(المجلس الثالث رعاية الحسين للقاسم ابن الحسن (عليهم السلام

القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي

لا  تـركننَّ إلـى الـحياة      إن الـمصير إلـى الممات

واعـمل  وكـن مـتزودا      بـالـباقيات  الـصالحات

واغـنم  لـنفسك فـرصةً      تـنجوبها  قـبل الـفوات

واذكــر ذنـوبك مـوقنا      أن  لا سـبيل إلـى النجاة

إلا  بـحبِّ بـني النبي ال      مـصطفى  الـغرِّ الـهداة

جــار  الـزمان عـليهم      ورمـاهـم  بـالـفادحات

هــذا  قـضى قـتلا وذا      ك  مـغيبا خـوف العدات

بـعض بـطيبة والـغري      قـضى  وبـعضٌ بالفرات

ظــامٍ  تـجرِّعه الـعدى      صـاب  الردى بالمرهفات

لــم  أنـس إذ تـرك ال      مـدينة  خـائفا شر الطغاة

ونـحـا  الـعراق بـفتية      صـيدٍ  ضـراغمةٍ حـماة

كحبيب والليث ابن عوسجةٍ      حـلـيـف  الـمـكرمات

والـقـاسم بـن الـمجتبى      حـلو الـشمائل والصفات

ذاك الـذي يـوم الـوغى      كـأبيه  حـيدر في الثبات

ورث الإبـا والـعزَّ مـن      آبـائـه الـصـيد الأبـاة

ولـقد  بنى يوم الطفوف      عـلى  الـمنية لا الفتاة

حـنـائـه دم نـحـره      والـشمع  أطراف القناة

والـبيض غـنت للفاف      بـأرؤس الـصيد الكماة

والسمر ترقص والهلاهل      مـن صـهيل الصافنات

لـهفي  عـلى وجـناته      بـدم الـجبين مخضبات

جـاء  الـحسين به إلى      خـيم  الـنساء الثاكلات

فـخرجن ربات الحجال      مـن  المضارب باكيات

يـنـدبنه لـهفي عـلى      تـلك  الـنساء النادبات(1)


(مجردات)

يـبني امـهنه ابطيب نومك      عـريان  وامـسلبه اهدومك

حـر  الشمس غير ارسومك      لـو  تنشره ابروحي لسومك

ويـن  الـذي ياخذ اعلومك      لبوك الحسن واهلك او گومك

اويـلاه  يـلغسلك ادمـومك


(مجردات)           

يـبني  العتب وياك شيفيد      يا  نور عيني افراگك إبعيد

يـا  مهجتي يا فرد يا حيد      يبني امن ابنها الوالده اتريد


(أبوذية)

لـيالي  اسهرت ربيتك وعدلك      وحـسب  للعرس يبني وعدلك

أثـاري  الـنوب تاليها وعدلك      تعوف العرس وآنه ابگه ابعزيه


(أبوذية)

حـنينك يـا گلـب المن تحنَّه      عـلى  الـعريس البدمه تحنه

مـا  تدري ابضلع رمله تحنه      اعله ابنها او تجذب الونه خفيه


رعاية الحسين للقاسم ابن الحسن (عليهم السلام)

توفي أبوه الحسن (ع) وكان له من العمر أربع سنين فرباه عمه الحسين (ع) فكان له الولد العزيز المدلل فقد كان يحبه حبا شديدا ولم يذكر: أن الحسين عند وداع أحد من أهل بيته غشي عليه من شدة البكاء حتى عند وداع ولده وفلذة كبده علي الأكبر شبيه رسول الله (ص) فإنهم قالوا عند وداعه: ان الحسين أرخى عينيه بالدموع ولكنهم قالوا لما خرج القاسم واقبل على عمه يستأذنه في القتال نظر إليه الحسين فلم يملك نفسه دون أن تقدم إيه واعتنقه وجعلا يبكيان حتى غشي عليهما(2).


أيـها  العمُّ رخصةً لي لاطفي      لـهباً  مـنه يستجير الضمير

فـأجاب  الـحسين إنَّ بك ال      طرف قريرٌ وخاطري مسرور

أنت  لي عن أخي الذخيرة ير      عاها ضميري وحبي المذخور

كـيف  أرضى بأن أقدِّم للذبح      نـجما  بـه الـوجود مـنير

كـيف ألـقى أمَّا حنونا وهل      مـثلي في مثل موقفي معذور

قـال يا عمُّ فالدفاعُ عن الدين      إذ ريـع شـرعه الـمنصور

فبكا ثم ضمَّه السبط حينا      ثم ولى كما تهبُّ النسور


أقول: هذه ساعة اعتنق فيها الحسين ابن أخيه القاسم ثم ودعه فنزل إلى الميدان، وساعة أخرى اعتنقه وهو مشقوق الهامة مثخن بالجراح. ساعد الله قلبك أبا عبد الله وأنت ترى وديعة أخيك الحسن مغسلا بدمائه سيدي ما كنت تقول وأنت تحمله إلى الخيمة؟ قال بعضهم: كان الحسين (ع) يبكي عند رأسه وينادي يا بن أخي أنت الوديعة.


(تخميس)

يـقول يـا عـمُّ يومٌ زاد واتره      وقـلَّ فـيه لدى الشدات ناصره

من للزكي لعرس المجد يحضره      يـا ساعد الله قلب السبط ينظره

فرداً ولم يبلغ العشرين في العمر


فلما سمعت النساء صراخ الحسين أقبلن إليه وهن يبكين لاطمات تتقدمهن أمه رملى وعمته زينب، فلما وصلن إليه ألقين بأنفسهن عليه وأمه تنادي وا ولداه وا قاسماه:

(مجردات)

يـبني يـجاسم جيت أشمك      وبدمعي امش اجروح جسمك

دگعـد يـمن لا ظـلت أمك      ظـل گلبي يبني ايحوم يمك

يـالحنتك  مـن فيض دمك      يـالفدوه  اروحن لك ولسمك


(مجردات)

يـبني  شده بالي اصوابك      يـبني  وحك فرگة اغيابك

صاب الگلب يبني الصابك


 (مجردات)

شـلفايده ويـاك يـبني      انـه الوالده هين تذبني

مهو ارباك يمدلل اتعبني      ردتك  عليَّ البيت تبني


(أبوذية)

ردتـك  مـا ردت دنيه ولا مال      اتحضرني لو وگع حملي ولا مال

يـجاسم خـابت اظنوني والآمال      عـند الـضيج يبني اگطعت بيه


(أبوذية)

جـرح  جـسام ابگلـبي من يلمني      او على امصابه امن ابچي من يلمني

گلـت عـندي الـكبرتي من يلمني      او  خـذه مـني الزمان او گطع بيه

***

بـنيَّ  فـي لـوعةٍ خـلفت والـدةً      ترعى  نجوم السما في الليل بالسهر

ــــــــــــــ

(1) ـ ديوان شعراء الحسين للإيرواني.

(2) ـ مقتل الخوارزمي ج2 ص27.