الباب التّاسع والتّسعون ثواب زيارة قبر أبي الحسن موسى بن جعفر ومحمّد بن عليٍّ الجواد عليهم السلام ببغداد

ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليٍّ الوَشّاء «قال : سألت الرّضا عليه السلام عن زيارة قبر أبي الحسن عليه السلام أمثل زيارة قبر الحسين عليه السلام ؟ قال : نَعَم» .

 وحدَّثني محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، بإسناده مثله(1) .

 2 ـ حدّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن أبي عليٍّ ، عن الحسين بن بَشّار الواسطيِّ(2) «قال : قلت للرّضا عليه السلام : أزور قبر أبي الحسن عليه السلام ببغداد؟ فقال : إن كان لابدَّ منه فمن وراءِ الحجاب»(3) .

 3 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن أبي عبدالله البرقيِّ ، عن الحسن بن عليٍّ الوشّاء «قال : قلت للرّضا عليه السلام : ما لِمَن زارَ قبر أبيك أبي الحسن عليه السلام ؟ فقال : زُرْه ، قال : فقلت : فأيُّ شيء فيه من الفضل؟ قال: له مثل مَن زارَ قبر الحسين عليه السلام»(4) .

 4 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن عليِّ بن حسّان الواسطي(كذا) ـ عن بعض أصحابنا ـ عن الرّضا عليه السلام «في إتيان قبر أبي الحسن عليه السلام قال : صلّوا في المساجد حَولَه» .

 5 ـ حدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين؛ ومحمّد بن الحسن ـ رحمهم الله ـ جميعاً ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسين بن بَشّار الواسطيّ «قال : سألت أبا الحسن الرّضا عليه السلام ما لِمَن زارَ قبر أبيك صلوات الله عليه؟ قال : فقال : زوروه ، قال : قلت : فأيُّ شيء فيه مِنَ الفضل ؟ قال : فقال : فيه من الفضل كفضل من زارَ والده ـ يعني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، قلت : فإن خِفْتُ ولم يمكن لي الدُّخول داخلاً ؟ قال : سلّم من وراءِ الجدار» .

 6 ـ حدَّثني أبو العبّاس محمّد بن جعفر القرشيُّ ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل بن بَزيع ، عن الخيبريّ ، عن الحسين بن محمّد الأشعريّ القمّي «قال : قال لي الرّضا عليه السلام : من زارَ قبر أبي ببغداد كان كمن زارَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقبرَ أمير المؤمنين عليه السلام إلاّ أنَّ لرسول الله وأمير المؤمنين فضلهما(5)» .

 وحدَّثني محمّد بن يعقوبَ ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين بإسناده مثله(6) .

 7 ـ حدِّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عبدالرّحمن بن أبي نَجرانَ «قال : سألت أبا جعفر(7) عليه السلام عمّن زارَ رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قاصداً ، قال : له الجنّة ، ومَن زار قبرَ أبي الحسن(8) عليه السلام فله 

الجنّة» .

 8 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن الحسن بن عليٍّ الوَشّاء ، عن الرّضا عليه السلام «قال : زيارة قبر أبي مثل زيارة قبر الحسين عليهما السلام» .

 9 ـ وعنه ، عن سعد ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن أحمدَ بن عُبدُوس الخَلَنْجيِّ(9) ، عن أبيه رَحيم(10) «قال : قلت للرّضا عليه السلام : جعلت فداك إنَّ زيارة قبر أبي الحسن عليه السّلام ببغداد علينا فيها مَشقّة ، وإنّما نأته فنسلّم عليه مِن وراءِ الحيطان ، فما لِمَن زارَه من الثَّواب ؟ قال: فقال له : والله مثل ما لِمَن أتى قبر رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم» .

 10 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ ابن محمّد بن عيسى ، عن عليِّ بن الحكم ، عن رَحيم «قال : قلت للرّضا عليه السلام : جعلت فداك إنَّ زيارة قبر أبي الحسن عليه السلام ببغداد علينا فيها مَشقّة ، فما لِمَن زارَه ؟ فقال : له مثل ما لمن أتى قبر الحسين عليه السلام من الثَّواب ، قال ودخل رَجلٌ فسلّم عليه وجلس وذكر بغداد ورداءَة أهلها وما يتوقّع أن ينزل بهم من الخسف والصّيحة والصَّواعق ـ وعدَّد من ذلك أشياء ـ ، قال : فقمت لأخرج فسمعت أبا الحسن عليه السلام وهو يقول : أمّا أبو الحسن فلا»(11) .

 11 ـ حدَّثني محمّد بن يَعقوبَ ، عن محمّد بن يحيى ، عن حَمدان القَلانِسيّ ،

عن عليِّ بن محمّد الحُضَيْنيّ(12) ، عن عليِّ بن عبدالله بن مَروان ، عن إبراهيم بن عُقْبَة «قال : كتبت إلى أبي الحسن الثّالث عليه السلام أسأله عن زيارة قبر أبي عبدالله ، عن زيارة قبر أبي الحسن وأبي جعفر عليهم السلام ، فكتب إليَّ : أبو عبدالله المقدّم(13) ، وهذا أجمع وأعظم أجراً» .

 12 ـ حدَّثني علي بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عبدالرَّحمن بن أبي نَجرانَ «قال : سألت أبا جعفر عليه السلام(14) عمّن زار النَّبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قاصداً ؟ قال : له الجنّة ، ومن زار قبر أبي الحسن عليه السلام فله الجنَّة».

____________

ـ راجع الكافي ج4 ص583 ح2.

ـ هو الحسين بن بشّار بالباء الموحّدة المفتوحة والشّين المعجمة المشدّدة ، ثقة ، صحيح ، عدَّه الشّيخ في رجاله من أصحاب الرّضا عليه السلام . وما في بعض النّسخ : «يسار» ـ بالسّين المهملة ـ سهو ، لعدم وجوده في كتب الرّجال . وراويه «أبو علي» الظّاهر هو محمّد بن عيسى الأشعريّ .

ـ الأمر بالزّيادة خارج الجدار ومن وراء الحجاب للتّقية من المخالفين . (البحار)

ـ الخبر رواه الصّدوق في ثواب الأعمال هكذا : «قلت للرّضا عليه السلام : ما لمن زار قبر أبي الحسن عليه السلام ؟ قال : له مثل ما لمن زار قبر أبي عبدالله عليه السلام» .

ـ أي : لهما فضلهما في أنفسهما ولا ينافي ذلك تساوي فضل زيارته لزيارتهما ، أو المعنى أنّه في عظم الثّواب مشتركة ، إلاّ أنّ زيارتهما أفضل بقدر فضلهما ، والأوّل أظهر ، والثّاني أنسب بسائر الأخبار . (ملاذ الأخبار)

ـ راجع الكافي ج4 ص583 ح1 .

ـ المراد به الجواد عليه السلام ، وعبدالرّحمن كان من أصحابه.

ـ أي الأوّل ، وهو الكاظم عليه السلام ، وكذا ما يأتي .

ـ الخَلَنْجُ : شجر فارسيّ مُعرَّب ، تتّخذ من خشبه الأواني . وقيل : كلّ جفنة وصحفة وآنية صنعت من خشب ذي طرائق وأساريع مُوّشّاةٍ . (لسان العرب) فكأنّ الرّجل كان يبيع ذلك فنسب إليه.

10 ـ كذا ، والظّاهر فيه تصحيف أو سقط.

11 ـ قال العلاّمة المجلسيّ (ره) : «أي لا يصيب قبره الشّريف مثل هذه الاُمور ، أو لا يدع أن يصيب أهل بغداد شيء من ذلك ، فهم ببركة قبره محروسون ، والأوّل أظهر لفظاً والثّاني معناً» . وقوله: «أمّا أبو الحسن فلا» خصّ عليه السلام الأمان ببلد فيه مزاره لا كلّ بغداد» .

12 ـ الحُضَين ـ بالحاء المهملة المضمومة والضّاد المعجمة المفتوحة ـ بنوه بطن من بني رقّاش من بكر بن وائل من العدنانيّة ، أبوها أبو ساسان حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة ـ إلى آخر النّسب . (الأمينيّ ـ ره ـ)

13 ـ قوله عليه السلام : «المقدّم» أي الحسين عليه السلام أقدم وأفضل ، أو المعنى أنَّ زيارته فقط أفضل من زيارة كلٍّ من المعصومين عليهم السلام ، ومجموع زيارتهما أجمع وأفضل ، أو المعنى أنّ زيارة الحسين عليه السلام أولى بالتّقديم . ثمّ إن أضفت إلى زيارته عليه السلام زيارتهما عليهما السلام كان أجمع وأعظم أجراً . (مرآة العقول) والخبر مذكور في الكافي ، راجع ج4 ص583 ح3.

14 ـ يعني الثّاني عليه السلام.