باب 6- أصناف من يجب جهاده

1-  محمد بن أحمد بن يحيى عن علي بن محمد القاساني عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله ع قال سأل رجل أبي عن حروب أمير المؤمنين ع و كان السائل من محبينا قال له أبو جعفر ع بعث الله محمدا ص بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة لا تغمد إلى أن تضع الحرب أوزارها و لن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل و سيف منها مكفوف و سيف منها مغمود سله إلى غيرنا و حكمه إلينا فأما السيوف الثلاثة الشاهرة فسيف على مشركي العرب قال الله تعالى فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم فهؤلاء لا يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الإسلام و السيف الثاني على أهل الذمة قال الله تعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر الآية فهؤلاء لا يقبل منهم إلا الجزية أو القتل و السيف الثالث سيف على مشركي العجم يعني الترك و الخزر و الديلم قال الله تعالى فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فهؤلاء لا يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الإسلام و لا يحل لنا نكاحهم ما داموا في الحرب و أما السيف المكفوف على أهل البغي و التأويل قال الله تعالى و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما إلى قوله تعالى حتى تفي‏ء إلى أمر الله فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله ص إن منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل فسئل النبي ص من هو فقال هو خاصف النعل يعني أمير المؤمنين ع و قال عمار بن ياسر قاتلت بهذه الراية مع رسول الله ص ثلاثا و هذه الرابعة و الله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا السعفات من هجر لعلمنا أنا على الحق و أنهم على الباطل و كانت السيرة فيهم من أمير المؤمنين ع ما كان من رسول الله ص في أهل مكة يوم فتح مكة فإنه لم يسب لهم ذرية و قال من أغلق بابه و ألقى سلاحه أو دخل دار أبي سفيان فهو آمن و كذلك قال أمير المؤمنين ع يوم البصرة فيهم لا تسبوا لهم ذرية و لا تتموا على جريح و لا تتبعوا مدبرا و من أغلق بابه و ألقى سلاحه فهو آمن و أما السيف المغمود فالسيف الذي يقام به القصاص قال الله تعالى النفس بالنفس الآية فسله إلى أولياء المقتول و حكمه إلينا فهذه السيوف التي بعث الله تعالى نبيه ص بها فمن جحدها أو جحد واحدا منها أو شيئا من سيرها و أحكامها فقد كفر بما أنزل الله على محمد ص