  الصفار عن الحسن بن موسى الخشاب عن غياث بن كلوب عن إسحاق بن عمار عن جعفر عن أبيه ع أن عليا ع كان يجعل للفارس ثلاثة أسهم و للراجل سهما

 قال محمد بن الحسن مصنف هذا الكتاب لا ينافي هذا الخبر

 الخبر الذي قدمناه عن حفص بن غياث أن للفارس سهمين و للراجل سهما

لأن الوجه في الجمع بين الخبرين هو أن للفارس إذا لم يكن له إلا فرس واحد كان له سهمان له واحد و لفرسه واحد و إذا كان معه فرسان كان له ثلاثة أسهم له سهم و لفرسيه سهمان و قد قدمنا قبل هذا الخبر أنه إذا كان معه أفراس لم يسهم إلا لفرسين منها و على هذا التأويل لا تنافي بين الخبرين و الذي يكشف عما ذكرناه ما رواه

4-  أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن أبي البختري عن جعفر عن أبيه ع أن عليا ع كان يسهم للفارس ثلاثة أسهم سهمين لفرسه و سهما له و يجعل للراجل سهما

5-  محمد بن أحمد بن يحيى عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر عن أبيه عن آبائه ع أن عليا ع قال إذا ولد المولود في أرض الحرب قسم له مما أفاء الله عليهم

6-  أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أحدهما ع قال إن رسول الله ص خرج بالنساء في الحرب يداوين الجرحى و لم يقسم لهن من الفي‏ء شيئا و لكن نفلهن

7-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي قال كنت قاعدا عند أبي عبد الله ع بمكة إذ دخل عليه أناس من المعتزلة منهم عمرو بن عبيد و واصل بن عطاء و حفص بن سالم مولى ابن أبي هبيرة و ناس من رؤسائهم و ذلك بعد حدثان قتل الوليد و اختلاف أهل الشام بينهم فتكلموا فأكثروا و خبطوا فأطالوا فقال لهم أبو عبد الله ع إنكم قد أكثرتم علي فأسندوا أمركم إلى رجل منكم و ليتكلم بحججكم فأسندوا أمرهم إلى عمرو بن عبيد فتكلم و أبلغ و أطال فكان فيما قال قد قتل أهل الشام خليفتهم و ضرب الله بعضهم ببعض و شتت أمرهم فنظرنا فوجدنا رجلا له دين و عقل و مروة و موضع و معدن للخلافة و هو محمد بن عبد الله بن الحسن فأردنا أن نجتمع عليه فنبايعه ثم نظهر معه فمن كان تابعنا كان منا و كنا منه و من اعتزلنا كففنا عنه و من نصب لنا جاهدناه و نصبنا له على بغيه و رده إلى الحق و أهله و قد أحببنا أن نعرض ذلك عليك فتدخل معنا فيه فإنه لا غنى بنا عن مثلك لموضعك و لكثرة شيعتك فلما فرغ قال أبو عبد الله ع أ كلكم على مثل ما قال عمرو بن عبيد قالوا نعم فحمد الله و أثنى عليه و صلى على النبي ص ثم قال إنما نسخط إذا عصي الله فأما إذا أطيع رضينا أخبرني يا عمرو لو أن الأمة قلدتك أمرها و ولتكه بغير قتال و لا مئونة فقيل لك ولها من شئت من كنت توليها قال كنت أجعلها شورى بين المسلمين قال بين المسلمين كلهم قال نعم قال بين فقهائهم و خيارهم قال نعم قال قريش و غيرهم قال نعم قال و العرب و العجم قال نعم قال أخبرني يا عمرو أ تتولى أبا بكر و عمر أو تتبرأ منهما فقال أتولاهما قال فقد خالفتهما ما تقولون أنتم أ تتولونهما أو تتبرءون منهما قالوا نتولاهما قال له يا عمرو إن كنت رجلا تتبرأ منهما فإنه يجوز لك الخلاف عليهما و إن كنت تتولاهما فقد خالفتهما فقد عمد عمر إلى أبي بكر فبايعه و لم يشاور أحدا ثم جعلها عمر شورى بين ستة فأخرج منها جميع المهاجرين و الأنصار غير أولئك الستة من قريش و رضي منهم شيئا لا أراك ترضى به أنت و لا أصحابك إن جعلتها شورى بين جميع المسلمين قال و ما صنع قال أمر صهيبا أن يصلي بالناس ثلاثة أيام و أن يشاور أولئك الستة ليس معهم أحد إلا ابن عمر و ليس له من الأمر شي‏ء و وصى من بحضرته من المهاجرين و الأنصار إن مضت ثلاثة أيام قبل أن يفرغوا و يبايعوا أن يضربوا أعناق أولئك الستة جميعا و إن اجتمع أربعة قبل أن تمضي ثلاثة أيام و خالف الاثنان أن يضربوا أعناق أولئك الاثنين أ فترضون بهذا أنتم و بما تجعلون بين أولئك الشورى في جماعة المسلمين قالوا لا قال يا عمرو دع ذا أ رأيت لو بايعت صاحبك الذي تدعوني إلى بيعته ثم اجتمعت لك الأمة فلم يختلف عليك رجلان منها فأفضتم إلى المشركين الذين لم يسلموا و لم يؤدوا الجزية أ كان لكم و عند صاحبكم من العلم ما تسيرون فيه بسيرة رسول الله ص في المشركين في حروبه قال نعم قال فتصنع ما ذا قال ندعوهم إلى الإسلام فإن أبوا دعوناهم إلى الجزية قال فإن كانوا مجوسا ليسوا بأهل كتاب قال سواء قال أخبرني عن القرآن أ تقرؤه قال نعم قال أ تقرأ

  قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله و رسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون فاستثناء الله و اشتراطه من الذين أوتوا الكتاب منهم و الذين لم يؤتوا الكتاب سواء قال نعم قال عمن أخذت ذا قال سمعت الناس يقولون قال فدع ذا فإن هم أبوا الجزية فقاتلتهم و ظهرت عليهم كيف تصنع بالغنيمة قال أخرج الخمس و أقسم أربعة أخماس بين من قاتل عليه قال أخبرني عن الخمس من تعطيه قال حيث سمى الله قال و تقرأ و اعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه و للرسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل قال الذي للرسول من تعطيه و من ذوي القربى قال قد اختلف فيهم الفقهاء فقال بعضهم قرابة النبي ع و أهل بيته و قال بعضهم الخليفة و قال بعضهم قرابة الذين قاتلوا عليه من المسلمين قال فأي ذلك تقول أنت قال لا أدري قال فادر أنك لا تدري فدع ذا ثم قال أ رأيت الأربعة الأخماس تقسمها بين جميع من قاتل عليها قال نعم قال فقد خالفت رسول الله ص في سيرته بيني و بينك فقهاء أهل المدينة و مشيختهم فسلهم فإنهم لا يختلفون و لا يتنازعون في أن رسول الله ص إنما صالح الأعراب على أن يدعهم في ديارهم و لا يهاجروا على إن دهمه من عدوه دهم أن يستنفرهم فيقاتل بهم و ليس لهم في الغنيمة نصيب و أنت تقول بين جميعهم فقد خالفت رسول الله ص في كل ما قلت في سيرته في المشركين دع هذا ما تقول في الصدقة فقرأ عليه الآية إنما الصدقات للفقراء و المساكين و العاملين عليها و المؤلفة إلى آخر الآية قال نعم قال فكيف تقسمها قال أقسمها على ثمانية أجزاء فأعطي كل جزء من الثمانية جزءا قال فإن كان صنف منهم عشرة آلاف و صنف رجلا واحدا أو رجلين أو ثلاثة جعلت لهذا الواحد مثل ما جعلت للعشرة آلاف قال نعم قال و تجمع صدقات أهل الحضر و أهل البوادي فتجعلهم فيها سواء قال نعم قال فقد خالفت رسول الله ص في كل ما قلت في سيرته كان رسول الله ص يقسم صدقة أهل البوادي في أهل البوادي و صدقة أهل الحضر في أهل الحضر و لا يقسم بينهم بالسوية إنما يقسمه على قدر ما يحضره منهم و ما يرى ليس عليه في ذلك شي‏ء موقت موظف إنما يصنع ذلك بما يرى على قدر من يحضره منهم فإن كان في نفسك مما قلت شي‏ء فالق فقهاء المدينة فإنهم لا يختلفون في أن رسول الله ص كذا كان يصنع ثم أقبل على عمرو فقال له اتق الله و أنتم أيها الرهط فاتقوا الله إن أبي ع حدثني و كان خير أهل الأرض و أعلمهم بكتاب الله و سنة نبيه ص أن رسول الله ص قال من ضرب الناس بسيفه و دعاهم إلى نفسه و في المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال متكلف