المجلس السابع الوصول إلى كربلاء

القصيدة: للشيخ هاشم بن مروان الكعبي

ت: 1231هـ

إن  تـكن كـربلا فحيوا رباها      واطـمئنوا  بـها نـشمُّ ثراها

والـثموا  جوَّها الأنيق على ما      كان في القلب من حريق جواها

واغـمروها  بأحمر الدمع سقيا      فـكرام الـورى سـقتها دماها

وبـنفسي  مودِّعون وفي العين      بـكاها  وفـي الـقلوب دماها

ركبُهم والقضا بأضعانهم يسري      وهـادي الـردى أمـام سُراها

والـمسامي مـن خلفهم نادباتٍ      والـمعالي مـشغولةً بـشجاها

وكـأنـي  بـهـاعشية ألـقى      سبط خير الورى الركاب لداها

يـسأل الـقوم وهو أعلم حبتي      بـعد  لأيٍ أن صرحوا بسماها

إنـها كـربلا فـقال اسـتقلوا      فـعلينا  قـد كـرَّ حـتم بلاها

وبـها تُـهتك الـكرائم مـنها      ورؤوس الـكرام تـعلوا قناها

فأجاب  الجميع عن صدق نفسٍ      أجـمعت أمرها وحازت هداها

لا نـخليك أو نـخلي الأعادي      تـتخلى  رؤوسـها عن طلاها

أو  تـنال الـسيوف منا غداها      أو  تُـروي السيوف منا ظماها(1)

 

(مقاصير بحر الطويل)

شـال  احسين من طيبه      او  گلـبه زايـد الهيبه

او زيـنب طلعت ابهيبه      وابـو فـاضل اليحميها

گصـد  كربله ابيا حاله      دمـعه اعله الوجن ساله

يـدري اهـناك چتـاله      او بـعد لـعياله يسبيها

يـسبي  اعـياله الخدر      او تمشي بالشمس والحر

او  عـليها الناس تتفكر      او زجـر تالي اليباريها

او يركبوهن على الهزل      إبـعدوها  الحرم تتوسل

بـين  الـناس لا تدخل      تِـسَتر الـوجه بـيديها


الوصول إلى كربلاء

قال الراوي: كان الطرماح بن عدي يحدو بقافلة الحسين (ع) إلى كربلاء وكان يرتجز ويقول:

يا ناقتي لا تذعري من زجري      وامـض بنا قبل طلوع الفجر

بـخير  فـتيان وخـير سفر      آل رســول الله آل الـفخر

السادة البيض الوجوه الزهري      الـطاعنين  بـالرماح السمر

الـضاربين  بـالسيوف البتر      حـتى تـجلَّلى بـكريم الفخر

الـماجد الـجدِّ رحيب الصدر      أصـابـه الله لـخـير أمـر

أيِّـد  حـسينا سيدي بالنصر


قال أبو مخنف: وساروا جميعا إلى ان أتوا أرض كربلاء فوقف فرس الحسين من تحته فنزل عنها وركب أخرى فلم تنبعث من تحته خطوة واحدة يمينا وشمالا ولم يزل يركب فرسا بعد فرس حتى ركب سبعة أفراس وهو على هذا الحال فلما رأى الإمام (ع) ذلك الأمر الغريب قال: يا قوم ما يقال لهذه الأرض؟ قالوا: أرض الغارضية. قال: فهل لها اسم غير هذا؟ قالوا: تسمى نينوا. قال: هل لها اسم غير هذا؟ قالوا: تسمى كربلاء فقال: قفوا ولا ترحلوا فهاهنا والله مناخ ركابنا وهاهنا والله سفك دمائنا وهاهنا والله هتك حريمنا وهاهنا والله قتل رجالنا وهاهنا والله ذبح أطفالنا وهاهنا والله تزار قبورنا وبهذه التربة وعدني جدي رسول الله ولا خلف لقوله(2).

 

قالوا تسمى كربلا فتنفس الصعدا      وقــال هـاهنا حـول فـناء

حـطوا الرحال فذا محط خيامنا      وهـنا يـكون مصارع الشهداء

حـطوا الرحال فذا مناخ ركابنا      وبـهـذه  والله سـبي نـسائي

وبـهذه الأطـفال تـذبح والنسا      تـعلو عـلى قـتبٍ بغير وطاء

وبـهذه  تـتفتت الأكـباد مـن      حـرِّ الـظما وحرارة الرمضاء

وبـهذه  والله تـسلبني الـعدى      وتـجول خـيلهم على أعضائي

وبـهذه نـهب الـخيام وحرقها      وبـهذه  حـرمي تـقيم عزائي


 (فائزي)

سـبط الـرسول ابـكربله اتحير نجيه      او  نـادى شسم هلگاع يليوث الحريبه

گالـوا يـبو السجاد اسمها الغاضريات      ولـها  اسـم عند الخلايق شط الفرات

مـع  نـينوى والعگر يا سيد السادات      گلـهم وگلـبه امـن الوجد يسعر لهيبه

بالله شـسمها غـير هـاذي يا صناديد      گالوا  اطفوف او كربله يا ابن الاماجيد

گلـهم دنزلوا غير هذي الأرض ما ريد      او گولـوا لـزينب تـستعد الهلمصيبه

حطوا ظعنه ابهل فضا او نصبوا خيمنه      وبـهاي  يـسباع الحرب نزلوا حرمنه

مـعلوم  عندي ابهل أرض ينسفك دمنه      مـوعود  بيها وعدي امن الله او حبيبه

انچان  هـاذي كـربله بـشروا ابلايه      ونـزلوا تـره لاحـت علامات المنايه

لازم  ابـجانب هـلنهر نگضي ظمايه      او اجـسادنه تـبگه على الغبره سليبه

كم  شاب ما يهنه ابشباب ايضل معفور      كـلنه  ابثراها انظل عرايه مالنا اگبور

هاذي مصارعنه ووعدنه ابيوم عاشور    او تبگه حرمنه نادبه ابدمعه سچيبه


أقول إن كل ما أخبر به الإمام الحسين (ع) قد تحقق حيث قتلت الرجال وذبحت الأطفال وأحرقت الخيام وسبيت النساء ولهذا لما التقى الإمام زين العابدين (ع) مع جابر بن عبد الله الأنصاري كان يبكي ويقول له: يا جابر: هاهنا قتلت رجالنا يا جابر هاهنا ذبحت أطفالنا يا جابر هاهنا أحرقت خيامنا.

 

(نصاري)

يگلـه اهنا يجابر طاح الحسين      وانصاره او هله ابهاي الميادين

يحابر واحرگوا حتى الصواوين      ومـن الحرم سلبوا حتى الهدوم


(أبوذية)

كسير  او محد الگلبي يجابر      عـن  احسين لا تنشد يجابر

او تدري بالگدر حكمه يجابر      هـذي عـيلته الچانت سبيه

فلو أن موتا يشتري لاشتريته      وعـيشي بعد الظامنين منكد

ــــــــــــــ

(1) ـ ديوان الكعبي ص12.

(2) ـ الدمعة الساكبة ج4 ص251/256.