الباب المائة زيارة أبي الحسن موسى بن جعفر وأبي جعفر محمّد بن عليّ الجواد عليهم السلام

ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز الكوفيّ ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ـ عمّن ذكره ـ عن أبي الحسن عليه السلام «قال : تقول ببغداد :

 «السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّة اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الأَرضِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ بَدا لله في شَأْنِهِ(1) ، أتَيتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ ، مُعادِياً لأَعْدائِكَ ، فَأشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ يا مَولايَ» ، قال : وَادْعُ اللهَ واسأل حاجتك ، قال :

وسلّم بهذا على أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام(2) .

 وقال : إذا أردت زيارة موسى بن جعفر ؛ ومحمّد بن عليٍّ عليهم السلام فاغتسل وتنظّف والبس ثوبيك الطّاهرَين ، وزُرْ قبر أبي الحسن موسى بن جعفر ومحمّد بن عليٍّ بن موسى الرّضا عليهم السلام ، وقل حين تصير عند قبر موسى بن جعفر عليهما السلام :

 «السَّلام عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلماتِ الأَرضِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ بدا لله في شَأنِهِ ، أتَيْتُكَ زائِراً ، عارفاً بحقِّكَ ، مُعادياً لاُعْدائِكَ ، مُوالياً لأولِيائِكَ ، فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ يا مَولايَ» .

 ثمَّ سل حاجتك(3) ، ثمَّ سلّم على أبي جعفر محمّد بن عليِّ الجواد عليهما السلام بهذه الأحرف ، وابدء بالغسل وقل :

 «اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَليِّ الإمام الْبَرِّ التَّقيِّ الرَّضيِّ ، وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوقَ الأرَضِينَ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى ، صَلاةً كَثِيرةً تامّةً زاكِيَةً مُبارَكَةً مُتَواصِلَةً مُتَواتِرَةً مُترادِفَةً ، كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى أحَدٍ مِنْ أولِيائِكَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إمامَ المُؤمِنينَ(4) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ النَّبيِّينَ وَسُلالَةَ الْوَصيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله في ظُلُماتِ الأَرض ، أتَيْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ ، مُعادِياً لأَعدْائِكَ ، مُوالِياً لأولِيائِكَ ، فَأشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ يا مولايَ» .

 ثمّ سل حاجتك(3) فإنّها تقضى إن شاء الله تعالى ،

 قال : وتقول عند قبر أبي الحسن عليه السلام ببغداد ، ويجزىء في المَواطِنَ كلّها(5)

أن تقول : «السَّلامُ عَلى أوْلياءِ اللهِ وَأصفِيائِهِ ، السَّلامُ عَلى اُمناءِ اللهِ وَأحِبّائِهِ ، السَّلامُ عَلى أنْصارِ اللهِ وَخُلَفائِهِ ، السَّلامُ عَلى محالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلى مَساكِنِ ذِكْرِ الله ، السَّلامُ عَلى مَظاهِرِ أمْرِ اللهِ وَنَهْيِهِ ، السَّلامُ عَلى الدُّعاةِ إلىَ اللهِ ، السَّلامُ عَلى المُسْتَقرِّينَ في مَرْضاتِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَى المخْلَصِينَ في طاعَةِ اللهِ(6) ، السَّلامُ عَلى الأدِلاءِ عَلى اللهِ ، السَّلامُ عَلى الَّذِينَ مَنْ والاهُمْ فَقَدْ وَالىَ اللهَ ، وَمَنْ عاداهُمْ فَقَدْ عادَى اللهَ ، وَمَن عَرَفَهُمْ فَقَدْ عَرَفَ اللهَ ، وَمَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ اللهَ ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللهِ ، وَمَنْ تَخَلّى مِنْهُم فَقَدْ تَخَلّى مِنَ اللهِ ، اُشْهِدُ اللهَ أنّي مُسلِم لُكُمْ ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ ، مُؤمِنٌ بِسِرّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ ، مُفَوِّضٌ في ذلِكَ كُلِّهِ إلَيْكُمْ ، لَعَنَ اللهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الجنِّ والإنْسِ ، وَأبْرَءُ إلىَ اللهِ مِنْهُمْ ، وَصَلّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ». .

 وهذا يجزىء في المشاهد كلِّها ، وتكثر من الصَّلاة على محمَّدٍ وآله ، وتسمّي واحداً واحداً بأسمائهم ، وتبرء من أعدائهم ، وتخيّر لنفسك مِن الدُّعاء وللمؤمنين وللمؤمنات.

____________

ـ في بعض نسخ التّهذيب : «يا مريد الله» من الإرادة ، وفي بعضها: «بدأ الله» بالهمزة ، أي : أراد الله إمامته . (ملاذ الأخيار) وفي قوله : «يا من بدا لله في شأنه» كلام ، راجع مرآة العقول ج18 ص304 .

ـ إلى هنا مرويّ في الكافي (ج4 ص578) ، وما بعده مكرّرٌ ، ولعلّ التّكرار في كلام ابن قولُويه من جهة اختلاف الأسانيد . كما أشار إليه في البحار .

ـ أي : سل من الله حاجتك ، فإنّه عليه السّلامُ يشفع لك عنده تعالى.

ـ في بعض النّسخ : «يا وارث النّبيّين».

ـ هذه الزّيارة مرويّ في الكافي (ج4 ص579) مسنداً إلى قوله : «للمؤمنين والمؤمنات» ، وفي التّهذيب ج6 ص115 .

ـ في الكافي والتّهذيب : «على الممحّصين» ، وقال الجوهريّ : «مَحَصْتُ الذّهبَ بالنّار ، إذا خلّصته ممّا يشُوبه ، والتّمحيص : الابتلاء والاختبار» . وفي العيون كما في المتن.