(المجلس الثامن آية من آيات الحسين (ع

القصيدة: للشيخ حمادي بن نوح الكعبي الاهوازي الحي

ت:1325هـ

يا دهرُ شأنك والخلاف فما الحجى      مـتوفرٌ  والـبغيُ فـيك مـوفر

مُـنع ابـن فـاطمة مناسك حجِّه      ويـزيد  يـؤمنه الشراب المسكر

لـو انصفت عرفات دكدك فرعُها      فـقـدانه  مـنها وزال الـمشعر

يـا حجر إسماعيل جاوزك الهدى      مـذبان عن غدك الحسين الأطهر

يـفدي  ذبيحك كبشه وعلى الظما      حـنقا  صـفيُّ الله جـهرا ينحر

اصـفاء زمزم لا صفوت لشاربٍ      وحـشا  الهى بلظى الظما تتفطر

يـروي زلالك واردا وذوو النهى      بـالطف يـرويها النجيع الأحمر

اثـلاثة الـتشريق في وادي منى      لا  تـم فـي واديـك حـج أكبر

هـذي  جـسومُ معاهديك بكربلا      بـقيت  ثـلاثا بـالعرى لا تقبر

يـتشرف الـبيت الحرام بنسكهم      وعـميدهم مـثل الـنسيكة ينحر

فـجسومهم  تحت السنابك موطىٌ      ورؤوسُـهم  فـوق الأسنة تشهر

عقدت  لأطراف الرماح رؤوسُهم      ونـساؤهم بـظهور عُجفٍ تؤسر(1)

 

 (فائزي)

ساق الضعينه احسين من مكه او مشه ابليل      او وحـشه الـكعبة والخلايق دمعها ايسيل

نـاده مـحمد يـا عـزيزي او گرة العين      لا  ويـن گاصـد ما تگلي ابهل سفر وين

او  بـاچر اوگف الـحاج يا سيد المسلمين      والـيـوم يـوم الـترويه يـبن الـبهاليل

گلــه يـخويه گاصـد آنـه الـغاضريه      وآنـي أحـج فـيها وأهـل بـيتي سويه

وان  كـان تـسئل عـن احرامي يا شفيه      ثـوبي الـيسلبونه بـعد ذيـج الاراذيـل

وان  كـان تـسئل عن منى ويَّه الضحايه      كـل اخـوتك بـعد الـذبح تـبگه عرايه

ذولـه الأضـاحي مـا مـثلهم في البرايه      بـعد  الـذبح يـبگون اويلي ابغير تغسيل

وان كـان تـسئل عن المشعر يا عضيدي      اوگف  انـا مـحتار وبـحضني اولـيدي

بـالسهم يـسگونه وهـو يـفحص ابيدي      او دمـه عـلى صدري يخويه والله ايسيل

وان  كـان تـسئل عن حلق راسي يسردال      راسـي  أخـبرك يـرفعونه فـوگ عسّال

او جـسمي يـظل مرمي بعد ذبحي بلرمال      او صدري الكعبه اعلى الثره وتطوفها الخيل


(أبوذية)

اگول ابيقضتي اولا هَجَر بالطف      تـكمل الناس حج البيت بالطف

وانه محرم صبحت اليوم بالطف      احـج  كـعبة ذبـيح الغاضريه


آية من آيات الحسين (ع)

عن هند بنت الجون قالت: نزل رسول الله (ص) بخيمة خالتي ومعه أصحاب له فكان من أمره في الشاة ما قد عرفه الناس فقال ـ من القيلولة ـ في الخيمة هو وأصحابه حتى أبرد، وكان اليوم قايظا شديدا حره، فلما قام من رقدته دعا بماء فغسل يديه فأنقاهما ثم مضمض فاه ومجه على عوسجة كانت إلى جنب خيمة خالتي ثلاث مرات واستنشق ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا وذراعيه ثلاثا ثم مسح برأسه ما أقبل منه وما أدبر مرة واحدة ثم غسل رجليه ظاهرهما وباطنهما، والله ما عاينت أحدا فعل ذلك ثم قال: إن لهذه العوسجة شأنا ثم فعل من كان معه من أصحابه مثل ذلك، ثم قام فصلى ركعتين فعجبت أنا وفتيات الحي من ذلك، وما كان عهدنا بالصلاة ولا رأينا مصليا قبله فلما كان من الغد أصبحنا وقد علت العوسجة حتى صارت كأعظم دوحة عالية وأبهى وقد خضد الله شوكها ووشجت عروقها وكثرت أفنانها وأخضر ساقها وورقها ثم أثمرت بعد ذلك فأينعت بثمر كان أعظم ما يكون من الكمأة في لون الورس المسحوق ورائحة العنبر وطعم الشهد والله ما أكل منها جائع إلا شبع ولا ظمآن إلا روي ولا سقيم إلا برئ ولا ذو حاجة وفاقة إلا استغنى ولا أكل من ورقها بعير ولا ناقة ولا شاة إلا سمنت ودرَّ لبنها قرأينا النماء والبركة في أموالنا منذ يوم نزل (ع) وأخصبت بلادنا وأمرغت فكنا نسمي تلك الشجرة (المباركة) وكان ينتابنا من حولنا من أهل البوادي يستظلون بها ويتزودون من ورقها في الأسفار ويحملون معهم لأرض القفار فيقوم لهم مقام الطعام والشراب!

فلم نزل كذلك وعلى ذلك حتى أصبحنا ذات يوم وقد تساقط ثمارها واصفر ورقها فأحزننا ذلك: ففزعنا من ذلك فما كان إلا قليل حتى جاء نعي رسولالله (ص) فإذ هو قد قبض ذلك اليوم فكانت بعد ذلك تثمر ثمرا دون ذلك في العظم والطعم والرائحة، فأقامت على ذلك نحو ثلاثين سنة.

فلما كان ذات يوم أصبحنا وإذا بها قد شاكت من أوهلا إلى آخرها وذهبت نضارة عيدانها وتساقطت جميع ثمراتها فما كان إلا يسير حتى وافى خبر مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فما أثمرت بعد ذلك لا كثيرا ولا قليلا وانقطع ثمرها، ولم نزل نحن ومن حولنا نأخذ من ورقها ونداوي به مرضانا ونستشفي به من أسقامنا فأقامت على ذلك برهة طويلة.

ثم أصبحنا ذات يوم فإذا بها قد انبعث من ساقها دم عبيط، وإذا بأوراقها ذابلة تقطر دما كماء اللحم!! فقلنا قد حدثت حادثة عظيمة، فبتنا ليلتنا فزعين مهمومين نتوقع الحادثة! فلما أظلم الليل علينا سمعنا بكاء وعويلا من تحت الأرض وجلبة شديدة ورجة وسمعنا صوت نائح يقول:

أيا ابن النبي ويا ابن الوصي      بـقية  سـاداتنا الأكـرمينا

وكثر الرنين والأصوات فلم نفهم كثير مما كانوا يقولون فأتانا بعد ذلك خبر قتل الحسين (ع) ويبست الشجرة وجفت وكسرتها الأرياح والأمطار فذهبت ودرس أثرها.

قال عبد الله بن محمد الأنصاري: فلقيت دعبل بن علي الخزاعي في مدينة الرسول (ص) فحدثته بهذا الحديث فلم ينكره، وقال: حدثني أبي عن جدي عن أمه سعدى بنت مالك الخزاعية أنها أدركت تلك الشجرة وأكلت من ثمرها على عهد علي بن أبي طالب (ع) وأنها سمعت ليلة قتل الحسين (ع) نوح الجن فحفظت هذين البيتين:

يـابن  الشهيد ويا شهيداً عمُّه      خـير  العمومة جعفرُ الطيار

عـجبا لمصقول أصابك حدُّه      في الوجه منك وقد علاه غبارُ

قال دعبل: فقلت في قصيدة لي تشتمل على هذين البيتين:

زر  خـير قـبرٍ بالعراق يُزارُ      وأعص  الحمار فمن هاك حمار

لِـم لا أزورك يا حسين لك الفدا      قـومي  ومن عطفت عليه نزار

ولك المودة في قلوب ذوي النهى      وعـلى  عـدوِّك مـقتةٌ ودمار

يـابن  الـشهيد ويا شهيداً عمُّه      خـير الـعمومة جـعفر الطيار

عـجبا  لـمصقول أصابك حده      فـي الوجه منك وقد علاه غبار(2)

 

أقول: المصقول هو السيف والقاتل يقول مخاطبا الإمام الحسين (ع) أنت ابن أمير المؤمنين شهيد المحراب وعنك جعفر الطيار فأنت من أطهر أسرة أما كان ذلك حاجزا بينك وبين القوم من ان يقتلوك؟ قتلوك ولكن ألأعجب كيف تجرأ السيف عليك فأصابك بحده في وجهك الأنور وكيف تبقى على الأرض حتى يغطي الغبار وجهك!!

 

(تخميس)

طبت يا مُدلجا جسور المهار      عج على طيبةٍ ربوع الفخار

نـاد  فـيها بلوعةٍ وانكسار      قـوّضي يـا خيا عليا نزار

فـلقد قُـوِّض العماد الرفيع


(تخميس)

نـاحَ  في قبره عليه النبيُّ      وبـكت فـاطمٌ لـه وعليُ

فـلينح  غـالبٌ له وقُصيُّ      ودعـي  صكة الجباه لويُّ

ليس يُجديك صكُّها والدموعُ


(مجردات)

بـيـت الـمكارم والـمعالي      ظـل امـن ابو السجاد خالي

او  مـن بعد نوره البي يلالي      عــادت ايـامـه كـالليالي

او  بس بيه حرم فاجده الوالي      او زينب تنادي ابصوت عالي

بـعدك يـبو الـيمه اشبگالي      مـن غـبت عن عيني يوالي

اصـبحت حـال اضيم حالي


 (مجردات)

بـيت المجد والكرم والجود      الما  خابت اضيوفه والوفود

والـلي يگصده امولَّه ايعود      منه ويهل دمعه اعله الخدود

يـلگا وحش والباب مسدود      ومنشوره فوگ ابيارغ السود

أذلـك  أجـر الـمصطفى وجزاؤه      على الفعل منكم حين يجزي ويؤجر

فـلله  رزء فـي الورى جل وقعه      بـه  فـجع الـهادي النبي وحيدر

وفـاطـمة الـزهراء ثـاكلةٌ بـه      وحـمزةُ والـطيارُ في الخلد جعفر


 (تخميس)

ذُبـح السبطُ يا لك الله يوما      فـهلمّي يا كرامَ الناس قوما

واطلُبي الثأرِ أو تنالين لوما      وامـلئي العين يا أميةُ نوما

فحسينٌ على الصعيد صريعُ

ــــــــــــــ

(1) ـ أدب الطف ج8، ص203.

(2) ـ مقتل الإمام الحسين (ع) ج1 للشيخ المحمودي.