الباب السّبعون ثواب زيارة الحسين عليه السلام يوم عرفة

 1 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر القرشيُّ الرَّزَّاز الكوفيُّ ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن بشير الدَّهّان «قال : قلت لاُبي عبدالله عليه السلام : ربّما فاتني الحجّ فاُعَرِّف عند قبر الحسين عليه السلام(1) ، فقال : أحسنت يا بشير ، أيّما مؤمن أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه في غير يوم عيد كتب الله له عشرين حجّة ، وعشرين عُمْرَة مبرورات متقبّلات ، وعشرين غَزوة مع نبيِّ مُرسل أو إمام عدل ، ومن أتاه في يوم عيد كتب الله له مائةَ حَجّة ومائةَ عُمْرة ، ومائة غَزوة مع نبيٍّ مُرسل أو إمام عدل ، ومن أتاه يوم عرفة عارفاً بحقّه كتب الله له ألفَ حجّة وألفَ عُمرَة متقبّلات ، وألفَ عزوة من نبيٍّ مُرسل أو إمام عدل ، قال: فقلت له : وكيف لي بمثل الموقف ، قال فنظر إليّ شبه المُغضِب ، ثمَّ قال: يا بشير إنَّ المؤمن إذا أتى قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة واغتسل في الفرات ، ثمَّ توجّه إليه كتب الله له بكلّ خطوة حجّة بمناسكها ـ ولا أعلمه إلاّ قال : وغَزوَة ـ » .  

2 ـ وحدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ ومحمّد بن الحسن ـ رحمهم الله ـ جميعاً ، عن سعد بن عبدالله ، عن عليِّ بن إسماعيل بن عيسى ، عن محمّد بن عمرو بن سعيد الزَّيّات ، عن داود الرَّقّيِّ «قال : سمعت أبا عبدالله ؛ وأبا الحسن موسى بن جعفر وأبا الحسن عليّ بن موسى عليهم السلام وهم يقولون : «مَن أتى قبر الحسين عليه السلام بعرفة قلبه الله ثَلِج الفُؤاد(2)» .  

3 ـ وعنهم ، عن سعد ، عن الهَيْثم بن أبي مَسْروق النَّهديّ ، عن عليِّ بن أسباط ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله عليه السلام « قال : إنَّ الله تبارك وتعالى يبدء بالنّظر إلى زُوَّار قبر الحسين عليه السلام عَشيَّة عَرَفة ، قال : قلت : قبل نظرة لأهل الموقِف؟ قال: نَعَم ، قلت : كيف ذلك؟ قال : لأنَّ في أولئك أولاد زنا؛ وليس في هؤلاء أولاد زنا»(3) .  

4 ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن موسى بن عُمَرَ ، عن عليِّ بن النّعمان ، عن عبدالله بن مُسكانَ «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : إنَّ الله تبارك وتعالى يتجلّى(4) لزوَّار قبر الحسين عليه السلام قبل أهل عَرَفات ، ويقضي حوائجهم ، ويغفر ذنوبهم ، ويشفّعهم في مسائلهم ، ثمَّ يثني أهل عَرَفة فيفعل ذلك بهم» .  

5 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدانَ بن سليمان النَّيسابوري أبي سعيد قال: حدَّثنا عبدالله بن محمّد اليمانيُّ ، عن مَنيع بن الحجّاج ، عن يونسَ بن يعقوبَ ابن عمّار(5) ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن فاتَتْه عَرَفة بعَرَفات فأدركها بقبر الحسين عليه السلام لم يفُتْه ، وإنَّ الله تبارك وتعالى ليبدء بأهل قبر الحسين قبل أهل العَرفات ، ثمَّ يخالطهم في نفسه(6)» .  

6 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وعليُّ بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقيِّ ، عن القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد ، عن جدِّه الحسن ، عن يونس بن ظَبْيان «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : مَن زار الحسين عليه السلام ليلة النّصف مِن شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة في سنة واحِدَة كتب الله له ألفَ حَجّة مَبرورة ، وألف عُمرَة متقبّلة ، وقُضيتْ له ألف حاجة من حوائج الدُّنيا والآخرة» .  

7 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقيِّ ، عن حَنان بن سَدير ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إذا كان يوم عَرَفة اطّلع الله تعالى على زُوَّار قبر أبي عبدالله الحسين عليه السلام فقال لهم : استأنفوا(7) فقد غَفَرتُ لكم ، ثمَّ يجعل إقامته على أهل عرفات»(8) .  

8 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ـ عمّن ذكره ـ عن عُمَرَ بن الحسن العَرزَميِّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سمعته يقول : إذا كان يوم عرفة نظر الله إلى زوَّار قبر الحسين عليه السلام فيقول : ارْجعوا مغفوراً لكم ما مضى ؛ ولا يكتب على أحد منهم ذَنبٌ سَبعين يوماً مِن يوم ينصرف»(9) .  

9 ـ حدَّثني أبي ؛ وجماعة أصحابي ـ رحمهم الله ـ عن محمّد بن يحيى ؛ وأحمدَ بن إدريسَ جميعاً ، عن العَمْرَكي بن عليٍّ ، عن يحيى ـ الخادم لأبي جعفر الثّاني ـ عن محمّد بن سِنان ، عن بشير الدَّهّان «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول ـ وهو نازل بالحِيرة وعنده جماعة من الشّيعة ـ فأقبل إليَّ بوجهه فقال : يا بشير أحَجَجت العامّ؟ قلت : جُعِلتُ فِداكَ لا ؛ ولكن عَرّفت بالقبر(10) ـ قبر الحسين عليه السلام ـ فقال : يا بَشير والله ما فاتك شيءٌ ممّا كان لأصحاب مَكّة بمكّة ، قلت : جُعِلتُ فِداكَ فيه عرفات؟ فَسِّره لي ، فقال : با بشير إنَّ الرَّجل منكم ليغتسل على شاطِىء الفرات ، ثمَّ يأتي قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقِّه فيعطيه اللهُ بكلِّ قدم يرفعها [أ] ويضعها مائة حَجَّة مقبولة ومائة عُمرة مَبرورة ، ومائة غَزوَة مع نبيٍّ مرسل إلى أعداء الله وأعداء رَسوله(11) ، يا بشيرُ اسْمعْ وأبلغ مَن احتمل قلبُه : مَن زارَ الحسين عليه السلام يومَ عَرَفة كان كمن زارَ الله في عرشه» . 

10 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالمؤمن ـ رحمه الله ـ عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد الكوفيِّ ، عن محمّد بن جعفر بن إسماعيل العَبديّ ، عن محمّد بن عبدالله بن مِهران(12) ، عن محمّد بن سِنان ، عن يونسَ بن ظَبْيان ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن زارَ قبرَ الحسين عليه السلام يوم عرفة كتب الله له ألفَ ألفَ حَجّةٍ مع القائم ، وألفَ ألفَ عُمرَةٍ مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وعتق ألف ألف نَسمةٍ ، وحملان ألف ألف فَرَسٍ في سبيل الله ، وسَمّاه الله عبدي الصّدّيق آمَن بوَعدي ، وقالتِ الملائكة : فلانٌ صدِّيق ؛ زَكّاه الله مِن فَوق عَرْشه ، وسمّي في الأرض كَروباً»(13) .  

11 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن بشير الدَّهّان «قال : قال جعفر بن محمّد عليهما السلام : من زارَ قبرَ الحسين عليه السلام يوم عرفة عارفاً بحقّه كتب الله له ثوابَ ألفِ حَجّة ، وألفِ عُمْرة ، وألفِ غزوة مع نبيٍّ مرسل ، ومَن زارَ أوَّل يوم مِن رَجَبَ غفر الله له البتَّة» .  

12 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عُبَيد ، عن محمّد بن سِنان ، عن أبي سعيد القَمّاط ، عن بَشّار(14) ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن كان مُعْسِراً فلم يتهيّأ له حَجّة الإسلام فليأتِ قبرَ الحسين عليه السلام ، وليعرّف عنده ، فذلك يجزئه عن حَجّة الإسلام ، أما إنّي لا أقول يجزئ ذلك عن حَجّة الإسلام إلاّ للمُعسِر ، فأمّا الموسِر إذا كان قد حجّ حَجّة الإسلام ، فأراد أن يتنفّل بالحجّ أو العُمرة ومنعه مِن ذلك شغل دنيا أو عائق فأتى قبرَ الحسين عليه السلام في يوم عَرَفة أجزأه ذلك عن أداء الحجّ أو العُمرة وضاعف الله له ذلك أضعافاً مضاعَفَة ، قال : قلت : كم تَعدِل حَجّة وكم تَعدِل عُمْرة؟ قال : لا يحصى ذلك ، قال: قلت : مائة؟ قال : ومَن يحصي ذلك؟ قلت : ألف؟ قال : وأكثر ، ثمَّ قال: وإن تَعدُّوا نعمةَ الله لا تحصوها ، إنَّ الله واسعٌ كريم»(15) .

____________

1ـ التّعريف ـ على ما ذكره الجوهريّ ـ : الوقوف بعرفات ، أي أعمل أعمال عَرَفة من الغُسْل والدُّعاء وغيرهما في يوم عَرَفة عند قبره عليه السلام .

2 ـ أي مطمئن القلب ، ذا يقين في العقائد الإيمانيّة ، أو مَسروراً بالمغفرة والرّحمة ، وقد ذهب عنه الكروب والأحزان . قال في النّهاية : يقال : ثَلِجتْ نفسي بالأمر إذا اطمأنّت إليه وسكنت ، وثبت فيها ووثِقَتْ به . (البحار) وللمولى المجلسيّ (ره) بيانٌ آخر ، راجع الفقيه ج2 ص580 ذيل الخبر 3170 . 

3 ـ قال اُستاذنا الغفّاري ـ أيّده الله ـ : الظّاهر أنّ «أولاد الزّنا» هنا اصطلاحيّ لا لغويّ ، والمراد بهم النُّصّاب اللاّعنين عليّاً عليه السلام الّذين يزعمون أنَّ اللَّعن عليه ـ نستجير بالله ـ عبادة ويتقرّبون به إلى الله تعالى ، مع أنّهم يعلمون بل يعترفون بأنّه أوَّل مَن آمن ، وهو الّذي غسّل رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ودفنه ، وفي بيته نَزَلَتْ آية التّطهير ، فهم والخوارج سواء بل هم أضلّ من الخوارج ، والعجب ممَّن يدافع عنهم ! حتّى يكون فيهم مَن يقول بجواز لَعن لاعِنِ يزيد الملعون الّذي أمر بقتل الحسين وذراري آل محمّد عليهم السلام في أوّل سنة خلافته ، وفي السّنة الثّانية أرسل مسلم بن عُقْبة المُرّي إلى مدينة الرّسول وارتكب ما ارتكب بوقعة الحرّة المشهورة ، وقتل من الموالي ثلاثة آلاف رجل ، ومن الأنصار ألفاً وأربعمائة أو سبعمائة ، ومِن قريش ألفاً وثلاثمائة ودخل جنده المدينة فنهبوا الأموال وسبّوا الذريّة واستباحوا الفروج وحملت منهم ثمانمائة حرّة ، وفي السّنة الثّالثة رمى الكعبة بالمنجنيق ، و و و ، فالمراد بأولاد الزّنا هو وأعوانه في الاصطلاح .

4 ـ تقدّم الكلام فيه ، راجع ص181 ذيل الخبر 1.

5 ـ هو يونس بن يعقوب بن قيس الجلاّب البجليُّ الدُّهنيّ ، اُمّه منيّة بنت عمّار بن أبي معاوية الدّهنيّ اُخت معاوية بن عمّار ، وله كتاب الحجّ ، وما في بعض النّسخ : «عن عمّار» أو «عن حمّاد» تصحيف ، والمراد بابن عمّار : سبط عمّار.

6 ـ في بعض النّسخ : «بنفسه» .

7 ـ استأنف العمل أي أخذ فيه وابتدء ، ومنه الاستيناف أي إعادة الدّعوى في مجلس الاستيناف.

8 ـ تقدّم الكلام فيه راجع ص181 ذيل الخبر 1 ـ كما مرّ.

9 ـ يعني يحفظهم الله مِن ارتكاب الذّنوب ، لا بمعنى أنّهم يرتكبون لكن لا يكتب عليهم ، فإنّ الله تعالى يقول : «وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ» [يس : 12] ، و «مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَيه» [النّساء: 123].

10 ـ يريد به الوقوف بقبره عوضاً عن الوقوف بعرفات.

11 ـ في بعض النّسخ : «إلى أعدى عدوّ له» .

12 ـ الخبر مذكور في التّهذيب ج6 ص56 ح28 وليس في سنده «عن محمّد بن عبدالله بن مهران».

13 ـ أي حافظاً ، حارساً ، مقرّباً . واللّفظ عبراني . قال في القاموس : «الكروبيّون ـ مخفّفة الرّاء ـ : سادة الملائكة» .

14 ـ بشّار ـ بفتح الباء الموحّدة وتشديد الشّين المعجمة ـ ، والظّاهر كونه ابن يسار الضُّبَيْعيِّ الكوفيّ الثّقة .

15 ـ في بعض النّسخ : «واسعٌ عليم».