الباب السّابع والأربعون ما يكره اتّخاذه لزيارة الحسين بن عليٍّ عليهما السلام

 1 ـ حدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ وجماعة مشايخي ـ رحمهم الله ـ عن سعد بن عبدالله بن أبي خَلَف ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عليِّ بن الحكم ـ عن بعض أصحابنا ـ «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : بلغني أنَّ قوماً أرادوا الحسين عليه السلام(1) حملوا معهم السُّفَر فيها الحَلاوى والأخبصة وأشباهها ، لو زاروا قبورَ أحبّائهم ما حملوا معهم هذا» .  

2 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمد ؛ وغيرهِ ، عن سعد بن عبدالله ، عن موسى بن عُمَرَ ، عن صالِح بن السِّنديّ الجمّال ، عن رَجل من أهل الرَّقَّة(2) فقال له : أبو المضا » قال : قال لي أبو عبدالله عليه السلام : تأتون قبرَ أبي عبدالله عليه السلام؟ قلت : نَعَم ، قال : أفتتّخذون لذلك سُفَراً(3)؟ قلت : نَعَم ، فقال : أما لو أتيتم قبورَ آبائكم واُمّهاتكم لم تفعلوا ذلك ، قال : قلت : أيُّ شيء نأكل؟ قال : الخبز واللّبن ،  قال : وقال كِرام(4) لأبي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك إنّ قوماً يزورون قبرَ لحسين عليه السلام فيطيبون السُّفَر ، قال : فقال لي أبو عبدالله عليه السلام : أما إنّهم لو زاروا قبورَ آبائهم ما فعلوا ذلك» .  

3 ـ حدَّثني حكيم بن داود ، عن سَلَمة بن الخطّاب ، عن أحمدَ بنِ محمّد(5) ، عن عليِّ بن الحكم ـ عن بعض أصحابنا ـ «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : بلغني أنَّ قوماً إذا زاروا الحسين بن عليٍّ حَملوا معهم السُّفَر فيها الحَلاوى والأخبصة(6) وأشباهها ، لو زاروا قبور أحبّائهم ما حملوا ذلك» .  

4 ـ حدَّثني محمّد بن أحمدَ بن الحسين(7) قال : حدَّثني الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن الحسن بن سعيد ، عن زُرْعَةَ بن محمّد الحَضرَمي ّ ، عن المفضّل بن عُمَر «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : تَزورونَ خيرٌ من أن لا تزورون ، ولا تَزورونَ خيرٌ من أن تزورون(8) ، قال : قلت : قَطعتَ ظهري ، قال : تالله إنَّ أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كئيباً حَزيناً وتأتونه أنتم بالسُّفَر ، كلاّ حتّى تأتونه شُعثاً غُبراً» . 

____________

1 ـ أي زيارته عليه السلام .

2 ـ الرَّقَّة ـ بفتح أوّله وثانيه وتشديده ـ : مدينة مشهورة على الفرات . (المعجم)

3 ـ جمع السُّفْرة وهي طعام المسافر.

4 ـ كِرام ـ بكسر الكاف وتخفيف الرّاء المهملة ـ لقب عبدالكريم بن عمرو الخثعمي . وما في بعض نسخ الكتاب : «ضرّام» و «خزّام» و «خرام» و «حزام» كلّهم تصحيف ، والصواب ما أثبتناه . 

5 ـ المراد به أبو جعفر الأشعريّ .

6 ـ الخبيص : الحلواء المخبوصة معروف.

7 ـ هو الزّعفراني العَسكريّ ، يكنّى أبا عبدالرّحمن ، روى عنه التّلعكبريّ ، سمع منه سنة خمس وعشرين وثلاثمائة ، وله منه إجازة .

8 ـ كذا في جميع النّسخ.