المجلس الحادي عشر الإمام الحسين (ع) يستغفر لمن يبكي عليه

القصيدة: للحاج مجيد العطار الحلي

ت:1342هـ

شهرَ   الحرمِ  فاتك  العُذرُ      أوجعت قلب الدين يا شهر

فكأنّ  شيمتك الخلافُ على      آل   النبيِّ  وشأنك  الغدر

يا شهر هل لك عندهم تِرَةٌ      أنى  وعندك  كم  لهم وتر

لا  أبيضّ  يوم  بعد  نازلة      منها   يكاد   الدمع  يحمر

غَشِيَت  هلالك  منه غاشيةٌ      بالطف يكسف عندها البدر

أطيب  عيشٍ  وابن فاطمةٍ      نَهَبَت حشاه البيض والسمر

تا  الله  لا  أنساه مضطهدا      حتى  يَضُمَّ  عظامي  القبر

ومشردا  ضاق  الفضاء به      فكأنَّ   لا  بلدٌ  ولا  مصر

مُنِعَ   المناسك  أن  يؤدِّيها      بمنى  فكان قصاءها النحر

أفديه     مستلما    بجبهته      حجرا  إذا  هو فاته الحجر

أو  فاته  رميُ  الجمارِ فقد      أذكى  لهيب  فؤاده  الجمر

الله    أكبر    أيُّ   حادثةٍ      عظمى  تَحيّرَ عندها الفكر

هذا  حسين  بالطفوف لُقى      بلغت   به   آمالها  صخر

أمِنَ  المروءة  أن  أسرتكم      دمهم    لآل   أميةٍ   هدر

أمِنَ  المروءة  أن رؤوسهم      مثل  البدور  تقلها  السمر

أين  الإباء  وذي حرائركم      بالطف  لا سجفٌ ولا خدر

أسرى على الأكوار حاسرةً      بعد  الحجال  يروعها أسر(1)

 

(مجردات)

عگب  الخدر والعز والحجاب      وابيوت أهلنه او ذيچ الأطياب

نوگف    يساره    بينالأجناب      واحنه   حراير  داحي  الباب

الما   يوم  شفنه  عتبة  الباب      تالي  ابغرب  والدمع  سچاب

يا  ضيمنه  او  فرگنه الغياب      الظلت  ضحايه  فوگ التراب


الإمام الحسين (ع) يستغفر لمن يبكي عليه

روي أن الإمام الصادق (ع) كان إذا هل هلال عاشوراء اشتد حزنه وعظم بكاؤه على مصاب جده الحسين (ع) والناس يأتون إليه من كل جانب ومكان يعزونه بالحسين ويبكون وينوحون على مصاب الحسين (ع) فإذا فرغوا من البكاء يقول لهم: أيها الناس اعلموا أن الحسين حي عند ربه يرزق من حيث يشاء وهو دائما ينظر إلى موضع عسكره ومصرعه ومن حل من الشهداء وينظر إلى زواره والباكين عليه والمقيمين العزاء عليه وهو أعرف بهم

وبأسمائهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنازلهم في الجنةوانه ليرى من يبكي عليه فيستغفر له ويسأل جده وأباه وأمه وأخاه أن يستغفروا للباكين على مصابه والمقيمين عزاءه ويقول لو يعلم زائري والباكي عليّ ما له من أجر عند الله تعالى لكان فرحه أكثر من جزعه وأن زائري والباكي عليّ لينقلب إلى أهله مسرورا وما يقوم من مجلسه إلا وما عليه ذنب وصار كيوم ولدته أمه(2).

ولله در الشاعر:

تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ      لكنما  عيني  لأجلك  باكية

تَبتلُّ  منكم  كربلا  بدم ولا      تَبتل  مني بالدموع الجارية


وإليكم أيها الباكون النائحون على مصاب المولى أبي عبد الله الحسين (ع) مثالا من الباكين على إمامنا المظلوم ذلك هو زيد المعروف بالمجنون ـ لكنه العاقل حقا ـ الذي رأى قبر الحسين يحرث من قبل جيش المتوكل وبعدها رأى ما صنعه المتوكل عندما ماتت له جارية كان يحبها حيث بنى قبة على قبرها، نعم أخذ هذا النائح الباكي يقول مازجا كلماته بدموع عينيه كما يقول الراوي: فلما نظر زيد إلى ذلك ازدادت أشجاعه وتصاعدت نيرانه وجعل يلطم وجهه ويمزق اطماره ويحثو التراب على رأسه وهو يقول: وا ويلاه عليك يا حسين أتقتل بالطف غريبا وحيدا ظمآنا شهيدا وتسبى نساؤك وبناتك وعيالك وتذبح أطفالك ولم يبك أحد من الناس عليك وتدفن بغير غسل ولا كفن وأنت ابن علي المرتضى وابن فاطمة الزهراء ولم يزل يبكي وينوح حتى غشي عليه(3).

أسفي لذاك الشيب وهو مضمَّخٌ      بدمائه   والطيبُ   منه  يفوحُ

أسفي لذاك الوجه من فوق القنا      كالشمس  في أفق السماء يلوح

أسفي  لذاك الجسم وهو مبضَّع      وبكل   جارحةٍ   لديه  جروح


وكأني بزينب تخاطب أخاها عند الرحيل عن كربلا:

(مجردات)

ياهو    الأودعنه   يطيبين      منكم  يهالنومه او مطاعين

كلكم  عليه  اعزاز يحسين      والمن   أهلن  دمعة  العين

لو  بينه  طوَّح حادي البين      منهو   اليباريها   الخواتين

واتكلفت    يحسين   بثنين      عليل  او يتامه مالها امعين

وآنه ارد اودعنك او ماشين      واسلّم  على امگطع الچفين


(أبوذية)

اسعرت نيرانكم بالگلب واجرت      او مثلها ما شفت يحسين واجرت

اشكم  عين العليكم بچت واجرت      ابدمع   من   دم  يعز  الهاشميه

أخي كيف أمشي في السباء مضامةً      وأنت   بأسياف   الاعادي  موزَّعُ

وكيف اصطباري إن عدانا ترحَّلت      وجسمُك في قفرٍ من الأرض مودع

وحولك  صرعى  من  ذويك أكارمٌ      شبابٌ   تسامت   للمعالي  ورضَّ

ــــــــــــــ

(1) ـ الباليات ج4، ص82.

(2) ـ المنتخب ص39

(3) ـ المنتخب ص341.