الباب الخامس والمائة فضل زيارة المؤمنين وكيف يُزارون

ـ حدَّثني أبو العبّاس محمّد بن جعفر الرَّزّاز القُرَشيّ الكوفيُّ ، عن خاله محمَّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عَمرِو بن عثمان الرَّازيِّ «قال : سمعت أبا الحسن الأوّل عليه السلام يقول : مَن لم يقدر أن يزورنا فليزرْ صالحِي موالينا يُكتَب له ثوابُ زيارَتنا ، ومَن لم يَقدِرْ على صًلَتنا فَلْيَصلْ صالِحي موالينا يُكتَب له ثوابُ صِلَتنا» .

 2 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد ، عن الحسن بن مَتِّيل ، عن محمّد بن عبدالله بن مِهرانَ ، عن عَمْرِو بن عثمانَ «قال : سمعت الرِّضا عليه السلام يقول : مَن لم يقدر على صِلَتنا فليَصِلْ على صالِحي مَوالينا يُكتب له ثواب صِلتنا ، ومن لم يقدِرْ على زيارتنا فليزر صالِحي موالينا يُكتب له ثوابُ زيارتنا» .

 3 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن يعقوبَ ؛ وجماعَة مشايخي ـ رحمهم الله ـ عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى «قال : كنت بفَيْد(1) فمشيتُ مع عليِّ بن بِلال إلى قبر محمّد بن إسماعيل بن بَزيع قال: فقال لي عليُّ بن بلال : قال لي صاحب هذا القبر عن الرِّضا عليه السلام : مَن أتى قبر أخيه المؤمن ثمّ وضع يده على

القبر وقرء «إنّا أنْزَلْنَاه(2)» سبع مرّات ، أمن يوم الفزع الأكبر» .

 4 ـ حدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجَوهَريّ ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى بن عِمرانَ «قال : كنت بفَيْد فقال محمّد بن عليِّ بن بلال : مُرَّ بنا إلى قبر محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع ، فذهبنا إلى عند قبره فقال محمّد بن عليِّ : حدَّثني صاحبُ هذا القبر عن الرِّضا عليه السلام أنّه مَن زار قبر أخيه المؤمن فاستقبل القِبلة ووضع يَده على القبر وقرء : «إنّا أنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْر» سبع مرّات أمن مِن الفزع الأكبر» .

 5 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ ، عن محمّد بن أحمدَ ، عن عليِّ بن إسماعيل ، عن محمّد بن عَمْرو ، عن أبان(3) ، عن عبدالرَّحمن بن أبي عبدالله «قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام كيف أضع يدي عَلى قُبور المؤمنين؟ فأشارَ بيده إلى الأرض فوضعها عليها وهو مقابل القِبلة» .

 6 ـ وعنه ، عن محمّد بن أحمدَ ، عن موسى بن عمر[ان] ، عن عبدالله الحجّال عن صَفوانَ الجمّال «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : كان رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يخرج في مَلأ مِن النّاس مِن أصحابه كُلَّ عشيَّة خميس إلى بَقيع المَدَنيّين فيقول ـ ثلاثاً ـ : «السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ الدِّيارِ» ـ وثلاثاً ـ «رَحِمَكُمُ الله» ، ثمَّ يلتفت إلى أصحابه ويقول : هؤلاء خيرُ منكم ، فيقولون : يارسول الله ولِم؟ آمَنُوا وآمَنّا ، وجاهَدُوا وجاهَدْنا؟ فيقول : إنَّ هؤلاءِ آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظُلم ، ومَضوا على ذلك وأنَا لَهُمْ على ذلك شَهيدٌ ، وأنتم تَبقون بعدي ، ولا أدري ما تُحدثون بعدي» .

 7 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مَسعَدَةَ بن زِياد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام «قال : دخل عليُّ أمير المؤمنين مقبرةً ـ ومعه أصحابه ـ فنادى :

 «يا أهْلَ التُرْبَةِ وَيا أهْلَ الغُرْبَةِ ، وَيا أهْلَ الخُمُودِ ، وَيا أهْلَ الهُمُود(4) ، أمّا أخْبارُ

ما عِنْدَنا : فَأمّا أمْوالُكُمْ قَدْ قُسِّمَتْ ، وَنِساؤُكُمْ قَدْ نُكِحَتْ ، وَدُورُكُمْ قَدْ سُكِنَتْ ، فَما خَبَرُ ما عِنْدَكُمْ؟ !!» ، ثمَّ التفت إلى أصحابه وقال : أما واللهِ لَو يُؤذَنُ لهم في الكلام لقالوا : لم يُتَزَوَّد مثل التَّقْوى زادٌ [خَيرُ الزَّاد التَّقْوى]» .

 8 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ ومحمّد بن الحسن ، عن الحسن بن مَتِّيل ، عن سَهل بن زياد ، عن محمَّد بن سِنان ، عن إسحاقَ بن عَمّار ، عن أبي الحسن عليه السلام «قال : قلت له : المؤمن يَعلم بمن يَزورُ قبره ؟ قال : نَعَم ؛ ولا يَزال مستأنساً بِه ما زالَ عندَه ، فإذا قام وانصرف مِن قبره دَخَله مِن انصرافه عن قبره وَحْشَةٌ» .

 9 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن جَدِّه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبدالله بن سِنان «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : كيف اُسلّم عَلى أهل القُبور؟ قال : نَعَم ؛ تقول : «السَّلامُ عَلى أهْلِ الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمُسْلِمين ، أنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ(5) وَنَحْنُ إن شاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ» .

 حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اُورَمَةَ عن عبدالله بن سِنان قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام ـ وذكر مثله ـ .

 10 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن عَمْرو بن أبي المِقدام ، عن أبيه «قال: مَرَرتُ مع أبي جعفر عليه السلام بالبَقيع فمررنا بقبر رَجلٍ من أهل الكوفة مِن الشِّيعة ، فقلت لأبي جعفر عليه السلام : جُعلتُ فِداك هذا قبرُ رَجل من الشِّيعة ، قال : فوقف عليه وقال : «اللّهمَّ ارْحَمْ غُرْبَتَهُ ، وَصِلْ وَحْدَتَهُ ، وَآنِسْ وَحْشَتَهُ ، وَآمِنْ رَوعَتَهُ ، وَأَسْكنْ إلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ مَا يَسْتَغَنى بِها عَنْ رحمة من سًواكَ ، وألْحِقْهُ بمن كانَ يَتَولاهُ»» .

 11 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النَّضر بن سُويد ، عن القاسم بن سليمانَ ، عن جرَّاح المدائنيِّ «قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام : كيف التّسليم على أهل القبور؟ قال : تقول : «السَّلامُ عَلى أهْلِ الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمسْلِمينَ ، رَحِمَ اللهُ المُسْتَقْدِمينَ مِنْكُمْ وَالمسْتأْخِرينَ ، وَإنّا إنْ

شاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ»» .

 ورواه البرقيُّ ، عن أبيه ، عن النَّضر بن سُوَيد ، عن القاسم بن سليمان ، عن جرَّاح المدائنيّ قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام ـ وذكر مثله ـ .

 12 ـ وجدت في بعض الكُتُبِ : محمّد بن سِنان ، عن المفضّل(6) «قال : قال : مَن قرء «إنّا أنْزَلْناه» عند قبر مؤمن سبع مرّات بعث الله إليه مَلَكاً يعبدالله عند قبره ، ويكتب [له و] لِلميّت ثواب ما يعمل ذلك المَلَكَ ، فإذا بعثه الله من قبره لم يمرَّ على هَول إلاّ صرفه الله عنه بذلك المَلَك [الموَكّل] حتّى يدخله الله به الجنّة ، وتقرء بعد «الحمد» «إنّا أنْزَلْناه» سَبعاً ، و «المعَوَّذَتَين» ، و«قُلْ هُوَ الله أحَد» و «آية الكُرْسيّ» ثلاثاً ثلاثاً»(7) .

 13 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اُورَمَةَ ، عن النَّضر بن سُويد ، عن عاصِم بن حَميد ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام «قال : سمعته يقول : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا مرَّ بقبور قوم من المؤمنين قال : «السَّلام عَلَيْكُمْ مِنْ دِيارِ قَومٍ مُؤمِنينَ ، وَإنّا إنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ»» .

 14 ـ و [أبي] ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورَمَة ، عن عليِّ بن الحكم ، عن ابن عجلان «قال : قام أبو جعفر عليه السلام على قبر رجلٍ فقال : «اللّهُمَّ صِلْ وَحْدَتَهُ ، وَآنِس وَحْشَتَهُ ، وَأسْكِنْ إلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ ما يسْتَغْني بِهِ عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِواكَ»» .

 15 ـ وحدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد أبي عبدالله البرقيِّ ، عن الحسن بن عليٍّ الوَشّاء ، عن عليِّ بن أبي حمزة «قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام كيف نسلّم على أهل القبور؟ قال : نَعَم ؛ تقول : «السَّلامُ

عَلى أهْل الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمؤمِناتِ ، وَالمْسلِمينَ وَالمسْلِماتِ ، أنْتُمْ لَنا فَرَطٌ وَإنّا بِكُمْ إنْ شاءَ اللهُ لاحِقُونَ»» .

 16 ـ حدّثني أبي ـ رحمه الله ـ وعليُّ بن الحسين ؛ وغيرهما ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن هارونَ بن الجَهْم ، عن المفضّل بن صالِح ، عن سعد بن طَريف ، عن الأصْبَغ بن نُباتة «قال : مرَّ عليُّ أمير المؤمنين عليه السلام على القبور فأخذ في الجادّة ، ثمَّ قال عن يمينه :

 «السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ القُبُورِ مِنْ أهْلِ الْقُصُورِ ، أنْتُمْ لَنا فَرَطٌ وَنحنُ لَكُمْ تَبَعٌ ، وَإنّا إنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ» ؛ ثمَّ التفت عن يساره فقال : «السَّلامُ عَلَيْكَ يا أهْلُ الْقُبُورِ» ـ إلى آخره ـ » .

 17 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد ـ عمّن ذكره ـ عن أحمدَ بن أبي عبدالله البرقيِّ ، عن أبيه ، عن سَعدانَ بنِ مسلم ، عن عليِّ بن أبي حمزةَ ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : يخرج أحدكم إلى القبور فيسلّم ويقول :

 «السَّلامُ عَلى أهْل الْقُبُورِ ، السَّلامُ عَلى مَنْ كانَ فيها مِنَ المؤمِنينَ وَالمسْلِمينَ ، أنْتُم لَنا فَرَطٌ ونحنُ لَكُم تَبَعٌ وَإنّا بِكُمْ لاحِقُونَ ، وَإنّا للهِ وَإنّا إلَيْهِ راجِعُونَ ، يا أهْلَ الْقُبُورِ بَعْدَ سُكنى الْقُصُورِ ، يا أهْلَ الْقُبُورِ بَعْدَ النِّعْمَةِ والسُّرُورِ ، صِرْتُمْ إلى الْقُبُورِ ، يا أهْلَ الْقُبُورِ كَيْفَ وَجَدْتُمْ طَعْمَ المَوْتِ؟!» . ثمَّ يقول : «وَيْلٌ لِمَنْ صارَ إلىَ النّارِ» ، ثمَّ يُهْرَق دَمعتُه وينصرف» .

 18 ـ وعنه بإسناده ، عن البرقيِّ قال : حدَّثنا بعض أصحابنا ، عن عبّاس بن عامر القَصبانيِّ ، عن يقطين قال : أخبرنا رَبيع بن محمّد المسليُّ(8) «قال : كان أبو عبدالله عليه السلام إذا دَخل الجَبّانة(9) تقول : «السَّلامُ عَلى أهْلِ الجنَّةِ» .

____________

ـ فَيْد ـ بالفتح ثمّ السّكون ـ : بُلَيدة في نصف طريق مكّة من الكوفة ، ينزل بها الحاجّ قال الزّجاجيّ : سميت فَيْد بفيد بن حام وهو أوّل مَن نزلها . (من المعجم)

ـ المراد تمام السّورة.

ـ يعني بن عثمان الأحمر.

ـ خَمَدَتِ النّار ، خُمْداً وخُموداً : سكن لَهَبُها . والهُمُود : الموت . (القاموس)

ـ أي أنتم متقدّم لنا .

ـ في بعض النّسخ : «الفضيل» مكان «المفضّل».

ـ في بعض النّسخ : «ويقرء مع «إنّا أنزلناه» سورة الحمد والمعوّذتين و «قل هو الله أحد» و «آية الكرسيّ» ثلاث مرّات كلّ سورة ، و «إنّا أنزلناه» سبع مرّات» .

ـ مُسْلِيّة قبيلة من مَذْحج ، ومحلّة لهم بالكوفة . (اللّباب)

ـ الجَبَانة ـ بالفتح ثمَّ التّشديد ـ ؛ والجبّان في الأصل الصّحراء ، وأهل الكوفة يسمّون المقابر جبّانة كما يسمّيها أهل البصرة المقبرة ، وبالكوفة محالّ تسمّى بهذا الاسم وتضاف إلى القبائل . (المعجم)