المجلس الثاني الإمام علي بن الحسين (ع) وفاجعة كربلاء

القصيدة: للشيخ محسن أبو الحب الكربلائي

ت:1305هـ

فـار  تـنور مـقلتيَّ فـسالا      فـغطى السهل موجه والجبالا

وطَـفَت  فـوقه سفينهُ وجدي      تـحمل  الـهم والأسى أشكالا

عصفت  من شراعها وهو نار      عـاصفات الضنا صباً وشمالا

فـهي تجري بميزد غير ساجٍ      تـرسل الحزن والأسى إرسالا

فسمعت الضوضاء من كل فج      كـلُّ لـحنٍ يـهيج الإعـوالا

قـلت مـاذا عرى أميم فقالت      جـاء  عاشور واستهل الهلال

قـلت  مـذا عـليَّ فيه فقالت      وبـك  جـدد لـحزنه سربالا

لا أرى كـربلاء يسكنها اليوم      سوى  من يرى السرور محالا

سـميت كـربلاء كي لا يروم      الكرب منها إلى سواها ارتحالا

فـاتـخذها لـلحزن دارا وإلا      فـارتحل لا كفيت داءً عضالا

أيـها  الحزن لا عدمتُك زدني      حـرقةً فـي مصابه واشتعالا

لـست ممن تراه يوما جزوعا      تـشتكي عـينه الـبكاء ملالا

أنـا والله لـو طحنت عظامي      واتخذت  العمى لعيني اكتحالا

مـا  كـفاني وليس إلا شفائي      هـزة  تـجفل الـعدى إجفالا

فتكة الدهر بالحسين إلى الحشر      عـلـينا  شـرارُهـا يـتوالا

ما  اكتفت بالنفوس بذلا إلى أن      أتـبـعتها الـنساءَ والأطـفالا (1)

(هجري)

هـل شـهر عاشور بين هل على الشيعة الحزن      كـل فـرد تـلگاه يـلطم عـالسبط بيه او يون

كـل  فـرد تـلگاه يـلطم لابس اثياب الأحزان      نـاصب الـمأتم او يـبچي ابكل بلد وبكل مكان

على امصاب المات ظامي او ظل رميه بلا اكفان      حگه  لو يبچي الشيعي على امصابه او بس يحن

مـا جـره بالناس گبله او لا جره عگبه مصاب      ظـل  ثـلث تـيام مرمي أبو اليمه اعله التراب

عگب  مـا جـدَّم اخوته والأهل ويه الأصحاب      عـمت  عـيني او ظل عگبهم بالحراير ممتحن

شـرد اعـدد لـك يـشيعي من مصايب هلشهر      بـيه أبـو فاضل تگنطر عمت عيني اعله النهر

صاح خويه الحگ عضيدك واعتنه محني الظهر      شـاف چفـينه بَـروها اشـلون أحواله اشتظن

 شـرد اوصـفلك شـهر عاشور يا شيعي اشبعد      مـن  وگف سـبط النبي او عاين لعد ذاك الولد

صـاح  عـالدنيه الـعفه بويه انمرد مني الچبد      مـن  عگب مـوتك حـياتي يالولد هم او حزن

او من نظر جسام مرمي اعله الثره ابحر الصعيد      امگطـعه  اوصاله الشفيه اشصار بحوال الشهيد

صاح  يا جاسم عفتني او صرت من بعدك وحيد      ريـت عـمك گبـل مـوتك يـالمدلل مـندفن

بـعد اخبرك من مصايب كربله امصاب الفضيع      مـن حـمل الحسين بيده واعتنه ابذاك الرضيع

اشـلون  رد للخيم مرمي الحنجره السهم النجيع      او  شـافته امه او گلبها اعله الطفل ظل منسحن


الإمام علي بن الحسين (ع) وفاجعة كربلاء

روي في الدمعة الساكبة بأسناده عن أبي جعفر (ع) قال كان علي بن الحسين (ع) يقول: ايما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين (ع) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا.

أقول وهذا البكاء قد جسده الإمام علي بن الحسين (ع) نفسه فلم يزل باكيا دهره كله.

فقد روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال إن زين العابدين (ع) بكى

على أبيه أربعا وثلاثين سنة صائما نهاره قائما ليله فإذا حضر الإفطار جاء غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه فيقول: كل يا مولاي فيقول (ع) أأكل وقد قتل ابن رسول الله جائعا؟! أأشرب وقد قتل ابن رسول الله عطشانا فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبل طعامه من دموع عينيه ويمزج شرابه من دموعه فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل(2)

ما رأى الماء سائغ الشرب إلا      مـزجته الـعيون دمعاً سخينا

كيف  يَهنى بسائغ الماء شُربا      والـبهاليلُ  قد قضوا ظامئينا

حـرّموا  لـذة الفرات شرابا      وهـو  بـالماء يـستلذُّ معينا

إن من ينظر الجسوم الزواكي      كـأضاح  أبـادها الجازرونا

وبنات  الرسول تعدو انذعارا      كـقطاً هاج سربها القانصونا

كيف لا يألف الحنين ويقضي      مـدة الـعمر بـاكيا محزونا


وقيل: إن أبا حمزة الثمالي كان كلما دخل على الإمام زين العابدين يراه يبكي، فقال له: سيدي أما آن لحزنك أن ينقضي ولبكائك أن يقل؟ فقال ان يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم (ع)، كان نبيا ابن نبي له اثني عشر ولدا فغيب الله واحدا منهم فشاب رأسه من الحزن واحدوب ظهر من الغم وذهب بصره من البكاء، وابنه حي في دار الدنيا وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي صرعى مقتولين فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي. فقال سيدي القتل لكم عادة وكرامتكم من الله الشهادة. فقال: وهل سبي النساء لنا عادة؟ يا أبا حمزة والله ما نظلت إلى عماتي وأخواتي إلا ذكرت فرارهن في البيداء من خيمة إلى خيمة والمنادي ينادي أحرقوا بيوت الظالمين(3)

 

(فائزي)

گلـبي يـبز حـمزة تراهو اتفطر او ذاب      مـثل  الـمصيبه اللي دهتنه محد انصاب

ذيچ  الأقـمار الـلي ابـمنازلنه يزهرون      والـليل كـله مـن الـعباده مـا يهجعون

سـبعه  او عـشره عاينتهم كلهم اغصون      فـوگ  الـوطيه امطرحين ابحر الاتراب

او لو شفت جسم اللي على المسناة مطروح      وذاك  الـشباب اللي بصبح العرس مذبوح

او  لـو شفت الأكر ما لمتني ابكثرة النوح      مـا  خـلتنله كـربلا شـيب ولا شـاب

بـعيني  نظرت احسين بيده الطفل منحور      وامـه  الـرباب اتـعاينه ودموعها اتفور

وگلـوبنه فـتها بـونينه او عـينه اتدور      وكـل  مـا طـلع منه بدر للمعركه غاب

ومـصيبة الـلي هـيجت حـزني عـليه      عـاينب صـدر احـسين تحت الاعوجيه

 او  حرگوا اخيمنه او سيروا عمتي سبيه      شحچي يبو حمزه او شعدد من هالمصاب

مـا نـكست راسـي لجل ذيچ الصناديد      مـا گصـروا بـالغاضريه زلزلوا البيد

نكسه الراسي ادخول زينب مجلس ايزيد      حـسرى او من نوح اليتامه راسها شاب

وكيف لا يبكي وقد شاهد ما      بـكت له عين السماء بدما

ــــــــــــــ

(1) ـ أدب الطف ج6 ص54.

(2)ـ عاش الإمام علي بن الحسين بعد مقتل أبيه (ع) مدة أربع وثلاثين سنة.

(3)ـ الخبر وما تقدمه منقول من كتاب الدمعة الساكبة ج5، ص165.