أبْواب ما ينْقض الْوضوء و ما لا ينْقضه

47-  باب النّوْم

1-  أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبيه عن الْحسيْن بْن الْحسن بْن أبان عن الْحسيْن بْن سعيد عنْ عثْمان بْن عيسى عنْ سماعة قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الرّجل ينام و هو ساجد قال ينْصرف و يتوضّأ

2-  و بهذا الْإسْناد عنْ حمّاد عنْ عمر بْن أذيْنة و حريز عنْ زرارة عنْ أحدهما ع قال لا ينْقض الْوضوء إلّا ما خرج منْ طرفيْك أو النّوْم

3-  و أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أبي الْقاسم جعْفر بْن محمّد عنْ أبيه عنْ سعْد بْن عبْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ محمّد بْن عبيْد اللّه و عبْد اللّه بْن الْمغيرة قالا سألْنا الرّضا ع عن الرّجل ينام على دابّته فقال إذا ذهب النّوْم بالْعقْل فلْيعد الْوضوء

4-  و بهذا الْإسْناد عنْ أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ محمّد بْن أبي عميْر عنْ إسْحاق بْن عبْد اللّه الْأشْعريّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال لا ينْقض الْوضوء إلّا حدث و النّوْم حدث

5-  و أخْبرني الْحسيْن بْن عبيْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد بْن يحْيى عنْ أبيه عنْ محمّد بْن أحْمد بْن يحْيى عنْ عمْران بْن موسى عن الْحسن بْن عليّ بْن النّعْمان عنْ أبيه عنْ عبْد الْحميد بْن عوّاض عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سمعْته يقول منْ نام و هو راكع أوْ ساجد أوْ ماش على أيّ الْحالات فعليْه الْوضوء

 -  فأمّا ما رواه محمّد بْن أحْمد بْن يحْيى عن الْعبّاس عنْ أبي شعيْب عنْ عمْران بْن حمْران أنّه سمع عبْدا صالحا يقول منْ نام و هو جالس لا يتعمّد النّوْم فلا وضوء عليْه

7-  و ما رواه سعْد بْن عبْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ عليّ بْن الْحكم عنْ سيْف بْن عميرة عنْ بكْر بْن أبي بكْر الْحضْرميّ قال سألْت أبا عبْد اللّه ع هلْ ينام الرّجل و هو جالس فقال كان أبي يقول إذا نام الرّجل و هو جالس مجْتمع فليْس عليْه وضوء و إذا نام مضْطجعا فعليْه الْوضوء

 و ما جرى مجْرى هذيْن الْخبريْن ممّا ورد يتضمّن نفْي إعادة الْوضوء من النّوْم لأنّها كثيرة لمْ نذْكرْها لأنّ الْكلام عليْها واحد و هو أنْ نحْملها على النّوْم الّذي لا يغْلب على الْعقْل و يكون الْإنْسان معه متماسكا ضابطا لما يكون منْه و الّذي يدلّ على هذا التّأْويل ما

8-  أخْبرني به الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبيه عن الصّفّار عنْ أحْمد بْن محمّد بْن عيسى و الْحسيْن بْن الْحسن بْن أبان جميعا عن الْحسيْن بْن سعيد عنْ محمّد بْن الْفضيْل عنْ أبي الصّبّاح الْكنانيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سألْته عن الرّجل يخْفق و هو في الصّلاة فقال إنْ كان لا يحْفظ حدثا منْه إنْ كان فعليْه الْوضوء و إعادة الصّلاة و إنْ كان يسْتيْقن أنّه لمْ يحْدثْ فليْس عليْه وضوء و لا إعادة

9-  و بهذا الْإسْناد عن الْحسيْن بْن سعيد عن ابْن أبي عميْر عنْ عمر بْن أذيْنة عن ابْن بكيْر قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع قوْله تعالى إذا قمْتمْ إلى الصّلاة ما يعْني بذلك إذا قمْتمْ إلى الصّلاة قال إذا قمْتمْ من النّوْم قلْت ينْقض النّوْم الْوضوء قال نعمْ إذا كان يغْلب على السّمْع و لا يسْمع الصّوْت

10-  و بهذا الْإسْناد عن الْحسيْن بْن سعيد عنْ فضالة عن الْحسيْن بْن عثْمان عنْ عبْد الرّحْمن بْن الْحجّاج عنْ زيْد الشّحّام قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الْخفْقة و الْخفْقتيْن قال ما أدْري ما الْخفْقة و الْخفْقتان إنّ اللّه تعالى يقول بل الْإنْسان على نفْسه بصيرة إنّ عليّا ع كان يقول منْ وجد طعْم النّوْم فإنّما أوجب عليْه الْوضوء

11-  فأمّا ما رواه محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عن الْعبّاس عنْ محمّد بْن إسْماعيل عنْ محمّد بْن عذافر عنْ عبْد اللّه بْن سنان عنْ أبي عبْد اللّه ع في الرّجل هلْ ينْقض وضوؤه إذا نام و هو جالس قال إنْ كان يوْم الْجمعة فلا وضوء عليْه و ذلك أنّه في حال ضرورة

 فهذا الْخبر محْمول على أنّه لا وضوء عليْه و لكنْ عليْه التّيمّم لأنّ ما ينْقض الْوضوء لا يخْتصّ بيوْم الْجمعة دون غيْرها فالْوجْه فيه أنّه يتيمّم و يصلّي فإذا انْفضّ الْجمْع توضّأ و أعاد الصّلاة لأنّه ربّما لمْ يقْدرْ على الْخروج من الزّحْمة و الّذي يدلّ على ذلك ما

12-  أخْبرني به الْحسيْن بْن عبيْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد بْن يحْيى عنْ أبيه عنْ محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عن الْعبّاس بْن معْروف عنْ عبْد اللّه بْن الْمغيرة عن السّكونيّ عنْ جعْفر عنْ أبيه عنْ عليّ ع أنّه سئل عنْ رجل يكون في وسْط الزّحام يوْم الْجمعة أوْ يوْم عرفة لا يسْتطيع الْخروج من الْمسْجد منْ كثْرة النّاس يحْدث قال يتيمّم و يصلّي معهمْ و يعيد إذا انْصرف

48-  باب الدّيدان

1-  أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبيه عنْ محمّد بْن الْحسن الصّفّار عنْ أحْمد بْن محمّد عن الْحسيْن بْن الْحسن بْن أبان عن الْحسيْن بْن سعيد عنْ حمّاد عنْ حريز عمّنْ أخْبره عنْ أبي عبْد اللّه ع في الرّجل يسْقط منْه الدّوابّ و هو في الصّلاة قال يمْضي في صلاته و لا ينْقض ذلك وضوءه

2-  عنْه عنْ أبي الْقاسم جعْفر بْن محمّد عنْ محمّد بْن يعْقوب عنْ عدّة منْ أصْحابنا عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ محمّد بْن إسْماعيل عنْ ظريف يعْني ابْن ناصح عنْ ثعْلبة بْن ميْمون عنْ عبْد اللّه بْن يزيد عنْ أبي عبْد اللّه ع قال ليْس في حبّ الْقرْع و الدّيدان الصّغار وضوء ما هو إلّا بمنْزلة الْقمْل

3-  فأمّا ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عن ابْن أبي عميْر عن ابْن أخي فضيْل عنْ أبي عبْد اللّه ع قال قال في الرّجل يخْرج منْه مثْل حبّ الْقرْع قال عليْه الْوضوء

 فالْوجْه فيه أنْ نحْمله على أنّه إذا كان متلطّخا بالْعذرة و لا يكون نظيفا و الّذي يدلّ على هذا التّفْصيل ما

4-  أخْبرني به الْحسيْن بْن عبيْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد بْن يحْيى عنْ أبيه عنْ محمّد بْن أحْمد بْن يحْيى عنْ أحْمد بْن الْحسن بْن عليّ بْن فضّال عنْ عمْرو بْن سعيد الْمدائنيّ عنْ مصدّق بْن صدقة عنْ عمّار بْن موسى عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سئل عن الرّجل يكون في صلاته فيخْرج منْه حبّ الْقرْع كيْف يصْنع قال إنْ كان خرج نظيفا من الْعذرة فليْس عليْه شيْ‏ء و لمْ ينْقضْ وضوءه و إنْ خرج متلطّخا بالْعذرة فعليْه أنْ يعيد الْوضوء و إنْ كان في صلاته قطع الصّلاة و أعاد الْوضوء و الصّلاة

 -  باب الْقيْ‏ء

1-  أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أبي الْقاسم جعْفر بْن محمّد عنْ محمّد بْن يعْقوب عنْ عليّ بْن إبْراهيم عنْ أبيه عن ابْن أبي عميْر عن ابْن أذيْنة عنْ أبي أسامة قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الْقيْ‏ء هلْ ينْقض الْوضوء قال لا

2-  و أخْبرني الْحسيْن بْن عبيْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد بْن يحْيى عنْ أبيه عنْ محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عن الْحسن بْن عليّ الْكوفيّ عن الْحسن بْن عليّ بْن فضّال عنْ غالب بْن عثْمان عنْ روْح بْن عبْد الرّحيم قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الْقيْ‏ء قال ليْس فيه وضوء و إنْ تقيّأ متعمّدا

3-  و أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد بْن يحْيى عنْ أبيه عن الصّفّار عنْ أحْمد بْن محمّد عن الْحسن بْن عليّ عن ابْن سنان عن ابْن مسْكان عنْ أبي بصير عنْ أبي عبْد اللّه ع قال ليْس في الْقيْ‏ء وضوء

4-  فأمّا ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عن الْحسن عنْ زرْعة عنْ سماعة قال سألْته عمّا ينْقض الْوضوء قال الْحدث تسْمع صوْته أوْ تجد ريحه و الْقرْقرة في الْبطْن إلّا شيْ‏ء تصْبر عليْه و الضّحك في الصّلاة و الْقيْ‏ء

5-  و ما رواه محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ محمّد بْن عبْد الْجبّار عن الْحسن بْن عليّ بْن فضّال عنْ صفْوان عنْ منْصور عنْ أبي عبيْدة الْحذّاء عنْ أبي عبْد اللّه ع قال الرّعاف و الْقيْ‏ء و التّخْليل يسيل الدّم إذا اسْتكْرهْت شيْئا ينْقض الْوضوء و إنْ لمْ تسْتكْرهْه لمْ ينْقض الْوضوء

 فهذان الْخبران يحْتملان وجْهيْن أحدهما أنْ يكونا وردا موْرد التّقيّة لأنّ ذلك مذْهب بعْض الْعامّة و الثّاني أنْ يكونا محْموليْن على ضرْب من الاسْتحْباب لئلّا تتناقض الْأخْبار

50-  باب الرّعاف

1-  أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أبي الْقاسم جعْفر بْن محمّد بْن قولويْه عنْ محمّد بْن يعْقوب الْكليْنيّ عنْ محمّد بْن الْحسن عنْ سهْل بْن زياد عنْ محمّد بْن سنان عن ابْن مسْكان عنْ أبي بصير عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سألْته عن الرّعاف و الْحجامة و كلّ دم سائل فقال ليْس في هذا وضوء إنّما الْوضوء منْ طرفيْك اللّذيْن أنْعم اللّه بهما عليْك

2-  و أخْبرني الْحسيْن بْن عبيْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد بْن يحْيى عنْ أبيه عنْ محمّد بْن أحْمد بْن يحْيى عنْ أحْمد بْن أبي عبْد اللّه عنْ أبيه عنْ أحْمد بْن النّضْر عنْ عمْرو بْن شمْر عنْ جابر عنْ أبي جعْفر ع قال سمعْته يقول لوْ رعفْت دوْرقا ما زدْت على أنْ أمْسح منّي الدّم و أصلّي

3-  و بهذا الْإسْناد عنْ محمّد بْن يحْيى عنْ محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ أحْمد عنْ إبْراهيم بْن أبي محْمود قال سألْت الرّضا ع عن الْقيْ‏ء و الرّعاف و الْمدّة أ ينْقض الْوضوء أمْ لا قال لا ينْقض شيْئا

 فأمّا ما رواه أبو عبيْدة الْحذّاء في الْخبر الّذي ذكرْناه في الْباب الّذي قبْل هذا منْ قوْل إذا اسْتكْره الدّم نقض و إنْ لمْ يسْتكْرهْ لمْ ينْقضْ

4-  و ما رواه أيّوب بْن الْحرّ عنْ عبيْد بْن زرارة قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ رجل أصابه دم سائل قال يتوضّأ و يعيد قال و إنْ لمْ يكنْ سائلا توضّأ و بنى قال و يصْنع ذلك بيْن الصّفا و الْمرْوة

5-  أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عن الْحسن بْن عليّ بْن بنْت إلْياس قال سمعْته يقول رأيْت أبي ع و قدْ رعف بعْد ما توضّأ دما سائلا فتوضّأ

 فيحْتمل وجوها أحدها أنْ تحْمل على ضرْب من التّقيّة على ما قدّمْنا الْقوْل فيه و الثّاني أنْ نحْملها على الاسْتحْباب دون الْوجوب و الثّالث أنْ نحْملها على غسْل الْموْضع لأنّ ذلك يسمّى وضوءا على ما بيّنّاه في كتاب تهْذيب الْأحْكام و يدلّ على هذا الْمعْنى ما

6-  أخْبرني به الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أبي الْقاسم جعْفر بْن محمّد عنْ أبيه عنْ سعْد بْن عبْد اللّه عنْ محمّد بْن الْحسيْن بْن أبي الْخطّاب عنْ جعْفر بْن بشير عنْ أبي حبيب الْأسديّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سمعْته يقول في الرّجل يرْعف و هو على وضوء قال يغْسل آثار الدّم و يصلّي

7-  و عنْه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبيه عن الْحسيْن بْن الْحسن بْن أبان عن الْحسيْن بْن سعيد عنْ عثْمان عنْ سماعة عنْ أبي بصير قال سمعْته يقول إذا قاء الرّجل و هو على طهْر فلْيتمضْمضْ و إذا رعف و هو على وضوء فلْيغْسلْ أنْفه فإنّ ذلك يجْزيه و لا يعيد وضوءه

51-  باب الضّحك و الْقهْقهة

1-  أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أبي الْقاسم جعْفر بْن محمّد عنْ محمّد بْن يعْقوب عنْ محمّد بْن إسْماعيل عن الْفضْل بْن شاذان عنْ صفْوان بْن يحْيى عنْ سالم أبي الْفضْل عنْ أبي عبْد اللّه ع قال ليْس ينْقض الْوضوء إلّا ما خرج منْ طرفيْك الْأسْفليْن اللّذيْن أنْعم اللّه بهما عليْك

2-  عنْه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبيه عن الصّفّار عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ محمّد بْن سهْل عنْ زكريّا بْن آدم قال سألْت الرّضا ع عن النّاصور فقال إنّما ينْقض الْوضوء ثلاثة الْبوْل و الْغائط و الرّيح

3-  فأمّا ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عنْ أخيه الْحسن عنْ زرْعة عنْ سماعة قال سألْته عمّا ينْقض الْوضوء قال الْحدث تسْمع صوْته أوْ تجد ريحه و الْقرْقرة في الْبطْن إلّا شيْئا تصْبر عليْه و الضّحك في الصّلاة و الْقيْ‏ء

 فالْوجْه في هذا الْخبر أنْ نحْمله على ضرْب من الاسْتحْباب أوْ على الضّحك الّذي لا يمْلك معه نفْسه و لا يأْمن أنْ يكون قدْ أحْدث و الّذي يدلّ على ذلك

4-  ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عن ابْن أبي عميْر عنْ رهْط سمعوه يقول إنّ التّبسّم في الصّلاة لا ينْقض الصّلاة و لا ينْقض الْوضوء إنّما يقْطع الضّحك الّذي فيه الْقهْقهة

 قوْله ع إنّما يقْطع الضّحك الّذي فيه الْقهْقهة راجع إلى الصّلاة دون الْوضوء أ لا ترى أنّه قال يقْطع الضّحك الّذي فيه الْقهْقهة و الْقطْع لا يقال إلّا في الصّلاة لأنّه لمْ تجْر الْعادة أنْ يقال انْقطع الْوضوء و إنّما يقال انْقطعت الصّلاة و يحْتمل أنْ يكون الْخبران وردا موْرد التّقيّة لأنّهما موافقان لمذاهب بعْض الْعامّة

52-  باب إنْشاد الشّعْر

1-  أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبيه عنْ سعْد بْن عبْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ عليّ بْن الْحكم عنْ معاوية بْن ميْسرة قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ إنْشاد الشّعْر هلْ ينْقض الْوضوء قال لا

2-  فأمّا ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عنْ أخيه الْحسن عنْ زرْعة عنْ سماعة قال سألْته عنْ نشْد الشّعْر هلْ ينْقض الْوضوء أوْ ظلْم الرّجل صاحبه أو الْكذب فقال نعمْ إلّا أنْ يكون شعْرا يصْدق فيه أوْ يكون يسيرا من الشّعْر الْأبْيات الثّلاثة و الْأرْبعة فأمّا أنْ يكْثر من الشّعْر الْباطل فهو ينْقض الْوضوء

 فيحْتمل الْخبر وجْهيْن أحدهما أنْ يكون تصحّف على الرّاوي فيكون قدْ روي بالصّاد غيْر الْمعْجمة دون الضّاد الْمنقّطة لأنّ ذلك ممّا ينْقص ثواب الْوضوء و الثّاني أنْ يكون محْمولا على الاسْتحْباب

53-  باب الْقبْلة و مسّ الْفرْج

1-  أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبيه عنْ سعْد بْن عبْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عن الْحسيْن بْن سعيد عنْ فضالة بْن أيّوب و محمّد بْن أبي عميْر عنْ جميل بْن درّاج و حمّاد بْن عثْمان عنْ زرارة عنْ أبي جعْفر ع قال ليْس في الْقبْلة و لا في الْمباشرة و لا مسّ الْفرْج وضوء

2-  و بهذا الْإسْناد عن الْحسيْن بْن سعيد عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبان بْن عثْمان عنْ أبي مرْيم قال قلْت لأبي جعْفر ع ما تقول في الرّجل يتوضّأ ثمّ يدْعو جاريته فتأْخذ بيده حتّى ينْتهي إلى الْمسْجد فإنّ منْ عنْدنا يزْعمون أنّها الْملامسة فقال لا و اللّه ما بذلك بأْس و ربّما فعلْته و ما يعْني بهذا أوْ لامسْتم النّساء إلّا الْمواقعة في الْفرْج

3-  و بهذا الْإسْناد عن الْحسيْن بْن سعيد عنْ صفْوان عن ابْن مسْكان عن الْحلبيّ قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الْقبْلة تنْقض الْوضوء قال لا بأْس

4-  فأمّا ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عنْ عثْمان عن ابْن مسْكان عنْ أبي بصير عنْ أبي عبْد اللّه ع قال إذا قبّل الرّجل الْمرْأة منْ شهْوة أوْ مسّ فرْجها أعاد الْوضوء

 فالْوجْه في هذا الْخبر أنْ نحْمله على ضرْب من الاسْتحْباب أوْ على أنّه يغْسل يده و ذلك يسمّى وضوءا على ما تقدّم الْقوْل فيه و الّذي يدلّ على هذا التّأْويل

5-  ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عن الْقاسم بْن محمّد عنْ أبان بْن عثْمان عنْ عبْد الرّحْمن بْن أبي عبْد اللّه عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سألْته عنْ رجل مسّ فرْج امْرأته قال ليْس عليْه شيْ‏ء و إنْ شاء غسل يده و الْقبْلة لا يتوضّأ منْها

6-  الْحسيْن بْن سعيد عنْ فضالة عنْ معاوية بْن عمّار قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الرّجل يعْبث بذكره في الصّلاة الْمكْتوبة فقال لا بأْس

7-  عنْه عنْ أخيه الْحسن عنْ زرْعة عنْ سماعة قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الرّجل يمسّ ذكره أوْ فرْجه أوْ أسْفل منْ ذلك و هو قائم يصلّي أ يعيد وضوءه فقال لا بأْس بذلك إنّما هو منْ جسده

8-  فأمّا ما رواه محمّد بْن أحْمد بْن يحْيى عنْ أحْمد بْن الْحسن بْن عليّ بْن فضّال عنْ عمْرو بْن سعيد عنْ مصدّق بْن صدقة عنْ عمّار بْن موسى عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سئل عن الرّجل يتوضّأ ثمّ يمسّ باطن دبره قال نقض وضوءه و إنْ مسّ باطن إحْليله فعليْه أنْ يعيد الْوضوء و إنْ كان في الصّلاة قطع الصّلاة و يتوضّأ و يعيد الصّلاة و إنْ فتح إحْليله أعاد الْوضوء و أعاد الصّلاة

 فالْوجْه في هذا الْخبر أنْ نحْمله على أنّه إذا صادف هناك شيْئا من النّجاسة فإنّه يجب عليْه حينئذ إعادة الْوضوء و الصّلاة و متى لمْ يصادفْ شيْئا منْ ذلك لمْ يكنْ عليْه شيْ‏ء حسب ما قدّمْناه

54-  باب مصافحة الْكافر و مسّ الْكلْب

1-  أخْبرني الْحسيْن بْن عبيْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبيه عنْ محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ أبي عبْد اللّه الرّازيّ عن الْحسن بْن عليّ بْن أبي حمْزة عنْ سيْف بْن عميرة عنْ عيسى بْن عمر موْلى الْأنْصار أنّه سأل أبا عبْد اللّه ع عن الرّجل يحلّ له أنْ يصافح الْمجوسيّ فقال لا فسأله هلْ يتوضّأ إذا صافحهمْ فقال نعمْ إنّ مصافحتهمْ تنْقض الْوضوء

 قال الشّيْخ أبو جعْفر رحمه اللّه الْوجْه في هذا الْخبر أنْ نحْمله على غسْل الْيد لأنّ ذلك يسمّى وضوءا على ما بيّنّاه و إنّما يجب ذلك لكوْنهمْ أنْجاسا و إنّما قلْنا ذلك لإجْماع الطّائفة على أنّ ذلك لا يوجب نقْض الْوضوء و أيْضا فقدْ قدّمْنا الْأخْبار الّتي تضمّنتْ أنّه لا ينْقض الْوضوء إلّا ما خرج من السّبيليْن أو النّوْم و هي محْمولة على عمومها لا يجوز تخْصيصها لأجْل هذا الْخبر الشّاذّ

2-  فأمّا ما رواه محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ عثْمان بْن عيسى عنْ عبْد اللّه بْن مسْكان عنْ أبي بصير عنْ أبي عبْد اللّه ع قال منْ مسّ كلْبا فلْيتوضّأْ

  فالْكلام على هذا الْخبر كالْكلام على الْخبر الْأوّل منْ حمْله على غسْل الْيد للْإجْماع الّذي ذكرْناه و الْأخْبار الّتي قدّمْناها و أيْضا فقدْ

3-  روى الْحسيْن بْن سعيد عنْ حمّاد عنْ حريز عنْ محمّد بْن مسْلم قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الْكلْب يصيب شيْئا منْ جسد الرّجل قال يغْسل الْمكان الّذي أصابه

55-  باب الرّيح يجدها الْإنْسان في بطْنه

1-  أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أبي الْقاسم جعْفر بْن محمّد عنْ أبيه عنْ سعْد بْن عبْد اللّه عن الْحسن بْن عليّ عنْ أحْمد بْن هلال عنْ محمّد بْن الْوليد عنْ أبان بْن عثْمان عنْ عبْد الرّحْمن بْن أبي عبْد اللّه عنْ أبي عبْد اللّه ع قال قلْت له أجد الرّيح في بطْني حتّى أظنّ أنّها قدْ خرجتْ فقال ليْس عليْك وضوء حتّى تسْمع الصّوْت أوْ تجد الرّيح ثمّ قال إنّ إبْليس يجي‏ء فيجْلس بيْن ألْيتي الرّجل فيفْسو ليشكّكه

2-  الْحسيْن بْن سعيد عنْ فضالة عنْ معاوية بْن عمّار قال قال أبو عبْد اللّه ع إنّ الشّيْطان ينْفخ في دبر الْإنْسان حتّى يخيّل إليْه أنّه قدْ خرجتْ منْه ريح فلا ينْقض وضوءه إلّا ريح يسْمعها أوْ يجد ريحها

3-  فأمّا ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عنْ أخيه الْحسن عنْ زرْعة عنْ سماعة قال سألْته عمّا ينْقض الْوضوء قال الْحدث تسْمع صوْته أوْ تجد ريحه و الْقرْقرة في الْبطْن إلّا شيْئا تصْبر عليْه أو الضّحك في الصّلاة و الْقيْ‏ء

 فقدْ تكلّمْنا على هذا الْخبر فيما تقدّم و قلْنا الْوجْه فيه أنْ نحْمله على حال لا يمْلك الْإنْسان فيها نفْسه فيعْلم ما يكون منْه و يجوز أنْ نحْمله أيْضا على الاسْتحْباب

56-  باب حكْم الْمذْي و الْوذْي

1-  أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبيه عنْ سعْد بْن عبْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عن الْحسن بْن عليّ بْن فضّال عنْ عبْد اللّه بْن بكيْر عنْ عمر بْن حنْظلة قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الْمذْي فقال ما هو عنْدي إلّا كالنّخامة

2-  عنْه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبيه عن الصّفّار عنْ أحْمد بْن محمّد بْن عيسى و الْحسيْن بْن الْحسن بْن أبان جميعا عن الْحسيْن بْن سعيد عنْ صفْوان عنْ إسْحاق بْن عمّار عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سألْته عن الْمذْي فقال إنّ عليّا ع كان رجلا مذّاء فاسْتحْيا أنْ يسْأل رسول اللّه ص لمكان فاطمة ع فأمر الْمقْداد أنْ يسْأله و هو جالس فسأله فقال له النّبيّ ص ليْس بشيْ‏ء

3-  و بهذا الْإسْناد عن الصّفّار عنْ أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ أبيه عن ابْن أبي عميْر عن ابْن أذيْنة عنْ زيْد الشّحّام قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع الْمذْي أ ينْقص الْوضوء فقال لا و لا يغْسل منْه الثّوْب و لا الْجسد و إنّما هو بمنْزلة الْبزاق و الْمخاط

4-  أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أبي الْقاسم جعْفر بْن محمّد عنْ محمّد بْن يعْقوب عن الْحسيْن بْن محمّد عنْ معلّى بْن محمّد عن الْوشّاء عنْ أبان عنْ عنْبسة قال سمعْت أبا عبْد اللّه ع يقول كان عليّ ع لا يرى في الْمذْي وضوءا و لا غسْل ما أصاب الثّوْب منْه إلّا في الْماء الْأكْبر

5-  فأمّا ما رواه أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ محمّد بْن إسْماعيل بْن بزيع قال سألْت الرّضا ع عن الْمذْي فأمرني بالْوضوء منْه ثمّ أعدْت عليْه في سنة أخْرى فأمرني بالْوضوء فقال إنّ عليّ بْن أبي طالب ع أمر الْمقْداد بْن الْأسْود أنْ يسْأل النّبيّ ص و اسْتحْيا أنْ يسْأله فقال فيه الْوضوء

 فهذا الْخبر لا يعارض ما قدّمْناه من الْأخْبار لأنّه خبر واحد و قدْ تضمّن منْ قصّة أمير الْمؤْمنين ع و أمْره الْمقْداد بمسْألة النّبيّ ص و جوابه له ما ينافي الْمعْروف في هذه الْقصّة و هو الّذي تضمّنتْه رواية إسْحاق بْن عمّار و أنّه حين سأله قال له ليْس بشيْ‏ء على أنّه يحْتمل أنْ يكون الرّاوي قدْ ترك بعْض الْخبر لأنّ

 محمّد بْن إسْماعيل راوي هذا الْخبر روى هذه الْقصّة بعيْنها فإنّه قال أمرني بإعادة الْوضوء قلْت له فإنْ لمْ أتوضّأْ قال لا بأْس

6-  روى ذلك الْحسيْن بْن سعيد عنْ محمّد بْن إسْماعيل عنْ أبي الْحسن ع قال سألْته عن الْمذْي فأمرني بالْوضوء منْه ثمّ أعدْت عليْه سنة أخْرى فأمرني بالْوضوء منْه و قال إنّ عليّا أمر الْمقْداد أنْ يسْأل رسول اللّه ص و اسْتحْيا أنْ يسْأله فقال فيه الْوضوء قلْت و إنْ لمْ أتوضّأْ قال لا بأْس

 فجاء هذا الْخبر مبيّنا مشْروحا دالّا على أنّ الْأمْر بالْوضوء منْه إنّما كان لضرْب من الاسْتحْباب دون الْإيجاب و يمْكن أنْ يكون الاسْتحْباب في إعادة الْوضوء من الْمذْي إنّما يتوجّه إلى منْ يخْرج منْه الْمذْي بشهْوة يدلّ على ذلك

 -  ما رواه محمّد بْن الْحسن الصّفّار عنْ موسى بْن عمر عنْ عليّ بْن النّعْمان عنْ أبي سعيد الْمكاري عنْ أبي بصير قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع الْمذْي يخْرج من الرّجل قال أحدّ لك فيه حدّا قال قلْت نعمْ جعلْت فداك قال فقال إنْ خرج منْك على شهْوة فتوضّأْ و إنْ خرج منْك على غيْر ذلك فليْس عليْك فيه وضوء

8-  الصّفّار عنْ أحْمد بْن محمّد عن الْحسن بْن عليّ بْن يقْطين عنْ أخيه الْحسيْن عنْ أبيه عليّ بْن يقْطين قال سألْت أبا الْحسن ع عن الْمذْي أ ينْقض الْوضوء قال إنْ كان منْ شهْوة نقض

9-  الصّفّار عنْ معاوية بْن حكيْم عنْ عليّ بْن الْحسن بْن رباط عن الْكاهليّ قال سألْت أبا الْحسن ع عن الْمذْي فقال ما كان منْه بشهْوة فتوضّأْ

 و الّذي يدلّ على أنّ هذه الْأخْبار محْمولة على الاسْتحْباب ما

10-  أخْبرني به الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبيه عن الصّفّار عنْ أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عن الْحسيْن بْن سعيد عن ابْن أبي عميْر عنْ غيْر واحد منْ أصْحابنا عنْ أبي عبْد اللّه ع قال ليْس في الْمذْي من الشّهْوة و لا من الْإنْعاظ و لا من الْقبْلة و لا منْ مسّ الْفرْج و لا من الْمضاجعة وضوء و لا يغْسل منْه الثّوْب و لا الْجسد

11-  و بهذا الْإسْناد عن الصّفّار عن الْهيْثم بْن أبي مسْروق النّهْديّ عنْ عليّ بْن الْحسيْن الطّاطريّ عن ابْن رباط عنْ بعْض أصْحابنا عنْ أبي عبْد اللّه ع قال يخْرج من الْإحْليل الْمنيّ و الْمذْي و الْودْي و الْوذْي فأمّا الْمنيّ فهو الّذي يسْترْخي له الْعظام و يفْتر منْه الْجسد و فيه الْغسْل و أمّا الْمذْي فإنّه يخْرج من الشّهْوة و لا شيْ‏ء فيه و أمّا الْودْي فهو الّذي يخْرج بعْد الْبوْل و أمّا الْوذْي فهو الّذي يخْرج من الْأدْواء فلا شيْ‏ء فيه

 -  فأمّا ما رواه الْحسن بْن محْبوب عن ابْن سنان عنْ أبي عبْد اللّه ع قال ثلاث يخْرجْن من الْإحْليل و هي الْمنيّ و فيه الْغسْل و الْودْي فمنْه الْوضوء لأنّه يخْرج منْ دريرة الْبوْل قال و الْمذْي ليْس فيه وضوء و إنّما هو بمنْزلة ما يخْرج من الْأنْف

 قوْله ع و الْودْي فمنْه الْوضوء محْمول على أنّه إذا لمْ يكنْ قد اسْتبْرأ من الْبوْل على ما ذكرْناه و خرج منْه بعْد ذلك شيْ‏ء وجب عليْه إعادة الْوضوء لأنّه يكون منْ بقيّة الْبوْل و قدْ نبّه على ذلك بقوْله لأنّه يخْرج منْ دريرة الْبوْل إشارة إلى أنّ ذلك إمّا بوْل أوْ يخالطه بوْل و الّذي يكْشف عمّا ذكرْناه

13-  ما رواه محمّد بْن أحْمد بْن يحْيى عنْ يعْقوب بْن يزيد عن ابْن أبي عميْر عنْ جميل بْن صالح عنْ عبْد الْملك بْن عمْرو عنْ أبي عبْد اللّه ع في الرّجل يبول ثمّ يسْتنْجي ثمّ يجد بعْد ذلك بللا قال إذا بال فخرط ما بيْن الْمقْعدة و الْأنْثييْن ثلاث مرّات و غمز ما بيْنهما ثمّ اسْتنْجى فإنْ سال حتّى يبْلغ السّوق فلا يبالي

 و يزيد ذلك بيانا ما رواه

14-  الْحسيْن بْن سعيد عنْ حمّاد عنْ حريز عمّنْ أخْبره عنْ أبي عبْد اللّه ع قال الْوذْي لا ينْقض الْوضوء إنّما هو بمنْزلة الْمخاط و الْبزاق

15-  عنْه عنْ حمّاد عنْ حريز قال حدّثني زيْد الشّحّام و زرارة و محمّد بْن مسْلم عنْ أبي عبْد اللّه ع أنّه قال إنْ سال منْ ذكرك شيْ‏ء منْ مذْي أوْ وذْي فلا تغْسلْه و لا تقْطعْ له الصّلاة و لا تنْقضْ له الْوضوء إنّما هو بمنْزلة النّخامة كلّ شيْ‏ء خرج منْك بعْد الْوضوء فإنّه من الْحبائل

 -  فأمّا ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عن ابْن أبي عميْر قال حدّثني يعْقوب بْن يقْطين قال سألْت أبا الْحسن ع عن الرّجل يمْذي و هو في الصّلاة منْ شهْوة أوْ منْ غيْر شهْوة قال الْمذْي منْه الْوضوء

 قوْله ع الْمذْي منْه الْوضوء يمْكن حمْله على التّعجّب منْه فكأنّه منْ شهْرته و ظهوره في ترْك إعادة الْوضوء منْه قال هذا شيْ‏ء يتوضّأ منْه و يمْكن أنْ نحْمله على ضرْب من التّقيّة لأنّ ذلك مذْهب أكْثر الْعامّة

57-  باب مسّ الْحديد

1-  أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أبي الْقاسم جعْفر بْن محمّد عنْ محمّد بْن يعْقوب عنْ محمّد بْن إسْماعيل عن الْفضْل بْن شاذان عنْ صفْوان عن ابْن مسْكان عنْ محمّد الْحلبيّ قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الرّجل يكون على طهْر يأْخذ منْ أظْفاره أوْ شعْره أ يعيد الْوضوء فقال لا و لكنْ يمْسح رأْسه و أظْفاره بالْماء قال قلْت فإنّهمْ يزْعمون أنّ فيه الْوضوء فقال إنْ خاصموكمْ فلا تخاصموهمْ و قولوا هكذا السّنّة

2-  الْحسيْن بْن سعيد عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ حريز عنْ زرارة قال قلْت لأبي جعْفر ع الرّجل يقلّم أظْفاره و يجزّ شاربه و يأْخذ منْ شعْر رأْسه و لحْيته هلْ ينْقض ذلك وضوءه فقال يا زرارة كلّ هذا سنّة و الْوضوء فريضة و ليْس شيْ‏ء من السّنّة ينْقض الْفريضة و إنّ ذلك ليزيده تطْهيرا

3-  سعْد عنْ أيّوب بْن نوح عنْ صفْوان بْن يحْيى عنْ سعيد بْن عبْد اللّه الْأعْرج قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع آخذ منْ أظْفاري و منْ شاربي و أحْلق رأْسي أ فأغْتسل قال لا ليْس عليْك غسْل قلْت فأتوضّأ قال لا ليْس عليْك وضوء قلْت فأمْسح على أظْفاري الْماء فقال هو طهور ليْس عليْك مسْح

4-  فأمّا ما رواه محمّد بْن أحْمد بْن يحْيى عنْ أحْمد بْن الْحسن عنْ عمْرو بْن سعيد عنْ مصدّق بْن صدقة عنْ عمّار السّاباطيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال الرّجل يقْرض منْ شعْره بأسْنانه يمْسحه بالْماء قبْل أنْ يصلّي قال لا بأْس إنّما ذلك في الْحديد

 قوْله إنّما ذلك في الْحديد محْمول على ضرْب من الاسْتحْباب دون الْإيجاب

5-  و أمّا ما رواه محمّد بْن أحْمد بْن يحْيى عنْ أحْمد بْن الْحسن بْن عليّ بْن فضّال عنْ عمْرو بْن سعيد الْمدائنيّ عنْ مصدّق بْن صدقة عنْ عمّار بْن موسى عنْ أبي عبْد اللّه ع في الرّجل إذا قصّ أظْفاره بالْحديد أوْ جزّ منْ شعْره أوْ حلق قفاه فإنّ عليْه أنْ يمْسحه بالْماء قبْل أنْ يصلّي سئل فإنْ صلّى و لمْ يمْسحْ منْ ذلك بالْماء قال يعيد الصّلاة لأنّ الْحديد نجس و قال لأنّ الْحديد لباس أهْل النّار و الذّهب لباس أهْل الْجنّة

 فالْوجْه في هذا الْخبر أنْ نحْمله على ضرْب من الاسْتحْباب دون الْإيجاب لأنّه خبر شاذّ مخالف للْأخْبار الْكثيرة و ما يجْري هذا الْمجْرى لا يعْمل عليْه على ما بيّنّاه

58-  باب شرْب ألْبان الْبقر و الْإبل و غيْرهما

1-  أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبيه عن الْحسيْن بْن الْحسن بْن أبان عن الْحسيْن بْن سعيد عن النّضْر عنْ هشام بْن سالم عنْ سليْمان بْن خالد قال سألْت أبا عبْد اللّه ع هلْ يتوضّأ من الطّعام أوْ شرْب اللّبن ألْبان الْإبل و الْبقر و الْغنم و أبْوالها و لحومها قال لا يتوضّأ منْه

2-  فأمّا ما رواه محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ أحْمد بْن الْحسن بْن عليّ عنْ عمْرو بْن سعيد عنْ مصدّق بْن صدقة عنْ عمّار بْن موسى السّاباطيّ قال سألْت أبا عبْد اللّه عنْ رجل توضّأ ثمّ أكل لحْما أوْ سمْنا هلْ له أنْ يصلّي منْ غيْر أنْ يغْسل يده قال نعمْ و إنْ كان لبنا لمْ يصلّ حتّى يغْسل يده و يتمضْمض و كان رسول اللّه ص يصلّي و قدْ أكل اللّحْم منْ غيْر أنْ يغْسل يده و إنْ كان لبنا لمْ يصلّ حتّى يغْسل يده و يتمضْمض

 ما يتضمّن هذا الْخبر من الْأمْر بغسْل الْيديْن و الْمضْمضة و الاسْتنْشاق لمنْ شرب اللّبن محْمول على الاسْتحْباب دون الْفرْض و الْإيجاب بدلالة الْخبر الْأوّل