الباب السّابع والعشرون بُكاء الملائكة على الحسين بن عليٍّ عليهما السلام

 1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن رِبْعيِّ ابن عبدالله ، عن الفَضيل بن يَسار ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : ما لكم لا تأتونه ـ يعني قبر الحسين عليه السلام ـ فإنَّ أرْبعة آلاف ملكٍ يبكونـ[ـه] عند قبره إلى يوم القيامة» .  

2 ـ وحدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سَعْدانَ ، عن عبدالله بن القاسم ، عن عُمر بن أبانَ الكلبيِّ ، عن أبان ابن تَغلب «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : إنَّ أربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القِتال مع الحسين بن عليٍّ عليهما السلام ، لَمْ يؤذن لهم في القتال فرجعوا في الاستيذان فهبطوا وقد قتل الحسين عليه السلام فهم عند قبره شُعْثٌ غُبْرٌ يبكونه إلى يوم القيامة ، رئيسهم ملك يقال له : المنصور » .  

3 ـ وحدّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعةُ مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن عليَّ بن إسماعيل بن عيسى ، عن حمّاد بن عيسى ، عن رِبْعيّ ، عن الفضيل بن يَسار «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : ما لكم لا تأتونه ـ يعني قبر الحسين عليه السلام ـ فإنَّ أربعة آلاف ملك يبكون عنده إلى يوم القيامة» .  

4 ـ وحدّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن أبي إسماعيل السَّرَّاج ، عن يحيى بن مُعمّر العطّار ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام «قال : أربعة آلاف ملك شُعْثٍ غُبرٍ يبكونه إلى يوم القيامة» .  

5 ـ وحدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وعليُّ بن الحسين جميعاً ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عليِّ بن الحكم ، عن عليِّ بن أبي حمزةَ ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : وكّل الله تعالى بالحسين عليه السلام سبعين ألف مَلَك يصلّون عليه كلَّ يوم شُعثاً غبراً منذ يوم قتل إلى ما شا الله ـ يعني بذلك قيام القائم عليه السلام ـ » .  

6 ـ وعن سعد ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن فضّالَ ، عن ثعلبَةَ(1) ، عن مبارك العطّار ، عن محمّد بن قيس «قال لي أبو عبدالله عليه السلام : عند قبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف مَلَك شُعثٍ غُبر يَبكونه إلى يوم القيامة» .  

7 ـ وحدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ ومحمّد بن الحسن؛ وعليِّ بن الحسين جميعاً ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن إسحاقَ بن إبراهيم ، عن هارون(2) ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : وكّل الله به(3) أربعة آلاف مَلَك شُعثٍ غُبر يبكونه إلى يوم القيامة» .  

8 ـ حدّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصَّفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صَفوان بن يحيى ، عن حَريز ، عن الفضيل ، عن أحدهما(4) عليهما السلام «قال إنّ على قبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف مَلَك شُعثٍ غُبرٍ يبكونه إلى يوم القيامة ـ قال محمّد بن مسلم : يَحرُسُونه ـ » .  

9 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن رِبْعي «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام ـ بالمدينة ـ : أين قبور الشُّهداء؟ فقال : أليس أفضل الشُّهداء عندكم ؟! والَّذي نفسي بيده إنَّ حوله أربعة آلاف مَلَكٍ شُعثٍ غُبرٍ يبكونه إلى يوم القيامة» .  وحدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصَّفّار ، عن العبّاس بن معروف مثله .  

10 ـ وحدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزّاز قال : حدَّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي إسماعيل السَّرَّاج ، عن يحيى بن مُعَمّر العطّار ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام «قال أربعة آلاف مَلَك شُعثٍ غُبر يبكون الحسين إلى يوم القيامة ، فلا يأتيه أحدٌ إلا استقبلوه ، ولا يمرض أحدٌ اإلاّ عادوه ، ولا يموت أحدٌ إلاّ شَهدوه» .  وحدّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين بإسناده مثله .  

11 ـ وحدّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليِّ ابن عبدالله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامر ، عن أبان(5) ، عن أبي حمزة الثّماليِّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنّ الله وكّل بقبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف مَلك شُعثٍ غُبر يبكونه من طلوع الفجر إلى زَوال الشَّمس ، فإذا زالتِ الشَّمس هبط أربعةُ آلاف مَلكَ وصَعد أرْبعة آلاف ملك ، فلم يزل يبكونه حتّى يطلع الفجر ـ وذكر الحديث ـ» .  

12 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ ومحمّد بن عبدالله ، عن عبدالله بن جعفر الحميريّ ، عن إبراهيم بن مَهزيار ، عن أخيه عليٍّ بن مَهزيار ، عن أبي القاسم(6) ، عن القاسم بن محمّد ، عن إسحاق بن إبراهيمَ ، عن هارون «قال : سأل رجلٌ أبا عبدالله عليه السلام ـ وأنا عنده ـ فقال : ما لمن زارَ قبر الحسين عليه السلام ؟ فقال : إنَّ الحسين عليه السلام لمّا اُصيب بَكَتْه حتّى البلاد ، فوكّل الله به أربعة آلاف مَلَك شُعْثاً غُبراً ، يبكونه إلى يوم القيامة ـ وذكر الحديث(7) ـ » . 

13 ـ وحدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن محبوب ، عن صَبَاح الحَذّاء(8) ، عن محمّد بن مَروانَ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سمعته يقول : زُوروا الحسين عليه السلام ولو كلَّ سَنَة ، فإنَّ كلَّ مَن أتاه عارفاً بحقِّه غير جاحِد لم يكن له عِوَضٌ غير الجنّة ، ورُزِق رِزْقاً واسعاً ، وأتاه الله بِفَرَج عاجِل ، إنّ الله وكَّل بقبر الحسين بن عليٍّ عليهما السلام أربعة آلاف مَلَكٍ ، كلّهم يبكونه ، ويشيّعون مَن زاره إلى أهله ، فإنْ مرض عادوه ، وإنْ ماتَ شهدوا جنازته بالاستغفار له والتَرحّم عليه» .  حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب بإسناده مثله .  

14 ـ وحدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن سَيف بن عَمِيرةَ ، عن بكر بن محمّد ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : وكّل الله بقبر الحسين عليه السلام سبعين ألف ملكٍ شُعْثاً غُبراً بيكونه ، إلى يوم القيامة ، يصلّون عنده ، الصَّلاة الواحدة مِن صلواتهم تعدل ألف صلاة مِن صلاة الآدميّين ، يكون ثواب صَلَواتهم وأجر ذلك لِمَن زار قبره» .  

15 ـ وحدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن صَفوانَ بن يحيى ، عن حَنان بن سَدِير ، عن مالك الجهنِّي ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنّ الله وكّل بالحسين عليه السلام ملكاً(9) في أربعة آلاف ملك يبكونه ويستغفرون لزوَّاره ويدعون الله لهم» .  

16 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريُّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ قال : حدَّثنا الهَيْثم بن واقِد ، عن عبدالملك بن مُقَرِّن(10) ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال: إذا زرتم أبا عبدالله عليه السلام فألزموا الصَّمْت إلاّ مِن خير ، وإنْ ملائكة اللَّيل والنَّهار من الحفظة تحضر الملائكة الّذين بالحائر ، فتصافحهم فلا يجيبونهم مِن شدَّة البُكاء فينتظرونهم حتّى تزول الشَّمس وحتّى ينوّر الفجر ، ثمّ يكلّمونهم ويسألونهم عن أشياء مِن أمر السّماء ، فأمّا ما بين هذين الوقتين فإنّهم لا ينطقون ، ولا يفترون عن البُكاء والدُّعاء ، ولا يشغلونهم في هذين الوقتين عن أصحابهم ، فإنّما شغلهم بكم إذا نطقتم(11) .  قلت : جُعِلتُ فِداك وما الّذي يسألونهم عنه وأيّهم يسأل صاحبه ؛ الحفظة أو أهل الحائر؟ قال : أهل الحائر يسألون الحفظة ، لأنَّ أهل الحائر مِن الملائكة لا يَبرحون ، والحفظة تنزل وتصعد ، قلت : فما ترَى يسألونهم عنه؟ قال : إنّهم يمرُّون إذا عرجوا بإسماعيل صاحب الهَواء ، فربّما وافقوا النَّبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وعنده فاطمة والحسن والحسين والأئمّة مَن مضى منهم فيسألونهم عن أشياء ، وعمّن حضر منكم الحائر ، ويقولون : بَشّروهم بدعائكم ، فتقول الحفظة : كيف نُبشِّرُهم وهم لا يَسمعون كلامنا؟ فيقولون لهم : باركوا عليهم وادعوا لهم عنّا فهي البشارة منّا ، فإذا انصرفوا فحُفّوهم بأجْنِحَتكم حتّى يحسّوا مكانكم وإنّا نستودِعهم الَّذي لا تضيع ودائعه؛  ولو يعلمون ما في زيارته من الخير ويعلم ذلك النّاس لاقتتلوا على زيارته بالسّيوف ، ولباعوا أموالهم في إتيانه ، وأنَّ فاطمة عليها السلام إذا نَظرتْ إليهم ومعها ألفُ نبيٍّ وألفُ صِدِّيقٍ وألف شهيدٍ مِن الكَرُوبيّين ألف ألف يُسعدونها عَلى البُكاء ، وإنّها لتشهق شَهْقَة فلا يبقى في السّماوات ملك إلاّ بكى رحمةً لصوتها ، وما تسكن حتّى يأتيها النَّبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فيقول : يابُنَيّة قد أبكيتِ أهل السَّماوات وشَغَلْتِهم عن التَّسبيح والتَّقديس فكُفّي حتّى يقدّسوا ، فإنَّ الله بالغٌ أمره ، وإنّها لتنظر إلى مَن حضر منكم فتسأل الله لهم مِن كلِّ خير ، ولا تزهدوا في إتيانه! فإنَّ الخير في إتيانه أكثر مِن أن يُحصى» .  

17 ـ وحدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البَصريّ ، عن عبدالله ابن عبدالرَّحمن الأصَمّ قال : حدّثنا أبو عبيدة البَزَّاز(12) ، عن حَريز ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال: قلت له : جُعِلتُ فِداك ما أقلّ بقاؤكم أهل البيت وأقرب آجالكم بعضها مِن بعضٍ مع حاجة هذا الخلق إليكم ! فقال : إنَّ لكلِّ واحدٍ منّا صحيفة فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به في مُدَّته ، فإذا انقضى ما فيها ممّ اُمر به عرف أنَّ أجله قد حضر ، وأتاه النَّبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ينعى إليه نفسه وأخبره بما له عند الله ، وإنَّ الحسين عليه السلام قرء صحيفته الّتي اُعطيها وفسّر له ما يأتي وما يبقى ، وبقي منها أشياء لم تنقضْ فخرج إلى القتال ، فكانَتْ تلك الاُمور الّتي بَقيتْ أنّ الملائكة سألتِ الله في تُصْرَته فأذن لهم ، فمكثت تستعدُّ للقتال وتتأهّب لذلك حتّى قُتِل ، فنزلت الملائكة قد انقطعت مُدّته ، وقتل عليه السلام ، فقالت الملائكة : يا رَبِّ أذنت لنا بالانحدار(13) في نُصرته ، فانحدرنا وقد قبضته؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليهم أن ألزموا قبره(14) حتّى تروه وقد خرج فانصروه ، وابكوا عليه وعلى ما فاتكم مِن نصرته ، وإنّكم خصّصتم بنصرته والبكاء عليه ، فبكتِ الملائكة حُزناً وجَزَعاً على ما فاتهم مِن نصرة الحسين عليه السلام ، فإذا خرج عليه السلام يكونون أنصاره» . 

____________

1 ـ يعني ابن ميمون ، كان وجهاً في أصحابنا ، قارياً فقيهاً ، كان حسن العمل ، كثير العبادة والزّهد ، روى عن الصّادق الكاظم عليهما السالم قصه . جش).

2 ـ هو هارون بن خارجة الصّيرفي الثّقة ، كما هو مذكور في الكافي .

3 ـ أي بقبر الشهيد المفدّى الحسين عليه الصلاة السلام. والخبر بهذا السّند مذكور في الكافي بزيادة ، وهي : «وكّل الله بقبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف ـ إلخ» . وسيأتي الخبر مع زيادته مثل ما في الكافي في الباب 77 تحت رقم 1.

4 ـ يعني الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام .

5 ـ يعني ابن عثمان الأحمر البجليّ ، روى عن الصّادق والكاظم عليهما السلام.

6 ـ كأنّه الصّيقل وهو مهمل . ويحتمل أن يكون «عن أبي القاسم» من زيادات النّسّاخ ، لأن عليٍّ بن مهزيار يروي عن القاسم بن محمّد الجوهري بدون واسطة .

7 ـ سيأتي الخبر بتمامه في الباب السّابع والسّبعين تحت رقم 8.

8 ـ هو صبّاح ـ بفتح الصّاد وتشديد الباء الموحّدة ـ ابن صَبيح ـ كشريف ـ الحَذّاء الفزاريّ ، مولاهم ، ثقة ، روى عن الصّادق عليه السلام.

9 ـ يقال له : المنصور ، كما مرّ .

10 ـ قال العلاّمة الأمينيّ ـ رحمه الله ـ : كذا في النّسخ ، لكن الظّاهر أنّ المرويّ عنه هو «مقرن» لا ولده ، حيث إنّه هو الّذي يروي عنه الهيثم بن واقد ، وهو الرّاوي عن الإمام عليه السلام ، وليس في كتب الرّجال والحديث عن ابنه هذا عين ولا أثر ـ انتهى . أقول : الظّاهر زيادة لفظة «عبدالملك» ، والصّواب : «الهيثم بن واقد ، عن مُقَرِّن».

11 ـ في البحار : «فإنّهم شغلهم بكم إذا نطقتم» .

12 ـ في الكافي : «أبو عبدالله البزّاز».

13 ـ الانحدار: النّزول والهبوط . 

14 ـ في البحار : «أن ألزموا قبّته» .