(المجلس الرابع بين القاسم وعلي الأكبر (عليهما السلام

القصيدة: للسيد صالح الحلي

يـا  دوحة المجد من فهرٍ ومن مضر      قد جف ماء الصبا من غصنك النضر

يـا درّةً غـادرت أصـدافها فـعلت      حـتى غـلت ثـمنا عن سائر الدرر

قـد  غـال خسف الردى بدر الهدى      فـيا نـجوم الـسما من بعده انتثري

حـلو الـشبيبه يـا لهفي عليه ذوى      مـن  بـعد إيـناعه بـالعز والظفر

خـضابه الـدم والـنبل الـنثار وقد      زفـته  أعـدائه بـالبيض والـسمر

مـا اخـضرَّ عارضه ما دبَّ شاربه      لـكن جرى القدر الجاري على القدر

فـاغـتال مـفرقه الأزديّ بـمرهفه      فـخـرَّ  لـكن بـخدِّ مـنه مـنعفر

إن يـبكه عـمه حـزنه لـمصرعه      فـما  بـكى قـمرٌ إلا عـلى قـمر

يـا سـاعدة الله قـلب السبط ينظره      فـردا  ولـم يبلغ العشرين في العمر

لابـن  الـزكيِّ ألا يا مقلتي انفجري      مـن  الدموع دما يا مهجتي انفطري

مـا  كـنت آمل أن أبقى وأنت على      وجه الصعيد ضجيع الصخر والحجر

مـرملا مـذ رأتـه رمـلةٌ صرخت      يا  مهجتي وسروري يا ضيا بصري

بني  تقضي على شاطي الفرات ظماً      والـماء  أشـربه صـفوا بـلا كدر(1)

 

(تجليبة)

آيـبـني  شگول اعـلـيك آيـبني      دولـبـني  زمـاني بـيك دولـبني

دولـبني  زمـاني بـيك يـا سـلوه      اشـولن انـساك وانسه ايامك الحلوه

اشـهل بـلوه الـمثلها ما سدت بلوه      آيـبـني  لـعند الـموزمه اتـذبني

تـذب الـيك تسعه امن الشهر شالت      او نـالت مـن ثجيل الحمل ما نالت

أمــك جـابتك يـمدلل او حـالت      يـوم الـبي صـرت يا شبل شيبني

شـيبني  اصـيارك والـهدم حـلي      هـز مـهدك يـشمامه او سهر ليلي

مـنك خـابت امـك لـيش يا ويلي      آخـر  مـا گلـت حگها او تطالبني

اتـعبني  او سگمـني وغيره اللوني      وعلى صدري ربيت او مهدك امتوني

حسبت  احساب واحسابي طلع دوني      عـلى راسـي البيت اتشيده او تبني

تـبني  الـبيت لـمك والجعيده امك      تصابحني  او تجيب الواجب ابصمك

ريـت الگبـر ضمني گبل ما ضمك      الـموت  الموت يبني اوياك يرغبني

يـرغبني  الكر سني او شوفي ازهيد      حـيلي راح مـني والـجريب ابعيد

يـبني مـن تـجي الشبان يوم العيد      صـار  الـنوح يـوم العيد يطربني

يـبني الافـجدات اكثرهن امختلفات      مـا تـدري تـموت أم الولد لو مات

يبني  ارباي وينه او سهر ليلي الفات      يـبني  لـيش مـا تگعـد تحاسبني


بين القاسم وعلي الأكبر (عليهما السلام)

قيل إن الحسين (ع) لما جاء بالقاسم إلى الخيمة، التي فيها جثمان علي الأكبر، طرحه إلى جنبه، فجعل ينظر إلى وجه الأكبر تارة وينادي وا ولداه واعلياه، وتارة ينظر إلى وجه القاسم وينادي وا ولداه وا قاسماه، تاركا بينهما فراغا لرجل ثالث كان ذلك الفراغ للحسين الذي جلس بينهما حتى طال بقاؤه بينهما، وكان أم الأكبر وأم القاسم تنتظران خروجه، لأنهن يستحين من الحسين (ع) أن يندبن ولديهما وهو حاضر. لذلك جئن إلى زينب وطلبن منها أن تذهب وتطلب من الحسين (ع) أن يفسح لهن المجال ليقضين وطرا من الكباء على الشباب.

فجاءت زينب إلى الحسين (ع) قائلة: أخي أبا عبد الله ساعدك الله على هذه المصيبة، أبا عبد الله هذه أم القاسم وأم علي الأكبر يردن الدخول إلى الخيمة للبكاء على قتلاهن وهن يستحين منك. فقال الحسين (ع): إن المصيبة والرزء أكبر فليأتين، وليندبن قتلاهن.

عند ذلك التفتت الحوراء زينب وصاحت يا ليلى ويا رملى هلممن للبكاء والعويل(2).

 

(نصاري)

طبَّنب من طلع من خيمته احسين      او مـا تدري الصايح گبر امنين

حـكهن  لـو بچن ويهملن العين      كـل مـنهن ولـيها امـوزعينه

رمـله اتـصيح يـوليدي يجاسم      عـمت عـيني على التربان نايم

تـردلي  من الحرب ظنيت سالم      او  لـن جسمك ابدمه امخضبينه

والأكـبر يـمَّه ليله اتصيح يبني      دحـاچيني  ترى امصابك كتلني

مـا تـسمع يـبعد الروح وني      أظـن الـنفس گلـبك گاطعينه

شباب اثنين ما وصلوا العشرين      او كل واحد امن أمه طرَّه البين

ليله  اتصيح اجتنه كربله امنين      عـسن  لـلطف يرمله لا لفينه


(أبوذية)

يخويه اصغاركم خلصت والاكبار      عسن  لا صرت بالدنيه والاكبار

وشـوف  الـقاسم موذر والاكبر      الـكل مـنهم عـلى الغبره رميه


(نصاري)

علامت اوليدي امحنه الايدين      او  مـطعون بـفاده طعنتين

وسالت  ادموعه على الخدين      او بـعده شـباب او ما تهنه


(أبوذية)

يـبني  مـا ذكـرت أمك وحنيت      عفتني امن انطبگ ظهري وحنيت

يـجاسم  خـضبت شيبي وحنيت      ابـدمك  يـا شـباب الـغاضريه

***

فـلهفي عـلى ذاك الـمحيا معفرا      ولـهفي  على تلك الخدود النواعم

ــــــــــــــ

(1) ـ ديوان شعراء الحسين.

(2) ـ عددة الخطيب ج1، فاضل الحياوي.