المجلس الأول مسلم بن عقيل (ع) على باب دار طوعة

القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي

ت:1359هـ

خـان الـزمان بـنا فـشتتنا كما      خـانت  بنو صخر ببيعة (مسلم)

لـم  أنـسه بـين العدى وجبينُه      كـالبدر  فـي ليل العجاج المظلم

أفـديه مـن بطل مهيب إن سطا      لــف الـجموع مـؤخا بـمقدَّم

شـهم  نـمته إلـى البسالة هاشم      والـشبل لـلأسد المجرب ينتمي

حـتى إذا مـا أثـخنوه بـالضبا      ضربا وفي وسط الحفيرة قد رمي

جاؤوا  إلى ابن زياد فيه فمذ رأى      لـلقصر  قـد وافـاه غـر مسلم

قال اصعدوا للقصر وارموا جسمه      ومـن  الـوريدين اخضبوه بالدم

صـعدوا  بـه للقصر وهو مكبَّل      تـجري دمـاه من الجوارح والفم

قـتلوه  ظـامٍ لـم يُـبل فـؤاده      أفـيده مـن ظـام الحشا متضرِّم

دفعوه من أعلا الطمار إلى الثرى      فـتكسرت  مـنه حـنايا الأعظم(1)

 

(نصاري)

يمسلم وين ذاك اليوم عمَّك      يجيك ايعاينك غارج ابدمَّك

وحـيد او مـحَّد من الناس يمك      غـريب  ابـهل بلد مالك تچيه

يـمسلم ويـن ذاك اليوم عباس      يـجيك بـشيمته ومفرع الراس

او يـشوفك يـوم صـابك نذل      وهويت من الگصر فوك الوطيه


 (بحر طويل)

مـن دارت عليه الگوم او من صارت عليه لمه      كـون احـسين يـو عباس يسمع نخوته او يمه

ومن ضربوه على راسه او جسمه اتخضب ابدمه      مـثل مـا خـضبوه بالدم يردها امخضبه ابدمها

مـقتول او غريب الدار ما من صايحه الصاحت      عـليه اشـلون أبو طاهر ولا من نايحه الناحت

غـيرتها  وحـميتها مـن عـدها العدى راحت      لا نـاعي لـخوته الـراح يـندبها او يـحشمها


(أبوذية)

عـدوك  كيف يا مسلم تجاره      ابـحبل جسمك يشدونه تجاره

لـمصابك دمـع عيني تجاره      او عليك الروح يا مسلم شجيه


مسلم بن عقيل (ع) على باب دار طوعة

ذكر أرباب السير أن مسلم بن عقيل بايعه ثمانية عشر ألفاً من أصل الكوفة ولكنه ما إن دخلها عبيد الله بن زياد وهدد الناس وتوعدهم وصار يبحث عن مسلم تفرقوا عنه. قال المفيد في الإرشاد: كانت المرأة تأتي ابنها

وأخاها فتقول انصرف الناس يكفونك ويجيء الرجل إلى أخيه وابنه فيقول غدا يأتيك أهل الشام فما نصنع بالحرب والشر انصرف فيذهب به فينصرف فلم يبق معه سوى عشرة أنفس فدخل مسلم المسجد ليصلي المغرب فتفرق العشرة عنه فلما رأى ذلك خرج وحيدا في دروب الكوفة حتى وقف على باب امرأة يقال له طوعة فرأها مسلم فسلم عليها، وردت عليه السلام، فقال: اسقني فسقته ودخلت إلى بيتها وخرجت فرأت مسلماً جالسا على باب دارها قالت: يا عبد الله ألم تشرب الماء؟ قال: بلى، فقالت له: فاذهب إلى أهلك فسكت ثم أعادت القول ثانية فسكت مسلم فقالت له أصلحك الله لا يصلح لك الجلوس على باب داري ولا أحله، قال: يا أمة الله مالي في هذا المصر أهل ولا عشيرة فهل لك أجر ومعروف أن تضييني سواد هذه الليلة، ولعلي مكافئك بعد هذا اليوم؟ قال: من أنت؟ قال: أنا مسلم بن عقيل(2) (وا مسلماه، وا سيداه، وا غريباه) وهكذا بقي وحيدا فريدا غريبا؟!

 

(مجردات)

يگلـها  او عـينه مـستدبره      لا  أهـل عـندي ولا عشيره

غريب  او عماتي ابغير ديره      او مثل حيرتي ما جرت حيره

انـه  مـسلم الـفاجد نصيره


(نصاري)

اجـت  ليه العفيفه واسجته ماي      وگالـت  گوم شنهو گعدنك هاي

لا  تگعـد يروحي وماي عيناي      گوم او روح لهلك چا هلك وين؟

ونّ ونـه ايتگطع منها الفواد      يـهل حره هلي ما هم بالبلاد

غريب الدار واهلي عني ابعاد      وين  اهي هلي ما هم جريبين

اظن مسلم وغيرك موش مسلم      هـله  وكل الهله ولعَلَلي لخدم

انـه طوعه يبعد الخال والعم      كـثير  اهـلا يعز الهاشميين


(أبوذية)

انـه مسلم وعندچ ضيف هاليل      افرحت طوعه ومنها الدمع هليل

على رحب اوسعه والوجه هاليل      بـسرور اتـفضل ومـنه عليه


فأدخلته إلى بيتها وفرشت له وعرضت عليه العشاء ولم يتعش ولم يقض في بيتها تلك الليلة حتى أخذ أسيراً إلى عبيد الله بن زياد مثخنا بالجراح تنزف الدماء من جسده الشريف.

(أبوذية)

يـحيدر  لحگ المسلم وشلها      عـليه هجمت الماتنزد وشلها

تدري  ادموعنه صفت وشلها      او ناره ابكل گلب ظلت سريه


وأكثر من ذلك أنهم رموه من أعلى القصر وسحبوا جثته في أزقة الكوفة والمنادي ينادي عليها بالهوان:

 

عـاده  الـيستجير ايـكون يـنجار      وعـن قـتله حـليف الشرف ينجار

مـثل مـسلم صـدگ بالحبل ينجار      وتـتنومس  ابـقتله اعـلوج امـيه

فإن كنت لا تدرين ما الموتُ فانظري      إلـى  هـاني في السوق وابن عقيل

ــــــــــــــ

(1) ـ ديوان شعراء الحسين ص180.

(2) ـ الدمعة الساكبة ج4 ص216. إرشاد المفيد. اللهوف لابن طاووس.