(المجلس الأول الحسين (ع) عند قبر جده رسول الله (ص

القصيدة: للسيد جعفر الحلي

ت:1315هـ

وجـه الـصباح عليَّ ليلٌ مظلمُ      وربـيع أيـامي عـليَّ مـحرم

والـليل  يـشهد لي بأني ساهرٌ      إن  طـاب للناس الرُقاد فهوَّموا

قـلقا  تُـقلبني الهموم بمضجعي      ويـغور فكري في الزمان ويُتهم

من  لي بيوم وغىً يشبُّ ضرامه      ويـشيب فـود الطفل منه فيهرم

فـعسى أنال من التراث مواضيا      تـسدي  عـليهن الدهور وتُلحم

او مـوتةً بـين الصفوف احبها      هـي  دين معشري الذين تقدموا

مـا خـلت أن الدهر من عاداته      تروى الكلابُ به ويُظمى الضيغم

ويُـقدَّم  الأمـويُّ وهـو مؤخر      ويـؤخَّر الـعلويُّ وهـو مـقدَّم

ويُـضيِّق  الدنيا على ابن محمد      حـتى تـقاذَفَه الـفضاءُ الأعظم

خـرج الحسين من المدينة خائفا      كـخروج مـوسى خـائفا يتكتم

وقـد  انجلى عن مكةٍ وهو ابنها      وبـه  تـشرفت الحطيمُ وزمزم(1)

 

(فائزي)

گوّض اضعونه امن المدينه بو علي اوشال      ويـاه صـفوه مـن هـله شـيالة احمال

گوَّض اضـعونه امن المدينه اوشال بالليل      ويَّـاه  صـفوه من هله شدَّت على الخيل

او  زيـنب تعاين للوطن وادموعها اتسيل      اتـنادي ابـجمعنه انـعود لو يتبدل الحال

اشـمالچ يـزينب عندچ ارجال او تخافين      گبـل الـمصيبه بـالهظم والـذل تحسين

واشـلون  حالچ لو مشوا كلهم عن احسين      واحـسين  تـالي السلف هم اتوسد ارمال

او صـرت تـنخين ابـهلچ مـا ينتخولچ      اولا يـستطيعون الـنهوض او يوصلونچ

واطـفال عـندچ والـحريم اتلوع حوالچ      الله  يـساعد حـالتچ مـا بـين الأنـذال


(أبوذية)

الحرب شدت يبو فاضل وحلها      او بعد ما ينطب امن الدم وحلها

الـشريعه  سيطر اعليها وحلها      يـراعي  الـزود يالكلك حميَّه


 (أبوذية)

لزينب بيده ابو فاضل دربها      كفيل او كامت ابعزمه دربها

اشلون ابكربله العسكر دربها      واخوها اعله النهر نايم رميه


الحسين (ع) عند قبر جده رسول الله (ص)

لما طلب منه البيعة يزيد ورفضها (ع) رفضا قاطعا عزم على ترك المدينة والتوجه إلى مكة لكنه قبل ذلك خرج إلى قبر جده رسول الله (ص) شاكيا مما ألم به من مصائب وهموم فصلى ركعتين بجواره، ولما فرغ من صلاته رفع يديه بالدعاء، وبعد الدعاء، جعل يبكي بكاء شديدا حتى الصباح ثم نام على القبر الشريف، وإذا به (ع) يرى فيما يرى النائم ان جده رسول الله قد أقبل ومعه كتيبة من الملائية، ورعيل من الأنبياء عن يمينه وعن شماله وبين يديه حتى ضم الحسين إلى صدره، وقبَّل ما بين عينيه وقال: حبيبي يا حسين كأني أراك عن قريب مرملا بدمائك مذبوحا بأرض كرب وبلاء بين عصابة من أمتي وأنت مع ذلك عطشان لا تسقى وظمآن لا تروى، وهم مع ذلك يرجون شفاعتي يوم القيامة، لا أنالهم الله شفاعتي.

حبيبي يا حسين إن أباك وأمك وأخاك قدموا علي وهم مشتاقون إليك وإن لك في الجنان لدرجات لن تنالها إلا بشهادتك. فجلع الحسين (ع) في منامه ينظر إلى جده ويقول: يا جداه لا حاجة لي في الرجوع إلى الدنيا فخذني إليك، وأدخلني معك في قبرك(2).

 (مجزوء الرمل)

ضـمَّني عندك يا جدَّاهُ في هذا الضريح      عـلَّني  يا جدُّ من بلوى زماني أستريح

ضاق يا جداه من رحبِ الفضا كل فسيح      فـعسى طـود الأسى يندكُّ بين الدكتين

جدُّ صفو العيشِ من بعدك بالأكدار شيب      وأشـاب الـهم رأسي قبل إبان المشيب

فـعلا  مـن داخـل القبر بكاءٌ ونحيب      ونـداءٌ  بـافتجاعِ يـا حبيبي يا حسين

سـتذوق الـموت ظلما ظامياً في كربلا      وسـتبقى  فـي ثـراها ثـاوياً منجدلا

وكـأني بـلئيم الأصـل شـمر قد علا      صـدرك الطاهر بالسيف يحزُ الودجين


(نصاري)

وصل ويلي الگبر جده او بچه حسين      يـودعه  والـدمع يـهمل من العين

هـوه فوگ الضريح وصاح صوتين      يـجدي امـفارجك غـصبن عـليه

يـجدي  ابوسط لحدك ضمني اوياك      تـراني  الـضيم شفته عگب عيناك

يگلـه  يـا حـبيبي وعـدك اهناك      تــروح او تـنـذبح بـالغاضريه

تـروح  او تـنذبح يحسين عطشان      وتبگه اعلى الأرض مطروح عريان

ويـظل جـسمك لـعند الخيل ميدان      ولا تـبگه امـن اضـلوعك بـجيه

أيـقتل السبط ظمآنا ومن دمه      تُروى الصوارم والعسالة الذُبُلُ

لهفي  لزينب تسعى نحوه ولها      قلبٌ تزايد فيه الوجود والوجل

ــــــــــــــ

(1) ـ مثير الأحزان ص99 للشيخ شريف الجواهري وفي الدرر المثور ص308.

(2) ـ نفس المهموم ص72/73 عباس القمي.