(حجر بن عدي الكندي (رضوان الله عليه

اسمه وكنيته ونسبه :

حجر بن عدي بن معاوية بن جبلة بن عدي الكندي ، المعروف بحجر الخير ، ويُكنَّى بـ( أبي عبد الرحمن ) .

وقد أسلمَ وهو صغير السِن ، ووفد مع أخيه هَانِي بن عدي على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو في المدينة في آخر حياته ( صلى الله عليه وآله ) .

مواقفه وبطولاته :

كان من أحدِ قادَة الجيش الذي فتح عذراء ، وهي التي قتل فيها فيما بعد ، وكان أحد النفر الذين شاركوا في دفن أبي ذر الغفاري ( رضوان الله عليه ) في الربذة ، وهم الذين شَهِد لهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأنَّهم عصابة من المؤمنين .

كما كان من الذين كتبوا إلى عثمان ينقمون عليه عِدَّة أمور ، وينصحونه وينهونه عنها ، كما صحب أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وكان من أبرز شيعته .

ولقد كان له الدور المهم والبارز في استنهاض الناس عند قدوم الإمام الحسن ( عليه السلام ) إلى الكوفة ، لدعوة أهلها لِنُصْرة الإمام علي ( عليه السلام ) في حرب الجمل .

وعيَّنَه الإمام علي ( عليه السلام ) على كنده ومهرة وحضر موت في صفِّين ، وكان قائد ميسرة جيش الإمام علي ( عليه السلام ) في النهروان .

كما أرسله الإمام علي ( عليه السلام ) في عدد من أصحابه إلى واقعة لِصَدِّ غارات الضحَّاك بن قيس بأمر من معاوية ، فقتل حجر منهم تسعة عشر نفراً ، وولَّى الضحَّاك هارباً .

ووقف مع الإمام الحسن ( عليه السلام ) موقف الولاء الخالص فكان له الدور الفعال في تهيئة القبائل للمسير لمواجهة معاوية تحت قيادة الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، حيث كان معاوية قد جاء بجيوشه قاصداً العراق .

وكان كذلك من أشدِّ المنكرين على ولاة معاوية في الكوفة لأعمالهم الشنيعة ، فحاولوا إسكَاته بالتهديد والوعيد مَرَّة ، وبالأموال والمناصب أخرى ، لكنهم لم يُفلحوا في ذلك .

ما قيل فيه :

قال ابن الأثير فيه : كان مِن فُضلاء الصحابة .

وقال الحاكم : هو راهب أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) .

وقال السيد محسن الأمين : وهو من خيار الصحابة ، ورئيسٌ قائد ، شُجَاع أبيُّ النفس ، عابد زاهد ، خالِص الولاء لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، بلغ في ذلك الغاية .

شهادته :

ضاقَ والي الكوفة زياد بن أبيه به ذرعاً ، فكتبَ إلى معاوية بذلك ، فأشار معاوية عليه أن يشدَّه بالحديد ، ويحمله إليه .

واختفى عن الأنظار على إثر ذلك ، ولكن سلَّم نفسه أخيراً بعد أن أحدق الخطر بِعشيرَتِه ، فقامت السلطة باعتقال اثني عشر شخصاً معه ، وإرسالهم إلى الشام .

فتردَّدَ معاوية في قتلِ حجر وأصحابه ، خشية تذمُّر المسلمين ونقمتهم عليه ، فأرسل إلى زياد يخبره بتردُّدِه ، فأجابه زياد : إن كانَتْ لك حاجة بهذا المِصْر فلا تردَّنَّ حِجراً وأصحابه إليَّ .

فوجَّه معاوية إلى حجر وأصحابه وهم في مرج عذراء رسولاً فقال له حجر : أبلغ معاوية إننا على بيعتنا ، وأنه إنما شهد علينا الأعداء والأظناء .

فلما أخبر معاوية بما قال حجر ، أجاب : زياد أصدق عندنا من حجر .

فرجع رسول معاوية إليهم مرة أخرى وهو يحمل إليهم أمر معاوية بقتلهم ، أو البراءة من علي ( عليه السلام ) ، فقال حجر : إن العبرة على حَدِّ السيف لأيسر علينا مما تدعونا إليه ، ثم القدوم على الله وعلى نبيه وعلى وصيِّه أحبُّ إلينا من دخول النار .

وعندما أراد السياف قتله قال له : مدَّ عنقك لأقتلك ، فقال : إنِّي لا أُعينُ الظالِمينَ على ظُلمِهم ، فضربه ضربة سَقَطَ على أثرها شهيداً ، في سنة ( 51 هـ ) ، ودُفِن في مرج عذراء ، وقبره معروف هناك .