(زرارة بن أعين الشيباني (رضي الله عنه

اسمه وكنيته ونسبه

أبو الحسن، زرارة بن أعين بن سنسن الشيباني، وكلمة أعين بمعنى وسيع العين، وأبناء أعين هم جميعاً من كبار علماء الشيعة، إلاّ أنّ زرارة كان أسطع نجماً، وأذيع صيتاً من بقية أخوته.

أسرته

آل أعين أُسرة شيعية من الكوفة، هذه الأُسرة رافقت أهل البيت(عليهم السلام)، من زمن الإمام السجّاد(عليه السلام) وإلى الغيبة الكبرى.

ولادته

ولد حدوداً عام 80هـ.

مكانته العلمية

كان(رضي الله عنه) فذاً من أفذاذ الإسلام، وعلماً من أعلام الدين، ومن كبار الفقهاء والعلماء فضلاً وتقوى.

وكانت له يد في الفقه والكلام والأدب والشعر، إلاّ أنّه كان ضليعاً في الفقه، إذ لا يخلو باب من أبواب الفقه من حديث لزرارة، وهناك أكثر من ألفي حديث في الكتب الشيعية المهمّة وردت عن طريق زرارة.

وكان من أصحاب الإمام الباقر والإمام الصادق والإمام الكاظم(عليهم السلام)، وعدّه جماعة من الذين أجمعت العصابة على تصديقهم، والانقياد لهم بالفقه.

قال الشيخ الكشّي(قدس سره): (أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأوّلين من أصحاب أبي جعفر، وأصحاب أبي عبد الله(عليهما السلام)، وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الأوّلين ستّة: زرارة ، ومعروف بن خربوذ، وبريد، وأبو بصير الأسدي، والفضيل بن يسار، ومحمّد بن مسلم الطائفي)(1).

ولقد كان زرارة على درجة من الشأن والمعرفة أهلّته لمشاهدة كتاب الإمام علي(عليه السلام) الذي أملاه عليه النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)، وكتبه الإمام بخطّ يده، والذي احتوى كل أحكام الحلال والحرام.

من أقوال الأئمّة(عليهم السلام) فيه

1ـ قال الإمام الصادق(عليه السلام) قال: (ما أحيا ذكرنا وأحاديث أبي عبد الله(عليه السلام) إلاّ زرارة، وأبو بصير ليث المرادي، ومحمّد بن مسلم، وبريد بن معاوية العجلي، ولولا هؤلاء ما كان أحدٌ يستنبط هذا.

هؤلاء حُفّاظ الدين، وأُمناء أبي(عليه السلام) على حلال الله وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا، والسابقون إلينا في الآخرة)(2).

2ـ قال الإمام الصادق(عليه السلام): (إنّ أصحاب أبي، كانوا زيناً أحياءً وأمواتاً، أعني: زرارة، ومحمّد بن مسلم، وليث المرادي، وبريد العجلي، هؤلاء القوّامون بالقسط، وهؤلاء السابقون السابقون، أُولئك المقرّبون)(3).

3ـ قال الإمام الصادق(عليه السلام): (بشّر المخبتين بالجنّة: بريد بن معاوية العجلي، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي، ومحمّد بن مسلم، وزرارة بن أعين، أربعة نجباء، أمناء الله على حلاله وحرامه، ولولا هؤلاء لانقطعت آثار النبوّة واندرست)(4).

4ـ قال الإمام الكاظم(عليه السلام): (إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله(صلى الله عليه وآله)، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر... ثمّ ينادى المنادى: أين حواري محمّد بن علي وحواري جعفر بن محمّد(عليهما السلام)؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامري، وزرارة بن أعين، وبريد بن معاوية العجلي، ومحمّد بن مسلم... فهؤلاء المتحوّرة أوّل السابقين، وأوّل المقرّبين، وأوّل المتحوّرين من التابعين)(5).

5ـ قال الإمام الباقر(عليه السلام): ( يا زرارة، حقّاً على الله أن يدخلك الجنّة)(6).

من أقوال العلماء فيه

1ـ قال الشيخ النجاشي(قدس سره) في رجاله: (شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدّمهم، وكان قارئاً فقيهاً متكلّماً شاعراً أديباً، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين، صادقاً فيما يرويه).

2ـ قال الشيخ الطوسي(قدس سره) في رجاله: (زرارة بن أعين الشيباني، ثقة).

3ـ قال العلاّمة الحلّي(قدس سره) في خلاصة الأقوال: (والرجل عندي مقبول الرواية).

ممّن روى عنهم

الإمام الباقر، الإمام الصادق(عليهما السلام)، حمران بن أعين الشيباني، سالم بن أبي حفصة، عبد الكريم بن عتبة الهاشمي، عبد الله بن عجلان، عبد الواحد بن المختار الأنصاري، عمر بن حنظلة، محمّد بن مسلم... .

من الراوين عنه

أبو جميلة المفضّل بن صالح، عمر بن أذينة، عبد الله بن بكير، علي بن رئاب، أبان بن تغلب، أبان بن عثمان الأحمر، جميل بن درّاج، حمّاد بن عثمان، عبد الله بن مسكان، محمّد بن حمران.

من مؤلّفاته

الاستطاعة والجبر والعهود.

وفاته

تُوفّي زرارة(رضي الله عنه) عام 150هـ، بعد شهادة الإمام الصادق(عليه السلام) بشهرين تقريباً.

ـــــــــ

1ـ رجال الكشّي: 507.

2ـ روضة الواعظين: 290.

3ـ جامع الرواة 2/34.

4ـ اختيار معرفة الرجال 1/398.

5ـ الاختصاص: 61.

6ـ تفسير العيّاشي 2/93.