(المجلس الخامس نداء العباس لأخيه الحسين (ع

القصيدة: للسد راضي بن السيد صالح القزويني النجفي

ت: 1285هـ

أبـا  الفضل يا من أسس الفضل والإبا      أبـي الـفضل إلا أن تـكون لـه أبـا

تـطـلبت أسـبـاب الـعلى فـبلغتها      ومــا كـل سـاع بـالغٌ مـا تـطلبا

ودون احـتمال الـضيم عـزٌّ ومـنعةٌ      تـخَّـيرت أطـراف الأسـنة مـركبا

لـقد خـضت تـيار الـمنايا بـموقفٍ      تـخـال بــه بـرق الأسـنة خـلبا

وقـفت  بـمستنِّ الـنزال ولـم تـجد      سوى الموت في الهيجا من الضيم مهربا

إلـى  أن وردت الـموت والموت عادةٌ      لـكم عـرفت تـحت الأسـنة والضبا

ولا  عـيب فـي الحرِّ الكريم إذا قضى      وقـلـباً  عـلى حـرِّ الـضما مـتقلبا

بـنفسي الـذي واسـى أخـاه بـنفسه      وقــام  بـما سـنَّ الإخـاء وأوجـبا

رنــا ظـاميا والـماء يـلمع طـاميا      وصـعد أنـفاسا بـها الـدمع صـوبا

ومــا هـمـه إلا تـعـطُّش صـبيةٍ      إلــى الـمـاء أوراهـا الإوام تـلهبا

لــم  أنـسـه والـماء مـلأ مـزاده      وأعـداه  مـلأ الأرض شـرقا ومغربا

ومـا ذاق طـعم الـماء وهـو بـقربه      ولـكـن رأى طـعـم الـمنية أعـذبا(1)


(مجردات)

يعباس أخوك احسين وحده      بـالكون والعسكر مضهده

او فگدك يخويه الحيله هده      دگعـد يخويه الظهره شده

ترضه  نظل عگبك ابشده      مـعذور يـالمگطوع زنده

او  محنه على امتونه تبده


(أبوذية)

فـضل  عـباس ما ينعد وجوده      ضوه  لحسين يوم الطف وجوده

انحنه  من طاحن اچفوفه وجوده      او بعده احسين صاح انگطع بيه


نداء العباس لأخيه الحسين (ع)

روي أن أبا الأعور السلمي ملك المشرعة في معركة صفين ومنع أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) من شرب الماء فشكى أصحاب الإمام من العطش فأرسل (ع) فوارس لكشف الأعور وأصحابه عن الماء فلم يتمكنوا ورجعوا خائبين فضاق صدره (ع) فقال له ولده الحسين (ع) أمضي إليه يا أبتاه فقال امض يا ولدي فمضى مع فوارس منهم أخوه أبو الفضل العباس (ع) وكان في النصف الأول من العقد الثاني من العمر فهزموا أبا الأعور وأصحابه وبنوا خيامهم عند الماء ثم أتى الحسين أباه وأخبره فبكى (ع) فقيل له ما يبكيك يا أمير المؤمنين وهذا أول فتح بوجه الحسين قال صحيح يا قوم ولكن سيقتل عطشانا بطف كربلاء حتى تنفر فرسه وتحمحم وتقول الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها(2).

وفي المنتخب أيضا: كان العباس عونا وعضدا لأخيه الحسين في الحروب والغزوات وكان الحسين (ع) يلقبه بكبش الكتيبة:


عـباس  كبش كتيبتي وكنانتي      وسريُّ قومي بل أعزُّ حصوني


ولهذا كان الحسين (ع) لا يرضى أن يبرز العباس إلى القتال لأنه حامل اللواء وقائد العسكر وهو عضدالحسني وكان العمود الفقري لأخيه ولا أدري كيف حال الحسين عندما سمع نداء أبي الفضل، أخي أبا عبد الله أدركني؟ يقول حميد بن مسلم: ركب الحسين جواده وحمل على قلب الميدان وهو يقول أين تفرون وقد قتلتم أخي حتى إذا دنا من مصرعه ترجَّل وتناول شيئا من الأرض وصار يقبله، فحققت النظر وإذا هي إحدي كفي أخيه العباس ولما وقف عليه ورآه بتلك الحالة وضع الحسين يده على خاصرته وصاح: أخي أبا الفضل الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي وشمت بي عدوي.


قـطعوا  يـديه وطـالما مـن كـفه      ديـم الـدما قـد أمـطرب ثـجاجها

أعـمود أخـبيتي وحـامي حـوزتي      وسـراج لـيلي إن فـقدت سـراجها

***

لـهفي  لـه إذ رأى الـعباس منجدلا      فـوق الـصعيد سـليبا عـافر البدن

نادى بصوتٍ يديب الصخر يا عضدي      ويـا مـعيني ويـا كـهفي ومؤتمني

عـباس  قد كنت لي عضبا أصول به      وكـنت  لـي جـنةً من أعظم الجنن

عباس هذي جيوش الكفر قد زحفت      نـحوي  بثارات يوم الدار تطلبني

بـقيت  بـعدك بـين القوم منفردا      أقـلب الـطرف لا حـامٍ فيسعدني

نـصبت  نفسك دوني للقنا غرضا      حـتى مضيت نقيَّ الثوب من درن


(نصاري)

يـخويه  ايـست سـكنه امن الماي      تـجي  يمي يخويه او توگف احذاي

يخويه امن العطش رادت تجي اوياي      او تگلـك ويـن وعـدك يـا مشكر

يـخـويه مــا درت لـنك رمـيه      وهــي بـرجواك تـسجيها أمـيَّه

يـخويه امـنين اجـت لـيك المنيه      او  تگضي بالعطش والشمس والحر

يـخـويه لـيش هـلساعه عـفتني      غـبت  عـني يـخويه او ضيعتني

مـهو  افـراگك شعب گلبي او فتني      ونـارك بـالگلب يـا خـوي تسعر

***

كـسرت ظـهري وقلَّت حيلتي وبما      قـاسيت سرَّت ذوو الأحقاد والضغن

تـموت ظـامي الحشا لم تُرو غلتها      فـي الحرب رياً فليت الكون لم يكن               

ــــــــــــــ

(1) ـ أدب الطف ج7 ص195.

(2) ـ المنتخب.