الباب التّاسع والسّتّون إنَّ زيارة الحسين عليه السلام يُنفّس بها الكرب وتقضى بها الحوائج

 1 ـ حدّثني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن إبراهيمَ بن عبدالله الموسويّ العلويّ ، عن عبيدالله بن نَهِيك(1) ، عن ابن أبي عُمَير ، عن هِشام بن الحكم ، عن فضيل ابن يسار «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : إنَّ إلى جانبكم قبراً ما أتاه مكروب إلاّ نَفّس اللهُ كُرْبَته ، وقضى حاجته» .  

2 ـ وعنه ، عن عبدالله بن نَهيك ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن سَلَمة صاحب السّابريِّ ، عن أبي الصّبّاح الكِنانيِّ(2) «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إنَّ إلى جانبكم قبراً ما أتاه مكروبٌ إلاّ نفّس الله كُربته ، وقضى حاجته ، وإنَّ عنده أربعة آلاف ملك منذ [يوم] قبض شُعْثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة ، فمن زارَه شيّعوه إلى مأمنه ، ومَن مرض عادوه ، ومَن اتّبعوا جنازته» .  

3 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن عليِّ بن إسماعيل بن عيسى ، عن محمّد بن عَمرو الزَّيّات ، عن كِرام(3) ، عن إسماعيلَ بن جابر ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سمعته يقول إنَّ الحسين عليه السلام قُتل مَكروباً ، وحَقيقٌ على الله أن لا يأتيه مَكروبٌ إلاّ رَدّه الله مُسروراً» 

4 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليِّ بن فضّال ، عن مفضّل بن صالِح ، عن محمّد بن عليٍّ الحلبيِّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنَّ الله عرض ولايتنا على أهل الأمصار ، فلم يقبلها إلاّ أهل الكوفة ، وإنَّ إلى جانبها قبراً لا يأتيه مكروبٌ فيصلّي عنده اربع رَكعات إلاّ رجعه الله مَسروراً بقضاء حاجته» .  

5 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن العَلاء بن رَزين ، عن محمَّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام «قال : إنّ الحسين صاحب كربلاء قُتل مظلوماً مَكروباً عَطشاناً لَهفاناً ، وحقٌّ على الله عزَّوجَلَّ أن لا يأتيه لَهفان(4) ولا مَكروبٌ ولا مُذنبٌ ولا مَغمومٌ ولا عَطشانٌ ولا ذو عاهةٍ ثمّ دعا عنده وتقرَّب بالحسين عليه السلام(5) إلى الله عزَّوجَلَّ إلاّ نفَّس الله كُربتَه ، وأعطاه مسألتَه ، وغفر ذنوبه ، مَدَّ في عمره ، وبسط في رِزقه ، فاعتبروا يا أولي الأبصار!» .  

6 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعة مشايخي ؛ ومحمّد بن الحسن ، عن محمّد بن يحيى ؛ وأحمدَ بن إدريسَ ، عن العَمْركي ، عن يحيى ـ وكان في خدمة أبي جعفر ـ عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إنّ بظهر الكوفة لقبراً ما أتاه مَكروبٌ قطّ إلاّ فرَّج الله كُربته ـ يعني قبر الحسين عليه السلام ـ » .  

7 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن ناجية ، عن عامِر بن كثير ، عن أبي النُّمَير(6) «قال : قال أبو جعفر عليه السلام : إنَّ ولايتنا عرضت على أهل الأمصار فلم يقبلها قبول أهل الكوفة ، وذلك لأنَّ قبر عليٍّ عليه السلام فيها ، وإنَّ إلى لِزْقه(7) لقبراً آخر ـ يعني قبر الحسين عليه السلام ـ فما مِن آتٍ يأتيه فيصلّي عنده رَكعتين أو اربعة ثمّ يسأل الله حاجته إلاّ قضاها له ، وإنّه ليَحُفّ به(8) كلَّ يوم ألفُ مَلَك» 

8 ـ حدَّثني أبو العبّاس الكوفيِّ ، عن محمّد بن الحسين ، عن صَفوانَ ، عن الوليد بن حَسّان ، عن ابن أبي يَعْفور «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : دعاني الشَّوقُ إليك إن تجشّمت إليك(9) على مَشقّة ، فقال لي : لا تَشكُ ربِّك ؛ فهلاّ أتيتَ مَن كان أعظم حَقّاً عليك منّي ؟! فكان من قوله : «فهلاّ أتيت مَن كان أعظم حقّاً عليك منّي» أشدّ عليَّ مِن قوله : «لا تَشكُ رَبَّك» ، قلت : ومَن أعظم عليَّ حَقّاً منك؟ قال: الحسين بن عليٍّ عليهما السلام ، ألا أتيت الحسين عليه السلام فدعوت الله عنده وشكوتَ إليه حوائجك؟!» .  

9 ـ حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم ، عن سَلَمة بن الخطّاب ، عن إبراهيمَ بن محمّد ، عن عليِّ بن المُعلّى ، عن إسحاقَ بنِ زياد(10) «قال : أتى رجلٌ أبا عبداللهعليه السّلام فقال : إنّي قد ضربت على كلِّ شيءٍ لي ذَهَباً وفِضَّةً ؛ وبِعتُ ضياعي ، فقلت : أنزل مكّة ، فقال : لا تفعل ، فإنَّ مكّة يكفرونَ بالله جَهرَة ، قال: ففي حرم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ قال : هم شرِّ منهم ، قال : فأين أنزل ؟ قال : عليك بالعِراق الكوفة ، فإنَّ البركة منها على اثني عشر ميلاً ـ هكذا وهكذا ـ وإلى جانبها قبرٌ ما أتاه مكروب قطّ ولا ملهوف إلاّ فرَّج الله عنه»(11) .

____________

1 ـ الظّاهر كونه عبدالله بن أحمد بن نَهيك أبا العبّاس الكوفي النّخعيّ ، وفي بعض النّسخ : «عبدالله» . وقد تقدّم كراراً .

2 ـ يعني إبراهيم بن نعيم العبديّ ، وكان أبو عبدالله عليه السلام يسمّيه الميزان لثقته . (صه)

3 ـ مرّ ضبطه في ص 140.

4 ـ اللَّهْفان : المتحسّر ، والمكروب.

5 ـ أي تقرّب إلى الله عزّوجلّ بزيارة الحسين عليه السلام .

6 ـ كأنّه مولى الحارث بن المغيرة ، وحاله مجهول.

7 ـ إلى لزقة ـ بالكسر ـ أي إلى جانبه.

8 ـ أي يطوف به.

9 ـ تجشّم الأمر تكلّفه على مشقّة.

10 ـ في بعض النّسخ : «إسحاق بن يزداد» وهو مهمل بكِلى العنوانين .

11 ـ يحتمل أن يكون عليه السلام أشار إلى جانبي الغَريّ وكربلاء ، لا إلى جميع الجوانب ، ويحتمل أن يكون أشار إلى جميع الجوانب ، وإنّما ذكر الرّاوي مرّتين اختصاراً . (البحار)