باب الْمسْنون من الصّلاة في الْيوْم و اللّيْلة

1-  أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أبي جعْفر محمّد بْن عليّ بْن الْحسيْن عنْ أبيه و محمّد بْن الْحسن عنْ محمّد بْن يحْيى عنْ محمّد بْن أحْمد بْن يحْيى عنْ محمّد بْن عيسى عنْ يونس بْن عبْد الرّحْمن قال حدّثني إسْماعيل بْن سعْد الْأشْعريّ الْقمّيّ قال قلْت للرّضا ع كم الصّلاة منْ ركْعة قال إحْدى و خمْسون ركْعة

2-  و عنْه عنْ أبي الْقاسم جعْفر بْن محمّد عنْ محمّد بْن يعْقوب عنْ عليّ بْن إبْراهيم عنْ أبيه عن ابْن أبي عميْر عن ابْن أذيْنة عنْ فضيْل بْن يسار عنْ أبي عبْد اللّه ع قال الْفريضة و النّافلة إحْدى و خمْسون ركْعة منْها ركْعتان بعْد الْعتمة جالسا تعدّان بركْعة و هو قائم الْفريضة منْها سبْع عشْرة ركْعة و النّافلة أرْبع و ثلاثون ركْعة

3-  و بهذا الْإسْناد عن الْفضيْل بْن يسار و الْفضْل بْن عبْد الْملك و بكيْر قالوا سمعْنا أبا عبْد اللّه ع يقول كان رسول اللّه ص يصلّي من التّطوّع مثْلي الْفريضة و يصوم من التّطوّع مثْلي الْفريضة

4-  و بهذا الْإسْناد عنْ محمّد بْن يعْقوب عنْ محمّد بْن يحْيى عنْ محمّد بْن الْحسيْن عنْ محمّد بْن إسْماعيل بْن بزيع عنْ حنان بْن سدير قال سأل عمْرو بْن حريْث أبا عبْد اللّه ع و أنا جالس فقال له أخْبرْني جعلْت فداك عنْ صلاة رسول اللّه ص قال كان النّبيّ ص يصلّي ثماني ركعات الزّوال و أرْبعا الْأولى و ثماني بعْدها و أرْبع الْعصْر و ثلاثا الْمغْرب و أرْبعا بعْد الْمغْرب و الْعشاء الْآخرة أرْبعا و ثماني صلاة اللّيْل و ثلاثا الْوتْر و ركْعتي الْفجْر و صلاة الْغداة ركْعتيْن قلْت جعلْت فداك و إنْ كنْت أقْوى على أكْثر منْ هذا يعذّبّني اللّه على كثْرة الصّلاة فقال لا و لكنْ يعذّب على ترْك السّنّة

5-  فأمّا ما رواه أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عن الْحسن بْن عليّ بْن بنْت إلْياس عنْ عبْد اللّه بْن سنان قال سمعْت أبا عبْد اللّه ع يقول لا تصلّ أقلّ منْ أرْبع و أرْبعين قال و رأيْته يصلّي بعْد الْعتمة أرْبع ركعات

 فليْس في هذا الْخبر نهْي عمّا زاد على الْأرْبع و الْأرْبعين و إنّما نهى ع أنْ ينْقص عنْها و لا يمْتنع أنْ يحثّ على هذه الْأرْبع و الْأرْبعين لتأكّدها و يحثّ على ما عداها بحديث آخر و قدْ قدّمْنا من الْأحاديث ما يتضمّن ذلك

6-  فأمّا ما رواه أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ يحْيى بْن حبيب قال سألْت الرّضا ع عنْ أفْضل ما يتقرّب به الْعباد إلى اللّه عزّ و جلّ من الصّلاة قال ستّ و أرْبعون ركْعة فرائضه و نوافله قلْت هذه رواية زرارة قال أ و ترى أحدا كان أصْدع بالْحقّ منْه

 فهذا الْخبر أيْضا ليْس فيه نفْي ما زاد على هذه الصّلوات و إنّما سأله السّائل عنْ أفْضل ما يتقرّب به الْعباد فذكر هذه السّتّة و أرْبعين و أفْردها بالذّكْر لما كان ما يزيد عليْها من الصّلوات دونها في الْفضْل و الّذي يدلّ على ما ذكرْناه منْ أنّه إنّما أراد تأْكيد فضْل هذه السّتّ و أرْبعين ركْعة

7-  ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ شعيْب عنْ أبي بصير قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن التّطوّع باللّيْل و النّهار فقال الّذي يسْتحبّ أنْ لا ينْقص منْه ثماني ركعات عنْد زوال الشّمْس و بعْد الظّهْر ركْعتان و قبْل الْعصْر ركْعتان و بعْد الْمغْرب ركْعتان و قبْل الْعتمة ركْعتان و في السّحر ثماني ركعات ثمّ يوتر و الْوتْر ثلاث ركعات مفْصولة ثمّ ركْعتان قبْل صلاة الْفجْر و أحبّ صلاة اللّيْل إليْهمْ آخر اللّيْل

 فبيّن في هذا الْخبر أنّ هذه السّتّ و أرْبعين ركْعة ممّا يسْتحبّ أنْ لا يقْصر عنْها و أنّ ما عداها ليْس بمشارك لها في الاسْتحْباب و أمّا عدا هذيْن الْخبريْن من الْأخْبار الّتي يتضمّن نقْصان الْخمْسين ركْعة فالْأصْل فيها كلّها زرارة و إنْ تكرّرتْ بأسانيد مخْتلفة و قد اسْتوْفيْنا ما يتعلّق بهذا الْباب في كتاب تهْذيب الْأحْكام و بيّنّا الْوجْه فيه فمنْ أراد الْوقوف على جميعها يرْجع إليْه