باب 27- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

1-  أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن عيسى عن محمد بن عرفة قال سمعت أبا الحسن ع يقول لتأمرون بالمعروف و لتنهون عن المنكر أو ليستعملن عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم

2-  أحمد بن محمد عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن داود بن فرقد عن أبي سعيد الزهري عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالا ويل لقوم لا يدينون الله بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

3-  و بإسناده قال قال أبو جعفر ع بئس القوم قوم يعيبون الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

4-  محمد بن يعقوب عن حميد بن زياد عن الحسن بن سماعة عن غير واحد عن أبان بن عثمان عن عبد الله بن محمد بن طلحة عن أبي عبد الله ع أن رجلا من خثعم جاء إلى رسول الله ص فقال يا رسول الله أخبرني ما أفضل الإسلام قال الإيمان بالله قال ثم ما ذا قال صلة الرحم قال ثم ما ذا قال الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر قال فقال الرجل فأي الأعمال أبغض إلى الله عز و جل قال الشرك بالله قال ثم ما ذا قال قطيعة الرحم قال ثم ما ذا قال الأمر بالمنكر و النهي عن المعروف

5-  عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع أدنى الإنكار أن يلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة

6-  أحمد بن أبي عبد الله عن يعقوب بن يزيد رفعه قال قال أبو عبد الله ع الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر خلقان من خلق الله تعالى فمن نصرهما أعزه الله تعالى و من خذلهما خذله الله تعالى

7-  أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن عيسى عن محمد بن عرفة قال سمعت أبا الحسن الرضا ع يقول كان رسول الله ص يقول إذا أمتي تواكلت الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فلتأذن بوقاع من الله تعالى

8-  عنه عن علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع قال قال النبي ص كيف بكم إذا فسدت نساؤكم و فسق شبابكم و لم تأمروا بالمعروف و لم تنهوا عن المنكر فقيل له و يكون ذلك يا رسول الله فقال نعم و شر من ذلك فكيف بكم إذا أمرتم بالمنكر و نهيتم عن المعروف فقيل له يا رسول الله و يكون ذلك فقال نعم و شر من ذلك فكيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا و المنكر معروفا

9-  و بهذا الإسناد قال سمعت أبا عبد الله و سئل عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أ واجب هو على الأمة جميعا فقال لا فقيل و لم قال إنما هو على القوي المطاع العالم بالمعروف من المنكر لا على الضعفة الذين لا يهتدون سبيلا إلى أي من أي يقول من الحق إلى الباطل و الدليل على ذلك كتاب الله قول الله عز و جل و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر فهذا خاص غير عام كما قال الله عز و جل و من قوم موسى أمة يهدون بالحق و به يعدلون و لم يقل على أمة موسى و لا على كل قوم و هم يومئذ أمم مختلفة و الأمة واحد فصاعدا كما قال الله عز و جل إن إبراهيم كان أمة قانتا لله يقول مطيعا لله و ليس على من يعلم ذلك في الهدنة من حرج إذا كان لا قوة له و لا عدد و لا طاعة قال مسعدة سمعت أبا عبد الله ع و سئل عن الحديث الذي جاء عن النبي ص أن أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر ما معناه قال هذا على أن يأمره بعد معرفته و هو مع ذلك يقبل منه و إلا فلا

10-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن يحيى الطويل صاحب المنقري عن أبي عبد الله ع قال حسب المؤمن عزا إذا رأى منكرا أن يعلم الله من نيته أنه له كاره

11-  و بهذا الإسناد قال قال أبو عبد الله ع إنما يؤمر بالمعروف و ينهى عن المنكر مؤمن فيتعظ أو جاهل فيتعلم فأما صاحب سوط و سيف فلا

12-  علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن مفضل بن يزيد عن أبي عبد الله ع قال قال لي يا مفضل من تعرض لسلطان جائر فأصابته بلية لم يؤجر عليها و لم يرزق الصبر عليها

13-  أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن عذافر عن إسحاق بن عمار عن عبد الأعلى مولى آل سام عن أبي عبد الله ع قال لما نزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا جلس رجل من المسلمين يبكي و قال أنا قد عجزت عن نفسي كلفت أهلي فقال رسول الله ص حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك و تنهاهم عما تنهى عنه نفسك

14-  عنه عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير في قول الله عز و جل قوا أنفسكم و أهليكم نارا قلت كيف أقيهم قال تأمرهم بما أمر الله عز و جل و تنهاهم عما نهاهم الله عز و جل فإن أطاعوك كنت قد وقيتهم و إن عصوك كنت قد قضيت ما عليك

15-  أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله كان حامده من الناس ذاما و من آثر طاعة الله عز و جل بما يغضب الناس كفاه الله عز و جل عداوة كل عدو و حسد كل حاسد و بغي كل باغ و كان الله عز و جل له ناصرا و ظهيرا

16-  محمد بن الحسن عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن عبد الله بن سنان عن أبي الحسن الأحمسي عن أبي عبد الله ع قال إن الله فوض إلى المؤمن أموره كلها و لم يفوض إليه أن يكون ذليلا أ ما تسمع الله تعالى يقول و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين فالمؤمن يكون عزيزا و لا يكون ذليلا قال إن المؤمن أعز من الجبل لأن الجبل يستقل منه بالمعاول و المؤمن لا يستقل من دينه بشي‏ء

 -  الحسن بن محبوب عن داود الرقي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قيل له و كيف يذل نفسه قال يتعرض لما لا يطيق

18-  أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن سنان عن مفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله ع لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قلت ما يذل نفسه قال لا يدخل فيما يعتذر منه

19-  أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم قال كان أبو عبد الله ع إذا مر بجماعة يختصمون لا يجوزهم حتى يقول ثلاثا اتقوا الله يرفع بها صوته ع

20-  علي بن إبراهيم عن ابن أبي عمير عن جماعة من أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال ما قدست أمة لم تأخذ لضعيفها من قويها بحقه غير متضع

21-  أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن بشير بن عبد الله عن أبي عصمة قاضي مرو عن جابر عن أبي جعفر ع قال يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراءون يتقرءون و يتنسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمرا بمعروف و لا نهيا عن منكر إلا إذا أمنوا الضرر يطلبون لأنفسهم الرخص و المعاذير يتبعون زلات العلماء و فساد علمهم يقبلون على الصلاة و الصيام و ما لا يكلمهم في نفس و لا مال و لو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم و أبدانهم لرفضوها كما رفضوا أتم الفرائض و أشرفها إن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض هنالك يتم غضب الله عليهم فيعمهم بعقابه فيهلك الأبرار في دار الفجار و الصغار في دار الكبار إن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر سبيل الأنبياء و منهاج الصالحين فريضة عظيمة بها تقام الفرائض و تأمن المذاهب و تحل المكاسب و ترد المظالم و تعمر الأرض و ينتصف من الأعداء و يستقيم الأمر فأنكروا بقلوبكم و الفظوا بألسنتكم و صكوا بها جباههم و لا تخافوا في الله لومة لائم فإن اتعظوا و إلى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم هنالك فجاهدوهم بأبدانكم و أبغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا و لا باغين مالا و لا مريدين بالظلم ظفرا حتى يفيئوا إلى أمر الله و يمضوا على طاعته قال أبو جعفر ع أوحى الله إلى شعيب النبي ع إني لمعذب من قومك مائة ألف أربعين ألفا من شرارهم و ستين ألفا من خيارهم فقال يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار فأوحى الله عز و جل إليه أنهم داهنوا أهل المعاصي و لم يغضبوا لغضبي

22-  و روي عن النبي ص أنه قال لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و تعاونوا على البر و التقوى فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات و سلط بعضهم على بعض و لم يكن لهم ناصر في الأرض و لا في السماء

23-  و قال أمير المؤمنين ع من ترك إنكار المنكر بقلبه و يده و لسانه فهو ميت بين الأحياء في كلام هذا ختامه

24-  و قال الصادق ع لقوم من أصحابه إنه قد حق لي أن آخذ البري‏ء منكم بالسقيم و كيف لا يحق لي ذلك و أنتم يبلغكم عن الرجل منكم القبيح و لا تنكرون عليه و لا تهجرونه و لا تؤذونه حتى يتركه

 تم كتاب الجهاد و الأمر بالمعروف بحمد الله و حسن توفيقه و يتلوه كتاب الديون و الكفالات و الحوالات و الضمانات و الوكالات إن شاء الله