(قيس بن مسهر الصيداوي (رضي الله عنه

اسمه ونسبه

قيس بن مسهر بن خالد الأسدي الصيداوي.

سفير الحسين(عليه السلام)

كان رجلاً شريفاً من أشراف بني أسد، شجاعاً مخلصاً في محبّة أهل البيت(عليهم السلام).

وكان سفيراً للإمام الحسين(عليه السلام)، فقد حمل الرسائل من قبل أهالي الكوفة إلى الإمام الحسين(عليه السلام) بعد إعلان الإمام(عليه السلام) رفضه لبيعة يزيد، وخروجه إلى مكّة.

وصحب مسلم بن عقيل(عليه السلام) حين قدم من مكّة مبعوثاً من قبل الإمام الحسين(عليه السلام) إلى الكوفة.

ثمّ حمل رسالة مسلم بن عقيل إلى الإمام الحسين(عليه السلام)، يخبره فيها ببيعة مَن بايع من أهل الكوفة ويدعوه إلى القدوم.

ثمّ صحب الإمام الحسين(عليه السلام) حين خرج من مكّة متوجّهاً إلى العراق، حتّى إذا انتهى الإمام الحسين(عليه السلام) إلى الحاجر من بطن الرمة حمل قيس رسالة من الإمام الحسين(عليه السلام) إلى أهل الكوفة يخبرهم فيها بقدومه عليهم.

موقفه من الأُمويين

عندما قبض الحصين بن نمير على قيس بن مسهر، أتلف قيس رسالة الإمام الحسين(عليه السلام) إلى أهل الكوفة، وجاء به الحصين إلى عبيد الله بن زياد الذي حاول أن يعرف منه أسماء الرجال الذين أرسل إليهم كتاب الإمام الحسين(عليه السلام) ففشل.

فقال له عبيد الله بن زياد: مَن أنت؟

قال: أنا رجل من شيعة أمير المؤمنين الحسين بن علي(عليهما السلام).

قال: فلم خرقت الكتاب الذي كان معك؟

قال: حتّى لا تعلم ما فيه.

قال: وممّن كان هذا الكتاب وإلى مَن كان؟

فقال: كان من الحسين(عليه السلام) إلى جماعة من أهل الكوفة لا أعرف أسماءهم.

قال: فغضب ابن زياد غضباً شديداً، ثمّ قال: والله لا تفارقني أبداً أو تدلّني على هؤلاء القوم الذي كتب إليهم هذا الكتاب، أو تصعد المنبر فتسبّ الحسين وأباه وأخاه فتنجو من يدي، أو لأقطعنّك.

فقال قيس: أمّا هؤلاء القوم فلا أعرفهم، وأمّا لعنة الحسين وأبيه وأخيه فإنّي أفعل.

قال: فأمر به فأُدخل المسجد الأعظم، ثمّ صعد المنبر وجمع له الناس ليجتمعوا ويسمعوا اللعنة، فلمّا علم قيس أنّ الناس قد اجتمعوا وثب قائماً، فحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على محمّد وآله، ثمّ قال: أيّها الناس إنّ هذا الحسين خير خلق الله، ابن فاطمة بنت رسوله، وأنا رسوله إليكم، وقد فارقته بالحاجر فأجيبوه، ثمّ لعن عبيد الله وأباه، ولعن عتاة بني أُمية عن آخرهم، واستغفر لعلي بن أبي طالب(عليه السلام) وصلّى عليه.

فأمر عبيد الله بن زياد أن يُرمى به من فوق القصر، فرُمي به فمات(رضي الله عنه)، وقد وقع التسليم عليه في زيارتي الرجبية والناحية المقدّسة.

دعاء الإمام الحسين(عليه السلام) له

روي أنّه لمّا بلغ الإمام الحسين(عليه السلام) قتل قيس بن مسهر الصيداوي استعبر باكياً، ثمّ قال: (اللّهمّ اجعل لنا ولشيعتنا عندك منزلاً كريماً، واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك، إنّك على كلّ شيء قدير).

وفي رواية: (اللّهمّ اجعل الجنّة لنا ولأشياعنا منزلاً كريماً، إنّك على كلّ شيء قدير).

وفيه قال الكميت الأسدي: وشيخ بني الصيداء قد فاظ قبلهم... .

شهادته

استُشهد(رضي الله عنه) عام 60هـ على يد عبيد الله بن زياد والي الكوفة، قُبيل وصول الإمام الحسين(عليه السلام) إلى كربلاء.

ـــــــــــ

1ـ اُنظر: معجم رجال الحديث 15/103.