الباب السّابع عشر قول جبرئيل لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إنّ الحسين تقتله اُمّتك من بعدك ، وأراه التّربة الّتي يقت

 1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله تعالى ـ قال : حدَّثني سعد بن عبدالله بن أبي خلف ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النّضر بن سُوَيد ، عن يحيى الحلبيّ ، عن هارونَ بن خارجةَ ، عن ابي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنّ جَبرئيل أتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ والحسين يلعب بين يديه ـ فأخبره أنّ اُمّته ستقتله ، قال : فجزع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : ألا اُريك التّربة الّتي يقتل فيها؟ قال : فخسف ما بين مجلس رسول الله إلى المكان الَّذي قتل [فيه الحسين عليه السلام] حتّى التقت القطعتان ، فأخذ منها ودحيت في أسرع من طَـرفَـة عين ، فخرج وهو يقول : طوبى لك مِن تربةٍ ، وطوبى لمن يقتل حولك ، قال : وكذلك صنع صاحب سليمان تكلّم باسم الله الأعظم فخسف ما بين سَرير سليمان وبين العرش من سُهولة الأرض وحزونتها حتى التقت القطعتان فاجترّ العرش ، قال سليمان : يخيّل إليَّ أنه خرج من تحت سَريري ، قال : ودُحيت في أسرع مِن طرفة العين»(1) .  

2 ـ وحدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عبدالحميد العطّار ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح ، عن أبي اُسامة زيدٍ الشّحّام ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : نعى جَبرئيل الحسين إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في بيت اُمّ سَلَمة ، فدخل عليه الحسين ـ وجَبرئيل عنده ـ ، فقال : إنّ هذا تقتله اُمّتك ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أرني من التربة الّتي يسفك فيها دمه ، فتناول جَبرئيل قبضة من تلك التربة فإذا هي تربة حمراء» .  

3 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله تعالى ـ عن سعد ، عن عليِّ بن إسماعيل بن عيسى؛ ومحمّد بن ألحسين بن أبي الخطّاب؛ وإبراهيم بن هاشم ، عن عثمان بن عيسى ، عن سَماعة بن مِهران ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله وزاد فيه : «فلم تزل عند اُمّ سَلَمة حتّى ماتت ـ رحمها الله ـ » .  

4 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الوليد الخزّاز ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عبدالملك بن أعْيَن «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان في بيت اُمّ سَلَمة وعنده جَبرئيل ، فدخل عليه الحسين عليه السلام فقال له جَبرئيل : إنَّ اُمّتك تقتل ابنك هذا ، ألا اُريك مِن تربة الأرض الّتي يُقتل فيها؟ فقال رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : نعم ، فأهوى جَبرئيل عليه السلام بيده وقبضة منها فأراها النّبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم » .  

5 ـ حدّثني محمّد بن جعفر القرشي الرَّزّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سِنان ، عن هارون بن خارِجَة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سمعته يقول : بينا الحسين بن عليّ عليهما السلام عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ أتاه جَبرئيل عليه السلام فقال : يامحمّد أتحبّه؟ قال : نعم ، فقال : أما أنّ اُمتك سَتَقتله ، قال : فحَزَن رسول الله حُزناً شديداً ، فقال له جَبرئيل : يارسول الله أتريد أن اُريك التربة الّتي يقتل فيها؟ فقال : نعم ، فخسف ما بين مجلس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى كربلاء حتّى التقت القطعتان هكذا ـ ثمَّ جمع بين السّبّابتين ـ ثمَّ تناول بجناحه من التَربة وناولها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ثمّ رجعت أسرع من طَرْفَة عين ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : طوبى لك من تربة ، وطوبى لمن يقتل فيك» .  

6 ـ حدّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليٍّ الوّشّاء ، عن أحمدَ بن عائذ ، عن ابي خديجة سالم بن مُكرَم الجمّال ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال لما ولدتْ فاطمة الحسين عليهما السلام جاء جَبرئيل إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال له : إنّ اُمّتك تقتل الحسين عليه السلام مِن بعدك ، ثمَّ قال: ألا اُريك مِن تربته ، فضرب بجناحه فأخرج مِن تربة كربلاء وأراها إيّاه ، ثمَّ قال : هذه التّربة الّتي يقتل عليها» . 

7 ـ حدَّثني أبي ، عن الحسين بن عليٍّ الزَّعفرانيِّ قال : حدَّثني محمّد بن عَمرو الأسلميّ قال : حدَّثني عَمرو بن عبدالله بن عَنْبَسة ، عن محمّد بن عبدالله بن عمر ، [و] عن أبيه ، عن ابن عبّاس «قال : الملك الّذي جاء إلى محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم يخبره بقتل الحسين عليه السلام كان جَبرئيل الرّوح الاُمين منشور الأجنحة باكياً صارخاً قد حمل مِن تربة الحسين عليه السلام وهي تفوح كالمِسْك ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : وتفلح اُمّة تقتل فرخي ؟ ـ أو قال : فرخ ابنتي ؟ ـ فقال جَبرئيل : يضربها الله بالاختلاف ، فتختلف قلوبهم» .  

8 ـ حدّثني النّاقد أبو الحسين أحمد بن عبدالله بن عليٍّ قال: حدَّثني جعفر بن سليمان ، عن أبيه ، عن عبدالرَّحمن الغَنَوي ، عن سليمان(2) قال : وهل بقى في السّماوات ملكٌ لم ينزل إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يعزّيه بولده الحسين؟ ويخبره بثواب الله إيّاه ، ويحمل إليه تربته مصروعاً عليها مذبوحاً مقتولاً جريحاً طريحاً مخذولاً؟ فقال رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : اللّهُمّ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَه ، وَاقْتُل مَن قَتَلَه ، واذْبَح مَن ذَبحه ، ولا تمتّعه بما طَلبَ .  قال عبدالرَّحمن : فوالله لقد عوجِلَ الملعونُ يَزيدُ ، ولم يتمتّع بعد قتله بما طلب ، ولقد اُخذ ، بات سَكراناً وأصبح ميّتاً متغيّراً ، كأنّه مطلي بقار ، اُخذ على أسف ، وما بقي أحد ممّن تابعه على قتله أو كان في محاربته إلاّ أصابه جنون أو جذام أو برصٌ ، وصار ذلك وراثة في نسلهم ـ لعنهم الله ـ .  

9 ـ حدّثني أبي ـ رحمه الله ـ ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن عبدالكريم بن عَمرو ، عن المعلّى بن خنيس «قال : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أصبح صباحاً فرأتْه فاطمة باكياً حزيناً ، فقالَتْ : مالكَ يارسول الله ؟ فأبى أن يخبرها ، فقالت : لا آكل ولا أشرب حتى تخبرني ، فقال : إنّ جَبرئيل أتاني بالتّربة الّتي يقتل عليها غلامٌ لم يحمل به بَعدُ ، ولم تكن تحمل بالحسين عليه السلام وهذه تربته» .  حدَّثني عبيدالله بن الفضل بن محمّد بن هِلال قال: حدَّثني محمّد بن عَميرَة الأسلميُّ قال : حدَّثني عَمرو بن عبدالله بن عَنْبَسَة ، عن محمّد بن عبدالله بن عمر؛ وعن أبيه ، عن ابن عبّاس ـ وذكر الحديث مثل حديث أبي عبدالله الزَّعفرانيِّ سواء .  وحدَّثني عبيدالله بن الفضل قال : حدّثني جعفر بن سليمانَ ، عن أبيه ، عن عبدالرَّحمن الغَنَوي ، عن سليمانَ ـ وذكر مثل حديث أبي الحسين النّاقد سواء .

____________

1 ـ للخبر بيّانٌ ، فمن أراد الاطّلاع فليراجع البحار ج14 ص155 من الطعبة الحديثة ذيل الخبر 11 ، ويأتي مثله تحت رقم 5 .

2 ـ كذا في جلّ النّسخ ، وفي بعضها : «سلمان» ، ونقل في البحار على اختلافها ، والظّاهر أنّه هو سليمان بن عبدالله أبو العلاء الغنويّ الكوفيّ .